Translate

الاثنين، أكتوبر 13، 2025

كلمة حول أحداث هذا اليوم العظيم/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 كَلِمةٌ حوْلَ أحداثِ هذا اليومِ العظيمِ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


                ثَوْرَةُ شعوبِ أورُوبا وأمريكا اسْتِنكارًا لمواقفِ حُكَّامِهم من الْحرْبِ على غزَّةَ كَانتِ الْعُنصُرَ الْفَعَّالَ، وَالْعامِلَ الْمُؤَثِّر، والْفاعِلَ الْأَصْلِيَّ الذِي حَمَلَ حكوماتِهمْ على تَغْيِيرِ مَوَاقِفِها، وتَسَبَّبَ فِي تَلاشِي خَوْفِها مِنَ الْإقْدامِ علَى شَجْبِ واسْتنكارِ حرْبِ الْإبادةِ الْإِسراءِيليةِ، 


هذِهِ الشعوبُ بِمُثَقَّفِيهَا ومُتَدَيِّنِيها وتَنظيماتِها الِاجتماعيةِ الْمُخْتلفةِ تَسْتَحِقُّ كلمةَ شكْرٍ، وعِرْفانٍ، وتَقديرٍ،

فَمُظَاهراتُها الْعارِمةُ ضَرَبتْ منظومةَ السياسةِ الغربيةِ التقليديةِ فِي الصميمِ، وبَدَّلَتْ عَقِيدَتَها الدبلوماسيةَ، ومَنْهجيّتَها في التعاملِ مع الواقعِ الدولِيِّ الْمتغيرِ بِاسْتمرارٍ،


كذلكَ تَداعِيَاتُ الْحَرْبِ الأوكرانيةِ التي استنزَفَتْ أوروبا، وغَيَّرَت تَّرَاتُبَ أَوْلويَّاتِ السياسةِ الأمريكيةِ، وأَلْجأتْها إلى تَسميةِ وزارةِ دِفاعِها وزارةَ الْحَرْبِ، 


إِنَّ مَا جرَى الْيومَ مِنْ أَحْدَاثٍ عظيمةٍ تُعْتَبرُ عظيمةً لِّغَرَابَتِها، ولِمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ حيْرَةٍ وَرِيبَةٍ، وكَمِثالٍ على ذلكَ إِجْبارُ رئيسِ أمْرِيكا رَئيسَ وزراءِ إسراءيلَ على الْقوْلِ عَلَنًا بِأنَّ الْحرْبَ انتَهَتْ! وتَضَمَّنَ خِطابُهُ مَا يَشِي بِأنَّ على إسراءيلَ مِنَ الْيَوْمِ تَجْرِبةَ التَّعايُشِ السلْمِيِّ معَ الدولِ الْمُحيطةِ بِها بَعيدًا عَنِ الِاسْتِغاثةِ بِأمريكا والتَّوَكُّلِ عليها، 


فَأمريكا لِسانُ حالِها الْيومَ: نَفْسِي! نَفْسِي! إِذْ تُواجِهُ خَطَرَ الِانقِسامِ، وتَمُرُّ بِتوتُّرٍ سِياسيٍّ بيْنَ الجمهوريين والديمقراطيينَ لمْ تَمُرَّ بِمِثْلِهِ قَطُّ، وتواجِهُ ديونًا تَعوقُ اقْتِصادَها، إضافةً إلى تراجعِ اعتمادِ الدولارِ في صفقاتٍ دوليةٍ مهمةٍ، والْمُنافسةِ الشرسةِ مِنَ الصِّينِ،

فَهِيَ تَسْتَغِلُّ بِذَكاءٍ مِّنْها أو بِغْفلةٍ مِن العربِ والمسلمينَ مَا بَقِيَ فِيهَا مِن ذَمَاءٍ لِتُرْهِبَ الْعربَ والمسلمينَ وتَجْبُرَهم على القبولِ بِإسراءيلَ! مِثْلَ الْمُحْتَضَرِ يُلْقِي بِوصِيَّتِهِ، ومَنْ حَوْلَهُ لَا يَفطِنُونَ بِأنَّهُ فِي مراحِلِ النزْعِ الْأَخِيرِ قَدْ أوْشَكَ أنْ يُّغَرْغِرَ، 


إِنَّ الْهَيْبةَ تَجْعَلُ مَنْ حوْلَكَ يُنَزِّهُونَكَ عَنِ الْعوارِضِ الْبشريةِ مِن ضُعْفٍ وَخَرَفٍ وموْتٍ، 

ومَعَ أنَّ هَيْبةَ الأنبياءِ على نَبِيِّنَا وعليهمُ الصلاةُ والسلامُ لا تُقاسُ بِهيبةِ غَيْرِهم بِحالٍ؛ فإنَّ هيْبةَ سيدِنا سليمانَ على نبيِّنا وعليهِ السلامُ جعلَتِ الْجِنَّ لا يستطيعونَ التحققَ مِن موتِهِ عليه السلامُ إِلى أنْ خَرَّ، 

قال اللهُ تَعالى: "فلمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلمونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ"!


لا قيمةَ لِتَعَهُّدَاتِ الْغَرْبِ والشرْقِ، ولا لِمواثيقِهمْ، فَكَيفَ يَفِي قَوِيٌّ مُّتَغَطْرِسٌ لِّضَعِيفٍ مُّسْتَكِينٍ؟ 

وربَمَا يَصْحُو كَبيرُهمْ يَوْمًا مَّا ذَا مِزَاجٍ مُّتَكَدِّرٍ لَّا يُعَدِّلُهُ إِلَّا قَنبَلةُ عاصمَةٍ أَوْ عاصمتيْنِ لا يَهمُّهُ إن كانَ زَعِيمَاهُمَا مِمَّنْ حَضرَ التوقيعَ أو غابَ عنْهُ، 

ولولَا أننا سَمِعْنَا كلامًا ثمَّ رأينَا فِعْلًا يُناقِضُهُ، ولولا أنَّنَا رأينا ذلكَ مَرَّاتٍ وكرَّاتٍ؛ لَقُلْنَا خِلافَ هذا الْقولِ.

ليست هناك تعليقات:

في رثاء فقيد التقى والزهد والفضل السيد عبدالله بن الداه بن عبد الفتاح

 يقول إبراهيم بنُ موسى ِبن الشيخ سِيدِيَ يَرْثِي فقيدَ التُّقى والفضلِ والزهدِ السيد عبد الله بن الداه بن عبد الفتاح رحمهُ اللهُ تعالى: عَلَ...