Translate

صفحة الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى


يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى ورضي عنه ورضي عنا به آمين مجيبا بعض مريديه

هُوَ الشَّيْءُ دُونَ اللهِ فقْدَانُهُ جَلَلْ...وَمَا مُحْسِنٌ لِّلهِ ضَاعَ لَهُ عَمَلْ
وَمَن كَانَ ذَا صِدْقٍ وَجِدٍّ وَهِمَّةٍ...عَنِ الْغَيْرِ تَعْلُو لَمْ يَحُلَّ بِهِ فَشَلْ
وَمَنْ يَّكُ ذَا عَزْمٍ وَحُسْنِ عَقِيدَةٍ...وَصِحَّةِ نُصْحٍ لَّا يُنَاطُ بِهِ زَلَلْ
وَمَن تَكُنِ الْآدَابُ حِلْيَةَ نَفْسِهِ...وَكَانَ مُحِقًّا زَالَ عَن جِيدِهِ الْعَطَلْ
وَمَنْ يَّكُ فِي سُفْنِ النَّجَاةِ رُكُوبُهُ...فَلَا غَرَقًا يَخْشَى وَلَا خَوْفَ مِن بَلَلْ
وَمَنْ يَّسْتَفِدْ هَذِي النُّعُوتَ فَإِنَّمَا...يُعَدُّ لَدَى النِّضَالِ مِنْ حَازَةِ الْخَصَلْ
وَأَنتَ بِحَمْدِ اللهِ ذَاكَ فَكُن بِهَا...عَلَى ثِقَةٍ بِالنُّجْحِ وَالْفَوْزِ بِالْأَمَلْ
فَلَا فَصَمَتْ حَبْلًا بِهِ أَنتَ عَالِقٌ...فَوَاصِمُ أَغْيَارٍ تَبُتُّ مَنِ انْخَزَلْ
وَلَا عَرَضَتْ مِن دُونِ مَا أَنتَ رَائِمٌ...عَوَارِضُ مَنْ عَنَّتْ لَهُ عِيقَ وَانْعَقَلْ
وَلَا عَصَفَتْ فِي وَجْهِ سَيْرِكَ عَاصِفٌ...تُثِيرُ غُبَارًا فِي الْحِجَا رُبَّمَا شَغَلْ
وَلَا زِلْتَ فِي النَّهْجِ الْقَوِيمِ مُوَفَّقًا...تَسِيرُ مَعَ الْحِزْبِ الذِي دَانَ وَامْتَثَلْ
وَعَمَّرَ بِالطَّاعَاتِ أَنفَاسَ عُمْرِهِ...وَأَخْبَتَ لِلرَّبِّ الْمُهَيْمِنِ وَابْتَهَلْ
وَخَاضَ مَقَامَاتِ السُّلُوكِ جَمِيعَهَا...وَكُلَّ مَحَلٍّ مِن مَنَازِلِهَا نَزَلْ
فَتَابَ، اسْتَقَامَ، وَاتَّقَى، وَهْوَ مُخْلِصٌ...وَمِن صِدْقِهِ إِلَى الطُّمَأْنِينَةِ انتَقَلْ
وَرَاقَبَ مَرْئِيًّا وَشَاهَدَ رَائِيًا...وَعَامَ إِذًا فِي بَحْرِ مَعْرِفَةٍ كَمُلْ
فَكَانَ هَوَاهُ عِندَ ذَلِكَ تَابِعًا...لِمَا جَاءَنَا حَقًّا بِهِ أَفْضَلُ الرُّسُلْ
عَلَيْهِ صَلَاةُ اللهِ ثُمَّ سَلَامُهُ...وَآلٍ وَصَحْبٍ مَا قَلَى الْفَصْلَ مَن وَصَلْ




يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى ورضي عنه وعنا به آمين، في ميمونة السعدى وهي إحدى منازله





أَمَعَالِمُ الْمَيْمُونَةِ السُّعْدَى ذِهِ؟...أَمْ أَنتَ رَائِيهَا بِمُقْلَةِ أَمْرَهِ


فَكَأَنَّهَا هِيَ وَالسِّمَاتُ سِمَاتُهَا...لَكِنَّ مَا تُبْدِيهِ لَيْسَ بِمُشْبِهِ


أَزْمَانَ مَنظَرُهَا يَرُوقُ وَيَطَّبِي...مَبْهَاهُ قَلْبَ الزَّاهِدِ الْمُتَأَلِّهِ


