فقدت الديمقراطية زخمها وألقها وجاذبيتها
عند مريديها ومعتقدي مِلّتِها بعد التدخل المباشر من الدول الكبرى وإلغائها لخيارات
الشعوب في كل من فلسطين السليبة ومصر وغيرهما ،فاتضح لكل ذي بصيرة أن الاستعمار لم
يرحل منه عن أوطاننا إلا اسمُه ،وأن الإرادة الحرة لا تزال عَلَقَةً في رحم
الأمنيات ،
لن ننتظر المثالية والتجرد من قوى
استعمارية لا تؤمن بهما ولا تريد من غيرها أن يؤمن بهما ،فعقيدتُها قائمةٌ على فلسفة
النفعية ( البرغماتية ) ،وقيمةُ الإنسان عظيمةٌ ما دامت خادمةً لمصالحها أو لم تتعارضْ معها
،وإلا فإزهاق أرواح ءالاف مؤلفة من البشر خدمةً لمصلحة محددة عملٌ مبررٌ ولا يستحق
مجرد رد فعل عاطفي ،مثال ذلك المجازرُ الرهيبةُ التي حدثت في مصر هذه الآونةَ وما
يحدث في فلسطين ودول مستضعفة كثيرة
لا
مانع من التفاعل مع الأحداث المستجدات ،ولا ضير من مشاركة العامة حماسهم البريء
في هذه الأجواء الحالمة ،ولكن يجب أن نستصحب معنا دائما وفي كل الأحوال حقيقةَ
أننا لم نتمكن بعدُ من الخروج من قبضة القوى المستعمرة ،ولن نتمكن من ذلك ما بقينا
أسرى للجهل والتخالف والتخلف وضيق الأفق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيدِيّا