Translate

صفحة الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديَّ الكبير رحمهما الله تعالى

















الثلاثاء، أغسطس 09، 2016


الخاتم المديحي البديع للشيخ سيد محمد




قدم الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى لخاتمه الشعري المديحي البديع فقال رحمه الله تعالى ورضي عنه ورضي عنا به آمين

هذا الخاتم منهله الميم ،وله موارد أربعة ،يرد مع كل منها أربعة أبيات ،وتصدر منه أربعة أخر ،فتَحَصَّل من ذلك أنه من ضرب أربعة في أربعة فالخارجُ ستةَ عشرَ بيتا وقلما تخلو أحرف الموارد من التصحيف والتحريف أو هما معا ،وأول الأبيات مغنى الصبابة.. وآخرها والحمد لله انتهى كلامه هنا رحمه الله تعالى

وتبسيط الخاتم يجعله على هذا النظم البديع الذي قلَّ أن يقدر على مثله أحد ،وهو




مَغْنَى الصَّبَابَةِ أَدَّى بِي إِلَى الصَّمَمِ...سِيَّانِ مَن لَّامَ أَوْ مَنْ هُوَ لَمْ يَلُمِ

مُلِثُّ دَمْعِي جَرَى لَمَّا وَقَفْتُ عَلَى...رَبْعٍ بِسِقْطِ اللِّوَى مَا فِيهِ مِنْ أَرِمِ
مَغْنَاهُ أَنكَرْتُهُ لَوْلَا مَعَالِمُهُ...وَقَلَّ ذُو حَيْرَةٍ يُهْدَى بِلَا عَلَمِ
مِلْ عَنْ هُدَى الشُّعَرَاءِ الْعُمْيِ نَحْوَ هُدَى...طَهَ الْأَمِينِ وَقُلْ مَهْمَا دَعَا نَعَمِ
مَغْنَاهُ مِنْ حُبِّ إِثْبَاتِ الْقُدُومِ لَهُ...نفَيْتُ إتْيَانَ مَغْنَى عَزَّةٍ بِلَمِ
مُلَبِّيًا دَاعِيًا ،لَمَّا اعْتَصَمْتُ بِأَن...لَّبَّيْتُهُ لَمْ أُسَمْ خَسْفًا وَلَمْ أُرَمِ
مَرُؤْتِ يَا طَيْبَ مِن مَّغْنًى وَطِبْتِ هَوًى...إِذْ حُزْتِ بِالضَّمِّ رَفْعَ الْمُفْرَدِ الْعَلَمِ
مُلْعُ الْمَطِيِّ ارْتِيَاحًا إِن نَّحَتْكِ تَجُدْ...بِمُنتَهَاهُ بِلَا حَثٍّ وَلَا نَغَمِ
مُغْنٍ لَّنَا دِينُهُ عَن دِينِ مَن ثَلَمتْ...سُيُوفَهُم مِّنْهُ أَسْيَافٌ بِلَا ثَلَمِ
مَلَّتْ عِدَاهُ فَطَاعتْ عَنْوَة ً حَذَرًا...مِمَّا جَرَى قَبْلُ فِي عَادٍ وَفِي إِرَمِ
مَرْءٌ غَدَا الْمَلَأُ الْأَعْلَى لَهُ مَدَدًا...مِن كُلِّ عَادِيَةٍ مَّنصُورَةِ الْعَلَمِ
مُلْعُ الْمَفَاوِزِ جَابَتْهَا قَنَابِلُهُ...وَسُقْنَ أَسْرَى مُلُوكَ الْأرْضِ كَالنَّعَمِ
مَعْنِيُّ جَحْفَلِهِ يَرْتَاعُ مُحْتَلِمًا...مِنْهُ كَمَا ارْتَاعَ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَلِمِ
مُلَّتْ كُبُودُ الْعِدَى غَيْظًا عَلَيْهِ كَأَن... جَمِيعُهَا فِي لَظَى قَبْلَ الْجَزَاءِ رُمِي
مَرْئِيُّ رَحْمَتِهِ إِن كُنتَ ذَا عُجَرٍ...أَوْ عُلْمَةٍ تُشْفَ مِنْ عُجْرٍ وَمِنْ عُلَمِ
مُلْغًى بِهِ نَهْجُ أَرْبَابِ الضَّلَالِ غَدَا...وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مُولِي الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ




يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنا وعنهما




لِيَهْنِكَ مِن سَعْدِ السُّعُودِ طُلُوعُ...وَجَدٌّ لَّهُ بِالْمَكْرُمَاتِ وُلُوعُ


تَيَقَّظَ مِن نَّوْمِ الشَّبِيبَةِ وَالصِّبَا...عَلَى حِينَ شُبَّانُ الْجُدُودِ هُجُوعُ


عَنَتْكَ بِهِ بَيْنَ اللِّدِينَ عِنَايَةٌ...وَزَانَتْكَ عَنْهُمْ خَشْيَةٌ وَخُشُوعُ


عَصَيْتَ الْهَوَى فِي طَاعَةِ اللهِ نَاشِئًا...وَعَاصِي الْهَوَى لِلهِ جَلَّ مُطِيعُ


فَطِب بِّالذِي تَرْجُوهُ نَفْسًا وَلَا تَكُن...جَزُوعًا فَمَا نَالَ الْمَرَامَ جَزُوعُ


وَبِالنَّفْسِ فَارْفُقْ إِنَّ مَنْ أَنتَ عَبْدُهُ...بَصِيرٌ بِأَحْوَالِ الْعِبَادِ سَمِيعُ


أَيَادِيهِ تَهْمِي لِلْعِبَادِ وَحِصْنُهُ...عَزِيزُ الْحِمَى لِلْمُحْتَمِينَ مَنِيعُ


تَشَفَّعْتَ بِالْقَوْمِ الذِينَ هُمُ هُمُ...لَدَى اللهِ مِنْهُمْ لَا يُرَدُّ شَفِيعُ

وَبَايَعْتَهُمْ إِذْ بِعْتَ نَفْسَكَ مِنْهُمُ...فَلِلهِ بَيْعَاتٌ لَّهُم وَبُيُوعُ

عِبَادٌ رِّضَاهُمْ فِي رِضَا اللهِ مُنطَوٍ...فَرَبْعُهُمُ طُولَ الزَّمَانِ رَبِيعُ

إِلَى أَمْرِهِ كَانُوا سِرَاعًا فَرَبُّهُمْ...إِلَيْهِمْ لِمَا يَبْغُونَ مِنْهُ سَرِيعُ

لَهُمْ هِمَمٌ تَسْمُو عَلَى الْهِمَمِ الْعُلَى...فَمَنزِلُهُمْ عِندَ الرَّفِيعِ رَفِيعُ

وَمَا مِنْهُمُ إِلَّا مِنَ الصَّدِّ مَانِعٌ...وَمَا كَانَ فِيهِمْ لِلنَّوَالِ مَنُوعُ

وَأَنتَ امْرُؤٌ مَّا زِلْتَ فِي اللهِ مُحْسِنًا...وَمَا كَانَ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ يَضِيعُ

وَعَن سَعْيِكَ الْمَحْمُودِ لَمْ تُرَ رَاجِعًا...إذَا عَاقَ بَعْضَ السَّالِكِينَ رُجُوعُ

وَمَا جِئْتَ إِثْمًا لَّا وَلَا جِئْتَ سُبَّةً...وَلَمْ تَأْتِ أَمْرًا أَنتَ فِيهِ بَدِيعُ

ألَامَ الْأُلَى لَاموُكَ جَهْلًا لَّدُن بَدَا...لَهُم مِّنكَ فِي الشَّرْعِ الْقَوِيمِ شُرُوعُ

لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ لَا تَخَفْ لَوْمَ لَائِمٍ...فَمَرْعَاكَ مِن بَيْنِ الْجُدُوبِ مَرِيعُ

وَقَد طَّابَ مِنكَ الْأصْلُ وَالْفَرْعُ مِثْلُهُ...فَمَن طَابَ أَصْلًا طَابَ مِنْهُ فُرُوعُ

وَمَا ضَرَّ بَذْرَ الْبرِّ أَن كَانَ نَابِتًا...بِمَرْجِعِ سَيْلٍ حَلَّ فِيهِ رَجِيعُ

فَمَا زِلْتَ تَحْظَى بِالذِي أَنتَ آمِلٌ...وَشَمْلُ الذِي تَهْوَى لَدَيْكَ جَمِيعُ

وَإِلْفُكَ حَانٍ وَالْوِصَالُ مُسَاعِدٌ...وَقَطْفُكَ دَانٍ وَالْمُرِيبُ شَسُوعُ

وَدَهْرُكَ سِلْمٌ وَالْخُطُوبُ غَوَافِلٌ...وَسِتْرُكَ مُرْخًى وَالْحَبِيبُ ضَجِيعُ

وَأَنتَ لِمَا سَنَّ النَّبِيُّ مُتَابِعٌ...يُهَنِّيكَ مِن سَعْدِ السُّعُودِ طُلُوعُ




يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنا وعنهما داعيا الله عز وجل لموطنه




أَمَيْمُونَةٌ لَّا زِلْتِ مَسْقًى وَمَرْتَعَا...وَلَا زِلْتِ مَشْتًى لِّلْكِرَامِ وَمَرْبَعَا


وَلَا زِلْتِ فِي الْأَقِطَارِ ـ مَيْمُونَةٌ ـ تُرَى...بِجَرْعَائِكِ اللُّهْمُ اللَّهَامِيمُ هُمَّعَا


وَلَا زَالَ فِي حُوِّ الرِّيَاضِ وَقَرْحِهَا...دَوَامَ الْمَدَى مَغْنَاكِ يَجْتَابُ بُرْقُعَا


وَلَا زَالَتِ النُّجْبُ الْجِلَاسُ عَوَامِدًا...تَجُوبُ الْفَيَافِي بَلْقَعًا ثُمَّ بَلْقَعَا


سَوَاهِمَ أَمْثَالَ الْحَنِيَّاتِ ضُمَّرًا...يُرَى نَحْضُهَا مِن وَخْدِهَا مُتَقَطِّعَا


تَخُبُّ إِذَا مَجَّتْ ذُكَاءُ لُعَابَهَا...وَآضَ بِهَا كُلُّ الْحُزُونِ مُقَنَّعَا


بِحُبِّكِ تَرْجُو الْفَوْزَ في الدِّينِ وَالدُّنَى...حَوَامِلَ شُعْثًا نَحْوَ أَهْلِكِ نُزَّعَا


فَيَظْفَرَ كُلُّ الْقَاصِدِينَ بِمَا ابْتَغَى...وَيَقْفِلَ لِلْأَوْطَانِ لَمْ يَلْقَ مَجْزَعَا


وَلَا زَالَ فِي أَهْلِ الْحَقِيقَةِ مِقْنَبٌ...يَبِيتُونَ لِلْمَوْلَى سُجُودًا وَرُكَّعَا

يُزِيلُونَ عَنْهُمُ بِمُطْلَقِكِ الْأَذَى...وَيَدْعُونَ رَبًّا مُسْتَجِيبًا لِّمَن دَعَا

وَلَا زِلْتِ مِنْ أَبْنَاءِ أَكْشَمَّ بِاللِّوَى...لِوَاكِ تُرِينَ الدَّهْرَ كَهْلًا مُقَزَّعَا


مُظَاهِرَ أَدْهَامٍ بَوَالٍ يُخَالُ أَن...تَرَيَّثَ جُرْثُومًا أَوَ اغْبَسَ إِن سَعَى

بِأَرْجَاكِ يَصْطَادُ الْأَوَابِدَ جَاعِلًا...بِيُمْنَاهُ مِن صُنْعِ الْفَرَانِسِ مَدْفَعَا

يُصَرِّعُهَا مِن بَيْنِ أَخْنَسَ قَرْهَبٍ...وَمِنْ خَاضِبٍ هَيْقٍ وَأَحْوَرَ أَتْلَعَا

عِمِي وَاسْلَمِي لَا زِلْتِ لِلنَّاسِ مَعْهَدًا...وَلَا زِلْتِ مَشْتًى لِلْكِرِامِ وَمَرْبَعَا



من روائع شعر الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعلى ورضي عنا وعنهما


عُجْ ـ لَكَ الْخَيْرُ ـ مِن صُدورِ الْمَهَارَى...بِي عَلَى مَنزِلَاتِ خَطِّ الشُّقَارَى

فَلِوَى قَارِحٍ فَجُمْهُورِ نِصْفٍ...فَالْمَيَامِينِ فَالنَّقَا مِنْ أَنَارَا

فَبُوَيْرِ السَّافِي فَجَرْعَا عُلَيَّانٍ...فَوَادِي الْمَهَا إِلَى مَاءِ زَارَا

فَالْكَنَاوِينُ حَاوِيَاتٌ دِيَارًا...وَنَقَى أَوْلَادِ الْمُبَارَكِ دَارَا

وَبِسَاحَاتِ نبْكَةِ الْقَرْمِ أُخْرَى...مُسْتَحَقٌّ مِنَّا لَهَا أَن تُزَارَا

وَبِفَايٍ مَنَازِلٌ فَرِشَانٍ...أَقْفَرَتْ بَعْدَ أَهْلِهَا إِقْفَارَا

وَبِأَيْدِمْ لِمَنْ هَوِيتُ دِيَارٌ...أَصْبَحَتْ مَا تَرَى بِهَا دَيَّارَا

وَبِهَضْبِ السِّيَالِ فَالسّيْلِ مِنْهُمْ...مَنزِلَاتٌ إِلَى هُضَيْبِ الْحُبَارَى

أُبْدِلَتْ مِنْ خِدَالِهَا رُسْحَ وَحْشٍ...أَشْبَهَتْهَا سَوَالِفًا وَاحْوِرَارَا

مُودِعَاتٍ ظِبَاؤُهَا وَمَهَاهَا...بِالْمَغَانِي غِزْلَانَهَا وَالْفُرَارَا
تَخِذَتْهَا مَكَانِسًا وَمَرَادًا...تَتَبَدَّى بِهَا صُوَارًا صُوَارَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملون بالاحمر أسماء مواضع


يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنا وعنهما

يَا مُسْتَضِيفًا لأَهْلِ الْمَجْدِ وَالْكَرَمِ...فِي زَعْمِهِ لَا تَكُن مُّسْتَسْمِنَ الْوَرَمِ
لَكَ الْكَرَامَةُ مِن ضَيْفٍ أَلَمَّ بِمَنْ...هُمْ ضَيْفُ أَهْلِ الْعُلَا وَالْمَجْدِ وَالْكَرَمِ
إِنَّا وَإِيَّاكَ جِيرَانٌ لِسِلْسِلَةٍ...جِيرَانُهَا لَم تُسَمْ خَسْفًا وَلَمْ تُضَمِ
قَوْمٌ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمُ...كَمَا جَرَى مَثَلًا فِي سَائِرِ الْأُمَمِ
لِلهِ مَوْلَاهُمُ كَانُوا،فَكَانَ لَهُمْ...لَمَّا رَأَوْا مَا سِوَاهُ جَلَّ كَالْعَدَمِ
وَكَانَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى تَمَسُّكُهُمْ...إِذْ أَسْلَمُوا أَوْجُهَ الْإِحْسَانِ لِلْحَكَمِ
لِذَاكَ كَانَ الْأُلَى يَسْتَمْسِكُونَ بِهِمْ...مُسْتَمْسِكِينَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنفَصِمِ
تَدَارَكُوا الْحَقَّ مُنْهَدًّا دَعَائِمُهُ...فَقَامَ بُنْيَانُهُ مِنْهُمْ عَلَى دُعُمِ
وَإِذْ دَجَتْ دُونَ أَنْوَارِ الْهُدَى ظُلَمٌ...كَانُوا لَهُ سُرُجًا تَجْلُو دُجَى الظُّلَمِ
بُرْءٌ لِّذِي سَقَمٍ سَمْعٌ لِّذِي صَمَمِ...نُطْقٌ لِّذِي بَكَمٍ مَرْأًى لِكُلِّ عَمِ
ثِقْ بِالنَّجَاةِ وُثُوقًا والنَّجَاحِ مَعًا...إِن كُنتَ مِمَّنْ إِلَى ذَاكَ الْجَنَابِ نُمِي
وَإِنْ أَهَمَّكَ خَطْبٌ مَا اسْتَطَعْتَ لَهُ...دَفْعًا بِنَفْسِكَ نَبِّههُّمْ لَهُ وَنَمِ
لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم وَاحْتَرِم بِهِمُ...وَسِرْ بِسِيرَتِهِمْ وَاجْلِسْ بِهِمْ وَقُمِ
بِهِمْ رَجَوْنَا مِنَ الْمَوْلَى لَنَا وَلَكُمْ...وَبِالْإِجَابِ جَدِيرٌ مَّن دَعَا بِهِمِ
عَفْوًا وَعَافِيةً دُنْيَا وآخِرَةً...وَنَيْلَ أَقْصَى مَرَامِي أَرْفَعِ الْهِمَمِ
إِلَّا الذِي لَيْسَ فِيهِ لِامْرئ طَمَعٌ...مِن بَعْدِ أَحْمَدَ خَيْرِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
عَلَيْهِ أَزْكَى صَلَاةِ اللهِ دَائِمَةً...وَالْآلِ وَالصَّحْبِ فِي بَدْءٍ وَمُخْتَتَمِ
 


الخميس، يوليو 14، 2016



أيا عين مولانا للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير



يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنا وعنهما،يدعو الله عز وجل لشيخه ووالده الشيخ سيديا الكبير أن يشفيه ويعافيه من وجع كان بعينه





أَيَا عَيْنَ مَوْلانا فَدَتْكِ النَّوَاظِرُ...لَوَامِعُهَا وَالسَّاجِيَاتُ الْفَوَاتِرُ

أَلَا إِنَّ عَيْنًا لَمْ تُبَأْ بِكِ دَهْرَهَا...وَتَفْدِيكِ لَا تَبْقَى وَلَيْسَت تُّغَادِرُ

قَلِيلًا وَلَمْ تُسْتَثْنَ مِنْهَا بَقِيَّةٌ...وَلَا يَمْنَعُ الْإِنسَانَ مِنْهَا الْحَنَاذِرُ

لَأوْلَى بِأن تُفْقَا وَيُطْفَأَ نُورُهَا...وَأَوْلَى بِأن تُخْنِي عَلَيْهَا الْأَعَاصِرُ

فَدَيْنَاكِ بِالْأَبْصَارِ مِنَّا جَمِيعِهَا...أَنَاسِينِهَا وَالْمَاءِ وَالْكُلُّ صَاغِرُ

وَإِن لَّمْ تَكُنْ أَبْصَارُنَا مُسْتَقِلَّةً...بِتَفْدِيَةٍ مِنَّا فَدَتْكِ الْبَصَائِرُ

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي ذَا الذِي نَالَ عَيْنَهُ...بِهِ لِمَ لَا يُبْلَى عُتُلٌّ حُنَادِرُ

صَيُوبٌ بِعَيْنَيْهِ الْكَبَائِرَ وَالْجرَا...وَتَبْقَى التِي قَدْ بَاعَدَتْهَا الصَّغَائِرُ

شَفَاها إِلهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ يُجْتَدَى...جَدَاهَا إِذَا بِالْغَيْثِ تُلْوِي الْمَوَاطِرُ

شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ يَتَّقِي... شَبَاهَا الْبُغَاةُ الظَّالِمُونَ الْجَبَابِرُ

شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ يَجْتَنِي...جَنَاهَا جَمِيعُ النَّاسِ وَالدَّهْرُ عَاثِرُ

شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ يَهْتَدِي...بِهَا ذُو ضَلَالٍ حِينَ تَدْجُو الدَّيَاجِرُ

شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ يُنتَحَي...ذُكَاهَا إِذَا بِالْحُكْمِ ضَنَّ الدَّفَاتِرُ

شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ مَلْجَأً...حِمَاهَا إِذَا تَأْوِي الْقُلُوبَ الْحَنَاجِرُ
شَفَاهَا إِلَهُ الْكَوْنِ مَا دَامَ رَادِعًا...لِمَن قَدْ عَصَى مِنْهَا لِدَانٌ بَوَاتِرُ
عَلَى أَنَّنِي لَمْ أَخْشَ مَا قَدْ خَشِيتُمُ...وَلَا أَنَا مِمَّا تَحْذَرُونَ أُحَاذِرُ
فَكَيْفَ وَقَدْ قَالَ الْكَمَالُ مُحَمَّدٌ...يُهَنِّئُهَا وَهُوَ فِي الْبَحْرِ عَابِرُ
مُجِيبا بَلِيغًا قَالَهَا رَبُّهَا لَهُ...إِذَا لَمْ يَحُكْ كَحَوْكِهِ قَطُّ شَاعِرُ
رُوَيْدَكَ بَحْرَ الْمَاءِ مَن فِيكَ عَابِرُ...أَلَا لَا دَجَى فِكْرٌ بِهِ أَنتَ فَاكِرُ
وَلَا عَمِيَتْ عَيْنٌ بِهَا أَنتَ مُبْصِرٌ...أَجِبْ ذَا الدُّعَا اللهُمَّ إِنَّكَ قَادِرُ
بِجَاهِ إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ...وَأَوَّلِهِمْ فَضْلًا وَفِي الْبَعْثِ آخِرُ
عَلَيْهِ صَلَاةٌ كَالرِّيَاضِ تَعَاقَبَتْ...بِهَا سَحَرًا رِيحُ الصَّبَا وَالْبَوَاكِرُ



      
يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وغفر لهما ورضي عنا وعنهما:

تَبَوَّجَ لَمَّاعُ الْعَقِيقَةِ مُومِضُ...وَإِيمَاضُ  لَمْعِ الْبَرْقِ لِلصَّبِّ مُمْرِضُ

يَنُوءُ وَلَأْيًا مَا يَنُوءُ تَثَاقُلًا...تَكَالِيفَ ذِي هَيْضٍ يَطُوحُ وَيَنْهَضُ

فَلَمَّا جَلَا سَتْرَ الظَّلَامِ ضِيَاؤُهُ...تَبَدَّى رُكَامٌ مُثْقَلُ الْحَمْلِ أبْيَضُ

يَجُرُّ ذُيُولَ السُّحْبِ بِالْجَزْرِ نَاشِرًا... بُرُودَ يَمَانٍ لِلشِّرَا يَتَعَرَّضُ

وَتُرْزِمُ مِن قُدَّامِهِ وَتَسُوقُهُ...رُعُودٌ عَلَى سَقْيِ الْبِلَادِ تُحَرِّضُ

تَنَظَّرْتُهُ وَهْنًا وَصَحْبِيَ هُجَّعٌ...وَقَلْبِي يُعَنِّيهِ الْهُيَامُ وَيُرْمِضُ

فَهَاجَ لِيَ الذِّكْرَى فَبِتُّ كَأَنَّمَا...جُفُونِي عَلَى لَسْعِ الْعَقَارِبِ تُغْمَضُ

وَسَهَّدَنِي لَيْلًا كَأَنَّ نُجُومَهُ...وَقَد طَّالَ فِي كُلِّ الْمَرَابِضِ رُبَّضُ

تَدَلَّى عَلَى آكَانَ مِن نَّحْوِ أُخْتِهِ...يُدَحْرِجُ قُودَ الْأُكْمِ أَوْ يَتَهَيَّضُ

فَلَمْ يُبْقِ نِهْيًا فِيهِ إِلَّا كَدِرْهَمٍ...وَطَمَّ عَلَى الْأَنجَادِ وَالْوَدْقُ مُوفِضُ

وَأبْدَى خَشَاشَ الْأرْضِ مِن كُلِّ حُجْرَةٍ...فَظَلَّ بِرِجْلَيْهِ عَلَى الْمَاءِ يَرْكُضُ

فَيَظْهَرُ أَحْيَانًا وَحِينًا إِذَا بِهِ...بِلَا نِيَّةٍ مُسْتَنشِقٌ مُتَمَضْمِضُ

وَأجْلَى ظِبَاءَ الْوَحْشِ مِنْهُ وَخُنسَهُ...مِنِ ان لَّمْ يَسَعْ ظَبْيًا وَأَخْنَسَ مَرْبَضُ

فَلَمَّا قَضَى لِأَهْلِ آكَانَ حَاجَهُمْ...وَأَحْسَبَهُمْ حَتَّى بِهِ مِنْ حَيًا رَضُوا

دَعَتْهُ مِنَ اوْكَارَ الرِّمَالُ فَأَمَّهَا...وَلَيْسَ لَهُ عَمَّا تَقَدَّمَ مُعْرِضُ

فَلَاحَ لَهُ جَرْكٌ فَذُو الطَّيْسِ فَالنَّقَا...نَقَا الْفَارِ فَالْبِيرَانُ فَالْكِنُّ الَابْيَضُ

فَحِقْفُ بَنِي الْمَيْمُونِ أَفْعَمَ غَوْطَهُ...كَإِفْعَامِ مِكْيَالٍ لِذِي الْقَرْضِ مُقْرِضُ

فَمَيْمُونَةٌ لَا زَالَ يُلْقِي بَعَاعَهُ ... بِهَا وَبِمَغْنَاهَا الْبَوَارِقُ تُومِضُ

فَقُلْتُ لَهُ خَيِّمْ فَتِلْكَ مَعَاهِدٌ...عَلَيْكَ بِهَا التَّخْيِيمُ يَا بَرْقُ يُفْرَضُ

فَمَرَّ عَلَى ذِي الْمُورِ يَهْمِي كَأَنَّهُ...حَوَافِرُ خَيْلٍ بِالْحُذَاحِذِ تَرْكُضُ

فَبَيْنَا عَلَى أَوْكَارَ يَفْرِي مَزَادَهُ...مُلِثًّا إِذَا فَايٌ لَهُ مُتَعَرّضُ

فَأَلْقَتْ بِهِ أَثْقَالَهَا الْمُزْنُ وَانتحَتْ...فَهِيَ إِلَى أَرْضِ التَّمَاشُنِ نُهَّضُ

إِلَى الْأَيْمَلِ الْأَدْنَى إِلَى الْأَيْمَلِ الذِي...دُوَيْنَ أَمَطْلِيشٍ نَحَتْ وَهْيَ مُخَّضُ

فَتَاقَتْ عَلَى خَطِّ النَّشِيرِ بِحَالِهَا...وَنَاءَتْ عَنِ الْأَبْصَارِ والْبَرْقُ مُومِضُ





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 




يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وغفر لهما ورضي عنا وعنهما عن السنة النبوية الطاهرة التي أهملها كثير من الناس في زمانه ولم يتبعها إلا قليل ،داعيا إليها بهذا الأسلوب العاطفي البديع :


بِمِثْلِهِ حَقَّ عَلَى الْمُغْرَمِ...مَزْجُ مَصُونِ دَمْعِهِ بِالدَّمِ

مِن مَّعْهَدٍ مَحَتْهُ أَيْدِي الْبِلَى...إِلَّا كَبَاقِي الْوَشْمِ فِي الْمِعْصَمِ

مَنزِلُ بَيْضَا سَمْحَةٍ أَصْلُهَا...إِلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى يَنتَمِي

مَا زَالَ يَغْذُوهَا إِلَى أَن بَدَتْ...زَهْرَاءَ بَيْنَ الْبِيضِ كالْجَيْلَمِ

وَلَمْ تَزَلْ مَكْفُولَةً بَعْدَهُ...مِن صَحْبِهِ وَالسَّلَفِ الْأَكْرَمِ

بِخَيْرِ بَعْلٍ وَأَبٍ كَافِلٍ...دَهْرًا فَلَمْ تَئِمْ وَلَمْ تَيْتَمِ

حَتَّى تَوَلَّوْا وَهْيَ مَكْفُولَةٌ...يَا رَاحِمُ ارْضَ عَنْهُمُ وَارْحَمِ

فَأَصْبَحَتْ يَتِيمَةً أَيِّمًا...يَالَكِ مِن يَتِيمَةٍ أَيِّمِ

وَرَبْعُهَا قَفْرًا كَأَن لَّمْ يَكُن...بِمَنزِلِ الْمُحَبَّبِ الْمُكْرَمِ

قِفِ الْمَطِيَّ فِيه وَاسْألْهُ هَلْ...مِن مَّرْجِعٍ للزَّمَنِ الْأَقْدَمِ

إِذْ لَمْ تَنُؤْ بِالْحَيِّ أَيْدِي النَّوَى...وَإِذْ حِبَالُ الْوَصْلِ لَمْ تُصْرَمِ