فَيَوَدُّ لَوْ يَبْقَى مَدِيدَ حَيَاتِهِ...بِرِمَالِهَا فِي غِبْطَةٍ وَتَنَزُّهِ


مُتَوَجِّهًا لِّلهِ جَلَّ جَلَالُهُ...بِأَجَلِّ مَا يُرْضِيهِ حَقَّ تَوَجُّهِ


مَا إِن لِّهِمَّةِ نَفْسِهِ مُتَعَلَّقٌ...تَسْمُو إِلَيْهِ سِوَى الذِي لَا يَنتَهِي


عَبَرَاتُهُ تَجْرِي عَلَى الْخَدَّيْنِ لَا...يُحْصِي لَهَا صَوْنًا كَدَأْبِ مُدَلَّهِ


طَوْرًا يُنَاجِي رَبَّهُ مُتَضَرِّعًا...بِتَمَلُّقٍ وَتَحَرُّقٍ وَتَأَوُّهِ


وَيَئُوبُ طَوْرًا لِّلْعُلُومِ: كِتَابِهَا...وَحَدِيثِهَا وَتَصَوُّفٍ وَتَفَقُّهِ


وَعَقَائِدٍ صَحَّتْ بَرَاهِنُهَا فَمَا...يَخْطُو بِسَاحَتِهَا جِدَالُ مُمَوِّهِ


وَوَسَائِلٍ تَجْلُو وُجُوهَ مَقَاصِدٍ...تَأْبَى الْبُدُوَّ لِنُهْيَةِ الْمُتَوَجِّهِ


مِن ذَا يَعُبُّ وَتَارَةً مِّن ذَائِهِ...عَبَّ الصَّدِي مِنْ عَذْبِ مَشْرَبِهِ الشَّهِي


وَيَخِي مُذَاكَرَةَ الصِّحَابِ وَنَشْرَهُمْ...لِلْعِلْمِ وَخْيَ مُعَلِّمٍ وَمُنَبِّهِ


وَمُجَدِّدٍ يَدْعُو إِلَى سُبُلِ الْهُدَى...بِتَعَقُّلٍ وَتَنَقُّلٍ وَتَفَوُّهِ


وَيُحَبِّبُ الْبَارِي إِلَى عِبْدَانِهِ...وَإِلَيْهِ إِيَّاهُمْ عَلَى السَّنَنِ الْبَهِي


تِلْكَ الْمَكَارِمُ لَا مُطَاوَعَةُ الْهَوَى...فِي كُلِّ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ وَيَشْتَهِي


كَلَّا وَلَا النَّهْجُ الْمُذَمَّمُ شِرْعَةً...وَحَقِيقَةً بِرُكُوبِ كُلِّ مُشَوَّهِ












         يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى ورضي عنا وعنه في الفترات الأخيرة من طلبه الحقيقة يخاطب إخوانه من طلبة الحق والحقيقة والعلم والكمال، حاضا على الصبر رغم الجوع وشدته والسهر ووطأته، داعيا إياهم إلى التمسك والتعلق بشيخهم الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيد المختار الكنتي رحمهم الله تعالى جميعا ورضي عنا وعنهم وأورثنا ميراثهم وجعلنا لهم خير خلف كما جعلهم لنا بمنه وكرمه خير سلف:





يَا مَن طَوًى طَوَيْتُمُ...مِن شَاحِبٍ صِفْرِ الْيَدِ


مَا قُلْتُ قَدْ قَضَيْتُمُ ...لَكِنَّهُ كَأَن قَدِ


أَرَى الرِّضَا عَن ذِي الرِّضَا ...وَكُلِّ خُلْقٍ مُرْتَضَى

قَدْ نُبِذَا وَارْتُفِضَا...قَبْلَ غَدٍ أَوْ فِي غَدِ

إِذِ الْقَضَا قَدِ انقَضَى...عَنْ أَسْوَدٍ وَأَسْوَدِ

إِذَا الْقَضَاءُ قَدْ نَفِدْ...وَإِنْ يُقَدَّرْ لَمْ يُفِدْ

وَجَدَّ سَيْرٌ بِالْمُجِدْ...مُؤَوِّبًا وَمُغْتَدِ

أَرَى الضُّجُوعَ قَدْ أَفِدْ...عَلَى ثَرَى لَحْدٍ نَدِ

تَعَوَّذُوا وَبَسْمِلُوا...وَكَبِّرُوا وَهَيْلِلُوا

وَحَوْقِلُوا وَحَسْبِلُوا...وَمَدِّدُوا كُلَّ يَدِ

وَاسْتَمْطِرُوا وَاسْتَنزِلُوا...لُطْفَ الْكَرِيمِ السَّيِّدِ

وَأَقْبِلُوا وَقَبِّلُوا...وَجَعْلِفُوا وَأَهِّلُوا

وَبَأْبِئُوا وَبَجِّلُوا...غَوْثَ الْوُجُودِ الْمُهْتَدِي

وَبَدِّدُوا وَفَلِّلُوا...بِهِ حُشُودَ الْمُرَّدِ

لِتَسْلَمُوا مِنَ الطَّوَى...وَمَا حَوَاهُ مِن تَوَى

وَمَا يُلَاقِي مِن ثَوَى...بِرَسْمِ عَافٍ مُجْتَدِ

مِنَ الْهُوِيِّ فِي هَوَى...ذُلِّ النُفُوسِ الْمُفْسِدِ

وَتَسْلَمُوا مِنَ الْفَشَلْ...وَمَا يُنِيلُ مِن كَسَلْ

وَمِن فِرَارٍ وَعَجَلْ...وَخَيْبَةٍ فِي مَقْصِدِ

ثُمَّ افْتِضَاحٍ وَخَجَلْ...بَيْنَ الْوَرَى فِي الْمَوْعِدِ

وَأَمِّلُوا ظَفْرَكُمُ...وَجَمِّلُوا صَبْرَكُمُ

وَفَوِّضُوا أَمْرَكُمُ...إِلَى الْعَلِيِّ الصَّمَدِ

وَحَاوِلُوا فِطْرَكُمُ...مِنَ الْخِضَمِّ الْمُزْبِدِ

فَمَن سَقَاهُ يُنتَقَى...وَيَتَّقِي كُلَّ التُّقَى

وَلَا يَخَافُ مُتَّقَى...سِوَى الْمَلِيكِ الْأَحَدِ

وَيَنتَهِي فِي الِارْتَقَا...إِلَى الْمَقَامِ الْأَصْعَدِ

هُوَ الطَّهُورُ الْمُطْلَقُ...يُنقَى بِهِ مَن وُفِّقُوا

وَمَزَّقُوا وَشَبْرَقُوا...حُظُوظَ كُلِّ مُعْتَدِ

وَلَيْلَهُمْ قَدْ أَرَّقُوا...دُجَاهُ بِالتَّهَجُّدِ

هُوَ الزُّلَالُ ذُو الصَّفَا...مَصْرِفُهُ أُولُو الْوَفَا

مِن كُلِّ مَن تَشَوَّفَا...بِطَرْفِ ظَامِئٍ صَدِ

لَمْ يَكُ عِندَهُ الشِّفَا...إِلَّا بِذَاكَ الْمَوْرِدِ

هُوَ اللُّجَيْنُ وَالذَّهَبْ...يَحْلَى بِهِ مَن قَدْ وَثَبْ

وَفِيهِ عَانَقَ الْعَطَبْ...مِن شَعرٍ وَمُرْتَدِ

بُرْدَ الْهُمُومِ وَالْكُرَبْ...وَغُرْبَةٍ عَن بَلَدِ

هُوَ الرَّحِيقُ ذُو الشَّبَمْ...وَشَرْبُهُ ذَوُو الْهِمَمْ

فَلَا تُبَالِ بِالنَّهَمْ...وَلَا بِطُولِ الْمَرْقَدِ

وَلَا بِتَرْجِيلِ اللِّمَمْ...وَلَا بِعُظْمِ الَعَضُدِ

وَلَا يُنَالُ بِالْجُرَعْ...وَلَا بِعِزْفَانِ الْقُرَعْ

وَلَا بِهُجْرَانِ الْوَرَعْ...وَلَا بِصَوْلَةِ الْيَدِ

عَلَى نَصِيبِ مَن قَرَعْ...بَابَ المُنَافِي الْمُشْهِدِ

تَرَوْنَهُ لَحْمَ الْوَضَمْ...أَوْ لَبَنَ الْوِطَابِ أَمْ

قَدِيرَ خُبْزٍ يُلْتَقَمْ...بَيْنَ ضُيُوفِ الْمَسْجِدِ
إِذَا بِهِ اَلْقَى الْحَشَمْ...تَجَاوَلَتْ فِيهِ الْيُدِي