وَاسْأَلْهُ عَنْهُ أَيَّةً يَمَّمُوا...فَحَيْثُمَا هُمْ يَمَّمُوا يَمِّمِ

لَمَّا رَأَى صَحْبِي وُقُوفِي بِهِ...وَمَطْمَعِي فِي مَنطِقِ الْأَعْجَمِ

لَامُوا وَمَا يَدْرُونَ مِن جَهْلِهِمْ...بِأَنَّ مِثْلِي إِنْ يُلَمْ يَصْمِمِ

يَا لَائِمِي جَهْلًا لِمَا بِي لُمِ...لَوْ كُنتَ تَدْرِي لَمْ تَقُل لِّي لِمِ

لَكِن سَوَاءٌ لُمْتَنِي أَوْ لَمِ...تَلُمْ .فَلَا تَلُمْ إِذًا أَوْ لُمِ

بَيْنَا كَذَاكَ قَالَتِ الْحَالُ لِي...وَالْحَالُ تُغْنِي عَن مَّقَالِ الْفَمِ

مَضَى الْأُلَى عَهِدتَّ بِي وَانقَضَوْا...فَلَا تَرَى مِن زَائِرٍ مُلْمِمِ

إِلَّا رِجَالًا لَزِمُونِي عَلَى...حِينَ جَمِيعُ النَّاسِ لَمْ يَلْزَمِ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وغفر لهما ورضي عنا وعنهما راثيا أحد أفذاذ علماء عصره الداه بن داداه رحمه الله تعالى:

النَّاسُ لَاهُونَ عَمَّا لَيْسَ بِاللَّاهِي...عَنْهُمْ مِنَ الْأَمْرِ إِنَّ الْأَمْرَ لِلهِ

أَرَى الْحِمَا يَدَّرِينَا حِينَ غَفْلَتِنَا...وَنَحْنُ مَا بَيْنَ لَاهٍ عَنْهُ أَوْ سَاهِ

أَمْرٌ لَعَمْرُكَ إِمْرٌ دَاهِمٌ دَاهِ... لِلمُسْلِمِينَ بِفَقْدِ السَّيِّدِ الدَّاهِ

هُوَ الْإِمَامُ الْهُمَامُ الْمُرْتَضى خُلُقًا...هُوَ الحَلِيمُ الزَّعِيمُ الأْبْلَهُ الدَّاهِي

هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ المُنتَقَى شَرَفًا...هُوَ الْأَبِيُّ الْوَفِيُّ الْآمِرُ النَّاهِي

أَغَرُّ أَبْلَجُ مَا فِي عِرْضِهِ طَبَعٌ ...مُهَذَّبٌ غَيْرُ طَيَّاشٍ وَزَهْزَاهِ

إِنْ يَمْشِ هَوْنًا بِلَا تِيهٍ وَلَا خُيَلَا...عَنَا لَهُ كُلُّ مُخْتَالٍ وَتَيَّاهِ

أَوْلَاهُ مَوْلَاهُ جَاهًا فِي خَلَائِقِهِ...فَلَمْ يُرِدْ ثَمَنًا مِن ذَلِكَ الْجَاهِ

يَصُونُ فَاهُ عَنِ الْعَوْرَاءِ يَنطِقُهَا...إِنْ غَيْرُهُ نَطَقَ الْعَوْرَا بِأَفْوَاهِ

لَوْ كَانَ فِي الْمَاءِ عَارٌ وَهْوَ ذُو ظَمَإٍ...مَا ذَاقَ أُخْرَى اللَّيَالِي بَرْدَ أَمْوَاهِ

سَهْلُ الشَّمَائِلِ مَوْفُورُ الفَضَائِلِ مَأْ...ثُورُ الْفَوَاضِلِ أَتَّاءٌ بِإِبْرَاهِ

ضَخْمٌ دَسَائِعُهُ حُلْوٌ طَبَائِعُهُ...جَمٌّ صَنَائِعُهُ فَتَّاحُ إِشْكَاهِ

كَمْ قَادَ لِلْحَقِّ أَقْوَامًا وَأَنبَهَ أَقْــــوَامًا فَيَالَكَ مِن قَوْدٍ وَإِنبَاهِ

لِلهِ لِلهِ ذَاكَ الْمَرْءُ مِن رَّجُلٍ...طَلْقِ الْجَبِينِ زَكِيِّ النَّفْسِ أَوَّاهِ

لِلهِ لِلهِ ذَاكَ الْمَرْءُ مِن رَّجُلٍ...لَمْ يَعْصِ مَوْلَاهُ فِي طَوْعٍ وَإِكْرَاهِ

لِلهِ لِلهِ ذَاكَ الْمَرْءُ مِن رَّجُلٍ...لَمْ يَزْهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنيَا لَهُ زَاهِ

مَازَالَ يَلْهَجُ بِالتّرْحَالِ مُتَّخِذًا...مَيْدَانَ ذِي قَرَبٍ لِلهِ قَهْقَاهِ

فَاخْتَارَهُ اللهُ عَن دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى...دَارِ الْبَقَاءِ التِي مَا اخْتَارَ إِلَّا هِي

دَارٌ هِيَ الدَّارُ فِيهَا كُلُّ مُتَّكَإٍ...سَهْلٍ أُعِدَّتْ لِإِتْرَافٍ وَإِرْفَاهِ

دَارٌ هِيَ الدَّارُ فِيهَا كُلُّ فَاكِهَةٍ...وَلَحْمِ طَيْرٍ بِهَا مَا احْتَاجَ لِلطَّاهِي

دَارٌ هِيَ الدَّارُ فِيهَا كُلُّ قَاصِرَةٍ...لِلطَّرْفِ مِنْ عُرُبٍ فِي الْحُسْنِ أَشْبَاهِ

مِن كُلِّ حَوْرَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَجْرَحُهَا...مِن لِّينِ بَضٍّ كَلَوْنِ الدُّرّ رَهْرَاهِ

فِيهَا قَوَارِيرُ مِن وُرْقٍ يُطَافُ بِهَا...ملآى لِنُزْهَةِ قَوْمٍ ثَمَّ نُزَّاهِ

بَوِّئْ بِفَضْلِكَ رُوحَ الدَّاهِ أَطْيَبَهَا...يَا عَالِمًا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمَ إِكْنَاهِ

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ارْحَمْهُ إِنَّ لَهُ...مِنَ الْيَقِينِ لَغَيْرَ الْوَاهِنِ الْوَاهِي

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ارْحَمْهُ إِنَّ لَهُ...إِليْكَ تَحْنَانَ ذِي شَوْقٍ وَإِيلَاهِ

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ارْحَمْهُ إِنَّ لَهُ...قَلْبًا عَنِ اللهِ مَا إِن كَانَ بِاللاهِي

وَلَا تُضِعْ عَمَلًا قَدْ كَانَ أَحْسَنَهُ...بِنِيَّةٍ أُخْلِصَتْ مِنْ غَيْرِ إِعْضَاهِ

وَاجْعَل لَّنَا مِنْهُ رَبِّ فِي ابْنِهِ خَلَفًا...عَسَاهُ يَحْظَى لَنَا مِنْهُ بِأَشْبَاهِ

بِجَاهِ مَنْ أَنَّ جِذْعٌ عِندَ فرقَتِهِ...وَحَنَّ تَحْنَانَ أُمِّ السَّقْبِ مِيلَاهِ

عَلَيْهِ أَزْكَى صَلَاةِ اللهِ دَائِمَةً...وَالْأَمْرُ مِن قَبْلُ أَوْ مِن بَعْدُ لِلهِ.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وغفر لهما ورضي عنهما وأرضاهما:
مَا حَلَّ عُقْدَةَ عَزْمِي سِحْرُ حَوْرَاء...وَلَا ازْدَهَى طَوْدَ حِلْمِي بَرْقُ زَهْرَاءِ

عَصْرَ الصِّبَا آنَقَتْنِي فَاقْتَدَيْتُ بِهَا...سُبْلُ الْهُدَاةِ وَأَخْلَاقُ الْأَعِفَّاءِ

حَبَسْتُ نَفْسِي بِسِجْنِ الصَّبْرِ مُنتَضِيًا...عَزْمِي وَقَيَّدتُّ أَلْحَاظِي بِإِغْضَاءِ

حِذَارَ إِلْمَامِهَا مِن وَجْهِ غَانِيَةٍ...بِرَوْضَةٍ مِن رِّيَاضِ الْحَزْنِ غَنَّاءِ

مَاءُ الْمِلَاحَةِ جَارٍ فِي مَسَائِلِهَا...إِلَى مُنِيرِ أَقَاحٍ وَسْطَ حوَّاءِ

فَتَنثَنِي بِفُؤَادِي وَهْيَ رَائِدَةٌ...لَهُ فَتُخْبِرُهُ بِالرَّعْيِ وَالْمَاءِ

حَتَّى إِذَا الْقَيْهَلُ الْتَاثَتْ حَدِيقَتُهُ...بِهِ وَهَمَّتْ بِإِزْهَارٍ فَإِزْهَاءِ

وَكَادَ يُصْبِحُ لَيْلِي بَعْدَ دُهْمتِهِ...وَآنَ وَقْتُ انتِبَاهِي بَعْدَ إِغْفَائِي

سَرَّحْتُهَا مِن وِثَاقِي إِذْ وَثِقْتُ بِهَا...وَالْعُجْبُ أَصْلٌ لِمَا فِي النَّفْسِ مِن دَاءِ

فَآنَسَتْ فِي صُوَارِ الْعِينِ آنِسَةً...وَفِي السَّحَائِبِ مِنْهَا بَرْقُ غَرَّاءِ

فَانْهَدَّ إذ ذَّاكَ طَوْدُ الْحِلْمِ وَانتَكثَتْ...مِنِّي عُرَى الْعَزْمِ لَمْحَ الطَّرْفِ لِلرَّائِي

حَتَّى هَمَمْتُ بِشَيْءٍ مَا هَمَمْتُ بِهِ...أَزْمَانَ لَاقَ بِأَشْكَالِي وَأَكْفَائِي

حَسْنَاءُ هَامَ بِهَا قَلْبِي وَلَا عَجَبٌ...كَمْ هَامَ قَلْبُ فَتًى قَبْلِي بِحَسْنَاءِ

مِنَ اللَّوَاتِي أَذَقْنَ الْمَوْتَ عُرْوَةَ وَالــــنَّهْدِيَّ عَن مُّقْلَتَيْ هِندٍ وَعَفْرَاءِ

وَابْنَ الْمُلَوَّحِ قَيْسًا فِي فُتُوَّتِهِ...أَصْمَيْنَ وَابْنَ ذَرِيحٍ أَيَّ إِصْمَاءِ

كَمْ ذَا هَمَمْتُ بِوَصْلِيهَا فَتَرْدَعُنِي...عَنْهَا رَوَادِعُ مِنْ آيٍ وَأَنبَاءِ

فَأَنثَنِي وَأَقُولُ اللهُ أَرْحَمُ أن...يُولِي انتِقَامًا عَلَى وَصْلِ الْأَحِبَّاءِ

وَلَمْ أَزَلْ هَكَذَا حَتَّى تُنَهْنِهَنِي...عَدَاوَةٌ وَرَدَتْ بَيْنَ الْأَخِلَّاءِ

هُنَاكَ أَزْوَرُّ كَرْهًا عَن زِيَارَتِهَا...كَيْ لَا يُجَرَّ لَهَا الْمَكْرُوهُ جَرَّائِي

وَأَيُّ شَيْءٍ عَلَى الْأَحْرَارِ أَشْنَعُ مِن...تَسَبُّبٍ فِي مُعَادَاةِ الْأَوِدَّاءِ

هَذا وَلَيْسَتْ يَدٌ لِي أَنْ أُعَادِيَ مَن...شَدَّتْ يَدَيْهَا بِقَلْبِي بَعْدَ إِيدَائِي

وَمَا وَدَتْنِي وَلَا انقَادَتْ إِلَى قَوَدٍ...وَلَمْ تَرِقَّ كَأَرْبَابِ الْأَرِقَّاءِ

وَأَقْبَلَتْ تَتَشَكَّى وَهْيَ مُشْكِيَةٌ...كَالْقَوْسِ رَنَّتْ وَقَدْ شَاكَتْ بِحَرَّاءِ

وَشَافِعٌ فِي مُحَيَّاهَا شَفَاعَتُهُ...يَمْحُو بِهَا حُوبَهَا مِن كُلِّ حَوْبَاءِ

وَهَكَذَا فِعْلُهَا بِي فِي صَدَاقَتِهَا...فَكَيْفَ تَفْعَلُ إِنْ عَادَتْ مِنَ اعْدَائِي

أَمَا وَعِزَّةِ مَنْ أَهْوَى عَلَيَّ عَلَى...هُونِي عَلَيْهِ وَإِبْعَادِي وَإِقْصَائِي

لَوْلَا خَشَاتِي عَلَيْهَا سُوءَ عَاقِبَةٍ...لَمَّا يُعَقَّبْ تَمَادِيهَا بِإِنْهَاءِ

لَصُلْتُ لِلْوَصْلِ جَهْرًا لَا تُنَهْنِهُنِي...زُرْقُ الْأَسِنَّةِ فِي أَيْدِي الْأَشِدَّاءِ

حَتَّى أُمِرَّ حِبَالًا لَا يُغَيِّرُهَا...طُولُ التَّنَائِي وَلَا مَشْيُ الْأَنِمَّاءِ

فَأَمْزِجَنَّ بِرُوحِي رُوحَهَا فَنُرَى...رُوحًا بِشَخْصَيْنِ مَزْجَ الرَّاحِ بِالْمَاءِ

وَحَيْثُمَا شِئْتُ بِتْنَا فِي مَسَرَّتِنَا...سِرَّيْنِ يَكْتُمُنَا حَيْزُومُ ظَلْمَاءِ

لَا عَيْنَ إِلَّا عُيُونُ الشُّهْبِ تَرْقُبُنَا...وَلَا لِسَانَ سِوَى صُبْحٍ لِإِفْشَاءِ

أُفٍّ عَلَى الصُّبْحِ مَا دَامَ الْوِصَالُ فَإِن...كَانَ التَّقَاطُعُ فَلْيَنْعَمْ بِسَرَّاءِ

وَلْيَهْنَهُ أَنَّمَا أَنْوَارُهُ اقْتُبِسَتْ...مِن نُّورِ مَن فِيهِ إِنشَادِي وَإنشَائِي.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



   يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنهما وأرضاهما:

عَيْنُ رُودِي لِتَرَيْ مَا لَمْ تَرَيْ...ذَلِكِ الْبَحْرُ وَذِي أُكْمُ مَتَيْ

كُنتِ مِن قَبْلُ تَخَالِينَ الْبَرَى...قِبَلَ الْغَرْبِ انتَهَتْ عِندَ فُوَيْ

وَلَكِ الْيَوْمَ مَنَادِيحُ بِهَا...فَاسْرَحِي فِيهَا تَرَيْ مَا لَمْ تَرَيْ

يَا نَسِيمَ الرِّيحِ إِن تَمْرُرْ بِحَيْ...خِيمُهُ فَوْقَ الذُّرَى سَلِّمْ وَحَيْ


وَلِذَاتِ الْيُمْنِ بَلِّغْ أَنَّنِي...إِن تَكُن سَلْمَى فَإِنِّي بَعْضُ طَيْ


أَوْ تَكُن حُجْرًا أَكُن يَحْيَى لَهَا...أَوْ تَكُنْ حَزْوَى أَكُنْ غَيْلَانَ مَيْ



لَسْتُ أَبْغِي بَدَلًا فِي بلَدٍ ...بِكِ يَا مَيْمُونَةٌ مَا دُمْتُ حَيْ



وَلَهُم بَلِّغْ بِأَنَّا هَاهُنَا...نَرْتَمِي بَيْنَ ابْتُرُوخٍ فَاللِّوَيْ



بَيْنَ أَبْنَاءِ دُلَيْمٍ لَانَنِي..نَقْتَفِي أَحْيَاءَهُمْ حَيًّا فَحَيْ



نَبْتغِي أَسْؤُرَ غَارَاتٍ لَهُمْ...أَسْأَرُوهَا مِن ذُوَيْدِ ابْنِ تَقِيْ



يُرْسِلُ الْبَحْرُ عَلِيْنَا رِيحَهُ...وَنَدَاهُ كُلَّ صُبْحٍ وَعَشِيْ



وَنَرَى الطَّيْرَ بِهِ نَحْسِبُهَا...إبِلًا تَرْعَى بِحِمْضٍ وَنِصِيْ



وَلَهُ مَوْجٌ يُرَى مِن بُعُدٍ...كَسَحُولِيٍّ لَهُ نَشْرٌ وَطَيْ



صَاحِ لَا تَجْزَعْ وَكُن مُصْطَبِرًا...لَيْسَ لِلدَّهْرِ اصْطِبَارٌ يَا أُخَيْ


كُلَّمَا مَرًّ لِمَرْءٍ طَعْمُهُ...بِاُنَيٍّ سَوْفَ يَحْلُو بِأُنَيْ

سَوْفَ يُدْنِي الْأَهْلَ مِنَّا عَاجِلًا...فَضْلُ ذِي الْعَرْشِ بِإِعْمَالِ الْمَطِيْ

رُبَّ أَمْرٍ تَجْزَعُ النَّفْسُ لَهُ...وَلَقَدْ يَسْرِي لَهُ اللُّطْفُ الْخَفِيْ

إِنَّ لِلهِ تَعَالَى فَرَجًا...لاَ يَرَاهُ غَيْرُ ذِي الْكَرْبِ الشَّجِيْ

رَبَّنَا يَا مَن لَّهُ الْأَمْرُ وَمَنْ...غَيْرُهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ غَيْرُ شَيْ

يَا رَحِيمًا دُونَ رُحْمَاهُ بِنَا...قَصُرَتْ رَحْمَةُ أُمٍّ بِبُنَيْ

بِالنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى...أَحْمدَ الْمُخْتَارِ مِن نَّسْلِ لُؤَيْ

نَجِّنَا مِن كُلِّ شَرٍّ وَلَنَا...يَسِّرِ الْخَيْرَ وَالاِرْشَادَ فَهَيْ*

وَقِنَا يَا رَبِّ أَشْرَاكَ الرَّدَى...وَتَوَلَّ الْأَمْرَ مِنَّا يَا وَلِيْ

وَاعْفُ وَارْحَمْ وَاحْمِ وَانصُرْ وَانتَصِرْ...وَانتَقِمْ مِن كُلِّ ذِي بَغْيٍ وَغَيْ

وَاقْضِ كُلَّ الْحَاجِ يَا رَبِّ لَنَا...وَاهْدِ يَا هَادِي إِلَى النَّهْجِ السَّوِيْ

لِعَبِيدِيكَ اسْتَجِبْ يَا ذَا الْعَطَا...فَهُمُ مَدُّوا لِجَدْوَاكَ الْيُدِيْ

مَا لَهُمْ غَيْركَ مِن مُلْتَجَإٍ...لَيْسَ فِيهِمْ عَنْ أَيَادِيكَ غَنِيْ

لَيْسَ يُثْنَى عَنكَ دَاعٍ خَائِبًا...أَنتَ مِن ذَلِكَ أَعْلَى يَا عَلِيْ

ثُمَّ مِن بَعْدِ انقِضَا نُهْمَتِنَا...مِن ذِهِ الْأَرْضِ وَشِيكًا دُونَ لَيْ

أَرِنَا بَعْدَ دُلَيْمٍ أَهْلَنَا...وَلِوَى مَيْمُونَةٍ بَعْدَ مَتَيْ. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* أي فَهَيِّئْ لنا الإرشاد (وهيئ لنا من أمرنا رشدا)،وهذا ما يعرف بالاكتفاء.
الكلمات الملونة بالأحمر أسماء مواضع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وغفر لهما وجعل لهما قدم صدق عنده وكان لهما وليا وبهما حفيا كريما:



أزِفَ الرحِيلُ فَقَرِّبَا أَجْمَالَنَا...ثُمَّ انمِيَا فَوْقَ الْجِمَالِ رِحَالَنَا

إنَّا إِذَا بَلَدٌ نَبَا يَوْمًا بِنَا...حَمَلَتْ لِآخَرَ نُجْبُنَا أَثْقَالَنَا

دَيْدَانُنَا أَن لَّا نَنُوطَ حِبَالَنَا...إِلَّا بِأَحْبُلِ مَنْ يُحِبُّ وِصَالَنَا

نَطْوِي عَلَى الشَّعَثِ الْمُوَاصِلَ مَا طَوَى...صَدْرًا عَلَى أَن لَّا يَجُذَّ حِبَالَنَا

لَسْنَا نَمَلُّ خَلِيطَنَا إِلَّا إِذَا...سَبَقَ الْمَلَالُ مِنَ الْخَلِيطِ مَلَالَنَا

نُغْضِي عَلَى وَخْزِ السَّفَا مِنْ خُلْقِهِ...وَنَجُرُّ فَوْقَ عُيُوبِهِ أَذْيَالَنَا

سَتْرًا عليه وفي هَوَاهُ وَوَصْلِهِ...نَعْصِي وَلَوْ آبَاؤُنَا عُذَّالَنَا

وَإِذَا رَمَاهُ الدَّهْرُ كُنَّا دُونَهُ...تُرْسًا وَنَمْنَحُ مَن رَّمَاهُ نِضَالَنَا

مَا إن تَقِي أَمْوَالُنَا مُهَجَاتِنَا...كَلَّا وَلَا مُهَجَاتُنَا أَمْوَالَنَا

وَإِذَا دَعَا كُنّا الْجَوَابَ وَإِن سَعَى...كُنَّا حَوَالَيْهِ وَكَانَ خِلَالَنَا

وَيُصِيبُ مَن صَافَى الْعَدُوَّ عَدَاؤُنَا...وَيَنَالُ مَن وَالَى الْوَلِيَّ نَوَالَنَا

خُلُقًا لَنَا لَا صَالحِينَ لِغَيْرِهِ...خُلُقًا وَلَيْسَ بِصَالِحٍ إلا لَنَا

هَذَا وَمَا كُنَّا نَحُومُ حَوَالَ مَن...كُنَّا نَرَاهُ وَلَا يَحُومُ حَوَالَنَا

وَإِذَا أَبَى إِلَّا الْقَطِيعَةَ وَالْجَفَا...وَرَأَى الصَّوَابَ بِغَيْرِنَا إِبْدَالَنَا

قُمْنَا فَعَالَجْنَا الْوِصَالَ فَإِنْ أَبَى...إِلَّا قَطِيعَتَنَا قَطَعْنَا يَا لَنَا

لِمَ لَا أَلَسْنَا الْأَغْنِيَاءَ بِرَبِّنَا...يَا لَيْتَ شِعْرِي مَالَنَا مَا خَالَنَا

وَالْأَرْضُ لَا تَأْبَى إِذَا يَأْبَى لَنَا...مَهْمَا عَكَمْنَا بِالرِّحَالِ جِمَالَنَا

إِعْمَالُنَا فُتْلَ الْمَهَارَى فَوْقَهَا...حَتَّى نَنَالَ بِبَلْدَةٍ آمَالَنَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






          من روائع شعر الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وبدا لهما منه جل جلاله ما كانا يحتسبان من جوده وبره وعطفه وكرمه، وخير مما كانا يحتسبان منه مما هو أهله سبحانه وتقدس وتبارك وتعالى:





مَا مِنْ خِصَالٍ يَبُذُّ الشُّمَّ أَدْنَاها...إِلَّا وَحَازَ ذَوُو ذِي الْبِيرِ أَقْصَاهَا


جَابُوا إِلَيْهَا الْمَلَا بَيدَا وَعَامِرَةً...وَرَحَّلُوا الْعِيسَ وَجْنَاهَا وَفتْلَاهَا


حَتَّى إِذَا اكْتَسَبُوا الْمَكْسُوبَ وَاقْتَنَصُوا...مِنْهَا الْأَوَابِدَ جَيْدَاهَا وَخَنسَاهَا


وَعَشَّرُوهَا مَعَ الْأَجْنَاسِ وَاخْتَطَفُوا...مِنَ الْقِدَاحِ الرَّقِيبَ مَعْ مُعَلَّاهَا


فَحَازَ أَسْوَدُهُمْ سُودَ الْمَكَارِمِ واسْتَـــقَلَّ أَحْمَرُهُمْ عَنْهُ بِحَمْرَاهَا


هَمُّوا بِبَاقِيَةِ الْأُخْرَى وَعُقْبَاهَا...رَامِينَ فَانِيَةَ الدُّنيَا وَعَجْلَاهَا


فَهَذَّبُوا أَنفُسًا قَد طَّالَ مَا جَمَحَتْ...إِلَى هَوَاهَا فَرَدُّوهَا عَنَ اهْوَاهَا


مِن كُلِّ أَبْلَجَ يَغْشَى الصَّفَّ مُعْتَلِقًا...صَمْصَامَ عَزْمِ سُيُوفِ الْهِندِ أَحْزَاهَا


بِهِ يُقَطِّعُ أَعْنَاقَ الصِّعَابِ وَلَا...تُغْنِيهِ أَعْنَاقُهَا عَن قَطْعِ أَحْشَاهَا


تخَالُهُمْ عِندَ حَفْرِ الْبِيرِ حِينَ وَنَوْا...وَدَوَّمَتْ مِن شُمُوسِ الْحَرِّ حَيْرَاهَا


صَحَابَةَ الْمُصطَفَى فِي حَفْرِ خَندقِهِمْ...أَيَّامَ حَانَ مِنَ الْأَحْزَابِ لُقْيَاهَا


فَالْجِدُّ جِدُّهُمُ والْخُلْقُ خُلْقُهُمُ...والطُّرْقُ قَدْ سَلَكُوا كَالصَّحْبِ مُثْلَاهَا


نَالَتْهُمُ عِندَ حَفْرِ الْبِيرِ مَسْغَبَةٌ...وَالصَّحْبُ نَالَهُمُ إِذ ذَّاك مِثْلَاهَا


حَتَّى طَوَى خَيْرُ عَدْنَانٍ عَلَى حَجَرٍ...كَشْحًا وَلَوْ شَاءَ دُنْيَا فَاقَ كِسْرَاهَا


فَلَمْ تَجِدْ جُزَعَ الضَّرَّاءِ بَلْ صُبُرًا...عِندَ انتِيَابِ خُطُوبٍ قَلَّ أَكْفَاهَا


كَذَاكَ مَن رَّامَ أَنْ يَسْمُو وقَدْ وَجَدَتْ...فَضْلًا عَلَى ضُمَّرِ الْأَمعَاءِ شَبْعَاهَا


وَفِيهِمُ سِيدِ أَيْضًا وَهْوَ مَاهِرُهُمْ...كَخَيْرِ فَارِسَ سَلْمَانٍ وَأَعْلَاهَا


فَاللهُ يَجْزِيهِمُ خَيْرَ الْجَزَا وَلَهُمْ...يَعْفُو الْجَرَائِرَ صُغْرَاهَا وَكُبْرَاهَا


وَاللهُ يَكْفِيهِمُ شَرَّ الْعِدَا وَلَهُمْ...يُولِي الْحَوَائِجَ أَقْصَاهَا وَأَدْنَاهَا


وَاللهُ يَقْضِي لَنَا الْحَوْجَا بِجَاهِهِمُ...مَا كَانَ فِي هَذِهِ مِنْهَا وأُخْرَاهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
             يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنهما وأرضاهما:

حَكَمَتْ عَلَيْهِ وَجُرْنَ في الْأَحْكَامِ...حَدَقُ المَهَا وَسَوَالِفُ الْآرَامِ

كَافَأْنَ بِالْقَتْلِ المُحِبَّ وقُلْنَ لِي...قَتْلُ الْمُحِبِّ نَرَاهُ غَيْرَ حَرَامِ


وَحَلَلْنَ عَزْمِي وَانتَهَبْنَ تَجَلُّدِي...وَسَلَبْنَ لُبِّي وَاسْتَبَحْنَ ذِمَامِي


وَفَتَحْنَ جَفْنِي بِانكِسَارِ جُفُونِهَا...فَلِذاكَ لَسْتُ أَنَامُ فِي النُّوَّامِ


وسَدَدْنَ سَمْعِي عَن مَّلَامَةِ لُوَّمِي...فَلِذَاكَ لَا أُصْغِي إِلَى اللُّوَّامِ


وَرَسَفْتُ فِي قَيْدِ الْمَوَاعِدِ بُرْهَةً...فَرمَيْنَنِي مِنْ خَلْفِهَا بِسِهَامِ


وَكَتَمْتُ مَا بِي فَائْتَمَرْنَ بِنَثِّهِ...فَأَجَابَ وَاشِي دَمْعِيَ النَّمَّامِ


وَرَدَدْنَ حِلْمِي لِلسَّفَاهِ وَشَرُّ مَا...يَلْقَى الرِّجَالُ سَفَاهَةُ الْأَحْلَامِ


لِمَنِ الظَّعَائِنُ كَالنَّخِيلِ تَطَلَّعَتْ...بِخُدُورِهَا كَالطَّلْعِ فِي الْأَكْمَامِ


فِيهَا جَآذِرُ رَبْرَبٍ مَكْحُولَةٌ...تَعْدُو لَوَاحِظُهَا عَلَى الضِّرْغَامِ


نَشَأَتْ بِبَدْوٍ مَّا بِهِ مِنْ حَاضِرٍ...إِلَّا صُوَارُ مَهًا وَخِيطُ نَعَامِ


لَمْ تَدْرِ تَكْسِيرَ الْكَلَامِ وَلَمْ تَجِئْ...رِيفًا وِلَمْ تَبْرُزْ مِنَ الْحَمَّامِ


لَيْسَت تُّعَلَّلُ بِالْعَبِيرِ جُلُودُهَا...إذْ تَغْتَنِي بِنَضَارَةِ الْأَجْسَامِ


بِيضُ الْوُجُوهِ تَلُوحُ فِي الْأَسْتَارِ كَالْـــــأَقْمَارِ لَاحَتْ مِنْ خِلَالِ غَمَامِ


لَمَّا يُغَيَّضْ مَاؤُهَا إِذْ لَمْ تَخُضْـــــهُ سَوَابِحُ الْأَلْحَاظِ وَالْأَوْهَامِ


فَإِذَا بَدَتْ قَادَتْ ظَوَاهِرُ حُسْنِهَا...كُلَّ الْعُيُونِ لَهَا بِكُلِّ زِمَامِ
وَمَتَى تَزِدْ نَظَرًا تَزِدْكَ مَحَاسِنًا...تَرْمِيكَ إقْصَادًا وَأَنتَ الرَّامِي
سَكِرَتْ عُيُونُ النَّاظِرِينَ لَهَا كَمَا...سَكِرَتْ مَسَامِعُهُمْ لِطِيبِ كَلَامِ
وَوَهَتْ لِذَا أَرْكَناُهُمْ حَتَّى بَقَوْا...صَرْعَى سُكَارَى غَيْرَ شَرْبِ مُدَامِ
فَكَأَنَّمَا الْأَرْكَانُ مِنْهُمْ عَاطَتِ الْــــــأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ كَأْسَ مُدَامِ
أَسْلَمْتُهُنَّ إِلَى الْفِرَاقِ وَإِنَّمَا...رُوحِي أَرَدتُّ بِذَلِكَ الْإِسْلَامِ
مَا ذَا عَلَى اللُّوَّامِ فِي إِلْمَامِنَا...بِرُبُوعِ مَن بَانُوا عَنِ الْإِلْمَامِ
نَبْكِي بِهَا حِقَبًا سَلَفْنَ لَنَا بِهَا...غُرَرًا تُرَى فِي أَوْجُهِ الْأَعْوَامِ
سَمَحَ الزَّمَانُ بِهِنَّ بَعْدَ تَعَذُّرٍ...وأَتَيْنَ قَبْلَ حَوَادِثِ الْأَيَّامِ
يَا لَائِمِي إِن رُّمْتَ إِيلَامِي فَمَا...فِي اللَّوْمِ عِندَ الصُّمِّ مِنْ إِيلَامِ
قَدْ كُنتُ قَبْلَكَ لَائِمًا أَهْلَ الْهَوَى...فَغَدَوْتُ أَجْدَرَ مِنْهُمُ بِمَلَامِ
لَا تَحْسِبَنِّي فِي الْهَوَى بِدْعًا فَإِنِّـــــــي أَقْتَدِي فِيهِ بِكُلِّ إِمَامِ
مِنْهُمْ أَخُو نَهْدِ ابْنُ عَجْلَانَ الذِي...عَجِلَتْ يَدَا هِندٍ لَهُ بِحِمَامِ
وَالْقُسُّ وَالْقَيْسَانِ وَامْرُؤُ قَيْسِهِمْ...وَمُرَقِّشَانِ وَعُرْوَةُ بْنُ حِزَامِ
فِي عُصْبَةٍ شُهَدَاءِ حُبٍّ كُلِّهِمْ...شَهِدُوا مَشَاهِدَهُ الْعِظَامَ أَمَامِي
وَأَنَا الذِي وَدّعْتُ فِي الصِّغَرِ الصِّبَا...حِلْمًا وَلَسْتُ بِبَالِغِ الأَحْلَامِ
وَعَقَدتُّ فِي الْحَيْزُومِ أَوْثَقَ عَزْمَةٍ...أَلَّا تَحُلَّ الْفَاتِنَاتُ حِزَامِي
وَلَمَا دَعَانِي الْقَلْبُ قَطُّ لِرِيبَةٍ...وَلَمَا مَشَتْ بِي نَحْوَهَا أَقْدَامِي
وَوَرَدتُّ وِرْدَ السَّالِكِينَ إِلَى الْهُدَى...وَأَسَمْتُ فِي سَرْحِ السُّلُوكِ سَوَامِي
وَصَحِبْتُ أَقْوَامًا سَمَتْ هِمَّاتُهُمْ...لِمَرَاتِبٍ فَوْقَ السِّمَاكِ سَوَامِ
لَوْ صَحَّ أَنْ يَنجُو مِنَ الْحُبِّ امْرُؤٌ...سِلْمًا لَكُنتُ الْمُنثَنِي بِسَلَامِ
وَالْيَوْمَ أَغْبِطُ مَن نَّجَا وَأَوَدُّ لَوْ ...أُعْطَى نَجَاةَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ
لَكِنَّنِي لَا أَرْتَضِي حَالَ الْأُلَى...طَلَبُوا النَّجَاةَ بِذِلَّةِ الْإِسْلَامِ
خَلَعُوا رِدَاءَ الْعِزِّ عَنْهُمْ وَارْتَضَوْا...خِلَعَ الْهَوَانِ سَوَابِغَ الْأَكْمَامِ
وَسَعَوْا لِكَيْمَا يُطْفِئُوا نُورًا أَبَى...ذُو الْعَرْشِ جَلَّ لَهُ سِوَى الْإِتْمَامِ
وَتَحَلَّمُوا جَهْلًا بأَنَّ الْحِلْمَ مِنْ...غَيْرِ اقْتِدَارٍ مَلْجَأُ الْأبْرَامِ1.
ــــــــــــــــ
1ـ الأبرام :جمع برم وهو اللئيم.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ           
يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنهما رضوانه الأكبر:




مَا لِلْمُحِبِّينَ مِنْ أَسْرِ الْهَوَى فَادِ...وَلَا مُقِيدٌ لِّقَتْلَاهُمْ وَلَا وَادِ


وَلَا حَمِيمٌ وَلَا مَوْلَى يَرِقُّ لَهُمْ...بَلْ هُم بِوَادٍ وَكُلُّ النَّاسِ فِي وَادِ



يَا رَحْمَتَى لَهُمُ مَا كَانَ أَصْبَرَهُمْ...عَلَى مُعَانَاةِ جَمْعٍ بَيْنَ أَضْدَادِ



وَالنَّاسُ أَلْبٌ عَلَيْهِمْ وَاحِدٌ فَلِذَا...مَا إِن تَرَى مَنْ يُّوَاسِيهِم بِإِسْعَادِ



إِمَّا عَذُولٌ وَإِمَّا ذُو مُرَاقَبَةٍ...أَوْ زَاعِمُ النُّصْحِ أَوْ سَاعٍ بِإِفْسَادِ



إِنْ أَظْهَرُوا مَا بِهِمْ لِيمُوا وَإِن كَتَمُوا...لَاقَوْا بِمَا كَتَمُوا تَصْدِيعَ أَكْبَادِ



وَهَيِّنٌ كُلُّ مَا لَاقَوْهُ عِندَهُمُ...لَوْ أَنَّ أَحْبَابَهُمْ لَيْسُوا بِصُدَّادِ



يَا عَاذِلِينَ أَقِلُّوا اللَّوْمَ وَيْحَكُمُ...إِنِّي لِمَن رَّامَ قَوْدِي غَيْرُ مُنقَادِ



وَلَا يُلِينُ قَنَاتِي غَمْزُ غَامِزِهَا...وَلَا يُقِيمُ ثِقَافُ الْعَذْلِ مُنْآدِي



أحَيْثُ مَا كُنتُ أَوْ يَمَّمْتُ مِن جِهَةٍ...أُلْفِي رَقِيبًا وَلَوَّامًا بِمِرْصَادِ



مَا اعْتَادَ قَلْبِي الصِّبَا لَكِنَّ مَن مَّلَكَتْ...يَدُ الْغَرَامِ يُعَوَّدْ غَيْرَ مُعْتَادِ



يَزْدَادُ بِاللَّوْمِ حُبُّ الصَّادِقِينَ هَوًى...وَاهًا لِّحُبٍّ بِطُولِ اللَّوْمِ مُزْدَادِ



وَالطّرْفُ لِلْقَلْبِ مُرْتَادٌ وَلَا عَجَبٌ...فِي قَفْوِ مُنتَجِعٍ آثَارَ مُرْتَادِ



وَالْحُبُّ أَمْرٌ عَزِيزٌ لَيْسَ مُرْتَبِطًا...فِي حُكْمِهِ عِندَ مَن يَدْرِيهِ بِالْعَادِي



مَالِي بِحُبِّ الْأُلَى يَتْرُكْنَ مُنتَظِمًا...حَبَّ الْقُلُوبِ بِأَلْحَاظٍ وَأَجْيَادِ



هَلِ النِّسَاءُ سِوَى لَحْمٍ عَلَى وَضَمٍ...لِمُبْتَغِي نُزُلٍ أَو مُبْتَغِي زَادِ

وَهُنَّ قَدْ هُنَّ إِذْ صَيَّرْنَ مُبْتَذَلًا...مَا عِندَهُنَّ لِأَوْبَاشٍ وَأَوْغَادِ

لِذَاكَ أَعْرَضتُّ عَن لَّهْوٍ وَعَنْ غَزَلٍ...وَعَنْهُمَا صُنتُ إِنشَائِي وَإِنشَادِي

وَلِي مِنَ الْفِكْرِ أَبْكَارٌ مُّشَنَّفَةٌ...مِّنَ الْبَدِيعِ بِتَصْرِيعٍ وَإِرْصَادِ

وَإِنَّ مَا بِي هَوَى بَيْضَاءَ وَاضِحَةٍ...كَلِفْتُ وَجْدًا بِهَا مِن قَبْلِ إِيجَادِي

حَسْنَاءَ مُعْرِقَةٍ فِي الْأَكْرَمِينَ وَمَا...كَانَتْ لِتُدْعَى لِآبَاءٍ وَأَجْدَادِ

مَا لِلزَّعَانِفِ فِي وَصْلٍ لَّهَا طَمَعٌ...وَلَا لَهُمْ سِرُّهَا الْمَكْنُونُ بِالْبَادِي.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



      يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وتقبلهما في من أحبهم وأحبوه وخصهما من بينهم بمزيد من محبته ورضوانه:



بُشْرَى فَقَدْ غَدَتِ الطَّوَالِعُ أَسْعُدَا...وَوِصَالُ سُعْدَى حَبْلَ وَصْلِكَ أَسْعَدَا

إِن كَانَ تَمْوِيهُ الْمُدَلِّسِ غَرَّهَا...فَرَأَتْ سَرَائِرَهُ تُشَاكِلُ مَا بَدَا

لَا غَرْوَ إِنْ غَرَّ الْخِضَابُ خَرِيدَةً...فَالشَّيْبُ يُخْضَبُ كَيْ يَغُرَّ الْخُرَّدَا

وَلَرُبَّ ذِي وَرَمٍ يُخَالُ مُنَعَّمًا...وَلَرُبَّ ذِي عَضْبٍ يُخَالُ مُهَنَّدَا

وَلَرُبَّ بَادِي النُّسْكِ لَمْ يَكُ هَمُّهُ...فِي بَاطِنٍ إِلَّا الْمَلَاهِيَ وَالدَّدَا

حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى لَا يَرْعَوِي...عَنْ غَيِّهِ مَن لَّيْسَ مَتْرُوكًا سُدَى

ظَعْنٌ بِلَا زَادٍ أَظَلَّ أَوَانُهُ...أَوَلَمْ يَئِنْ يَا غِرُّ أَن تَتَزَوَّدَا

دَيْنٌ عَلَيْكَ جَهِلْتَ وَقْتَ حُلُولِهِ...فِي كُلِّ يَوْمٍ أَنتَ تَرْقُبُهُ غَدَا

هَذَا وَطِبْ نَفْسًا وَثِقْ بِإِلَهِنَا...فَهُوَ الْبَسِيطُ يَدًا لِّمَن مّدَّ الْيَدَا

نَحْنُ الْعِبِدَّانُ الْأُلَى هُوَ رَبُّهُمْ...وَالرَّبُّ إِنْ يَعْزُزْ يُعِزَّ الْأَعْبُدَا

وَكَفَى اصْطِفَاءً كَوْنُنَا مِنْ أُمَّةٍ... وَسَطٍ أَجَابَتْ مُصْطَفَاهَا أَحْمَدَا

وَلَنَا اسْتِنَادٌ بَعْدُ لِلْعُمَدِ الْأُلَى...رُفِعُوا فَكَانُوا يَرْفَعُونَ الْمُسْنَدَا

لَهُمُ التَّصَدُّرُ فِي قَضِيَّاتِ الْعُلَى...كُلٌّ لِّإِسْنَادٍ إِلَيْهِ تَجَرَّدَا

لَا تَخْشَ إِن رَّفَعُوكَ نَسْخًا كَائِنًا...مِن فِعْلِ أَمْسَى فِي الزّمَانِ وَلَا غَدَا

وَإِذَا تَصَرَّفَ فِعْلُهُمْ فِي جَامِدٍ...مَّا خَافَ بَعْدَ تَصَرُّفٍ أَنْ يَّجْمُدَا

مِنْهُمْ جَمِيعًا نَقْتَدِي بِأَئِمَّةٍ...مُّتَحَمِّلِينَ لِأَمْرِ مَن بِهِمُ اقْتَدَى

فَإِذَا سَهَوْنَا بِالْقِيَامِ بِأَمْرِنَا...حَمَلُوهُ عَنَّا رُكَّعًا أَوْ سُجَّدَا

رَوَوُا الصِّحَاحَ مِنَ الْحَقَائِقِ أُسْنِدَتْ...عَن سَيِّدٍ فِي الْفَضْلِ يَقْفُو سَيِّدَا

مُتَوَاتِرًا إسْنَادُهَا مُتَسَلْسِلًا...حَتَّى انتَهَى لِلْمُنتَهَى مُتَصَعِّدَا

طُبِعُوا عَلَى كَرَم النُّفُوسِ جِبِلَّةً...مَّوْرُوثَةً فِيهِمْ تُرَاثًا مُّتْلَدَا

لَوْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إلَى فِعْلِ الْخَنَى...لَأَبَتْ طِبَاعُ نُفُوسِهِمْ أَن تَعْمِدَا

قَوْمٌ هُمُ دُعُمُ الْهُدَى لَا تَعْدُوَنْ...عَيْنَاكَ عَنْهُمْ إِن تُرِد دُّعُمَ الْهُدَى

وَهُمُ الْأُلَى كَسَوُا الْعُلَى أَبْهَى الْحُلَى...فَبِهِمْ تَحَلَّتْ لُؤْلُؤًا وَزَبَرْجَدَا

سِمْطًا غَدَوْا فِي جِيدِهَا وَأَسَاوِرًا...فِي الْمِعْصَمَيْنِ وَفِي النَّوَاظِرِ إِثْمِدَا

الرَّاشِدُونَ الْمُرْشِدُونَ إِلَى الْهُدَى...وَالوَارِدُونَ الْمُصْدِرُونَ الْوُرَّدَا

وَالْقَائِدُونَ السَّائِقُونَ إلَى العُلَى...والدَّافِعُونَ الذَّائِدونَ الْمُرَّدَا

وَهُمُ الْكُهُوفُ الْحَامِيَاتُ مَنِ احْتَمَى...وَهُمُ الْحُتُوفُ الْعَائِدَاتُ عَلَى الْعِدَا

وَهُمُ السُّيُولُ الْمُحْيِيَاتُ مَنِ اجْتَدَى...وَهُمُ السُّيُوفُ الْمُرْدِيَاتُ مَنِ اعْتَدَى

لَحَظَاتُهُمْ تُحْيِي الرَّمِيمَ وَعِندَهُمْ...هِمَمٌ قَوِيَّاتٌ يُذِبْنَ الْجَلْمَدَا

لَوْ حَاوَلُوا نَيْلَ السِّمَاكِ بِعَزْمِهِمْ...نَالُوا الثُّرَيَّا بَعْدَهُ وَالْفَرْقَدَا

وَلَهُم بَصَائِرُ نَيِّرَاتٌ تَنجَلِي...حُجُبُ الْغُيُوبِ بِهَا إِلَى أَن تُشْهَدَا

وَالْكِيمِيَاءُ مِنَ السَّعَادَةِ عِندَهُمْ...إكْسِيرُهَا يَدَعُ الْحِجَارَةَ عَسْجَدَا

فَإِذَا هُمُ نَظَرُوا الْبُغَاثَ اسْتَنسَرَتْ...وَإِذَا هُمُ نَظَرُوا أُوَيسَ اسْتَأْسَدَا

وَلَدَيْهِمُ جَعْلُ السُّكَيْتِ مُجَلِّيًا...وَلَدَيْهِمُ جَعْلُ الثَّفَالِ خَفَيْدَدَا

طُرُقُ الْإِرَادَةِ إِنْ أَرَادُوا طَيَّهَا...جَعَلُوا أقَلَّ مِنَ الذِّرَاعِ الْفَدْفَدَا

وَمَتَى يَحِرْ فِي تِيهِهَا ذُو حَيْرَةٍ...أَبْدَوْا لَهُ بِالدَّوِّ مِنْهَا أَنجُدَا

وإِذَا ادْلَهَمَّ ظَلَامُ لَيْلِ جَهَالَةٍ...لَاحُوا فَفَاقُوا النَّيِّرَاتِ تَوَقُّدَا

وَإِذَا اشْتَكى لَفْحَ السَّمُومٍ أَخُو صَدًى...أجْرَوْا مِنَ السَّلْسَالِ بَحْرًا مُّزْبِدَا

وَتَقَدَّمُوا يَهْدُونَهُ فِي سَيْرِهِ...لِوُرُودِهِ حَتَّى يُرُوهُ الْمَوْرِدَا

رَاحُ الْمَعَارِفِ إِن تَعَاطَوْا كَأْسَهَا...لَمْ يَدْفَعُوا عنْهَا نَدِيمًا عَرْبَدَا

وَكَذَاكَ إِن دَهِمَ الْعِدَا لَمْ يَخْذُلُوا...مِمَّنْ يُّوَالِيهِمْ جَبَانًا عَرَّدَا

مِن كُلِّ حَامٍ شَوْلَهُ بِعقَالِهِ...تَثْنِي خَشَاةُ مَصَالِهِ الْمُتَمَرِّدَا

أَوْ كُلِّ حَامٍ غِيلَهُ بِمَهَابَةٍ...تَعْدُو عَلَى غُلْبِ اللُّيُوثِ وَمَا عَدَا

مِنْهُ فَرِيصُ الْأُسْدِ تُرْعَدُ خِيفَةً...لَّكِن فَرِيصُ حَمِيِّهِ لَن تُرْعَدَا

أَظْفَارُهُ حُمْرٌ خُلِقْنَ مِنَ الرَّدَى...وَبَنَانُهُ بِيضٌ طُبِعْنَ عَلَى النَّدَى

فَبِهَذِهِ كَانَ الْقَضَاءُ مُسَلَّطًا...وَبِهَذِهِ كَانَ الْعَطَاءُ مُعَوَّدَا

أَنَّى يَضِيقُ خِنَاقُ مُنتَسِبٍ لَّهُمْ...أَمْ كَيْفَ يُخْطِئُ رِفْدُهُمْ مُسْتَرْفِدَا

أَوْ يَخْتَشِي مَنْ يَّحْتَمِي بِحِمَاهُمُ...أوْ يَحْتَذِي جَدْوَاهُمُ أَنْ يُّطْرَدَا

أُهْدِي لَهُمْ أَبْكَارَ فِكْرٍ صُنتُهَا...عَنْ غَيْرِهِمْ تُنسِي الْعَذَارَى النُّهَّدَا

لَمْ تُبْقِ فِي خِدْرٍ مَّهَاةً مُطْفِلًا...تُصْبِي الْقُلُوبَ وَلَا غَزَالًا أَغْيَدَا

غُرَرُ الطُّرُوسِ بِهَا حَلِينَ فَأَصْبَحَتْ...طُرَرُ الْجِبَاهِ بِهَا عَلَيْهَا حُسَّدَا

إِذْ لَمْ تَظُنَّ الْكَوْنَ يَحْوِي غَيْرَهَا...بِيضًا مُّحَلَّاةً بِحَلْيٍ أَسْوَدَا

مُنسَاغَةً فِي الذِّهْنِ دُونَ إِسَاغَةٍ...فَتَكَادُ تَسْبِقُ بِالنَّشِيدِ الْمُنشِدَا

فِي كُلِّ لَفْظٍ رَقَّ مَعْنًى رَّائِقٌ...كَأَبَارِقِ الْيَاقُوتِ تَحْوِي الصَّرْخَدَا

فَهِيَ الْحُلِيُّ لِنَاظِرٍ مُتَوَسِّمٍ...فَحْوَاءَهَا وَهِيَ الْحَلِيُّ لِمَن شَدَا

أَبْغِي بِهَا مَرْضَاةَ مَن بِرِضَاهُ عَنْ... حِزْبِ التُّقَى نَالُوا العُلَى وَالسُّؤْدَدَا

مُتَوَسِّلًا بِهِمُ إِلَيْهِ مُؤَمِّلًا...مِن فَضْلِهِ تَكْمِيلَهُ لِي الْمَقْصِدَا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا  الكبير رحمهما الله تعالى وأجزل لهما الأجر والثواب :


دَعِ الْإِكْثَارَ مِن قَالٍ وَقِيلِ ... كَفَاكَ اللَّوْمُ بِالْكَلِمِ الْقَلِيلِ

أَقِلْنِي إِنْ عَثَرْتَ عَلَى عِثَارِي ... فَخَيْرُ الصَّحْبِ كُلُّ فَتًى مُّقِيلِ

وَإِلَّا تَزْدَجِرْ عَمَّا عَلَيْهِ ... جُبِلْتَ مِنَ التَّهَوُّرِ وَالصَّهِيلِ

فَإِنِّي لَسْتُ مِنكَ وَلَسْتَ مِنِّي ... وَلَيْسَ رَعِيلُ خَيْلِكَ مِن رَّعِيلِ

وَلَسْتَ إِلَى لِقَاءِ اللهِ مِنِّي ... بِمَنزِلَةِ الرَّفِيقِ وَلَا الزَّمِيلِ

وَلَمْ تَكُ فِي الْحِسَابِ غَدًا كَفِيلِي ... وَلَا مَوْلَايَ أَنتَ وَلَا وَكِيلِي

تَلُومُ إِذَا تَعَاطَيْنَا كُؤُوسًا ... تُذَكِّرُنَا كُؤُوسَ السَّلْسَبِيلِ

تُحَاوِلُ أَن تُحَرِّمَهَا عَلَيْنَا ... فَلَيْسَ لِمَا تُحَاوِلُ مِن سَبِيلِ

تُرِيدُ عَلَى إِبَاحَتِهَا دَلِيلًا ... مَتَى احْتَاجَ النَّهَارُ إلَى دَلِيلِ

أُصُولُ الْحِلِّ عَدُّوهَا فَعَدُّوا ... نَبَاتَ الْأَرْضِ مِن تِلْكَ الْأُصُولِ

وَقَبْلَكَ مَلَّ فِيهَا الْقَوْلَ قَوْمٌ ...فَمَا أغْنَوْا بِذَلِكَ مِن فَتِيلِ

وَلَيْسَ اللَّوْمُ فِيهَا الْيَوْمَ إِلَّا ... أحَادِيثًا تُعَدُّ مِنَ الْفُضُولِ

وَإِنَّ لَهَا فَوَائِدَ وَاضِحَاتٍ ... يَرَاها كُلُّ ذِي نَظَرٍ أَصِيلِ

إزَالَةُ حِقْدِ ذِي الْحِقْدِ الْمُنَاوِي ...وَتَحْبِيبُ الْخَلِيلِ إِلَى الْخَلِيلِ

وَجَبْرُ خَوَاطِرٍ وَقَضَاءُ حَاجٍ ... وَمَعْرِفَةُ السَّخِيِّ مِنَ الْبَخِيلِ

وَفَوزٌ إِن تَعَاطَاهَا النَّدَامَى ... بِتَمْيِيزِ الظَّرِيفِ مِنَ الثَّقِيلِ

وَإِيقَاظُ النَّوَاظِرِ مِن كَرَاهَا ... وإِبْرَاءُ المُتَيَّمِ وَالْعَلِيلِ

وَزَادُ مُسَافِرٍ وَمَتَاعُ مُقْوٍ ... وَأُنسٌ فِي الْإِقَامَةِ والرَّحِيلِ

وَتُحْفَةُ قَادِمٍ وَسُرُورُ ءَاوٍ ...أَوَى حِينَ الْمَبِيتِ أَوِ الْمَقِيلِ

وَفَاكِهَةُ الشِّتَاءِ إِذَا تَأَذَّى ... وُجُوهُ النَّاسِ بِالشَّمَلِ الْبَلِيلِ

وَتُطْرِبُ مَنْ يُدَرِّسُ كُلَّ فَنٍّ ... وتُفْرِجُ كَرْبَ ذِي الْهَمِّ الدَّخِيلِ

وَتُسْلِي كُلَّ صَبٍّ مُسْتَهَامٍ ... عَنِ الْخَدَّيْنِ والطَّرْفِ الْكَحِيلِ

وَتَدْفَعُ ذَا التَّلَصُّصِ فَهْيَ أَغْنَى ... إِذَا دَفَعَتْ مِنَ السَّيْفِ الصَّقِيلِ

وتُرْضِي الْمُسْلِمِينَ وَفِي رِضَاهُمْ ... يُؤَمَّلُ أَنْ يُنَالَ رِضَا الْجَلِيلِ

وَحَسْبُكَ مِن فَوَائِدِهَا بِهَذَا ... دَعِ الْإِكْثَارَ مِن قَالٍ وَقِيلِ.


     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ      

يا من فؤادي وثقا برعيه للموثق


يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى وأعلى في أعلى عليين مقامهما :
يَا مَن فُؤَادِي وَثِقَا ...بِرَعْيِهِ لِلْمَوْثِقِ

كُن رَاكِبًا مُنَوَّقَا... زِينَ بِلَيِّ الْمَرْفِقِ

أَوْ عَنتَرِيسًا خَيْفَقَا ...مِن يَعْمَلَاتِ الْأَيْنُقِ

فَهْوَ يُحَاكِي النَّقْنَقَا...  وَهْيَ كَأُمِّ الدَّرْدَقِ

زُفَّا لَه إِذْ أَشْفَقَا ...مِن فَوْتِ ضَوءِ الشَّفَقِ

ذَاكَ مُنَى مَنْ عَشِقَا ...وَتِلْكَ هَمُّ الشَّيِّقِ

مَهْمَا يُتَحْ لَكَ الْتِقَا ...بِالْخِلِّ مَاضِي اللّقْلَقِ

أَخِي الْقَرِيضِ والرُّقَى ...والنَّظَرِ الْمُدَقِّقِ

بَلِّغْ سَلَامًا مُونِقَا...كَخَلْقِهِ وَالْخُلُقِ

وَقُل لَّهُ فِي الْمُلْتَقَى ...مَهْلًا على تَرَفُّقِ

يَا ذَا التُّقَى وذَا النّقَا... يَابْنَ الصّغِيرِ الْمُفْلِقِ

أرَاكَ تَنْحُو طُرُقَا ...لِمِثْلِهَا لَم تُسْبَقِ

فِيهِنَّ تَرْقَى مُرْتَقَى...مِن شِعْرِكَ الْمُخْتَلَقِ

أَعْيَا الْفِصَاحَ الْحُذّقَا...وَهُمْ صِحَاحُ الْأَسْؤُقِ

إذْ فِيهِ يَخْشَى الزَّلَقَا ...سِوَاكَ كُلُّ مُرْتَقِ

وَحَيْثُ فيهِ زَلَقَا ...لَمْ يَلْقَ مِن مُرْتَفَقِ

فَلَمْ يَزَلْ مُزَحْلَقَا...مِن طَبَقٍ لِطَبَقِ

لِلشِّعْرِ رُوحٌ زَهَقَا...أَوْ كَادَ إن لَّمْ يَزْهَقِ

حَتَّى رَدَدتَّ الرَّمَقَا ...فِي شِلْوِهِ الْمُمَزَّقِ

نَفْخَ الْمَسِيحِ الْمُنتَقَى...فِي الطَّائِرِ الْمُخَلَّقِ

وَبَحْرُهُ إذْ دَفَقَا ... فِي لُجِّهِ الْمُعَمَّقِ

ضَرَبْتَهُ فَانفَلَقَا ...فَسِرْتَ دُونَ زَوْرَقِ

فَإِن أتَى لِيَلْحَقَا... بِكَ جَهُولٌ يَغْرَقِ

كَمَا جَرَى وَاتَّفَقَا...لِمَلْكِ مِصْرَ الْأَحْمَقِ

فَكَانَ مِن فَرْطِ الشَّقَا ...هَلَاكُهُ بِالْغَرَقِ

فَتَحْتَ بَابًا مُغْلَقَا ... وسَّعْتَ كُلَّ ضَيِّقِ

لَمَّا فَكَكْتَ الرِّبَقَا...عَن كُلِّ عَانٍ مُوثَقِ

كَما النَّبِيُّ أَطْلَقَا ...سَبْيَ بنِي المُصْطلِقِ

منكَ الْحُسَامُ ذُلِّقَا ...فَهْوَ وَضِيءُ الرَّوْنَقِ...فَمَنْ يُنَازِلْكَ بَقِي

مُخَرْدَلًا مُشَبْرَقَا...مُخْتَضِبًا بِالْعَلَقِ

فِعْلَ عَلِيٍّ فِي اللّقَا...بِالْقِرْنِ يَوْمَ الْخَندَقِ

وَإِذْ رَأيْتَ فَيْلَقَا...جُرْد الْقَوَافِي السُّبُقِ

رَكِبْتَ بَيْنَ الرُّفَقَا ...مَتْنَ الْعَقُوقِ الْأَبْلَقِ

وَهْوَ الذِي لَنْ يُسْبَقَا ...لِكَوْنِهِ لمْ يُخْلَقِ

لَوْ أَنَّ رَبِّي ذَا الْبَقَا ...أَحْيَا أَبَا الشَّمَقْمَقِ

وَبَعَثَ الْفَرَزْدَقَا...وَرَافِعَ الْمُحَلّقِ

ثُمَّ اسْتَعَانُوا خِرْنِقَا...ذَاتَ اللِّسَانِ الذَّلِقِ

وَالشُّعَرَاءَ مُطْلَقَا...بِمَغْرِبٍ وَمَشْرِقِ

لَعَلِمُوا تَحَقُّقَا...أنَّكَ حَاوِي السَّبَقِ

وَكُلُّهُمْ لَنْ يَنطِقَا ...لِأَنَّهُ لَمْ يُطِقِ

فَالصَّمْتُ كَانَ أَلْيَقَا...إِذِ الْبَلَا بِالْمَنطِقِ.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عظة ونصح شعر الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير


يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنهما وأرضاهما:
أَيُّهَا الْعَاقِلُ الْأَرِيبُ الْأَبَرُّ...وَالْفَتَى الْمَاجِدُ السَّرِيُّ  الْأَغَرُّ

أَصْغِ لِي تَسْتَمِعْ نَصِيحَةَ وُدٍّ...أَحْرِ أن لَّا يَأْبَى النَّصِيحَةَ بَرُّ

إن تَقُل لِّي أَتأْمُرُ النَّاسَ بِالْبِــــرِّ وَتَنسَى لِمْ لَا فَهَل لّا تَبَرُّ

قُلْتُ أَمْرِي سِوَايَ أَمْرٌ لِّنَفْسِي... وَبِكَيِّ الصَّحِيحِ يَبْرَ الْأَعَرُّ

اِتَّقِ اللهَ مَا اسْتَطَعْتَ تُقَاةً... فِي الذِي أَنتَ مُظْهِرٌ وَمُسِرُّ

تَائبًا تَوْبَةَ اعْتِرَافٍ نَصُوحًا... لَا تقُلْ تَائِبٌ وَأَنتَ مُصِرُّ

وَاعْصِ أَمْرَ الْهَوَى وَلَا تتَعَلَّقْ... مِنكَ نَفْسٌ بِكُلِّ ظَبْيٍ يَمُرُّ

فَاصْطِيَادُ الظِّبَاءِ قَدْ لَا يُسَنَّى... وَاتِّبَاعُ الْفَتَى الْهَوَى قَدْ يَضُرُّ

فَلَكَم مَّن سَعَى لِيَصْطَادَ فَاصْطِيــــدَ فَلَمْ يَحْمِهِ الصُّيُودَ الْمَفَرُّ

وَمُطِيعُ الْهَوَى إِذَا كَانَ حُرًّا... فَهْوَ عَبْدٌ وَالْعَبْدُ يَعْصِيهِ حُرُّ

وَاغْضُضِ الطّرْفَ رَائِدَ الْقَلْبِ عَمَّا...لَمْ يُطِقْ جَرَّهُ إذَا مَا يَجُرُّ

فَطُمُوحُ الْعَيْنَيْنِ يَمْرِي أَحَالِيــــلَ الْهَوَى بَعْدَ غَرْزِهَا فَتَدِرُّ

وَهْوَ بَذْرٌ لَّهُ وَلَا يَبْذُرُ الْعَا...قِلُ شَيْئًا لِّنَفْسِهِ فِيهِ ضُرُّ

وَلْتَكُن لِّلْخُطُوبِ صَخْرًا أَيَرًّا... فَالْفَتَى مَن لَّهُنَّ صَخْرٌ أَيَرُّ

فِرَّ مِنْهَا حَيْثُ اسْتُطِيعَ فِرَارٌ... ثُمَّتَ اكْرُرْ إِذَا تَعَيَّنَ كَرُّ

فَالْكَمِيُّ الْمُحْتَالُ طَوْرًا مِّكَرٌّ ...وَالْكَمِيُّ الْمُحْتَالُ طَوْرًا مِّفَرُّ

وَهَبِ الدّنيَا مِثْلَ زَائِلِ ظِلٍّ... لَيْسَ فِيهَا لِحَادِثٍ مُّسْتَقَرُّ

وَكَغَيْثٍ يَنْهَلُّ حَتَّى إذَا مَا... أَعْجَبَ النَّاسَ نَبْتُهُ يَصْفَرُّ

كُلُّ ذِي جِدّةٍ بِهَا سَوْفَ يَبْلَى... وَهِلَالٌ بَدَا بِهَا يَسْتَسرُّ

وَمُقِيمٌ بِهَا سَيَرْحَلُ عَنْهَا... وَقَوِيمٌ عِمَادُهُ سَيَخِرُّ

وَإِذَا مَا أَرَتْكَ فِي الشَّيْءِ خَيْرًا ...فَلْتَثِقْ أَنَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ شَرُّ

فَبِذَا لَا تَغُرُّ غَيْرَ غَرِيِرٍ... وَاللَّبِيبُ الذَّكِيُّ لَا يَغْتَرُّ

لَا يَلَذَّنَّ مَطْعَمٌ لَّكَ فِيهَا... كُلُّ حُلْوٍ مِن بَعْدِهِ الْمَوْتُ مُرُّ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

            اليائية العصماء في محبة الوطن والتعلق الشديد به للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا رحمه الله تعالى،يقول رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته ورفع درجته وأعلى في أعلى عليين مرتبته ومقامه آمين :


عَلَى دُورَانِ أَوْكَارَ التَّحَايَا ...تَوَاصَلُ بِالْعَشَايَا وَالْغَدَايَا
بِذَاتِ الْيُمْنِ فَالْأَنقَاءِ مِنْهَا ... فَنَجْدِ بَنِي الْمُبَارَكِ فَالْكَنَايَا
إلَى تَلِّ الْحَبَارِ فَنَجْدِ نِصْفٍ ... إِلَى جَرْعَاوَيِ الْأَرطَى فَفَايَا
فَبَيْضَاءِ التَّمَاشُنِ فَالرَّوَابِي ... رَوَابِي التَّوْأَمَاتِ فَذِي السَّرَايَا
إِلَى هَضْبِ السِّيَالِ فَأَيْدُمَاتٍ ... مَعَاهِدُ حُبُّهُنَّ لَنَا سَجَايَا
وَخِرْنَاهَا لَنَا دُونَ الْأَرَاضِي ... وَخَارَتْنَا لَهَا دُونَ الْبَرَايَا
فَلَا أَبْغِي بِها بَلَدًا سِوَاهَا ... وَلَا هِيَ تَبْتَغِي أَحَدًاسِوَايَا
بِأَكْثِبَةٍ دَمَائِثَ هَائِلَاتٍ ... عُيُونُ النَّاظِرِينَ لَهَا سَبَايَا
يُفَضِّضُهَا الْهَجِيرُ وَكُلُّ بَدْرٍ ...وَتُذْهِبُهَا الْغَدَايَا وَالْعَشَايَا
يَوَدُّ ذَوُو الْبُلَهْنِيَةِ اضطِّجَاعًا ...بِهَا بَدَلَ الطَّنَافِسِ وَالْحَشَايَا
تَرَى الْأَسْبَاطَ فِيهَا وَالْأَرَاطِي ... كَزَيْنِ الْبِيضِ أَيَّامَ الضَّحَايَا
وَغِيطَانًا كَأَنَّ بِهَا بِحَارًا ... مِنَ الْأَقِطِ الْمُمَوَّهِ بِالْمَرَايَا
فَإِن تَكُ أَصْبَحَتْ مِنَّا عَوَارٍ ... فَأَهْوَاءُ الْقُلُوبِ لَهَا عَرَايَا
وَإن دَرَسَتْ مَنَازِلُهَا فَلَاحَتْ ... كَرَجْعِ الْوَشْمِ فِي أَيْدِي الْبَغَايَا
فَمَا تَدْرُسْ وَلَا تُقْفِرْ مَغَانٍ ... لَهُنَّ لَهَا أضَالِعُنَا زَوَايَا
وَلَوْ غُنِمَ الْهَوَى مِنَّا لَكَانَتْ ... لَهَا الْمِرْبَاعُ مِنَّا وَالصَّفَايَا
أذَاتَ الْيُمْنِ لَا زَالَتْ نَواحِيـــــــــكِ آمِنَةَ الْجَنَابِ مِنَ الْبَلَايَا
فَدَى كُثْبَانَكِ الْكُثْبَانُ طُرًّا ... وَتَفْدِيكِ الزَّوَاخِرُ وَالرَّكَايَا
وَلَا زَالَتْ دِيَارُكِ آهِلَاتٍ ... وَلَا حَلَّتْ بِسَاحَتِكِ الرَّزَايَا
وَجَادَ لَكِ السَّمَاءُ بِكُلِّ عَيْنٍ ... سَجُومِ الْوَدْقِ دَالِحَةِ الرَّوَايَا
يَبِينُ الْبَرْقُ مِن شِمْرَاخِهَا عَن ... كَاَسْنِمَةِ الْمُهَجَّنَةِ الْقَصَايَا
تُنَمْنِمُ بِالْأَسَافِلِ مِنكِ وَشْيًا ... وَتُلْوِي بِالْأَعَالِي مِنكِ رَايَا
فَتُشْرِقُ مِنْ أَزَاهِرِهَا دَرَارٍ ... بِلَيْلِ الرَّوْضِ فِي بُرْجِ الْغَذَايَا
إِذَا فَاضَتْ غُرُوبُ السُّحْبِ فَيْضًا ... فَأَفْعَمَتِ الْمَحَانِيَ وَالثَّنَايَا
تَبَسَّمَ مِنْ أَكِمَّتِهَا كِظَامٌ ... عَنَ ارْؤُس كَالْعَوَارِضِ وَالثَّنَايَا
كَأَنَّ السُّحْبَ يَبْكِينَ الْبَرَارِي ... وَزَهْرَ الرَّوْضِ يَشْمتُ بِالرَّمَايَا
فَتَغْدُو غِبَّهَا عُوذُ الْقَصَايَا ... تُسَاجِلُهَا الْبَكَايَا وَالْقَصَايَا
وَلَا زَالَ الْقِلَاصُ يَخِدْنَ خُوصًا ... يَسِمْنَ الْعفْرَ تَحْلِيلَ الْأَلَايَا
بِعُوجٍ كَالْخَذَارِيفِ اسْتَمَرَّتْ ... يُخَذْرِفْنَ الْحَصَا سُمْرَ الْعَجَايَا
بَرَاهَا النَّصُّ وَالدِّيدَى فَآلَتْ ... وَقَدْ رُحِلَتْ نَوَاعِمَ كَالْبَلَايَا
تَكَادُ لِضُمْرِهَا الْكِيرَانُ عَنْهَا ... تَزِلُّ بِرَكْبِهَا لَوْلَا الْبَلَايَا
بِكُلِّ تَنُوفَةٍ تَحْكِي سَمَاهَا ... كَمَا حَاكَتْ أَهِلَّتَهَا الْمَطَايَا
يُؤَدِّي كُلُّ سَفْرٍ سَارَ فِيهَا ... لَهَا خَرْجًا مِنَ اشْلَاءِ الرَّذَايَا
بِشُعْثٍ شَاحِبِينَ لِرَمْيِ بِيدٍ ... بِهِم بِيدًا عَنَ اشْبَاهِ الْحَنَايَا
إلَى أهْلِيكِ بَيْنَ اُولِي انتِجَاعٍ ... نَدَاهُمْ أَوْ أُولِي رَفْعِ الشَّكَايَا
فَيُشْكُونَ الْأُلَى رَفَعُوا الشَّكَايَا ... وَيُعْطُونَ الْأُلَى طَلَبُوا الْعَطَايَا
وَإِنْ حَطُّوا الرِّحَالَ لَدَيْكِ حُطَّتْ ... رِحَالُ الْفَقْرِ عَنْهُمْ وَالْخَطَايَا
وَآبُوا بِالذِي أَمِلُوا جَمِيعًا ... كَمَا صَدَرَتْ عَنِ الزُّفَرِ الرَّوَايَا
وَتَحْسِبُهُم مَّتَى رَامُوا انصِرَافًا ... حَوَابِسَ حُبِّهِمْ حَبْسَ الْأخَايَا
وَلَا زَالَتْ مدَارِسُ عَامِرَاتٍ ... لَدَيْكِ مِنَ الْأَعَارِبِ والزَّوَايَا
فَمِن قَارِي قُرَانٍ أَوْ كَلَامٍ ... وَمِن قَارِي الطَّهَارَةِ وَالْوَصَايَا
وَتَصْرِيفٍ وَتَمْرِينٍ وَنَحْوٍ ... وَرُوَّامِ الْمَعَانِي وَالْقَضَايَا
وَرُوَّامِ التَّصَوُّفِ وَالْمَعَالِي ... وَرُوَّامِ الدَّرَاهِمِ وَالْوَقَايَا
لَأنتِ أَحَبُّ أَرْضِ اللهِ عِندِي ... وَأَنتِ مِنَ الْأَمَاكِنِ مُصْطَفَايَا
وَمَا زَادَ الْمَكَانُ إِلَيْكِ قُرْبًا ... يَزِدْهُ ذَاكَ قُرْبًا فِي هَوَايَا
لِأَنَّكِ أَنتِ أَنجَعُهَا نَمِيرًا ... وَرَعْيًا فِي الْأُنَاسِ وَفِي الرَّعَايَا
فَلَوْ أَنَّ الْبِلَادَ خُلِقْنَ شَخْصًا ... لَكُنتِ الْأنفَ وَالْغَيْرُ الْأَلَايَا
وإِن تَكُ نِسْوَةً يُصْلَفْنَ كُلًّا ... وَتَبْقَيْ عِندَنَا أَحْظَى الْحظَايَا
وَلَوْ نَظَرَ الْبِلَادُ إِلَيْكِ يَوْمًا ... لَغَضَّتْ عَنكِ أَعْيُنَهَا خَزَايَا
وَوَلّتْ حُسَّدًا لَكِ مُذْعِنَاتٍ ... وَاَنُفُسُهَا بِفَضْلِكِهَا سَخَايَا
وَإِن قَالَ الْمُشّوِّهُ فِيكِ نَاءَتْ ... عَنِ الْأَخْصَاصِ شُوِّهَ وَالْخَلَايَا
وَكَانَ يَظُنُّ أَنَّ الرِّزْقَ جَهْلًا ... ـ ضَمَانَ اللهِ إِذْ خَلَقَ الْحَوَايَا ـ
تَعَلَّقَ بِالسَّوَادِنِ وَالنَّصَارَى ... وَمَالُ اللهِ دُونَهُمُ خَبَايَا
فَأَمُّ الْأَرْضِ مَبْعَثُ خَيْرِ هَادٍ ... وَبَيْتُ اللهِ فِيهَا ذُو الْهَدَايَا
وَلَيْسَ بِهَا السَّوَادِنُ وَالنَّصَارَى ... وَلَيْسَ لَهَا مُضَاهٍ فِي الْمَزَايَا
وَفَضَّلَهَا الْإِلَهُ عَلَى الْأَرَاضِي ... سِوَى جَدَثٍ حَوَى خَيْرَ الْبَرَايَا
صَلَاةُ اللهِ يَحْدُوهَا سَلَامٌ ... تَخَيَّرَهَا السَّلَامُ مِنَ التَّحَايَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، يونيو 15، 2014


قصيدة النجمة المديحية للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى

      
                    





                    هذه القصيدة من شعر الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى كتبها بهذه الصورة ،فنسجها رحمه الله تعالى نسجا غاية في الدقة والإحكام ،وقد يصعب أو يستحيل أن ينسج على منوالها شاعر إلا أن يكون شاعرا قد وهبه الله مثل ما وهب صاحبها من غزارة معرفة وإحاطة مهيمنة على علوم لغة الضاد إضافة إلى نفحة ربانية يختص بها المولى من يجتبي إليه من أوليائه ،والقصيدة هي هذه بعد أن فككتها وأرجعتها إلى حالتها العادية :


أَكُلَّمَا فَكَّرَ أَوْ أَبْصَرَا ... سَمَا لَهُ الْأَمْرُ الذِي أَقْصَرَا

وَكُلَّمَا رَامَ ارْعِوَاءً دَعَا ... دَاعِي هَوَاهُ فَانثَنَى الْقَهْقَرَى

يَرُومُ أَنْ يُعْذَرَ فِي غَيِّهِ ... جَهْلًا وَيَأْبَى الشَّيْبُ أنْ يُعْذَرَا

إِذَا بَدَا حِزْبُ التُّقَى وَالْهُدَى ... تَرَاهُ عَن مَزَارِهمْ أَزْوَرَا

وَإِنْ يَّلُحْ سِرْبُ الصِّبَا وَالدّدَا ... كَانَ إِلَى صُوَارِهِمْ أَصْوَرَا

كَاَنَّهُ شَوْقًا إِلَى شَادِنٍ ... أحْوَرَ مَارَى شَادِنًا أَعْوَرَا

أَمَا رَأى مَن لَّا يَرَى ،إِنْ يَشِبْ ... عَادَ لَهُ الْحِلْمُ إِلَى أَنْ يَرَى

وَذُو النُّهَى الْجَدِيرُ أنْ يَنتَهِي ... وَأَنْ يُخَلِّي اللَّهْوَ عَنْهُ وَرَا

كَيْمَا يُعَدِّي الْقَوْلَ عَن لَّغْوِهِ ... فِي المُصْطَفَى الْخَاتَمِ خَيْرِ الْوَرَى

فَانسِجْ لَهُ وَشْيَ الثَّنَا حُلَّةً ... وَانظِمْ لَهُ حَلْيَ الثَّنَا جَوْهَرَا

خَلِّ الصّبَا وَاذْكُرْ نَبِيَّ الْهُدَى ... فَإِنَّ ذِكْرَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَا

عَسَاكَ يَوْمَ الْعَرْضِ حِينَ الظَّمَا ... تَكُونُ مِمَّنْ أُوتِيَ الْكَوْثَرَا

مَعَ اعْتِرَافٍ أَنَّ أَوْصَافَهُ ... عَنْهُنَّ كُلُّ وَاصِفٍ قَصَّرَا

يَا أكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى رَبِّهِ ... وَيَا إمَامَ الرُّسْلِ لَمَّا سَرَى

عَنْ غَيْرِكَ التَّخْتيمَ أَصطَانُهُ ...وَلَمْ أَجِدْ أَجْدَى وَلَا أَجْدَرَا
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا ضَوَّعَتْ ... صَبَا الصَّبَاحِ الزَّهَرَ الْأَزْهَرَا .  

+++++++++++++++++++

 يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ونفعنا بهما في خطاب عاطفي وجداني يتجلى فيه حبه لموطنه الذي دعا بئره المباركة بميمونة السعدى :
           

لَعَمْرُكَ مَا تَرْتَابُ مَيْمُونَةُ السُّعْدَى
سِوَى أنّنَا كُنَّا عَبِيدَ مَشِيئَةٍ
فَلَيْسَ عَليْنَا أنْ يُسَاعِدَنَا الْقَضَا
أَلَمْ تَرَ أَنَّا قَدْ رَعَيْنَا عُهُودَهَا
 
حَبَسْنَا عَلَيْهَا وَهْيَ جَدْبٌ سِوَامَنَا
وَيَظْعَنُ عَنْهَا النَّاسُ حَالَ انتِجَاعِهِمْ
وَإِذْ غَدَرَتْ فَانفَضّ مَن كَانَ حَوْلَهَا
فَجِئْنَا لَهَا حَتَّى ضَرَبْنَا قِبَابَنَا
وَمَرْجِعَ سَانِيهَا جَعَلْنَا مُخَيّمًا
 
نَظَلُّ وُقُوفًا صَائِمِينَ عَلَى الظّمَا
وَتُذْرِي عَلَيْنَا الرَّامِسَاتُ غُبَارَهَا
وَيَشْرَبُ كُلُّ النَّاسِ صَفْوَ مِيَاهِهِمْ
بِهَذَا تَرَى مَيْمُونَةٌ أنَّ تَرْكَنَا
عَلَى أَنَّنَا وَالْأَمْرُ عَنَّا مُغَيّبٌ
مِنَ اللهِ نَرْجُو أَنْ يُيَسِّرَ أَمْرَهَا
فَيَرْأَبَ مَثْآهَا وَيَجْبُرَ كَسْرَهَا


بِأَنَّا تَرَكْنَا السّعْيَ فِي أمْرِهَا عَمْدَا
ولَا عَارَ فِي أنْ يُعْجِزَ السيِّدُ الْعَبْدَا
وَلَكِنْ عَلَيْنَا أنَّنَا نَبْذُلُ الْجُهْدَا
عَلَى حِينَ لَا يَرْعَى سِوَانَا لَهَا عَهْدَا
فَمَا صَدَّنَا السعْدَانُ عَنْهَا وَلَا صَدَّا
فَلَمْ نَنتَجِعْ بَرْقًا يَلُوحُ وَلاَ رَعْدَا
وَفَيْنَا فَلَمْ نَغْدِرْ وَلَمْ نُخْلِفِ الْوَعْدَا
عَلَى نَجْدِهَا الْمَيْمُونِ أَكْرِم بِهِ نَجْدَا
لِئَلَّا نَصُونَ الشِّيبَ عَنْهَا وَلَا الْمُرْدَا
نَخَالُ سَمُومَ الْقَيْظِ فِي جَنبِهَا بَرْدَا
فَنَنشَقُهُ مِنْ حُبِّ إِصْلَاحِهَا وَرْدَا
وَنَشْرَبُ مِنْهَا الطِّينَ نَحْسِبُهُ شُهْدَا
لَهَا لَمْ يَكُن مِّنَّا اخْتِيَارًا وَلَا زُهْدَا
وَلِلهِ مَا أَخْفَى وَلِلهِ مَا أَبْدَى
وَيَجْعَلَ بَعْدَ النّحْسِ طَالِعَهَا سَعْدَا
وَيُبْقِيَهَا مَيْمُونَةً كَاسْمِهَا سُعْدَى .



""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" 
قصيدة حُمَاةَ الدِّينِ للشيخ سيد محمد رحمه الله تعالى

     هذه قصيدة الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله والاعتزاز بدينه للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ونفعنا ببركتهما ينتقد فيها واقعه الذي لا يبعد عن واقعنا اليوم كثيرا حيث وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله وحيث تخاذل أهل الإسلام وقد اشتهرت هذه القصيدة العصماء ببداية شطر منها هو حماة الدين، يقول رحمه الله تعالى وغفر له

ـ رُوَيْدَكَ إِنَّنِي شَبَّهْتُ دَارَا ..عَلَى أَمْثَالِهَا تَقِفُ الْمَهَارَى1

2ـ تَأَمَّلْ صَاحِ هَاتِيكَ الرَّوَابِي ..فَذَاك التَّلُّ أحْسِبُهُ أَنَارَا

3ـ وَتَانِ الرَّمْلَتَانِ هُمَا ذَوَاتَا ...عُلَيَّانٍ وَذَا خَطُّ الشُّقَارَا


4ـ وَإِن تُنجِدْ رَأَيْتَ بِلَا مِثَالٍ...جَمَاهِيرَ الْكَنَاوِينِ الْكِبَارَا


5ـ هُنَالِكَ لَا تَدَعْ مِنْهُنَّ رَسْمًا ...بَدَا إلَّا مَرَرْتَ بِهِ مِرَارَا


6ـ وَلَا تَقْبَل لِّعَيْنٍ فِي رُبَاهَا .. تَصُونُ دُمُوعَهَا إلَّا انْهِمَارَا


7ـ وَدُرْ بَيْنَ الْمَيَامِينِ الْعَوَالِي ..فَإِنَّ عَلَى مَعَاهِدِهَا الْمَدَارَا


8ـ إذَا كُنتَ الْوَفِيَّ فَعَلْتَ هَذَا...فَرَاعَيْتَ الذِّمَامَة وَالْجِوَارَا


9ـ وَإلَّا خَلِّنِي وَخَلَاكَ ذَمٌّ...فَإِنَّ لَدَيَّ أحْدَاقًا غِزَارَا


10ـ وَقَدْنِي مِنْ إِعَانَتِكَ انتِظَارِي ... أُنَيًّا رَّيْثَمَا أبْكِي الدِّيَارَا


11ـ وَإِن كُنتَ الْخَلِيَّ وَلَا وَفَاءٌ... لَّدَيْكَ فَتَسْتَطيعَ لِيَ انتِظارَا


12ـ فَبَلْهَ اللَّوْمَ ثُمَّ إِلَيْكَ عَنِّي...فَلَا ضَرَرًا أُرِيدُ وَلَا ضِرَارَا


13ـ وَلَا عَارٌ عَلَيكَ فَأنتَ مَرْءٌ...تَرَدَّيْتَ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَا


14ـ وَلَكِنَّا رِجَالَ الْحُبِّ قَوْمٌ...تَهِيجُ رُبَى الدِّيَارِ لَنَا ادِّكَارَا


15ـ سَقَانَا الْحُبَّ سَاقِي الْحُبِّ صِرْفًا...فَنَحْنُ كَمَا تَرَى قَوْمٌ سُكَارَى


16ـ نَرَى كُلَّ الْهَوَى حَسَنًا عَلَيْنَا ...إذَا مَا الْجَاهِلُونَ رَأَوْهُ عَارَا


17ـ وَأَحْرَارُ النُّفُوسِ نَذُوبُ شَوْقًا...فَنَأْتِي كُلَّ مَا نَأْتِي اضطِّرَارَا


18ـ وَمَنْ يَّأْتِي الْأُمُورَ عَلَى اضطِّرَارٍ...فَلَيْسَ كَمِثْلِ آتِيهَا اخْتِيَارَا


19ـ تَرَانَا عَاكِفِينَ عَلَى الْمَغَانِي...لِفَرْطِ الشَّوْقِ نَندُبُهَا حَيَارَى


20ـ أُسَارَى لَوْعَةٍ وَأَسًى نُّنَادِي...وَمَا يُغْنِي النِّدَاءُ عَنِ الْأُسَارَى


21ـ وَلَوْ فِي الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ حُرٌّ...يَفُكُّ الْأَسْرَ أَوْ يَحْمِي الذِّمَارَا


22ـ لَفَكُّوا دِينَهُمْ وَحَمَوْهُ لَمَّا... أَرَادَ الكَافِرُونَ بِهِ الصَّغَارَا


23ـ وَسَامُوا أَهْلَهُ خُطَّاتِ خَسْفٍ...يُشَيِّبُ وَقْعُ أَصْغَرِهَا الصِّغَارَا


24ـ حُمَاةَ الدِّينِ إِنَّ الدِّينَ صَارَا....أَسِيرًا لِّلُّصُوصِ وَلِلنَّصَارَى


25ـ فَإِن بَادَرْتُمُوهُ تُدَارِكُوهُ...وَإِلَّا يَسْبِقِ السَّيْفُ الْبِدَارَا


26ـ بِأَن تَسْتَنصِرُوا مَوْلًى نَّصِيرًا...لِمَنْ وَّالَى وَمَن طَلَبَ انتِصَارَا


27ـ مُجِيبًا دَعْوَةَ الدَّاعِي مُجِيرًا... مِّنَ الْأَسْوَاءِ كُلَّ مَنِ اسْتَجَارَا


28ـ وَأَن تَنسْتَنفِرُوا جَمْعًا لُّهَامًا...تَغَصُّ بِهِ السَّبَاسِبُ وَالصَّحَارَى


29ـ تَمُرُّ عَلَى الْأَمَاعِزِ وَالثَّنَايَا ...قَنَابِلُهُ فَتَتْرُكُهَا غُبَارَا


30ـ تَنِي رُبُدُ النَّعَامِ بِحَافَتَيْهِ...وَتَعْيَا دُونَ مُعْظَمِهِ الْحُبَارَى


31ـ يَلُوحُ زُهَاؤُهُ لَكَ مِن بَعِيدٍ...كَمَا رَفَعَ الْعَسَاقِيلُ الْحِرَارَا


32ـ تَخَالُ سِلَاحَهُ شُهْبًا تَهَاوَى ...وَتَحْسِبُ لَيْلَهُ النَّقْعَ الْمُثَارَا


33ـ وَلَوْلَا النَّقْعُ إِنْ يَّلْمَعْ بِلَيْلٍ...لَّصَيَّرَ ضَوْؤُهُ اللَّيْلَ النَّهَارَا


34ـ بِكُلِّ طَلِيعَةٍ شَهْبَاءَ تُبْدِي...إذَا طَلَعَتْ مِنَ الصَّدَإِ اخْضِرَارَا


35ـ وَتَخْفُقُ فَوْقَهَا بِالنَّصْرِ رَايٌ...فَتَحْسِبُهَا بِهَا رَوْضًا أَنَارَا


36ـ وَفِتْيَانٍ يَرَوْنَ الضَّيْمَ صَابًا ...وَطَعْمَ الْمَوْتِ خُرْطُومًا عُقَارَا


37ـ أحَبُّوا الْمِلَّةَ الْبَيْضَا فَكَانُوا...عَلَيْهَا مِن مُّرَاوِدِهَا غَيَارَى


38ـ سُطَاةٍ فَوْقَ مَتْنَيْ كُلِّ سَاطٍ...قَلِيلٌ مَّنْ يَّنَالُ لَهُ عِذَرَا


39ـ بِمَا يَحْوِيهِ مِن وَصْفٍ حَمِيدٍ ...عَلَى أَحْزَانِ فَارِسِهِ أَغَارَا


40ـ وَسَلْهَبَةٍ مَّفَاصِلُهَا ظِمَاءٌ...قَوَائِمُهَا رِوَاءٌ لَّا تُجَارَى


41ـ عَلَيْهَا مِن مَّحَاسِنِهَا شُهُودٌ...عَلَى أَن لَّا تُبَاعَ وَلَا تُعَارَا


42ـ بِأَيْدِيهِم مُّذَرَّبَةٌ طِوَالٌ...تُرِي الْأقْرَانَ أَعْمَارًا قِصَارَا


43ـ وَبِيضٌ مُرْهَفَاتٌ جَرَّدُوهَا...وَرَدَّوْهَا مِنَ الْعَلَقِ احْمِرَارَا


44ـ تَفَرَّى الْأُهْبُ قَبْلَ الضَّرْبِ عَنْهَا...وَلَا عَظْمٌ يَفُلُّ لَهَا غِرَارَا


45ـ وَكُلُّ أَخِي فَمَيْنِ أَبَى اعْتِدَالًا...وَتَقْوِيمًا عَنِ الْغَرَضِ ازْوِرَارَا


46ـ مَسَلُّ شُطَيْبَةٍ فِي الْمَتْنِ مِنْهُ...إلَى تَسْدِيدِ شَارَتِهِ أَشَارَا


47ـ حَذَاهُ بِكَالْهِلَالِ مُوَشِّحُوهُ...بِكَالْجَوْزَاءِ صَوْغًا وَازْدِهَارَا


48ـ بِوَشْيٍ حَبَّرُوهُ وَأَوْدَعُوهُ...تَصَاوِيرًا تَرَى فِيهَا اعْتِبَارَا


49ـ مِنَ الْعُدَدِ الْأُلَى آلَى سِمَاكٌ...بِرُوحِ اللهِ عِيسَى لَن تُبَارَى


50ـ تَلَظَّى النَّارُ فِي الْكَانُونِ مِنْهُ...إذَا مَا صَافَحَ الزِّندُ الشِّفَارَا


51ـ وَلَيْسَ لِنَارِهِ شَرَرٌ تَرَامَى ...بِهِ إلَّا الْمُوَقَّعَةَ الْحِرَارَا


52ـ فَمَنْ يَّمْرُرْ قُبَالَةَ مُنْخَرَيْهِ...يَكُن كَهَشِيمِ مَن رَّامَ احْتِظَارَا


53ـ جُمُوعًا تَنطَحُ الْأَعْدَاءَ جَهْرًا...فَتَتْرُكُهُمْ جَدِيسًا أَو وَّبَارَا


54ـ جُمُوعًا لَّا يَقُومُ لَهَا مُنَاوٍ...وَلَا يَخْشَى الصَّدِيقُ لَهَا مُغَارَا


55ـ تَصُوبُ عَلَى بِلَادِ السِّلْمِ غَيْثًا...وَتُوقِدُ فِي بِلَادِ الْحَرْبِ نَارَا


56ـ بِنَصْرِ اللهِ وَاثِقَةٌ يَقِينًا...فَلَا تَدْرِي مِنَ الْخَلْقِ الْحِذَارَا


57ـ لَهَا إِعْلَاءُ كِلْمَتِهِ مَرَامٌ...فَلَا غُنْمًا تُرِيدُ وَلَا افْتِخَارَا


58ـ فَمَنْ يَّكُ هَكَذَا يَحْيَا حَمِيدًا...وَيَسْتَحْلِي بِمِوْطِنِهِ الْقَرَارَا


59ـ وَمَن لَّا، فَالْمَمَاتُ بِهِ جَدِيرٌ...وَلَوْ لِلنَّارِ بَعْدَ الْمَوْتِ صَارَا


60ـ فَيَا لَلْمُسْلِمينَ لَهَا أمُورٌ ...لَهَا الْأكْبَادُ تَنفَطِرُ انفِطَارَا


61ـ تَهَاوَنتُمْ بِمَوْقِعِهَا وَمَا إن... تَهَاوَنتُم بِهَا إلَّا اغْتِرَارَا


62ـ لُصُوصٌ لَا تَخافُ الْبَأْسَ مِنكُمْ...وَلَا الْعُقْبَى فَتَرْضَى أن تُدَارَى


63ـ وَلَا يَنجُو مُقِيمٌ مِنْ أذَاهُمْ...وَلَا ابْنُ تَنَائِفَ اتَّخَذَ السِّفَارَا


64ـ وَلَا شِيبٌ عُكُوفٌ فِي الْمُصَلَّى...وَلَا عُونُ النِّسَاءِ وَلَا الْعَذَارَى


65ـ فَبَيْنَا الْحَيُّ خَيَّمَ ذَا طِلَالٍ ...تَبَوَّأَ مِن فَسِيحِ الْأَرْضِ دَارَا


66ـ بِسَاحَتِهِ مَحَافِلُ حَافِلَاتٌ...بِأَشْيَاخٍ مُهَذَّبَةٍ طَهَارَى


67ـ وَكُلِّ فَتًى يَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهًا ...وَتَفْتَرُّ الْمِلَاحُ لَهُ افْتِرَارَا


68ـ إلَى نَسَبٍ لَهُمْ بَلَغُوا ادِّعَاءً ...بِهِ أَذْوَاءَ حِمْيَرَ أَوْ نِزَارَا


69ـ إلَى أَنْ يُبْصِرُوا شُعْثًا كَسَاهُمْ...لِبَاسُ الْجُوعِ والْخَوْفِ اغْبِرَارَا


70ـ رِعَاءُ الشَّاءِ حَقًّا مَن رَّآهُمْ ...يَقُولُ هُمُ الرِّعَاءُ وَمَا تَمَارَى


71ـ هُنَالِكَ لَا تَرَى شَيْئًا نَفِيسًا ...وَلَا مُسْتَحْسَنًا إِلَّا مُوَارَى


72ـ وَلَمْ يَكُ قَدْرُ لَمْحِ الطَّرْفِ إلَّا...وَقَدْ سَلَبُوا الْعِمَامَةَ وَالْخِمَارَا


73ـ أجِدَّكُمُ بِذَا يَرْضَى كَرِيمٌ...وَهَلْ حُرٌّ يُطِيقُ لَهُ اصْطِبَارَا


74ـ وَرُومٌ عَايَنُوا فِي الدِّينِ ضُعْفًا ...فَرَامُوا كُلَّ مَا رَامُوا اخْتِبَارَا


75ـ فَإِنْ أَنتُمْ سَعَيْتُمْ وَانتَدَبْتُمْ...بِرَغْمٍ مِنْهُمُ ازْدَجَرُوا ازْدِجَارَا


76ـ وَإِنْ أَنتُمْ تَكَاسَلْتُمْ وَخِمْتُمْ...بِرَغْمٍ مِنكُمُ ابْتَدَرُوا ابْتِدَارَا


77ـ فَأَلْفَوْكُمْ كَمَا يَبْغُونَ فَوْضَى...حَيَارَى لَا انتِدَابَ وَلَا ائْتِمَارَا


78ـ فَمَا ظَنُّوا لِعَظْمٍ ،جَابِرُوهُ...كُسَارَى،بَعْدَ هَيْضَتِهِ انجِبَارَا


79ـ وَقَالُوا إنَّ لِلْفُرَصِ انتِهَازًا...وَثَارُوا كَيْ يَنَالُوا مِنْهُ ثَارَا


80ـ ولَا أعْرِفْ وَسَوْفَ تَرَوْنَ عَمَّا...قَلِيلٍ صُبْحَ لَيْلِكُمُ اسْتَنَارَا


81ـ مَهًى حُورَ الْمَدَامِعِ عَاطِفَاتٍ ...تَخُوضُ بِهَا الْقَرَاقِيرُ الْبِحَارَا


82ـ إذَا الْتَفَتَتْ لِجَانِبِهَا تَلَافَتْ ...حِذَارَ الْمَوْجِ لَوْحًا أَوْ دِسَارَا


83ـ لَأنْ كَانتْ مَرَاكِبُهَا الْمَهَارَى...وَأنْ كَانَتْ مَرَاوِدُهَا الْقِفَارَا


84ـ تُلَطِّمُهَا الْعُلُوجُ عَلَى خُدُودٍ...كَسَا أَلْوَانَهَا الْفَزَعُ اصْفِرَارَا


85ـ يُدِرْنَ لَهُمْ عُيُونًا حَائِرَاتٍ...يُغَرِّقُ فَيْضُ عَبْرَتِهَا احْوِرَارَا


86ـ فَلَا هُمْ يَرْحَمُونَ لَهَا بُكَاءً...وَلَا يَخْشَوْنَ أن تَجِدَ اقْتِدَارَا


87ـ وَحَلَّوْهَا خَلَاخِلَ مِن قُيُودٍ...وَقَدْ كَانَتْ لُجَيْنًا أوْ نُضَارَا


88ـ وَأغْلَالًا بِأجْيَادٍ وَأيْدٍ ...تَعَوَّدَتِ الْقِلَادَةَ وَالسِّوَارَا


89ـ تُكَلِّفُهَا بَنَاتُ الرُّومِ قَسْرًا...بِخِدْمَتِهَا رَوَاحًا وَابْتِكَارَا


90ـ وَكَانَتْ كُلَّمَا مَشَتِ الْهُوَيْنَى... لِكِسْرِ الْبَيْتِ تَنبَهِرُ انبِهَارَا


91ـ فَيَشْدُدْنَ الْحِبَالَ بِكُلِّ خَصْرٍ...رَقِيقُ الرَّيْطِ كَانَ لَهُ إزَارَا


92ـ وَيَحْمِلْنَ الْجُذُوعَ عَلَى رُءُوسٍ...غَدَائِرُهَا تَضِلُّ بِهَا الْمَدَارَى


93ـ وَتُكْرَهُ لِلذِي كَانَت تَّرَاهُ...حَلَالًا وَهِيَ طَائِعَةٌ شَنَارَا


94ـ فَيَا لَلْمُسْلِمِينَ لِمَا دَهَاكُمْ...إلَى كَمْ لَا تَرُدُّونَ الْحِوَارَا


95ـ أجِيبُوا دَاعِيَ الْمَوْلَى تَعالَى...أَوِ اعْتَذِرُوا وَلَن تَجِدُوا اعْتِذَارَا


96ـ أجِيبُوهُ بِدُنيَاكُمْ تَعُزُّوا...وَتَدَّخِرُوا مِنَ الْأَجْرِ ادِّخَارَا


97ـ فَإحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ لَكُمْ أُعِدَّتْ...حَمَالَةَ قَادِرٍ حَازَ الْيَسَارَا


98ـ بِجَنَّتِهِ اشْتَرَى مِنكُمْ نُفُوسًا...وَمَالًا يَا رَبَاحَكُمُ تِجَارَا


99ـ وَهَذَا مَا أَشَرْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ...وَلَو لَمْ تَجْعَلُونِي مُسْتَشَارَا


100ـ فَإِنْ أَنتُمْ تَوَلَّيْتُمْ فَحَسْبِي...وَجَارِي اللهُ .نِعْمَ اللهُ جَارَا


101ـ وَمَنْ يَّكُ جَارَهُ الْمَوْلَى تَعَالَى ...كَفَاهُ ،فَلَنْ يُضَامَ وَلَنْ يُضَارَا


102ـ وَرَبِّي شَاهِدٌ وَكَفَى شَهِيدًا...بِهِ أَنِّي دَعَوْتُكُمُ جِهَارَا


103ـ وَكَم مِّن نَّاصِحٍ قَبْلِي دَعَاكُمْ...جِهَارًا بَعْدَمَا يَدْعُو سِرَارَا


104ـ وَكُلٌّ حِينَ يَدْعُو لَم يَزِدْكُمْ ...دَوَامُ دُعَائِهِ إلَّا فِرَارَا


105ـ فَرَبِّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا...وَمَن جَعَلُوا هُدَاكَ لَهُم مَّنَارَا


106ـ وَزِدْنَا مِلَّةَ الْإِسْلَامِ عِزًّا...وَلَا تَزِدِ الْعِدَى إِلَّا تَبَارَا


107ـ وَصَلِّ عَلَى الذِي حَازَتْ قُرَيْشٌ...بِنِسْبَتِهِ الزَّعَامَةَ وَالْفَخَارَا


108ـ إلَى آلٍ وَصَحْبٍ مَعْهُ قَامُوا ...وَسَارُوا حَيْثُ قَامَ وَحَيْثُ سَارَا


109ـ خُذُوهَا مِن بَنَاتِ الْفِكْرِ بِكْرًا ...تُغِيرُ الْغَانِيَاتِ وَلَن تُغَارَا


110ـ لَهَا عَن رَّائِدِ الْأَفْكَارِ خِدْرٌ ...حَمَاهَا قَبْلَ هذَا أَنْ تُزَارَا.

.........................................................................



يقول رحمه الله ونفعنا من علم  وبركة آمين :



سَائِلْ أُسَاةَ الْهَوَى مَا الرّأْيُ فِي رَشَإٍ ... مَا شَاءَ شِئْتُ وَمَهْمَا شِئْتُ لَمْ يَشَإِ



يَرَى خَطَاءً صَوَابِي كُلّهُ وَأَرَى ...عَيْنَ الْإِصَابَةِ مَا يَأْتِيهِ مِنْ خَطَإِ



وإِنْ أَتَى سَيِّئًا يَحْسُن لّدَيّ وَمَا ... أَتَيْتُ مِنْ حَسَنٍ فِي عَيْنِهِ يَسُؤِ *



يُقَابِلُ الْوَصْلَ مِنِّي بِالصُّدُودِ كَمَا... مِنِّي يُقَابِلُ أَمْرَ الْجِدِّ بِالْهُزُؤِ*



يَرَى الزّعَانِفَ أَكْفَائِي وَلَسْتُ أَرَى ... عِندِي لَهُ فِي الْخِدَالِ الْحُوِّ مِن كُفُؤِ 



وَكَمْ أُسَائِلُ عَنْ أَنبَائِهِ شَغَفًا ... وَلَا يُسَائِلُ طُولَ الدّهْرِ عَن نّبَإِي



إنْ أَنتَسِبْ حِمْيَرِيّا كَانَ مِن مُّضَرٍ ... أَوْ أَنتَسِبْ قُرَشِيّا كَانَ مِن سَبَإ



وَكَانَ مِنْ عَجَمٍ إِن كُنتُ مِنْ عَرَبٍ ... وَكَانَ مِن مّارِجٍ إِن كُنتُ مِنْ حَمَإِ



يَنَامُ عَنِّيَ مِلْءَ الْمُقْلَتَيْنِ كَرًى ... وَمِن سِوَى السُّهْدِ جَفْنِي غَيْرُ مُمْتَلِئِ



وَدَمْعُهُ مِنْ خُلُوِّ الْقَلْبِ مُرْتَقِئٌ ... وَدَمْعُ عَيْنَيّ شَوْقًا غَيْرُ مُرْتَقِئِ .



ــــــــــــــــــــــــــ
* الهمزة تكتب تحت الواو في الكلمات بالهزؤ  ومن كفؤ ويسؤِ.



"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""




هذه قصيدة الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدِيِ الرجزيةُ التي حدَّث فيها بنعمة ربه عزوجل على


وَالِده وَشَيْخه  الشَّيْخ سِيدِيَّ الْكَبِير رحم الله السلف


ووفق لِاتِّبَاعِه الخلف آمين


وهي :




يا سَيِّدِي إنِّي فَدَاكَ اللهُ بِي.....جَارُ الْحِمَى مَا عَنْهُ لِي مِن مَّذْهَبِ


أطْنَابُكُم مَّوْصُولَةٌ بِطُنُبِي......لِي حَقُّ ذِي الْقُرْبَى وَحَقُّ الْجُنُبِ


وَإنَّنِي قِنٌّ لَّكُمْ لَمْ أُشَبِ.......وَذُو انتِسَابٍ لَّسْتُ بالمُؤْتَشَبِ


وَذُو تَعَلُّقٍ وَذُو تَحَبُّبِ......وَذُو تَمَلُّقٍ وَذُو تَربُّبِ


وَمُسْتَضِيفٌ مُّرْمِلٌ لَمْ أرْغَبِ......فِي غَيْرِكُمْ لِظَمَإي والسَّغَبِ


وَسَائِلٌ وَذَاكَ غَيْرُ مَشْعَبِي......لَكِنَّنِي فِي نَيْلِكُم ْكَأشْعَبِ


وَكَمْ حُقُوقٍ لِّيَ لَمْ أُؤَنَّبِ......إن قُلْتُ أهْلُهَا بِهِمْ أوْصَى النبي


لَا أنّ إلِّي مِنكُمُ لَمْ يُرْقَبِ......غَمْصًا لمِاَ مِن فضْلِكُمْ عَلِقَ بِي


لَكِنْ عَدَا بِي الطّوْرَ تَوْقُ رَقَبِي....مِن نِّسْبَتِي لَكُمْ لأعْلَى مَرْقَبِ


وأحْمَدُ اللهَ فَلَوْ لَمْ أُنسَبِ......إلَى حِمَاكُمْ فِي الْوَرَى لَمْ أُحْسَبِ


وَلَمْ تَجِدْ رَكاَئبي مِن مَّضْرِبِ.......فِي مَشْرِقِ الأرْضِ وَلَا فِي المْغْرِبِ


نَعَمْ كَفَانِي لِامْتِلَاءِ جُرُبِي......عِلْمِي بِكُمْ وَرُؤْيتي وقُرُبي


في جَنبِ ذَلِكَ هبَا عِندِي هَبِ.......مِلْءُ الْبَرَى مِن فِضَّةٍ وَذَهَبِ


أُمِّي فِدَاكُمْ بَعْدَ أنْ يُبْدَأ بِي ......وَبِأبِي  لَوْ أنّ غَيْرَكُمْ أبِي


ووَجْنَتِي لنَعْلِكمْ في التّيْرَبِ......وِقَايَةٌ مِن شَوْكَةٍ وَعَقْرَبِ


مَنِ ادّعَى عَنكُمْ غِنًى في مَذْهَبِ......إنِّي إلَى مَذْهَبِهِ لَمْ أذْهَبِ


أمَا دَرَى مِن جَهْلِهِ المُرَكّبِ.......بِأنَّهُ سِوَى الْعَمَى لَمْ يَرْكَبِ


فَإنّهُ لَوْلَاكُمُ لَمْ يُضْرَبِ......لَهُ بِسَهْمٍ مَا أقَلّ مَضْرَبِ


ولم يَزَلْ حَيَاتَهُ في تَغَبِ.......ولمْ يَزِن بَيْنَ الوَرَى مِن زَغَبِ


وعُذْرُهُ اْلجَهْلُ وَعِلْمُ الْحَدَبِ......مِنكُمْ لَهُ أدّى لِسُوءِ الْأدَبِ


وَمَا عَلَى عَالِي الذُّرَى مِن نَصَبِ.....في هَبّةِ الصّبَا ورَمْيَةِ الصّبِي


وكيف أغْنى عنكمُ ونَسَبِي .....وَنَشَبِي مِنكُمْ ومِنكُمْ حَسَبِي


ومنكُمُ دَفْعِي ومِنكُمْ جَلَبِي.....ومنكُمُ دِرْعِي ومنكُمْ يَلَبِي


وأسَلِي وقُضُبِي ومَوْكِبِي......وجَحْفَلِي وعَضُدِي ومَنكِبِي


ومَعْقِلِي وملْجَإي ومَهْرَبِي.....ومَلْبَسِي ومَأكَلِي ومَشْرَبِي

ومَرْكَبِي وَقَرَبِي وَقِرَبِي ….وَطَاعَتِي وَزُلَفِي وَقُرَبِي


ومِنكُمُ رَاحِي ومنكُمْ ضَرَبِي.....وَرَاحَتِي مِنكُمْ ومِنكُمْ طَرَبِي


وجَبْرُ كَسْرِيَ وجَبْرُ حَرَبِي.......وبُرْءُ دائيَ وبُرْءُ جَرَبِي


وأنتُمُ وَسِيلَتِي وسَبَبِي......لمِاَ إليهِ وِجْهَتِي وخَبَبِي


وأنتُمُ دَرِيئَتِي مِن لّهَبِ......نَارِ لَظَى يَوْمَ اشْتِدَادِ الصّيْهَبِ


أمْ كَيْفَ يَغْنَى عَنكُمُ ذُو أرَبِ.....لِرَبِّهِ مِنْ عَجَمٍ وعَرَبِ


ومَالِكُ المُلْكِ الذِي لمْ يُغْلَبِ......وَفَضْلُهُ إنْ يُّعْطِهِ لَا يُسْلَبِ


وَالْفِعْلُ مِنْهُ عَنْهُ لَمْ يُنَقّبِ .......وَحُكْمُهُ فِي الْكَوْن ِلَمْ يُعَقّبِ

وَلّاكمُ مِنَ اجْلِ مِيراثِ النّبِي......أمْرَ الوَرَى مِنَ اقْرَبٍ وأجْنَبِي


رَحْبُ الفَضَا لوْلَاكُمُ لمْ يَرْحُبِ.......ولمْ تُجَدْ جُرْزٌ بغُرِّ السُّحُبِ


وإنْ يَّصبْ صَوْبُ الحَيَا وَيُصِبِ......لَمْ يُحْيِ مَيْتًا دُونَكُمْ ويُخْصِبِ


والدَّرُّ لَوْلَا رَغْسُكُمْ لَمْ يُحْلَبِ.......والدُّرُّ لَوْلَا سِعْرُكُمْ لَمْ يُجْلَبِ


إذْ لِرَحَى الْأكْوَانِ حَقُّ القُطُبِ....أنتُمْ وَهَلْ تَغْنَى الرّحى عن قُطُبِ ؟


فَلْيُومِنِ الْحَسُودُ أَوْ يُكَذِّبِ .....مَا طُرُقُ الْحَقِّ كَطُرْقِ الْكَذِبِ


وأنتُمُ غَيْثُ وغَوْثُ المُجْدِبِ.......والنادِبِ الملْهوفِ والمُنتَدِبِ


ألْفيْتُمُ الدِّينَ بقُطْرِ المغرب.......طارتْ به في الجَوِّ عَنقا مُغْرِبِ


وَرَسْمُهُ عَفتْهُ هُوجُ النُّكُبِ......وَلَمْ تُعَجْ لَهُ صُدُورُ الرُّكُبِ


فَشِدتُّمُ دُعُمَ كُلِّ خَرِبِ.......مِنْهُ فَلَمْ يُهْدَمْ وَلَمْ يَضطَّرِبِ


وَعَنْهُ ذُدتُّم بِشَبَا ذي شُطَبِ.........يُجَرِّعُ البُغَاةَ كَأسَ الْعَطَبِ


مَهْمَا يَسُمْهُ الْخَسْفَ ضَخْمُ الْقَبْقَبِ......قَالَتْ سُيُوفُ الحقِّ فيه قَبْ قَبِ


فبَزَغَتْ شمسُ الهُدَى فِي الْغَيْهَبِ.......فَابْيَضَّ كُلُّ أسْوَدٍ وَأكْهَبِ


مُشْرِقةً في نُورِهَا المُحْتَجِبِ .......تَبَارَكَ اللهُ كَأن لَمْ تَجِبِ


مِن نُّورِهَا اسْتَمَدَّ نُورُ الشُّهُبِ.......فَلَاحَتَ اسْعُدُ السِّنِينَ الشُّهُبِ


فَطَابَتِ الْحَالُ التِي لَمْ تَطِبِ......وَأرْطَبَ الْعَيْشُ الذِي لَمْ يُرْطِبِ


وَآضَ صَابُ الدَّهْرِ بِنتَ الْعِنَبِ......وَعَاضَ نَابَهُ بِبَرْدِ الشَّنَبِ


بُورِكَ فِيكُمُ وَفِي مُطَيَّبِ ......مَا حُزْتُمُ بَادِيهِ والمُغَيَّبِ


وَاللهُ يُبْقِيكمْ لِنَفْيِ الرِّيَبِ......وَنَفْعِنَا مِنْ حَاضِرٍ وَغَيَبِ


وَعَن سَبِيلِ الْأبْطَحِيِّ الْيَثْربِي......جَزَاكُمُ خَيْرَ الْجَزَا خَيْرُ رَبِ


أدْعُوهُ فِي كَمَالِهِ المُسْتَوْجِبِ......أنَّا مَتَى مَا نَدْعُهُ يَسْتَجِبِ


مُوقِناً انَّ غَيْرَهُ لَمْ يَهَبِ......وَلَا يَقِي في رَغَبٍ ورَهَبِ


بِالِاسْم الَاعْظَمِ وَمَا لَهُ اجْتُبِي.....مِن صِفَةٍ وَاسْمٍ وَآيِ الكُتُبِ


وَالَانبِيَاءِ كُلِّهِمْ والنُّخَبِ.....من رُّسْلهم والمُصْطفى المُنتَخَبِ


والآلِ والْأصْحَابِ والمُنتَسِبِ.....والَاوْلِيَا والمومنِ المُحْتَسِبِ


وبالمَلَائِكَةِ والمُقَرَّبِ.....وَرُسْلِهِمْ مِنْ أقْرَبٍ فَأقْرَبِ


أنْ يُولِيَ الرِّضَا الذِي لَمْ يُعْقَبِ.....بِسَخطٍ لَكُمْ وَطُولَ الحِقَبِ


وأنْ يَزيدَ مِنْ عَوَالِي الرُّتَبِ.....مَقَامَكُمْ دُون عَنا وَرَتَبِ


وأن يَقِي نِعْمَتَكمْ من سَلَبِ.....وأنْ يَقِيكمْ شرَّ كلِّ مِخْلَبِ


وَحَاسِدٍ وَرَاصِدٍ مُرْتَقِبِ......وَنَافِثٍ وَغَاسِقٍ إنْ يَقِبِ


وَعَائِنٍ وَخَائنٍ مُخْتَلِبِ......وَهَاتِكٍ وَفَاتِكٍ مُسْتَلِبِ


وأنْ يُبَارِكَ لَكُمْ فِي الْعَقِبِ......مِنكُمْ فيَحْظَى بثَباتِ العَقِبِ


وَمِنْهُ ـ جَلَّ ـ ,وَهْوَ مُولِي الرَّغَبِ.....وَفَاطِرُ السَّبْعَيْنِ دُونَ لَغَبِ


أرْجُو بِكُمْ نَيْلَ جَمِيعِ الْأرَبِ.....وَدَرْكَ هِمْلَاجِي هَوَادِي الرَّبْرَبِ


وَفَوْزَ سُهْمَانِي بِكُلِّ مَطْلَبِ......قَصَّرَ عَنْهُ كُلُّ مَاضٍ قُلَّبِ


وحَمْلِيَ الْعِبْءَ بصُلْبٍ صُلَّبِ......وَكَوْنَ بَرْقي غَيْرَ بَرْقٍ خُلَّبِ


ومَدَّ غَمْرِكُمْ مَعِينِ المَسْكَبِ.......بَرْضِي ونور ِالشمسِ منكُمْ كَوْكَبِي


ومَتْحِيَ الْغرْبَ بِأقْوَى كَرَبِ ......وأنْ يُفَرِّجَ تَعَالَى كُرَبِي


وأنْ أفُوتَ دَرْكَ كُلِّ طَلَبِ.......وأدْرِكَ المطلوبَ دُون طَلَبِ


وأحْرُزَ الخَصْلَ بغيرِ تعبِ......وأخْرُزَ الخرْقَ بخيرِ مِشْعَبِ


وأنْ أُبَلَّغَ المُنى لم تَجُبِ ......فِيحَ المَوَامِي النائياتِ نُجُبِي


ويَسْتَقِيمَ عَرَجي ونَكَبِي ......وأرْكَبَ النَّجَاةَ خَيْرَ مَرْكبِ


وتُبْرِدُوا مِنْ غُلَّتي بِنُغَبِ.....مِن ثَلْجِكُمْ تُزْرِي بِبَرْدِ الثَّغَبِ


وَتَسْمَحُوا بنَظْرةٍ مِنْ حَدِبِ.....بِهَا يُقامُ أوَدُ المُحْدَوْدِبِ


وتَنفَحُوا بِنَفْحَةٍ مِن طَيِّبِ ......طِيبِكم المُطَيَّبِ الُمُطَيِّبِ


وتنشلوا بجَذْبةٍ مَنْ يُجْذَبِ .....بِهَا يَصِلْ بِهَا فَلَمْ يُذَبْذَبِ


حتى أُرَى بِالنَّائِلِ المُكْتَسَبِ.....مِنكُمْ إلَيْكُمْ صَادِقَ المُنتَسَبِ


فَيَتَوَلاَّنِي الذِي إنْ أكْسِبِ .....وِلَايَةً مِنْهُ فَذَاكَ مُحْسِبِي


لَازِلْتُمُ فِي الْحَرَمِ المُحَجَّبِ.....والنَّاسُ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عَجَبِ


وَأنتُمُ مِن قُطْرِهِ المُرَجَّبِ......وَعَصْرِهِ في مَكَّةٍ وَرَجَبِ


يَأتِيهِ فَلَّ أرَبٍ وهَرَبِ.......كلُّ أخِي مَخَافَةٍ وَتَرَبِ


فَآمِلٌ سَيْحَ جِمامِ القُلُبِ.......ومُشْتَكٍ هَضْمَ اللُّصُوصِ الْغُلُبِ


وَمُسْتَرَقٌّ رَّامَ فَكَّ الرَّقَبِ.....وَسَالِكٌ رَّامَ جَوَازَ الْعَقَبِ


وَسَائلٌ عَن مُشْكلٍ مُّسْتَصْعَبِ......وَجَاهِلٌ يَمْشِي كَمَشْيِ المُصْعَبِ


فَيُلْتَقَى جَمِيعُهُم بِمَرْحَبِ......وتُبْسَطُ البُسْطُ لَهُم بالرَّحبِ


وآدِبٌ بالنَّقَرَى لَمْ يَدْرَبِ......وَالْجَفَلَى مَهْما دَعَاهَا يَطْرَبِ


تَرَاهُمَا لَدَى الْجَنَابِ المُخْصِبِ.....عَلَى الْقِرَى كَالْعَكَرِ المُعْصَوْصِبِ


فَمَنْ يُّقِمْ يُزَدْ عَلَى المُطَّلَبِ......وَمَنْ يَؤُبْ فَحَامِدُ المُنقَلَبِ


وَلَا يَزَلْ بَرْقُ نَدَاكمْ يَطَّبِي......أهْلَ الْقَرِيضِ نَحْوَكُمْ وَالْخُطَبِ


رِكَابُهُمْ يَنْهَجْنَ كُلَّ نَيْسَبِ.......مِن سبْسَبٍ خَوَارِجًا لِسَبْسَبِ


لمَّا رَأوْا مُهْدي الثَّنا في نُصُبِ.....إلَّا لَكُمْ لَمْ يَذْبَحُوا للنُّصُبِ


والْكُلُّ عَدَّ نَفْسَهُ كالمُذْنِبِ.......لِعَجْزِهِ أطْنَبَ أوْ لَمْ يُطْنِبِ


وَكُلُّ مَنْ أصَابَ أوْلَمْ يُصِبِ.....تُغْضُونَ عَنْهُ مِنْ عُلُوِّ المنصِبِ


فتُتْحِفُونَهُمْ بِكُلِّ أرَبِ...... تَأسِّيًا بِالْحَنَفِيِّ الْعَرَبِي


أتْحَفَهُ اللهُ بِغَيْثٍ صيِّبِ......مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ الطَّيِّبِ


وَالْآلَ وَالصَّحْبَ وَكُلَّ مُجْتَبِ.......دِينَ النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى لَمْ يَرْتَبِ


مَا فَازَ بِالشُّرْبِ قَصِيرُ الْكَرَبِ.......مِنْ أَزْرَقِ الْجَمِّ قَرِيبِ المَشْرَبِ


وَلَمْ يَؤُبْ فَوْقَ رِكابٍ خُيَّبِ......مَنِ انتَهَوْا لِوَلَدِ المُسَيَّبِ


جَاءَتْ بِقَصْدِ الزَّوْرِ وَالتَّقَرُّبِ......تَسْحَبُ ذُلًّا خَدَّهَا فِي التُّرُبِ


هَذَّبَهَا مَن لَيْسَ بِالْمُهَذِّبِ.......لَكِنَّهُ فِي ضِمْنِها لَمْ يَكْذِبِ


تَمْرِي النَّدَى الذِي بِدَرِّهِ حُبِي.....مُهْدِي الثَّنا مَرْيَ الصَّباَ للسُّحُبِ


تَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ دَوَاهِي الْحُقُبِ.....وَالْفَوْزَ بِالنُّجْحِ وحُسْنِ العُقُبِ .


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""



الدعوة الإصلاحية للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير

            هذه إحدى قصيدتين للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبيرمثلتا نموذجا هاما للدعوة إلى
الاعتزاز بدين الله والجهاد في سبيله ومقاومة الظلم وأهله وقهرهم ورفع ظلمهم وجورهم عن المستضعفين والدفع بالمقهورين إلى التعافي والتجافي والتخلي عن الجبن والذلة والمسكنة والخنوع والضعة عن طريق محاولة موفقة لتقديم توصيف دقيق لحالة الأمة الموريتانية في تلك الفترة القلقة من التاريخ،بالإضافة إلى التعرض الموفق كذلك للأسباب والعلاج
            لقد سعى رحمه الله تعالى من خلالهما إلى تكملة دور والده الشيخ سيديا الكبير الذي
استغرق جميعَ جهوده تأمينُ الناس وإيواؤهم وتربيتهم وتعليمهم والإصلاح بين
المتنازعين وتوحيد كلمة الأمة ورسم حدودها الجغرافية..
نفعنا الله تعالى بعلم سلفنا ووفقنا لما وفقهم إليه من خير الدنيا والآخرة آمين.
        القصيدة الأولى همزية من البحر الكامل*:







مَزَجَ الدُّمُوعَ بِمُسْبِلَاتِ دِمَاءِ...مُتَلَهِّفًا مُتَنَفِّسَ الصُّعَدَاءِ

مِمّا رَأَى سَجْفَ الْحَبِيبَةِ قُوِّضَتْ...زَوْحَ السّحَائِبِ عَن سَنَا الْجَوْنَاءِ

وَجرَى البَهَاءُ عَلى الصّفَاءِ كمَا جَرَى ...ذَهَبُ الْأَصِيلِ عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ

لَمّا رَأَى مَا شَفَّهُ مِن بَيْنِهَا...كُلٌّ مِنَ الْأَحْبَابِ والنُّصَحَاءِ

أَغرَوْهُ بِالصبْرِ الْجَمِيلِ،وَصَبْرُهُ...مَهْمَا تَوَقَّعَ رِحْلَةَ الْحَسْنَاءِ

حُلَّتْ عُرَاهُ فَكَادَ أنْ يَلْقَى الذِي ...لَاقَاهُ عُرْوَةُ مِنْ هَوَى عَفْرَاءِ

لَا شَيْءَ أَبْرَحُ مِن نَوَى أسْمَاءِ...إلَّا انطِمَاسُ الْمِلَّةِ الْبَيْضَاءِ

وَتَهَدُّمُ الْأرْكَانِ مِنْهَا بَعْدَمَا...قَدْ شَادَهُنّ مُتَمِّمُ الرُّسَلَاءِ

يَا رَاكبَ الوَجْنَاءِ فِي الْبَيْدَاءِ...تُطْوَى لَهُ الْبَيْدَاءُ بِالْوَجْنَاءِ

تَخْدِي بِهِ فِي بَطْنِ كُلِّ تَنُوفَةٍ...دَوِّيّةٍ مُغْبَرّةِ الْأرْجَاءِ

تَسِمُ الرّغَامَ كأنّمَا تَخْشَى متَى...تَمْسَسْهُ لَدْغَ الحَيّةِ الرّقْطَاءِ

بِمَنَاسِمٍ تَدَعُ الْحَصَى مُتَفَلِّلًا...نِيطَتْ بِكُلِّ عُجايَةٍ سَمْرَاءِ

إِنْ آنَسَتْ ظِلَّ الْقَطِيعِ مُرَوِّحًا...زَفّتْ زَفِيفَ الْهَيْقَةِ السّقْفَاءِ

وَلَرُبّمَا وَخَدتْ مُوَافِقَةً لِمَا...فِي نَفْسِ رَاكِبِهَا بِلَا إيمَاءِ

فَكَأنّ مُطّلِعًا عَلَى أسْرَارِهِ...فِي سِرِّهَا يُنبِي بِمَا هُوَ شَاءِ

وَكَأنّ سِنّوْرًا بِمَجْرَى ضَفْرِهَا...تَخْشَاهُ حِين تَهُمُّ بِالإِبْطَاءِ

بَلِّغْ لِمَن لَاقَيتَ مِمّنْ يَدّعِي...إن لَّمْ يَضِنّ عَلَيْكَ بِالْإصْغَاءِ

أنّ اتِّبَاعَ الْمُصْطفَى وَصِحَابِهِ...وَمَنِ اقْتَدَى بِهِمُ مِنَ الْقُدَمَاءِ

فِي وَضْعِ أسْلِحَةٍ بِهَا عَزُّوا عَلَى ...مَن سَامَهُمْ خَسْفًا مِنَ الْجُهَلَاءِ

مِنّي التّحِيّةَ والسّلَامَ وأنّهُ ...تَاللهِ أَكْذَبُ مَنْ عَلَى الْغَبْرَاءِ

مَا صَانَ أحْمَدُ والصّحَابَةُ دِينَهُمْ...إلَّا بِعِزِّ اللهِ ذِي الْآلَاءِ

وَبَوَاتِرٍ وَمَوَارِنٍ مَسْنُونَةٍ...وَسَوَابِغٍ وَسَوَابِقٍ وَإِبَاءِ

وَمُدَجّجِينَ كَرِيمَةٍ أَحْسَابُهُمْ...شُمّ الْأُنُوفِ أَعِزّةٍ شُجَعَاءِ

مِن كُلِّ أَبْلَجَ خَائِضٍ غَمْرَ الْوَغَى...مُتَأنِّيًا بِسَكِينَةٍ وَحَيَاَءِ

يَلْقَى الْعِدَى فِي كَثْرَةٍ مُتَبَسِّمًا...صَوْبَ الصُّفُوفِ تَبَسُّمَ اسْتِهْزاءِ

يَسْطُو عَلَى سَاطٍ جَموُحٍ سَابِحٍ...كَالسِّيدِ بَادَرَ غَفْلَةَ الرُّقَبَاءِ

أوْ صَافِنٍ جَرْداءَ سَالِمَةِ الشّظَى...تَعْدُو هُوِيّ اللقْوَةِ الْفَتْخَاءِ

بِمُهَنّدٍ عَضْبٍ كَأَنّ بَرِيقَهُ...وَمْضُ الْبُرُوقِ بِثَرّةٍ وَطْفَاءِ

وَإذَا الْكُمَاةُ الصِّيدُ دَاجُوا أَكْؤُسًا...مَمْلُوءَةً مِنْ عَلْقَمِ الْهَيْجَاءِ

وَتَهَاوَتِ الْقُضْبَانُ فِي رَهَجِ الْوَغَى...بِيضًا هُوِيّ الشُّهْبِ فِي الظّلْمَاءِ

واسْتَكّتِ الْآذَانُ مِن صُجَجِ الظُّبَى...وَتَدَحّرَتْ مَقْطُوعَةَ الْأَعْضَاءِ

تُلْفِيهِ أَطْيَبَ خَاطِرًا مِنْهُ لَدَى...أهْليهِ فِي جِدَةٍ لَهُ وَرَخَاءِ

فِي ظِلِّ مُرْتَفِعِ الْعِمَادِ مُمَدّدٍ...مُتَوَسِّدًا يَدَ خَدْلَةٍ هَيْفَاءِ

وَإذا الْمَنِيّةُ قَدْ رَآهَا غَيْرُهُ ...صَابًا رآها هُوَ كَالصّهْبَاءِ

لِيَقِينِهِ أَنّ الْمُجَاهِدَ مَيِّتًا...أَوْ قَاتِلًا قَطْعًا مِنَ السُّعَدَاءِ

فَبِذَا يَكُونُ النّاسُ نَاسًا لَا بِمَا ...مِن ذِلَّةٍ أَلِفَ الْأَوَانَ أُولَاءِ

لَا حُرّ يَرْضَى مَا رَضيتُمْ أَنتُمُ...مِن نَهْبِ أَمْوَالٍ وَسَكْبِ دِمَاءِ

وَهُجُومِ دُورٍ وابْتِزَازِ مَلَابِسٍ...وَقِرَانِ شِيبٍ وَاسْتِبَاءِ نِسَاءِ

وأَلِيمِ ضَرْبٍ بِالْيُدِيِّ وَبِالْعِصــيِّ عَلَى الْمُحَيّا أَوْ عَلَى الْعِلْبَاءِ

وَتَرَى جَمَاعَةَ مُسْلِمِينَ بِمَسْجِدٍ...شُمِّ الْأُنُوفِ أَعِزّةِ الْآبَاءِ

وُقُرًا كَأَنّ الطّيْرَ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ...هِمّاتُهُمْ فِي النّجْمِ والْجَوْزَاءِ

وَإذَا تَقُولُ لِبَعْضِهِمْ :لِمْ؟ كَادَ أَنْ... يَرْمِيكَ بِالنِّسْرَيْنِ وَالْعَوّاءِ

فَتَخَالُ أَنّ الضّيْمَ فِي أَكْنَافِهِمْ ...مُسْتَوْدَعٌ مُسْتَوْدَعَ الْعَنقَاءِ

حَتّى إذَا نَظَرُوا إلَى مُتَقَلِّصٍ...أهْدَامُهُ،ذِي وَفْرَةٍ شَعْثَاءِ

وَلَدَتْهُ أُمّ بِيسَ مَا جَاءَتْ بِهِ...وَأُبَيُّهُ رَاعٍ وَنَجْلُ رِعَاءِ

قَامُوا إلَيْهِ مُبَادِرِينَ كَأَنّمَا ...قَامُوا لِبَعْضِ أَجِلّةِ الْأُمَرَاءِ

وَإذَا أَشَارَ إِلَيْهِمُ بِمُعَلّبٍ...مُتَضَمِّخٍ بِالرّيْنِ وَالْأَصْدَاءِ

أَعْمَى الزِّنَادِ،شِعَابُهُ قَدْ شُقِّقَتْ...عَلِقَ العَنَاكِبُ جَوْفَهُ بِبِنَاءِ

طَفِقُوا يُثيرُونَ الْعَجَاجَ كَأَنّمَا...أَغْرَيْتَ قَسْوَرَةً بِسِرْبِ ظِبَاءِ

فَلَدَى الْقَوِيِّ هُمُ ذِئَابُ مَفَازَةٍ...وَلَدى الضّعيفِ هُمُ أُسُودُ كَرَاءِ

هَيْهَاتَ هذا مِن طَرِيقِ مُحَمّدٍ...وَصِحَابِهِ وَقُفَاتِهِ الْكُرَمَاءِ

لَمْ تُمْسِكُوا مِن دِينِهِم إلّا الْقَوَا...عِدَ خَمْسَهَا مَدْوُوفَةً بِرِيَاءِ

وَلَرُبّمَا مَنَعُوكُمُوهَا عَنْوَةً...حَتّى افْتَدَيْتُم مِّنْهُمُ بِفِدَاءِ

إن كَانَ مَا بِكُمُ كَرَاهَةُ مَوْتِكُمْ...فالْمَوْتُ قَطْعًا لَا مَحالَةَ جَاءِ

وَلَمَوْتُ مَنْ هُوَ هَكَذَا خَيْرٌ لَهُ...لَوْ عَاشَ أزْمَانًا مِنَ الْإِحْيَاءِ

وَكَفَى الْقَتِيلَ مُدَافِعًا عَن مَالِهِ...عَدُّ النّبِيِّ لَهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ

أَوْ كَانَ حُبُّ الْمَالِ مَا بِكُمُ فَهَلّــا صُنتُمُوهُ إِذًا عَنِ الْأعْدَاءِ

وَحَبَوْتُمُ مَن كَانَ أَحْوَجَ مِنْهُمُ...مِنْ عَالَةِ الْقُرَبَاءِ وَالصُّدَقَاءِ

أَوْ كَانَ صَوْنًا لِلدِّيَانَةِ مَا بِكُمْ...فَالذُّلُّ مِن صَوْنِ الدِّيَانَةِ نَاءِ

مِنْ أَيْنَ وَيْحَكُمُ أَخَذْتُم مّا بِهِ...غَادَرْتُمُ الْبَيْضَاءَ كَالسّوْدَاءِ

مِنْ أَيِّ قُرْآنٍ أَمَ ايّةِ سُنّةٍ ...أَمْ أَيِّ إجْمَاعٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ

أَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِي فِي مَكّةٍ ...تَهْوِي إلَيْهِ سَوَاهِمُ الْأَنضَاءِ

بِأَهِلّةٍ مِنْهَا علَيْهَا أنجُمٍ ...مِن رَكْبِهَا فِي سَبْسَبٍ كَسَمَاءِ

أَوْ أَسْهُمٍ تَرْمِي بِهَا الْهِمَمُ الْفَلَا...عَن قَوْسِ كُلِّ شِمِلّةٍ هَوْجَاءِ

لَلْمَوْتُ خَيْرٌ وَالْإتَاوَةُ والْجِزَى...مِن مِثْلِ ذَا مِن ذِلّةِ الْحُنَفَاءِ

لَا يَرْدَعُ الْجُهّالَ عَنكَ كَضَرْبَةٍ...بِمُهَنّدٍ أوْ طَعْنَةٍ نَجْلَاءِ.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القصيدة الثانية  هي : حماة الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا من يجيب دعوة المضطر


بسم الله الرحمن الرحيم



يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سِيدِيَّ الكبير رحمهما الله تعالى برحمته الواسعة

مبتهلا إلى الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الصمد الفرد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد:



يَا مَن يُجيبُ دَعْوَة المُضطرِّــــــــ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَكلَّ ضُرِّ

أجبْ دُعَانا إنـَّنـَا اضطُرِرْنـَا ــــــــــ إلَيْكَ فـَاكْشِفْ مَا بهِ ضُرِرْنـَا

قـَدْ مَسَّـنـَا الضُّرُّ وَأنتَ أرْحَمُ ـــــــــ الرَّاحِمِينَ وَالكريمُ الْأكْرَمُ

بـَكَ تـَحَصَّنـَّا مِنَ الْأسْوَاءِ ـــــــ جَمِيعِهَا وَجُمْلَةِ الْأدْوَاءِ

وَمِن صُنوفِ الْمَكْرِ وَالْبَلَاءِ ــــــــ وَمِن صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالْوَبَاءِ

فـَسَكِّنـَنَّ صَدَمَاتِ الْقهْرِ ـــــــــ بـِاللـُّطْفِ فِي السِّرِّ مَعًا وَالْجَهْرِ

وَأغـْنِنـَا عَن نـَيْلِ أجْرِ الصَّبْرِ ــــــــــ عَلَى الْبَلَا بـِنـَيْلِ أجْرِ الشـُّكْرِ

وَأنزِلِ الْفضْلَ مَكَانَ الْعَدْلِ ــــــــ فـَأنتَ ذو الفـَضْلِ الْعَظِيمُ الْفضْلِ

وَاغـْفـِرْ لِمَوْتانـَا وَأكْرِمْ وَارْضَا ــــــــ وَنـَجِّ أحْيَانـَا وَعَافِ الْمَرْضَى

وَطَيِّبِ الْهَوَاءَ وَاعْمُرْ أرْضَا ــــــــــ بـِهَا أقـَمْنـَا سُنـَّةً وَفـَرْضَا

وَرِزْقـَهَا ابْسُطْ قـُوتـَهُ وَالْعَرْضَا ـــــــ حَتـَّى يَعُمَّا طُولَهَا وَالْعَرْضَا

نـَحْنُ عِيَالُكَ وَإن جَنـيْنـَا ــــــــــ فـَلَا تـُؤَاخِذْنـَا بـِمَا أتـَيْنـَا

وَاغـْفِرْ لَنـَا فـَضْلًا وَتـُبْ عَلَيْنـَا ـــــــــ وَلَا تـَكِلْنـَا طَرْفـَة ًإلَيْنـَا

بـِكَ اسْتـَعَذنـَا وَبـِكَ احْتـَمَيْنـَا ــــــــــ وَمَا لِغيْرِ دِينِكَ انتـَمَيْنـَا

بـِكَ اعْتـَصَمْنـَا وَبـِكَ اكْتـَفـَيْنـَا ـــــــــــ فِي كُلِّ مَا نـُبْدِي وَمَا أخـْفـَيْنـَا

نـَحْنُ الضِّعَافُ وَالضَّعِيفُ أوْلىَ ـــــــــ بـِأنْ يُوَلىَّ رَأفـَةً وَطَوْلَا

وَقـَدْ نـَبَذنـَا قـُوَّةً وَحَوْلَا ـــــــــــ إلَّا بـِمَوْلَانـَا فـَنِعْمَ الْمَوْلىَ

إيَّاكَ نـَعْبُدُ وَنـَسْتـَعِينُ ــــــــــ وَحَبَّذا الْمَعْبُودُ وَالْمُعِينُ

نـَدْعُوكَ رَبِّ بـِالْأسَامِي الْحُسْنـَى ــــــــ وَمَا لَهَا مِنَ الْكَمَالِ الْأسْنـَى

وَمَا حَوَتـْهُ مِن جَمَالِ الْمَبْنـَى ـــــــ وَصِحَّةِ الْفـَحْوَى وَحُسْنِ الْمَعْنـَى

وَبـِاسْمِكَ اللَهِ الْعَظِيمِ الْأعْظمِ ـــــــــ تـُنمَى لَهُ الْأسْمَا وَلَيْسَ يَنتـَمِي

عَلَى سِوَاكَ مَا لَهُ إطْلَاقُ ــــــــ وَغـَيْرُهُ مِنهَا لَهُ اشـْتِقـَاقُ

وَكُلِّ مَا دَلَّ مِنَ الْكَمَالِ ــــــ عَلَيْهِ وَالْجَلَالِ وَالْجَمَالِ

أن تـَسْتـَجـِيبَ كَرَمًا دُعَاءَنـَا ــــــــ وَأن تـُحَقـِّقَ لَنـَا رَجَاءَنـَا

وَأن تـَكُونَ غـَافِرًا ذُنـُوبـَنـَا ــــــــ وَأن تـَكُونَ سَاتِرًا عُيُوبَنـَا

وَأن تـَكُونَ فـَارِجًا كُرُوبَنـَا ـــــــــ وَأن تـَكُونَ هَادِيًا قـُلُوبَنـَا

وَأن تـَكُونَ شَارِحًا صُدُورَنـَا ــــــــ وَأن تـَكُونَ مُصْلِحًا أمُورَنـَا

وَكُن لَنـَا يَا رَبَّنـَا وَلِيَّا ـــــــــ وَاجْعَلْ حُلَـَى التـَّقـْوَى لَنـَا حُلِيَّا

وَكُن لَنـَا يَا رَبَّنـَا نـَصِيرَا ـــــــ فـَلَمْ تـَزَلْ بـِحَالِنـَا بَصِيرَا

وَكُن لَنـَا مُوَفـِّقـًا مُسَدِّدَا ــــــــــ وَمُوثِرًا مُظفـِّرًا مُؤَيِّدَا

وَافـْتـَحْ لَنـَا أبْوَابَ كُلِّ خَيْرِ ــــــــ وَاسْدُدْ بـِنـَا أبْوَابَ كُلِّ ضَيْرِ

وَافـْتـَحْ لَنـَا بَابَ الْعُلُومِ النـَّافِعَهْ ـــــ وَاطْوِ مَسَاوِفَ السُّلُوكِ الشـَّاسِعَهْ

وَامْلَأ قـُلُوبَنـَا بـِنـُورِ الْمَعْرِفـَهْ ـــــ وَرَقـِّـنـَا فِي الدَّرَجَاتِ الْمُشـْرِفـَهْ

وَعُدَّنـَا مِنَ الْعِبَادِ الْمُكْرَمِينْ ــــــــ وَالْأوْلِيَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتـَّقِينْ

وَجُندِكَ الْجُندِ الْاُلَى هُمْ غالِبُونْ ـ وَحِزْبكَ الْحِزْبِ الْاُلى هُم مُفلِحُونْ

وَأحْيـِنـَا رَبِّ حَيَاة ًطيِّبَهْ ــــــــــ وَجُدْ عَلَيْنـَا بِالْفـُيُوضِ الصَّيِّبَهْ

يَا حَيُّ يَا قـَيُّومُ يَا رَحْمَنُ ــــــــ يَا بَرُّ يَا حَنـَّانُ يَا مَنـَّانُ

قِنـَا الذِي يَسُوءُ مِن قـَضَاكَا ــــــــ وَقـَوِّ مِنـَّا الضُّعْفَ فِي رِضَاكَا

وَلْتـَقـِنـَا يَا دَائمَ الْبَقـَاءِ ـــــــــــ جَهْدَ الْبَلَا وَدَرَكَ الشَّقـَاءِ

وَلَا تـُصِبْنـَا بـِعُضَالِ الدَّاءِ ــــــــ رَبِّ وَلَا شَمَاتـَةِ الْأعْدَاءِ

وَعَافِـنـَا مِن سَائرِ الْأمْرَاضِ ـــــــــ وَنـَجِّنـَا مِن سَيِّئِ الْأعْرَاضِ

وَلَا تـَدَعْ لَنـَا مِنَ الْأغـْرَاضِ ـــــــــ إلَّا الذِي مِنـْهُنَّ أنتَ رَاضِ

وَجُدْ بـِعَفـْوٍ وَاسِعٍ وَعَافـِيَهْ ـــــــــ لِلشَّرِّ وَالْمَكْرُوهِ عَنـَّا نـَافـِيَهْ

فِي غِبْطَةٍ مِن كُلِّ شَوْبٍ صَافِيَهْ ــــــــ وَنِعْمَةٍ عَلَى الْجَمِيعِ ضَافِيَهْ

وَالشُّكْرَ أوْزِعْنـَا عَلَى الْإنـْعَامِ ــــــــ وَعَرِّفِ الْإنـْعَامَ بـِالدَّوَامِ

وَأكْرِمَنـَّا وَاحْبُ بـِالْمَرَامِ ـــــــــ فـَأنتَ ذو الْجَلَالِ وَالْإكْرَامِ

وَلَا تـُهِنـَّا يَا مُجـِيرَ الْمُجْرِمِ ــــــــ فـَمَا لِمَنْ أهَنتـَهُ مِن مُكْرِمِ

وَاجْعَل لنـَا يُسْرًا وَمَخـْرَجًا إلَى ـــــ مَا لَمْ نـَكُن مُحْتـَسِبـِينَ مِنْ إلَى

وَنـَجِّنـَا مِنَ الشـُّرُورِ وَالْفِتـَنْ ـــــــ وَمِنْ حَوَادِثِ أوَاخِر الزَّمَنْ

وَنـَجِّنـَا مِن شـَرِّ كُلِّ بـَرِّــــــــــ وَفـَاجـِرٍ فِي الْبَحْرِ أوْ فِي الْبَرِّ

وَنـَجِّنـَا مِنْ حِيلَةِ الْمُحْتـَالِ ــــــــ وَنـَجِّنـَا مِنْ غِيلَةِ الْمُغـْتـَالِ

وَمِن تـَسَلُّطِ ذوِي السُّلْطَانِ ـــــــــــ وَمِنْ عِدَاءِ عُصْبَةِ الْعُدْوَانِ

وَشـَرِّ كُلِّ جَائِرٍ وَعَادِلِ ـــــــــــ وَشـَرِّ كُلِّ عَاذِرٍ وَعَاذِلِ

وَشـَرِّ كُلِّ عَالِمٍ وَجَاهِلِ ــــــــ وَشـَرِّ كُلِّ فـَاطِنٍ وَذاهِلِ

وَشـَرِّ كُلِّ حَاقِدٍ وَحَاسِدِ ـــــــــ وَنـَاقِدٍ وَصَالِحٍ وَفـَاسِدِ

وَشـَرِّ كُلِّ عَائِنٍ وَخـَائِنِ ـــــــــ وَصَادِقٍ فِي وُدِّهِ وَمَائِنِ

وَشـَرِّ كُلِّ سَارِقٍ وَطَارِقِ ـــــــــــ وَهَاتِكٍ وَفـَاتِكٍ وَمَارِقِ

وَغـَاسِقٍ وَوَاقِبٍ وَسَاحِرِ ــــــــــ وَكَاهِنٍ وَعَائِفٍ وَزَاجـِرِ

وَكُلِّ شـَيْطَانٍ وَكُلِّ جـِنِّ ـــــــــ مِن ظَاهِرٍ مِنـْهُمْ وَمُسْتـَجـِنِّ

وَطَعْنِهِمْ وَوَخـْزِهِمْ وَضَرْبـِهِمْ ـــــــــ وَكَيْدِهِمْ فِي سِلْمِهِمْ وَحَرْبـِهِمْ

وَاضْرِبْ حِجَابًا دُونـَهُمْ وَسُورَاـــــــــ يَكُونُ مَن صِينَ بـِهِ مَسْتـُورَا

وَخـُذ لَنـَا بـِالثأرِ مِن ظُلَّامِهِمْ ـــ وَاصْدُدْهُمُ بـِالْقـَهْرِ عَن مَرَامِهِمْ

وَنـَجِّنـَا مِن شـَرِّ كُلِّ أسَدِ ــــــــــ وَحَيَّةٍ وَعَقـْرَبٍ وَأسْوَدِ

وَغيْرِ ذا مِن سَائِرِ الْخَلَائِقِ ـــــــــ جَمِيعِهَا مِن صَامِتٍ وَنـَاطِقِ

وَاجْعَلْ حَرِيمَنـَا حَرِيمًا آمِنـَا ــــــــ وَكُن بـِحِفـْظِهِ كَفِيلًا ضَامِنـَا

وَوَفـِّقِ الْقـُلُوبَ لِلْوِفـَاقِ ــــــــ وَطَهِّرَنـَّهَا مِنَ النـِّفـَاقِ

وَآمِنـَنَّ سُبُلَ الرِّفـَاقِ ــــــــ وَأبْدِلِ الْكَسَادَ بـِالنـَّفـَاقِ

وَلَا تـُذِقـْنـَا عَلْقـَمَ الدَّنِيَّهْ ـــــــ فـَإنـَّهَا شـَرٌّ مِنَ الْمَنِيَّهْ

عَوَّدتـَّنـَا نِعَمَكَ الْهَنِيَّهْ ــــــــ وَجُدتَّ بـِالْمَوَاهِبِ السَّنِيَّهْ

فـَدُمْ لَنـَا عَلَى الذِي عَوَّدتـَّنـَا ــــــــ لَا نـَغـْتـَنِي عَن ذاكَ مَا أوْجَدتـَّنـَا

وَاقـْضِ لَنـَا مَا كَانَ مِنْ حَوْجَاءِ ـــــــ فِي حَالِنـَا هَذا وَذاكَ الْجَاءِي

وَاقـْضِ حَوَائِجَ الذِينَ انتـَسَبُواــــــــ لَنـَا جَمِيعًا وَاعْفُ عَمَّا اكْتـَسَبُوا

مِن كُلِّ ذِي إرَادَةٍ وَجَارِــــــــ وَسَائِرِ الضُّيُوفِ وَالزُّوَّارِ

وَكُلِّ قـَاصٍ جـِيلُهُ وَدَانِ ـــــــــ مِن فِرَقِ الْبـِيضَانِ وَالسُّودَانِ

وَكُلِّ ذِي قـَرَابَةٍ وَأجْنـَبـِي ـــــــــــــ مِنْ اُمَّةٍ مُجـِيبَةٍ خـَيْرَ نـَبـِي

فـَمَا لِكُلِّنـَا سِوَاكَ نـَافِعُ ـــــــــ نـَرْجُوهُ لِلْجَلْبِ وَلَا مُدَافِعُ

وَمَا لَنـَا لِرَغـَبٍ وَلَا رَهَبْ ــــــــــ سِوَاكَ نـَدْعُوهُ فـَيَحْمِي وَيَهَبْ

إذا الْخـُطُوبُ اهْوَلـَّتِ اهْوِلَالَهَا ــــــــــ فـَمَا لَنـَا غـَيْرُكَ مَوْلَانـَا لَهَا

وَفِي سِوَاكَ رَبِّ خـَابَ الْأمَلُ ــــــــ وَبَطَلَ الرَّجَاءُ وَالتـَّوَكُّلُ

فـَكُن بـِتـَاجِ الْعِزِّ وَالْكَرَامَهْ ـــــــــ مُتـَوِّجًا لَنـَا مَعَ السَّلَامَهْ

وَرَدِّنـَا بـِالْيُمْنِ وَالْأمَانِ ــــــــــ وَجُدْ بـِمَا لَا تـَبْلُغُ الْأمَانِي

وَرَكِّبَنـَّا مَرْكَبَ النـَّجَاةِ ــــــــ بَعْدَ مَمَاتِنـَا وَفِي الْحَيَاةِ

وَنـَجِّنـَا مِن مُوجـِبَاتِ الْغـَضَبِ ــــــــــ وَمَا يَكُونُ سَبَبًا لِلسَّلَبِ

وَاسْلـُكْ بـِنـَا مَسَالِكَ النـَّجَاحِ ــــــــــ وَالْفـَوْزِ فِي الدَّارَيْنِ وَالْفـَلَاحِ

وَبـِالْكَفـَالَةِ وَبـِالْكِفـَايَهْ ــــــــــ حُطْنـَا وَبـِالنَّصْرِ وَبـِالْحِمَايَهْ

وَكُنْ إلَهِي وَاقِيًا إيَّانـَا ــــــــــ مِمَّا يَجُرُّ الْخِزْيَ فِي دُنيَانـَا

وَنـَجِّنـَا يَا ذا الْعَطَايَا الزَّاخِرَهْ ـــــــــــ مِمَّا يُؤَدِّي لِعَذابِ الْآخِرَهْ

وَهَبْ لَنـَا يَا مَنْ عَلَا عَن صَاحِبَهْ ــــ وَوَلَدٍ فِي الْأمْرِ حُسْنَ الْعَاقِبَهْ

وَثـَبـِتـَنـَّنـَا عَلَى الْإيمَانِ ـــــــ عِندَ فِرَاقِ الرُّوحِ لِلْأبْدَانِ

وَبَعْدَهُ عِندَ السُّؤَالِ وَالْقِيَامْ ــــــــــ إلَى دُخُولِنـَا غـَدًا دَارَ السَّلَامْ

لَنـَا تـَوَسُّلٌ عَظِيمُ الْمَنزِلَهْ ـــــــــ إلَيْكَ بـِالْكُتـْبِ الْعِظَامِ الْمُنزَلَهْ

وَبـِالْكِتـَابِ الْمُسْتـَبِينِ الْمُعْجـِزِـــــــــــ كُلَّ مُطَوِّلٍ وَكُلَّ مُوجـِزِ

وَبـِالنـَّبـِيئِينَ وَمَن قـَدْ اُرْسِلـُوا ــــــــ وَبـِاُولِي الْعَزْمِ الذِينَ فـُضِّلـُوا

وَبـِالْحَبـِيبِ الْمُصْطَفـَى خـَيْرِ الْبَشَرْ ــــ مَن سَبَقـَتْ مَوْلِدَهُ بـِهِ الْبـُشـَرْ

وَبـِالْمَلَائِكِ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ ــــــــــــ وَالْمُرْسَلِينَ مِنـْهُمُ وَالسَّفـَرَهْ

وَبـِالرَّسُولِ عِندَكَ الْمَكِينِ ـــــــــ جـِبْرِيلَ رُوحِ الْقـُدُسِ الْأمِينِ

وَبـِصَحَابَةِ النـَّبـِيِّ الْخِيَرَهْ ـــــــــــ وَكُلِّ مَن بـِالْخـَيْرِ مِنـْهُم بَشـَّرَهْ

كَأهْلِ بَدْرٍ وَكَأهْلِ الشَّجَرَهْ ـــــــــــ وَالْخُلَفـَاءِ ثـُمَّ بَاقِي الْعَشَرَهْ

وَبـَبَنِي خـَيْرِ الْبَرَايَا وَالْبَنـَاتْ ـــ وَاُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُحْصَنـَاتْ

وَآلِ خـَيْرِ الْخـَلْقِ خـَيْرِ آلِ ـــــــــ مَنْ خـَلـَطُوا الْحَسَبَ بـِالْمَعَالِي

وَسَادَةٍ مَا لِلْعُلَا مِن مَذهَبِ ــــــــ عَنـْهُمْ فـَهُمْ سِلْسِلَة ٌمِن ذهَبِ

وَبـِاُولِي الْإصْدَارِ وَالْإيرَادِ ـــــــــ سَادَاتِنـَا سِلْسِلَةِ الْأوْرَادِ

وَشَيْخِنـَا مِنـْهُمْ وَشـَيْخَيْهِ مَعَا ــــــــــ مَن جَمَعُوا شَتـَّى الْمَعَالِي جُمَعَا

وَمَنْ حَوَى فِي الْفـَضْلِ أعْلـَى مَنزِلَهْ ــ إمَامِنـَا الْجيلِيِّ قـُطْبِ السِّلْسِلَهْ

وَبـِجَمِيعِ الْأوْلِيَاءِ الصَّالِحِينْ ـــــــــ وَالْعُلـَمَاءِ الْعَامِلِينَ الْمُخْلِصِينْ

وَكُلِّ مَن كَانَ لَهُ تـَعَلـُّقُ ـــــــــــ بـِالصَّالِحِينَ أوْ لهُ تـَشَوُّقُ

يَا رَبَّنـَا بِجَاهِ هَؤُلَاءِ ـــــــــ كُن مُسْتـَجـِيبَ ذائِهِ الدُّعَاءِ

وَكَاشِفـًا عَنـَّا لِكُلِّ ضُرِّ ـــــــــ أنتَ الْمُجـِيبُ دَعْوَةَ الُمُضطرِّ

وَصَلِّ أكْمَلَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامْ ـــــــــــ عَلَى الذِي أتـى بـِأحْسَنِ الْكَلَامْ

الُمُهْتـَدِي الْهَادِي التِّهَامِي الْعَرَبـِي ـــــــــ شَفِيعِنـَا لِنـَيْلِ كُلِّ أرَبِ

وَالْآلِ وَالْأزْوَاجِ وَالصَّحَابَهْ ـــــــــــ وَغَيْرِهِم مِنْ اُمَّةِ الْإجَابَهْ .


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""




                                                      يا معشر البلغاء هل من لوذعي

                                                            للعلامة الحجة الأديب: الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير



تمهيد



  لولا ما عرف عن شعراء موريتانيا السابقين من تواضع لأجمعوا على نعت بعض قصائدهم البديعة الرائعة بالمعلقات وسيكون من ضمنها بلا شك هذه القصيدة العجيبة شكلا ومضمونا ومادة ومعنى ووسيلة وهدفا
    لقد ظهرت في هذه القصيدة عبقرية علماء موريتانيا وشعرائها وكيف لانت لهم لغة العرب بل لغة القرآن الكريم وكيف فنوا فيها وفنيت فيهم فامتزج الجميع فلا تمايز ولا افتراق
    يدعو الشيخ سيد محمد رحمه الله تعالى من خلال هذه القصيدة إلى تجاوز المألوف في مضامين الشعر العربي والتطرق إلى مناحٍ ومعانٍ ومقاصدَ لم يحدث أن تُطُرق إليها وإلى اختيار صيغٍ تعبيريةٍ جديدةٍ كل ذلك يكون خدمة للقصيدة العربية الأصيلة لا تحييدا أو تغييرا أو تبديلا لها موضحا رحمه الله تعالى الملامح المتوخاة لأي إبداع حقيقي



يقول الشيخ سيد محمد:


يَا مَعْشَرَ الْبُلَغَاءِ هَلْ مِنْ لَوْذَعِي....يُهْدَي حِجَاهُ لِمَقْصَدٍ لَمْ يُبْدَعِ





إِنِّي هَمَمْتُ بِأَنْ أَقُولَ قَصِيدَةً..... بِكْرًا فَأعْيَانِي وُجُودُ الْمَطْلَعِ





لَكُمُ الْيَدُ الطُّولَى عَلَيّ إِنَ انتُمُ.....ألْفَيْتُمُوهُ بِبُقْعَةٍ أوْ مَوْضِعِ





فَاسْتَعْمِلُوا النّظَرَ السّدِيدَ وَمَنْ يَجِدْ..... لِي مَا أُحَاوِلُ مِنكُمُ فَلْيَصْدَعِ





وَحَذَارِ مِنْ خَلْعِ الْعِذَارِ عَلَى الدِّيَا......رِ وَوَقْفَةِ الزُّوَّارِ بَيْنَ الْأَرْبُعِ





وَإِفَاضَةِ الْعَبَرَاتِ فِي عَرَصَاتِهَا.....وَتَرَدُّدِ الزّفَرَاتِ بَيْنَ الْأَضْلُعِ


وَدَعُوا السّوَانِحَ وَالْبَوَارِحَ وَاتْرُكُوا... ذِكْرَ الْحَمَامَةِ وَالْغُرَابِ الْأَبْقَعِ

وَبُكَاءَ أَصْحَابِ الْهَوَى يَوْمَ النّوَى...وَالْقَوْمُ بَيْنَ مُوَدِّعٍ وَمُشَيَعِ

وَتَجَنّبُوا حَبْلَ الْوِصَالِ وَغَادِرُوا...نَعْتَ الْغَزَالِ أَخِي الدّلَالِ الْأتْلَعِ

وَسُرَى الْخِدَالِ عَلَى الْكَلَالِ لِرَاكِبِ الــشِّمْلَالِ بَيْنَ النَّازِلِينَ الْهُجّعِ

وَدَعُوا الصّحَارَى ،وَالْمَهَارَى تَغْتَلِي...فِيهَا، فَتَذْرَعُهَا بِفُتْلِ الْأَذْرُعِ

وَتَوَاعُدَ الْأَحْبَابِ أَحْقَافَ اللِّوَى...لَيْلًا وَتَشْقِيقَ اللِّوَى والْبُرْقُعِ

وَتَهَادِيَ النِّسْوَانِ بِالْأُصْلَانِ فِي الْـكُثْبَانِ مِن بَيْنِ النّقَى وَالْأَجْرَعِ

وَالْخَيْلَ تَمْزَعُ بِالْأَعِنّةِ شُزّبًا...كَيْمَا تُفَزِّعَ رَبْرَبًا فِي بَلْقَعِ

وَالزّهْرَ والرّوْضَ النّضِيرَ وَعَرْفَهُ... وَالْبَرْقَ فِي غُرِّ الْغَمَامِ الْهُمّعِ

 وَالْقَيْنَةَ الشّنبَا تُجَاذِبُ مِزْهَرًا......وَالْقَهْوَةَ الصهْبَا بِكَأْسٍ مُتْرَعِ 
             
وَتَذَاكُرَ السُّمَّارِ بِالْأَخْبَارِ مِنْ .....أعْصَارِ دَوْلَةِ قَيْصَرٍ أَوْ تُبّعِ

وَتَنَاشُدَ الْأَشْعَارِ بِالْأَسْحَارِ فِي الْــأَقْمَارِ {لَيلَةَ عَشْرِهَا وَالأَرْبَعِ}"





وَتَدَاعِيَ الْأبْطَالِ فِي رَهَجِ الْقِتَا.....لِ إلَى النِّزَالِ بِكُلِّ لَدْنٍ مُشْرَعِ

وَتَطَارُدَ الْفُرْسَانِ بِالْقُضْبَانِ والْــخِرْصَانِ بَيْنَ مُجَرّدٍ وَمُقَنّعِ

وَتَذَاكُرَ الْخُطَبَاءِ وَالشّعَرَاءِ لِلْــأَنسَابِ وَالْأَحْسَابِ يَوْمَ الْمَجْمَعِ

وَمَنَاقِبَ الْكُرَمَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالــصُّلَحَاءِ أَرْبَابِ الْقُلُوبِ الْخُشّعِ





فَجَمِيعُ هَذَا قَد تَدَاوَلَهُ الْوَرَى .....حَتّى غَدَا مَا فِيهِ مَوْضِعُ إصْبَعِ

مِن مُدّعًى مَا قَالَهُ أَوْ مُدّعٍ...وَالْمُدّعَى مَا قَالَ ،أَيْضًا مُدّعِ

وَالْيَوْمَ إِمّا سَارِقٌ مُسْتَوْجِبٌ.... قَطْعَ الْيَمِينِ وَحَسْمَهَا فَلْيُقْطَعِ





أَوْ غَاصِبٌ مُتَجَاسِرٌ لَمْ يَثْنِهِ.....عَنْ عَزْمِهِ حَدُّ الْعَوَالِي الشُّرّعِ





مَهْمَا رَأَى يَوْمًا سِوَاماً رُتّعًا.....شَنّ الْمُغَارَ عَلَى السِّوَامِ الرُّتّعِ





فَكَأَنّهُ فِي عَدْوِهِ وَعِدَائِهِ.....فِعْل السُّلَيْكِ وَسَلْمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ





وَالشِّعْرُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُ الْمُدّعِي...صَعْبُ الْمَقَادَةِ مُسْتَدِقُّ الْمَهْيَع





كَمْ عَزّ مِن قُحٍّ بَلِيغٍ قَبْلَنَا.....أَوْ مِنْ أَدِيبٍ حَافِظٍ كَالْأصْمَعِي





هَلْ غَادَرَتْ(هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ)فِي ....بَحْرِ الْقَصِيدِ لِوَارِدٍ مِن مَشْرَعِ؟






إِنّ الْقَرِيضَ مَزَلّةٌ مَن رَامَهُ....فَهْوَ الْمُكَلّفُ جَمْعَ مَا لَمْ يُجْمَعِ





إِنْ يَتْبَعِ الْقُدَمَا أَعَادَ حَدِيثَهُمْ....بَعْدَ الْفُشُوِّ وَضَلّ إِن لَمْ يَتْبَعِ





وَالْحَوْلُ يَمْكُثُهُ زُهَيْرٌ حُجّةٌ.....أَنّ الْقَوَافِيَ لَسْنَ طَوْعَ الْإِمّعِ

وَتَفَاوُتُ الشُّعَرَاءِ أَمْرٌ بَيِّنٌ...يَدْرِي الْغَبِيُّ وُضُوحَهُ وَالْأَلْمَعِي

مَا الشّاعِرُ الْمَطْبُوعُ فِيهِ سَلِيقَةً...وَجِبِلّةً مِثْلَ الذِي لَمْ يُطْبَعِ

وَمُهَذِّبُ الْأَشْعَارِ بَادٍ فَضْلُهُ...عِندَ السّمَاعِ عَلَى الْمُغِذِّ الْمُسْرِعِ

مَا الشِّعْرُ إِلّا مَا تَنَاسَبَ حُسْنُهُ...فَجَرَى عَلَى مِنْوالِ نَسْجٍ مُبْدَعِ

لَفْظٌ رَقِيقٌ ضَمّ مَعْنًى رَائِقًا...لِلْفَهْمِ يَدْنُو وَهْوَ نَائِي الْمَنزَعِ

مُزِجَتْ بِرِقَّتِهِ الْحَلَاوَةُ يَالَهُ...مِن رَاحِ دَنٍّ بِالْفُرَاتِ مُشَعْشَعِ

فَيَكَادُ يُدْرِكُهُ الذّكِيُّ حَلَاوَةً...وَطَلَاوَةً بالْقَلْبِ قَبْلَ الْمَسْمَعِ

تَعْرُو الْقُلُوبَ لَهُ ارْتِيَاحًا هِزّةٌ...يَسْخُو الشّحِيحُ بِهَا لِحُسْنِ الْمَوْقِعِ





وَالشِّعْرُ لِلتّطْرِيبِ أَوّلَ وَضْعِهِ....فَلِغَيْرِ ذَلِكَ قَبْلَنَا لَمْ يُوضَعِ





وَالْيَوْمَ صَارَ مُنَكِّدًا وَوَسِيلَةً....قَدْ كَانَ مَقْصدُهَا انتَفَى لَمْ يُشْرَعِ





وَإِلَيْهِ تَرْتَاحُ النُّفُوسُ غُلُبّةً.....فَيُمِيلُهَا طَبْعًا بِغَيْرِ تَطَبُّعِ





يَنسَاغُ لِلْأَذْهَانِ أَوّلَ مَرّةٍ.....وَيَزِيدُ حُسْنًا ثَانِيًا فِي الْمَرْجِعِ





فَيَخَالُ سَبْقَ السّمْعِ مَن لَمْ يَسْتَمِعْ.....وَيَعُودُ سَامِعُهُ كَأن لَمْ يَسْمَعِ





كَالرّوْضِ يَغْدُو السّرْحُ فِيهِ وَيَنثَنِي.....عِندَ الرّوَاحِ كَأَنّهُ لَمْ يَرْتَعِ


وَإِذَا عَرَفْتَ لَهُ بِنَفْسِكَ مَوْقِعًا...تَخْتَارُهُ يُهْدَى لِذَاكَ الْمَوْقِعِ




مَن كَانَ مُسْطَاعًا لَهُ فَلْيَأْتِهِ.....وَلْيَقْنَ رَاحَتَهُ امْرُؤٌ لَمْ يَسْطِعِ





وَالْجُلُّ مِن شُعَرَاءِ أَهْلِ زَمَانِنَا ....مَا إِنْ أَرَى فِي ذَا لَهُ مِنْ مَطْمَعِ.




ـــــــــــــ

"ما بين الإشارتين تكميل من عمنا الشيخ إبراهيم بن الشيخ سيديا باب حفيد الشيخ سيد محمد

 رحمهم الله جميعا وقد أبدع وأجاد. 






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، فبراير 16، 2011


أهلا بصاحب هذا المولد النبوي




       بمناسبة شهر المنة العظمى شهر مولد خير البرية وأفضل الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا ووسيلتنا إلى الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أتقدم إلى المؤمنين بهذه القصيدة المديحية الفريدة في بابها للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ونفعنا ببركتهما آمين:




أهْلًا بِصَاحِبِ هَذَا الْمَوْلِدِ النَّبَوِي...مُقَابَلِ الطَّرَفِ الْأُمِّيِّ وَالْأَبَوِي

أهْلًا بِمِيلَادِ مَوْلُودٍ بِهِ كَمَلَتْ...بُشْرَى الْبَشَائِرِ لِلْبَادِي وَلِلْقَرَوِي

أهْلًا بِمِيلَادِ مَن لَّمْ يَحْكِ مَوْلِدَهُ...مِنَ الظّرُوفِ مَكَانِيٌّ وَلَا مَلَوِي

أكْرِم بِهَا لَيلَةً غَرَّاءَ مُسْفِرَةً...عَنْ غُرَّةٍ فِي مُحَيَّا الضِّئْضِئِ الْقُصَوِي

أكْرِم بهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ ضَاحِيَةً...فِيهَا يَتِيمَةُ سِمْطِ اللُّؤْلُؤِ اللُّؤَوِي

أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُطْلِعَةً...شَمْسَ الضُّحَى بِسَمَاءِ الْمَطْلَعِ النَّبَوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُظْهِرَةً...سِرَّ الْوُجُودِ الذِي فِيهِ الْوُجُودُ حُوِي

أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُنتِجَةً...نَتيجَةَ الْعالَمِ السُّفْلِيِّ وَالْعُلُوِي

هِيَ التِي عَرَفَ الْكُهَّانُ أنَّ لَهَا...شَأْنًا متَى لَاحَ فِيهَا للنُّجُومِ هُوِي

يَا لَيْلَةَ الْمَولدِ الْمَيْمُونِ طَالِعُهُ...طَوَى زَمَانَكِ مَن فِيهِ الزَّمَانُ طُوِي 

        طَوَى الذِي طُوِيَ السَّبْعُ الطِّبَاقُ لَهُ...طَيًّا وَزَيًّا لَهُ بَسْطُ الْبِسَاطِ زُوِي +

لَوْلَاكِ مَا أُنزِل الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَلَا الدِّ...ينُ الْقَوِيمُ وَلَا مَا فِي الصِّحَاحِ رُوِي
وَلَا وَعاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَلَا أنَسٌ...وَلَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ وَالنَّوَوِي

لَوْلَاكِ مَا جَمَعَ الْقُرْءانَ جَامِعُهُ...وَلَا دَرَى الْخَازِنُ التَّفْسِيرَ وَالْبَغَوِي

وَلَا رَوَى قَارِئٌ صَحَّتْ قِرَاءَتُهُ...حَرْفًا مِنَ الْمَقْرَإِ الزَّيْدِيِّ وَالْأُبَوِي

وَلَا أُقِيمَتْ مِنَ الْإِسْلَامِ قَاعِدَةٌ...وَلَا بَدَا فَضْلُ سُنِّيٍّ عَلَى حَشَوِي
لَوْلَاكِ مَا اسْتَنبَطَ الْأَحْكَامَ مُجْتَهِدٌ...ولَا اسْتَبَانَ حَلَالَ الْبِيْعِ مِن رِبَوِي

وَلَا أَبَانَ بَيَانِيٌّ مَعَانِيَهُ...ولَا نَحَا اللَّفْظَ نَحْوِيٌّ وَلَا لُغَوِي

لَوْلَاكِ مَا جَمَعـَتْ جَمْعُ الْحَجِيجَ وَلَا...أَمْنَوْا لِمَرْمَى جِمَارِ الَموْقِفِ الْمِنَوِي

لَوْلَاكِ مَا جُعِلَتْ اُمُّ القُرَى حَرَمًا...وَلَا تَشَرَّفَ مِن بَيْنِ الْوَرَى عَلَوِي

لَوْلَاكِ لَمْ يَغْلِبِ الرُّومَ الْغِلَابَ ولَا ...مُلُوكَ سَاسَانَ تَيْمِيٌّ وَلَا عَدَوِي
لَوْلَاكِ مَا نِيلَ مَا عَزَّ الْكَلِيمَ لَدَى... نَجْوَاهُ بِالْمَوْقِفِ الطُورِيِّ وَالطُّوَوِي


لَوْلَاكِ مَا وُجِدَتْ بُشْرَى الْمَسِيحِ وَلَا ... فِدَا الذَّبِيحِ ..... "1

وَلَمْ تَدِنْ حِمْيَرُ الصُّعْرُ الْخُدُودِ وَلَمْ ...يَرْقَ الْمَنَابِرَ عَبَّاسٍ وَلَا أُمَوِي
فَكَمْ أَفَدتِّ صَدِيقًا أوْ أَبَدتِّ عِدًى...وَكَمْ فَدَيتِ رَقِيقًا أَوْ هَدَيْتِ غَوِي

وَكَمْ مَنَحْتِ عَطَاءً أَو مَنَعْتِ حِمًى...وَكَمْ أَعَنتِ ضَعِيفًا أوْ أَهَنتِ قَوِي
وَكَمْ أَزَلْتِ دَوًى عَن جِسْمِ كُلِّ دَوٍ...وَكَمْ أَزَحْتِ جَوًى عَن قَلْبِ كُلِّ جَوِ

وَكمْ جَنَبْتِ إِلَى الْأَعْدَاءِ عَادِيَةً...وَكَمْ نَهَبْتِ لَهُمْ مِن جَامِلٍ وَشَوِي

وَكَمْ كَفَيْتِ كِفَاحَ الْأُسْدِ يَوْمَ وَغًى...وَكَمْ سَبَيْتِ مِلَاحَ الرَّبْرَبِ الْمَهَوِي

بِجَحْفَلٍ مِن صِحَابِ المُصْطَفَى صُبُرٍ...عَلَى اقْتِحامِ الْوَغَى بِالْمَأْزِقِ الْوَغَوِي

قَدْ عَوَّضُوا لَثْمَ بِيضِ الْهِندِ مُصْلَتَةً...مِن لَثْمَةِ الْمَبْسَمِ الظَّلْمِيِّ والظَّمَوِي

مِن كُلِّ أَرْوَعَ بَسَّامٍ إِذَا كَلَحَتْ...عُونُ الْحرُوبِ لَهُ عَن فَاهِهَا الشَّغَوِي
مُدَجَّجًا كَالسَّبَنتَى لَا يُسايِرُهُ...مِنَ الْأُسُودِ كَرَائِيٌّ وَلَا شَرَوِي

يَدْعُو الْوَرَى بِدُعَاء الْمُصْطَفَى لَهُمُ...إلى صِرَاطٍ مِنَ الدِّينِ الْحَنِيفِ سَوِي

يَا لَيْتَ أَنِّي إِلَيْهِ جُبْتُ فِيحَ فَلَا...لِلْجِنِّ بِالليْلِ فِي حَافَاتِهِنَّ دَوِي

بِكُلِّ نَاجِيَةٍ خَوْصَاءَ طَاوِيَةٍ...يَخُوصُ آلَ المَوَامِي آلُهَا الْحَنَوِي
كَأَنَّهَا حُقْبُ جَأْبٍ طَالَمَا جَزَأَتْ...بِالرَّوْضِ حَتَّى رَمَاهَا بِالْقَنَى السَّفَوِي

صَامَتْ وَصَامَ أَسَابيعًا يُنَهْنِهُهَا...حَتَّى لَقَد طَوِيَتْ مِن صَوْمِهَا وَطَوِي

والْمَاءُ يَرْصُدُهُ غَرْثَانُ مِن ثُعَلٍ...يَرَى الْقَنِيصَ إِذَا يَبْدُو صَفِيفَ شَوِي
حَتَّى أَحُطَّ لَدَى مَغْنَاهُ أَرْحُلَهَا...فَأَسْتَطِيبَ ثَوَاءً حَيْثُ طَابَ ثُوِي
أُلْقِي عَصَا السَّيْرِ لَا أَنْوِي الإِيَابَ إذَا...كَان الْإيَابُ مِنَ الزَّوْرِ الرِّفّاقِ نُوِي


خُذْهَا إِلَيْكَ رَبِيعُ بِنتَ لَيْلَتِهَا...زَهْرَاءَ شَاذِيَةً مِن زَهْرِكَ الشَّذَوِي
عَذْرَاءَ مُعْرِبَةً عَن عُذْرِ صَاحِبِهَا...بِالْحَالِ إن لَّمْ تَفُهْ بِالْمَنطِقِ الشَّفَوِي

مَا اسْطَاع َ حَاكَةُ صَنْعَاءٍ صِنَاعَتَهَا...وَلَمْ يَحُكْهَا رِبَاطِيٌّ وَلَا سَلَوِي


وَافَتْ تُقَبِّلُ تُرْبَ النَّعْلِ مِنْ خَفَرٍ...تَرْجُو الْقَبُولَ بِجَاهِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِي.

:::::::
+ أعتذر عن البطْء الشديد في القيام بمراجعة وتصحيح بعض الأخطاء التي تقع مني سهوا وغفلة، ومن جملتها أن (طيا) هنا كتبت بدلا منها (طوى) ولم أنتبه لها إلا بعد مرور مدة ،ولو أن بعض الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات تفضل بتنبيهي على أي خطإ أو تصحيف لكنت له شاكرا وممتنا.
ـــــــــــــــ
"1" 
تتمة هذا البيت لا توجد في النسخ المتوافرة عندنا،وقد بلغني أن جماعة من الشعراء الكبار أتم كل واحد منهم هذا البيت ،ولقد تبادر إليَّ أن أتممه على هذا النحو:

لَوْلَاكِ مَا وُجِدَتْ بُشْرَى الْمَسِيحِ وَلَا ...فِدَى الذَّبِيحِ وَمَا اسْتَحْسَنْتُ قَوْلَ"لَوِ"


ـ توضيح :
فهو رحمه الله تعالى وتقبل منا ومنه ، إنما استحسن قول لَوْ لأنها في هذه القصيدة بفضل الله تعالى في محل صدق ،وليست في معنى لَو التي هي مفتاح عمل الشيطان.وأنا كسرت الواو الساكنة من لَوْ لمكان الروي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه : إبراهيم بن موسى حفيد صاحب هذه المديحية البديعة 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة أدمعا تبقيان بغرب عين للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير



هذه القصيدة إحدى روائع الأدب العربي الإسلامي في بلاد شنقيط إنها بمثابة كتاب يقدم تعريفا واضحا لشخصية قائلها العلامة الحجة الأديب الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ونفعنا بعلومهما وبركتهما ويبين مكانته التي لا تضاهى في الرسوخ في علوم لغة العرب وآدابها والتمكن المطلق في علوم الشريعة
إن الشيخ سيد محمد رحمه الله تعالى يصطحبنا معه من خلال هذه القصيدة إلى تشكيلات القصيدة العربية في عمل تجديدي بديع تتحرر فيه المشاعر في كون فسيح تتلألأ بداخله نجومٌ علاماتٍ بها يهتدي كل موفق إلى الإبداع المنشودِ،يقول الشيخ سيد محمد رحمه الله تعالى:

أَدَمْعًا تُبْقِيَانِ بِغَرْبِ عَيْنِ ...وَقَدْ عَايَنتُمَا دَارَ الْكُنَيْنِ
أَلَيْسَ مِنَ الْوَفَاءِ لِقَاطِنِيهَا ...إِذَالَةُ مَا يُصَانُ بِكُلِّ عَيْنِ
بَلَى إِنَّ الْبُكَاءَ عَلَى الْمَغَانِي ...بِمِنْهَاجِ الصَّبَابَةِ فَرْضُ عَيْنِ
وَإِن لَّمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيْرُ رَسْمٍ...كَوَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمَيْنِ
فَإِنَّ لَهَا يَدًا دَيْنًا عَلَيْنَا...وَحَقٌّ أَنْ يُؤَدَّى كُلُّ دَيْنِ
أَفَاوِيقَ الصَّفَاءِ بِهَا ارْتُضِعْنَا... بِهَا حَوْلَيْنِ كَانَا كَامِلَيْنِ
وَلَمْ يَسْحَرْ فُؤَادِيَ قَطُّ طَرْفٌ...سِوَى طَرْفَيْنِ فِيهَا سَاحِرَيْنِ
فَذَانِكَ تَارِكَا قَلْبِي وَرُوحِي...بِنِيرَانِ الْمَحَبَّةِ خَالِدَيْنِ
فَعُوجَا يَا خَلِيلَيَّ اللذَيْنِ...هُمَا مِنِّي بِمَنزِلَةِ الْيَدَيْنِ
عَلَيْهَا بَاكِيَيْنِ وَحَيِّيَاهَا...مَعِي حُيِّيتُمَا مِن صَاحِبَيْنِ
قِفَا ثُمَّ ارْجِعَا الْأَبْصَارَ فِيهَا...وَعُودَا فَارْجِعَاهَا كَرَّتَيْنِ
بِهَا مُتَرَسِّمَيْنِ بِهَا وَكُونَا...إِذَا لَمْ تَبْكِيَا مُتَبَاكِيَيْنِ
وَإِن جَمَدَتْ عُيُونُكُمَا كِلَانِي...إلَى عَيْنَيْنِ لِي نَضَّاخَتَيْنِ
وَكُونَا عَاذِرَيْنِ وَلَا تَكُونَا...إِذَا لَمْ تُسْعِدَانِيَ عَاذِلَيْنِ
فَمَا لَكُمَا سِوَى الذِّكْرَى سَبِيلٌ...عَلَيَّ فَلَسْتُمَا بِمُصَيْطِرَيْن
وَقَدْ حَوَتِ الْمَيَامِنُ مَنزِلَاتٍ...وَرِيعُ بَنِي الْمُبَارَكِ مَنزِلَيْنِ
وَمَغْنًى قُرْبَ ذَاتِ الْقَرْمِ عَافٍ...وَآخَرُ دَارِسٌ بِالتِّيرِسَيْنِ
وَدَارٌ حَوْلَ حِقْفِ النِّصْفِ أَقْوَتْ...وَأُخْرَى أَقْفَرَتْ بِالتَّوْأَمَيْنِ
سَقَاهَا كُلُّ مُنْهَمِرِ الْعَزَالِي...مِنَ الْأَزَمَاتِ يَغْسِلُ كُلَّ رَيْنِ
فَتُصْبِحُ غِبَّهَا الْأَجْرَازُ تَحْكِي...مَصَانِعُهَا تَعَاوِيذَ اللُّجَيْنِ
وَتُشْبِهُ فِي غَلَائِلِه هَدَايَا...بَرَزْنَ إِلَى الزَّفَافِ بِكُلِّ زَيْنِ
مَعَاهِدُ عِندَنَا فِي الْحُبِّ فَاقَتْ ..مَعَاهِدَ مَنْعِجٍ وَالرَّقْمَتَيْنِ
لَيَالِيَ لَا أُحَاذِرُ أَن أُلَاقِي...صُدُودًا مِن سُعَادَ وَلَا بُثَيْنِ
وَلَمْ تَقُلِ الْعَذَارَى أَنتَ عَمٌّ... نَعُدُّكَ عِندَنَا أَحَدَ الْأَبَيْنِ
تَحِنُّ إِلَى الشَّبَابِ وَلَسْتَ مِنْهُ...عَلَى حَظٍّ سِوَى خُفَّيْ حُنَيْنِ
فَقُلْتُ لَهُنَّ إِنْ يَّكُ وَخْطُ فَوْدِي...يَسُوءُ الْفَالِيَاتِ إِذَا فَلَيْنِي
فَكَمْ يَوْمٍ يَعِزُّ عَلَى الْفَوَالِي...بِهِ مِنِّي فِرَاقُ الْمَفْرِقَيْنِ
وَكَمْ يَوْمٍ وَتَرْتُ بِهِ الْعَذَارَى...كَيَوْمِ مُهَلْهلٍ بِالشَّعْثَمَيْنِ
يُجِبْنَ إِذَا دَعَا الدَّاعُونَ بِاسْمِي...كَأَنِّي عِندَهُنَّ ابْنُ الْحُسَيْنِ
تُلَاحِظُنِي الْعبُورُ مَعَ الْغُمَيْصَا...فَآنَفُ عَنْهُمَا لِلْمِرْزمَيْنِ
وَإِنْ أَبْدَتْ لِيَ الْجَوْزَا وِشَاحًا...سَلَكْتُ بِهَا سَبِيلَ الشِّعْرَيَيْنِ
وَإِن تُشِرِ الثُّرَيَّا لِي بِكَفٍّ...خَضِيبٍ قُلْتُ عَنِّي لِلْبُطَيْنِ
وَحَيْثُ بَنَاتُ نَعْشٍ دُرْنَ حَوْلِي...تَرَكْتُ وِصَالَهَا لِلْفَرْقَدَيْنِ
وَكَمْ شَمْسٍ بِهَالَتِهَا تَحَلَّتْ...وَلَاحَتْ فِي الزَّوَالِ خِلَالَ غَيْنِ
وَغَارَ الْبَدْرُ إِذْ وَلَّتْهُ مِنْهَا...نِوَارًا فَازْدَرَيْتُ النَّيِّرَيْنِ
وَلَا عَجَبٌ إِذَا خُنتُنَّ عَهْدِي...وَآثَرْتُنَّ إِقْصَائِي وَبَيْنِي
فَقَدْ خُنتُنَّ فِي الْقُدَمَاءِ عَبْــدَيْنِ قَبْلِي لِلْمُهَيْمِنِ صَالِحَيْنِ
وَمِن شَرْخِ الشَّبَابِ اعْتَضْتُ حِلْمًا...وَحَالُ الْحِلْمِ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
وَكُنتُ إِذَا عَزَمْتُ عَلَى ارْعِوَاءٍ..وَجَدتُّ عَزِيمَتِي إِسْرَاءَ قَيْنِ
وَكَمْ سَامَرْتُ سُمَّارًا فُتُوًّا...إِلَى الْمَجْدِ انتَمَوْا مِن مَّحْتِدَيْنِ
حَوَوْا أَدَبًا عَلَى حَسَبٍ فَدَاسُوا...أَدِيمَ الْفَرْقَدَيْنِ بأَخْمصَيْنِ
أُذَاكِرُ جَمْعَهُمْ وَيُذَاكِرُونِي... بِكُلِّ تَخَالُفٍ فِي مَذْهَبَيْنِ
كَخُلْفِ اللَّيْثِ وَالنُّعْمَانِ طَوْرًا...وَخُلْفِ الْأَشْعَرِيِّ مَعَ الْجُوَيْنِي
وَأَوْرَادِ الْجُنَيْدِ وَفِرْقَتَيْهِ...إِذَا وَرَدُوا شَرَابَ الْمَشْرَبَيْنِ
وَأَقْوَالِ الْخَلِيلِ وَسِيبَوِيهٍ...وَأَهْلَيْ كُوفَةٍ وَالْأَخْفَشَيْنِ
نُوَضِّحُ حَيْثُ تَلْتَبِسُ الْمَعَانِي...دَقِيقَ الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ
وَأطْوَارًا نَمِيلُ لِذِكْرِ دَارَا...وَكِسْرَى الْفَارِسِيِّ وَذِي رُعَيْنِ
وَنَحْوَ السِّتَّةِ الشُّعَرَاءِ نَنْحُو ...وَنَحْوَ مُهَلْهلٍ وَمُرَقَّشَيْنِ
وَشِعْرَ الْأَعْمَيَيْنِ إِذَا أرَدْنَا...وَإِن شِئْنَا فَشِعْرَ الْأَعْشَيَيْنِ
وَنَذْهَبُ تَارَةً لِأَبِي نوَاسٍ...وَنَذْهَبُ تَارَةً لِابْنِ الْحُسَيْنِ
وَإِنِّي وَالنُّهَى تَنْهَى وَتَجْلُو...خَفَايَا اللَّبْسِ فِي الْمُتَشَابِهَيْنِ
عَدَتْنِي أَنْ أُصَافِيَ كُلَّ خِلٍّ...مَخَايِلُ مِن مُّدَاهَنَةٍ وَمَيْنِ
كِلَا أَخَوَيَّ يُظْهِرُ لِي وِدَادًا...فَاَعْرِفُ مَا يَسُرُّ كِلَا الأَخَيْنِ
فَمَنْ يَكُ رَاغِبًا فِي الْقُرْبِ مِنِّي...يَجِدْنِي دُونَ مَاءِ الْمُقْلَتَيْنِ
وَمَنْ يُؤْثِرْ قِلَايَ فَلَيْسَ شَيْءٌ...يُوَاصِلُ بَيْنَهُ أَبَدًا وَبَيْنِي
أُلَاحِظُ مِنْ خَلِيطِيَ كُلَّ زَيْنٍ...كَمَا أُغْضِي لَهُ عَن كُلِّ شّيْنِ
وَلَا أُصْغِي إِلَى الْعَوْرَاءِ حَتَّى...يَرَى أَنِّي أَصَمُّ الْمِسْمَعَيْنِ
وَمَا جَهْلُ الْجَهُولِ بِمُسْتَفِزِّي...وَمَا لِي بَالدّنيَّةِ مِنْ يَدَيْنِ
وَأَحْمِلُ كُلَّ مَا يَأْتِي خَلِيلِي...لَهُ إِلَّا عُبُوسَ الْحَاجِبَيْنِ
وَلَيْسَ يَهُولُنِي مِن مُسْتَشِيطٍ ...تَهَدُّدُهُ بِنَفْضِ الْمِذْرَوَيْنِ
وَعِندِي جَانِبٌ فِي الْهَزْلِ لَيْنٌ...وَآخَرُ عِندَ جِدِّيَ غَيْرُ لَيْنِ
وَقَدْ يُلْفَى إِذَا الْجُلَّى ادْلَهَمَّتْ...أُسَامَةَ مَنْ يُظَنُّ أَبَا الْحُصَيْنِ
وَمَهْمَا يَعْرُنِي لِلْهَمِّ ضَيْفٌ...يَجُرُّ مِنَ الْبَلَابِلِ ضَيْفَنَيْنِ
جَعَلْتُ قِرَاهُ أَكْوَمَ قَيْسَرِيًّا...هِجَانَ اللَّوْنِ جَوْنَ الذِّفْرَيَيْنِ
كَأَنَّ صُنَانَهُ الْمُنبَاعَ نِقْسٌ...تَحَدَّرَ مِن جَوَانِبِ قُمْقُمَيْنِ
عَلَى لِيتَيْنِ كَالطّرْسَيْنِ مُدَّا...إِلَى كَالْقصْرِ رَحْبِ الْقُصْرَيَيْنِ
يَزُمُّ عَنِ الْكَلَالِ وَكُلِّ نَعْتٍ...يُعَابُ سِوَى انتِقَالِ الْمِرْفَقَيْنِ
رَعَى رَوْضَ الْحِمَى غَضًّا نَضِيرًا...فَلَمْ يَحْتَجْ لِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ
وَعَن صَدَّى لَهُ السَّعْدَانُ أَغْنَى...إلَى أَمَدِ انسِلَاخِ جُمَادَيَيْنِ
لَهُ افْتَرَّ الْكِمَامُ بِكُلِّ ثَغْرٍ...وَبَكَّاهُ الْغَمَامُ بِكُلِّ عَيْنِ
فَمَلَّكَهُ الرُّعَاةُ الْأَمْرَ حَتَّى...كَسَاهُ النّيَّ نَسْجُ الْمِشْفَرَيْنِ
تُثَبِّطُهُ أَدَاهِمُ مِنْ حَدِيدٍ...يَنُوءُ بِهَا مُدَانِي السَّاعِدَيْنِ
إلَى أَن كَادَ وَهْوَ بِلَا جَنَاحٍ...يَطِيرُ بِقُوَّةٍ فِي الْمنكِبَيْنِ
هُنَاكَ عَلَوْتُهُ بِقُتُودِ رَحْلٍ...حَمَاهُ الْكَتْرُ مَسَّ الْمَتْنَيَيْنِ
فَحَاوَلَ أَنْ يُبَارِيَ فِي الْبَرَارِي...هِجَفّيْ سَابِقٍ بِالدَّوْنَكَيْنِ
يَسِيرُ الْخَيْطَفَى حِينًا وَحِينًا...يُرَاوِحُ بَيْنَ كِلْتَا الْخَوْزَلَيْنِ
يُوَلِّي الْمُعْزَ أَخْفَافًا خِفَافًا...تُغَادِرُ كُلَّ صَخْرٍ فَلْقَتَيْنِ
تَقَاذَفُ بَيْنَهَا الظِّرَّانُ شَتَّى...تَقَاذُفَ أَيْمَنَيْنِ وَأَعْسَرَيْنِ
بِهِ أُحْيِي التَّدَانِيَ كُلَّ حِينٍ...وَأُدْنِي لِلتَّنَائِي كُلَّ حَيْنِ
أُغَادِرُهُ وَقَبْلِي مُسْتَحِيلٌ...عَلَيْهِ الْأَيْنُ ذَا ظَلَعٍ وَأَيْنِ
وأَرْحَلُهُ سَلِيمًا مَنسِمَاهُ...وَأَرْجِعُهُ رَثِيمَ الْمَنسِمَيْنِ
وَلَوْ لَمْ أُلْفِهِ أُصْلًا لَطَارَتْ...بِيَ الْعَزَمَاتُ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ
فَلِلْعَزَمَاتِ أَجْنِحَةٌ تُدَانِي...كَلَمْحِ الطَّرْفِ بَيْنَ الشَّاحِطَيْنِ
فَشَطْرَ الْمَشْرِقَيْنِ تَؤُمُّ طَوْرًا...وَآوِنَةً تَؤُمُّ الْمَغْرِبَيْنِ
وَلَيْسَ كَمِثْلِهَا وَزَرٌ لِلَاقٍ...مِنَ الدَّهْرِ ازْوِرَارَ الْحَاجِبَيْنِ
فَمَا حُرٌّ يُقِيمُ بِأَرْضِ هُونٍ...وَلَوْ كَانَتْ مَقَرَّ الْوَالِدَيْنِ
وَأَهْلُ الْمَرْءِ نَيْلُ غِنًى وَجَاهٍ...وَهَلْ يَسْعَى الرِّجَالُ لِغَيْرِ ذَيْنِ
فَمَسْقِطُ رَأْسِهِ نَفْعٌ وَضُرٌّ...وَإِلَّا فَاتِّبَاعُ الْقَارِظَيْنِ
فَمَالُ الْمُنذِرَيْنِ يُعَدُّ فَقْرًا...بِلَا عِزٍّ وَمَالُ الْحَارِثَيْنِ
وَعِزُّ الْحَارِثَيْنِ يُعَدُّ ذُلًّا...بِلَا مَالٍ وَعِزُّ الْمُنذِرَيْنِ
فَعِشْ حُرًّا فَإِن لَّمْ تَسْتَطِعْهُ...فَضَرْبًا فِي عُرَاضِ الْجَحْفَلَيْنِ
وَهونٌ فِي أَقَاصِي النَّاسِ هَيْنٌ...وَهونٌ فِي الْعَشِيرَةِ غَيْرُ هَيْنِ
فَمَا الْمَنكُورُ مِنْ أَصْلٍ وَعَيْنٍ...بِكَالمَعْرُوفِ مِنْ أَصْلٍ وَعَيْنِ
وَلَمَّا صَاحَ مِن فَوْدِي نَذِيرٌ...وَصَرَّحَ ثَانِيًا بِالْعَارِضَيْنِ
وَقَبْلَ الشَّيْبِ إِيجَادِي نَعَانِي...فَلَيْسَ الشَّيْبُ أَوَّلَ نَاعِيَيْنِ
وَدَاعِي الْعَقْلِ بِالتَّجْرِيبِ نَادَى...وَدَاعِي اللهِ أَندَى الدَّاعِيَيْنِ
سَلَا قَلْبِي عَنِ الدُّنيَا لِكَوْنِي...وَمَا أَهْوَاهُ مِنْهَا فَانِيَيْنِ
وَإِنِّي إِن ظَفِرْتُ بِهِ فَلَسْنَا...عَلَى حَالٍ تَدُومُ بِبَاقِيَيْنِ
وَلِكِنَّا إِذَا طَبَقٌ تَوَلَّى...عَلَى طَبَقٍ تَرَانَا رَاكِبَيْنِ
وَعَنْ عَهْدِ الشَّبِيبَةِ وَالْمَلَاهِي...وَأَيَّامِ الْمَيَامِنِ وَالْكُنَيْنِ
سِوَى أَنِّي اسْتَبَاحَ حَرِيمَ صَبْرِي...هَوَى الْحَرَمَيْنِ أَشْرَفِ مَوْطِنَيْنِ
وَسَوْفَ تَفِي الْعَزَائِمُ والْمَهَارَى...بِوَعْدٍ مُنجَزٍ مِن وَافِيَيْنِ
فَقَدْ مَنَّيْنَنِي قَبْلَ الْمَنَايَا...مُرُورَ رَكَائِبِي بِالدَّهْنَوَيْنِ
يُنَازِعْنَ الْأَزِمَّةَ سَالِكَاتٍ...مَمَرَّ الْجَيْشِ بَيْنَ الْعُدْوَتَيْنِ
تُبَادِرُ بِالْحَجِيجِ وُرُودَ بَدْرٍ...وَيَحْدُوهَا الْحَنِينُ إِلَى حُنَيْنِ
قَوَاصِدَ رَابِغٍ تَبْغِي اغْتِسَالًا...وَإِحْرَامًا لَدَيْهِ وَرَكْعَتَيْنِ
تَمُرُّ بِذِي طُوَى مُتَنَاسِيَاتٍ...لِفَرْطِ الشَّوْقِ كُلَّ طَوًى وَغَيْنِ
مِنَ التَّنْعِيمِ يَدْعُوهَا كَدَاءٌ...إلَى الْبَطْحَاءِ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ
عَلَى بَابِ السَّلَامِ مُسَلِّمَاتٍ...بِتَطْوَافٍ وَسَعْيٍ عَاجِلَيْنِ
تُنَاخُ  لِحَاجَتَيْ دُنيَا وَأُخْرَى...هُنَاكَ فَتَنثَنِي بِالْحَاجَتَيْنِ
بِبَيْتِ اللهِ مَلْمَسِ كُلِّ حَاجٍ...تَعَالى اللهُ عَن كَيْفٍ وَأَيْنِ
حِمًى إِنْ أَمَّهُ لَاجٍ وَراجٍ...يَكُونَا آمِنَيْنِ وَغَانِمَيْنِ
فَمَنْ يَجْهَلْ حِمَايَتَهُ يُسَائِلْ...أَمِيرَ الْجَيْشِ عَنْهُ وَذَا الْيَدَيْنِ
إِلَى خَيْفِ الْمُحَصَّبِ رَائِحَاتٍ...بِكُلِّ أَشَمَّ ضَاحِي الْوَجْنَتَيْنِ
وَتَغْدُو بِالشُّرُوقِ مُبَارِيَاتٍ...بِنَا إِجْلَيْ نَعَامٍ جَافِلَيْنِ
مِنَ التَّعْرِيفِ مُسْيًا صَادِرَاتٍ...يَخِدْنَ مُنَكِّبَاتِ الْمَأْزِمَيْنِ
وَمِن جَمْعٍ يَسِرْنَ مُغَلِّسَاتٍ...لِوَقْفَةِ سَاعَةٍ بِالْمَشْعَرَيْنِ
بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ مُتَرَامِيَاتٍ...لِاُولَى الْجَمْرِ دُونَ الْأُخْرَيَيْنِ
وَتَرْجِعُ إِنْ أَفَاضَتْ لَابِثَاتٍ...ثَلَاثَ لَيَائِلٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ
وَلِلْبَيْتِ الْعَتِيقِ مُوَدِّعَاتٍ...قَدِ ارْتَاحَتْ لِإِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ
وَأُخْرَى لَمْ تَكُن لِتُنَالَ إِلَّا...بِزَوْرِ مَحَلِّ أُخْرَى الْهِجْرَتَيْنِ
إِلَيْهَا مِن كُدًى يَهْبِطْنَ صُبْحًا...هُبُوطَ السَّيْلِ بَيْنَ الْقُنَّتَيْنِ
إِلَى عُسْفَانَ تَعْتَسِفُ الْمَوَامِي...إِلَى الْبَيْدَاءِ دُونَ الْحَرَّتَيْنِ
تَمُرُّ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حَالِفَاتٍ...عَلَى الْإِلْبَابِ بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ
تَوَخَّى مَسْجِدَ التَّقْوَى تَحَرَّى...مُنَاخَ مُحَمَّدٍ وَالصَّاحِبَيْنِ
فَتَسْتَقْصِي بِهِ الرُّكَبَاتُ مِنْهَا...مِنَ الْقُصْوَى مَكَانَ الرُّكْبَتَيْنِ
وَلَا تُلْقِي عِصِيَّ السَّيْرِ إِلَّا...إِذَا وَصَلَتْ لِثَانِي الْمَسْجِدَيْنِ
ضَرِيحِ الْمُصْطَفَى صَلَّى عَلَيْهِ...مَعَ التَّسْلِيمِ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ
يحفُّ خَلِيفَتَاهُ بِهِ فَأَكْرِمْ...بِهِمْ مِن مُصْطَفًى وَخَلِيفَتَيْنِ
وَأَصْحَابِ الْبَقِيعِ وَمَنْ حَوَتْهُ...مِنَ الْأَبْرَارِ كِلْتَا الْبُقْعَتَيْنِ
جُزُوا عَنَّا بِرَيْحَانٍ وَرَوْحٍ...عَلَيْهِمْ لَنْ يَزَالَا دَائِمَيْنِ
وَأُوتُوا جَنَّتَيْنِ دَنَتْ عَلَيْهِمْ...بِخَيْرِ جَنًى ظِلَالُ الْجَنَّتَيْنِ
أُولَاكَ النَّاسُ أَهْلُ اللهِ حَقًّا...حُمَاةُ الدِّينِ بِالْأَسَلِ الرُّدَيْنِي
بِهِمْ يَا رَبِّ عَامِلْنَا جَمِيعًا...بِلُطْفِكَ دَائِمًا فِي الْحَالَتَيْنِ
وَبِالْمَأْمُولِ جُدْ فَضْلًا عَلَيْنَا...وَقِ الْأَسْوَاءَ فِي الدَّارَيْنِ تَيْنِ
وَبِالْحُسْنَى لَنَا فَاخْتِمْ إِلَهِي...كِتَابَ الْحَافِظَيْنِ الْكَاتِبَيْنِ.


لغز الشيخ سيد محمد في البكرة










المسلمون واستبدال التلقائيةِ بالاستراتيجية /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 المسلمون واستِبدالُ التِّلْقائِيَّةِ بِالِاسْتِرَاتِيجِيَّةِ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  خَرَجَ سيدُنا محمدٌ سيدُ الأولينَ والآخرِين...