هَيْهَاتَ مَا قَدْ رُمْتُمُ...مِنَ الْوِصَالِ أَنتُمُ

إن كُنتُمُ أَدَمْتُمُ...تَعَاهُدَ الْمُعَوَّدِ

وَلَمْ تَرَوْا مَا جِئْتُمُ...مِن ذَاكَ أَيَّ مُبْعِدِ

يَا رَبَّنَا رَبَّ الْخِضَمْ...يَا ذَا الْعَطَا وَذَا الْكَرَمْ

أتِحْ لَنَا شِرْبًا أَتَمْ...مِنْ عَذْبِهِ الْمُبَرِّدِ

يُزِيلُ كُلَّ مَا جَثَمْ...مِن وَصْفِنَا الْمُبَعِّدِ

وَوُدَّنَا بِوُدِّهِ...وَعُدَّنَا مِن وِرْدِهِ

وَعَدِّنَا بِوَعْدِهِ...وَرِفْدِهِ الْمُبَرَّدِ

وَمُدَّنَا بِجُندِهِ...وَعَضْبِهِ الْمُهَنَّدِ

وَأَحْيِنَا بِوَدْقِهِ...وَفُكَّنَا بِعِتْقِهِ

وَحَلِّنَا بِحَقِّهِ...وَخُلْقِهِ الْمُعَسْجَدِ

وَأَبْقِهِ بِحَقِّهِ...لَنَا مَدِيدَ الْأَبَدِ

وَكُن لَّنَا رَبًّا قَرُبْ...لِمَن لَّهُ قَدِ اقْتَرَبْ

وَنَجِّنَا مِنَ الْهَرَبْ...قَبْلَ تَمَامِ الْمَقْصِدِ

وَاقْضِ لَنَا كُلَّ أَرَبْ...يَا رَبَّنَا يَا سَيِّدِي

ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامْ...مِنَ الْمُهَيْمِنِ السَّلَامْ

عَلَى مُنَوِّرِ الظَّلَامْ...نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ

وَآلِهِ الْغُرِّ الْكِرَامْ...وَصَحْبِهِ وَالْمُقْتَدِي. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نصائح سلوكية للشيخ سيديا الكبير


          يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى وكان له في الآخرة آويا ومجيرا كما كان له في الدنيا وليا ونصيرا، مجيبا مريده وحبيبه الشيخ همَّد فال بن محمذ بوبَّ رحمه الله تعالى في بحره ورويه :


شَفَاكَ مِنَ الدَّاءِ الْمُوَقَّرِ فِي الصَّدْرِ...وَمِن كُلِّ دَاءٍ كَانَ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ


وَكَانَ لَكَ اللهُ الذِي جَلَّ قَدْرُهُ...عَلَى مَن تُعَادِي بِالْإِدَالَةِ والنَّصْرِ


وَمَدَّكَ بِالنُّورِ الْمُجَلِّي دُجَى الْحِجَا...وَحَقَّقَ مَا تَرْجُوهُ فِي الْبَيْعِ مِن سِعْرِ


إذَا كُنتَ ذَا وُدٍّ وَصِدْقِ مَحَبَّةٍ...وَشَوْقٍ إِلَى سُعْدَى وَأَتْرَابِهَا الزُّهْرِ


فَحِسَّكَ عَن دَرْكِ الْحُظُوظَاتِ نَحِّهِ...لِدَرْكِ حُقُوقِ الْحَقِّ فِي نَفَسِ الْعَصْرِ

وَعَادِ بَنِي عَادٍ وَخَلِّ إِخَاءَهُمْ...وَصَادِقْ بَنِي صَفْوٍ وَقَاسِرْ بَنِي قَسْرِ

وَغُضَّ عَلَى وَخْزِ السَّفَا وَاهْطِرِ الفَرَى...عَلَى سَبْقِهِ وَاجْزَعْ مِنَ الصَّابِ وَالصَّبْرِ

وَرَافِقْ شُجُونًا فِي مَسَافَةِ وَصْلِهَا...وَبَارِ الْبَرَى فِي جَوْفِ مَسْلَكِهَا الْوَعْرِ

وَكُنْ عِندَ ذَا مُسْتَنجِدًا وَمُؤَمِّلًا...مَعُونَةَ مَن قَدْ خُصَّ بِالْخَلْقِ وَالْأَمْرِ

وَهِمَّةِ ذِي نُصْحٍ يُرَافَقُ بِالصَّفَا...وَبِالصِّدْقِ فِي حَالِ الْيَسَارَةِ والعُسْرِ

بِهَذَا يُنَالُ الْقُرْبُ وَالْوَصْلُ بَعْدَهُ...إلَى مَا وَرَاءَ الْكِنِّ والسَّجْفِ والسِّتْرِ

وَإِلَّا فَطَعْمُ الشُّهْدِ عِندَ مَذَاقِهِ...لَدَى شَوْرِهِ لَسْعُ الزَّنَابِرِ وَالدَّبْرِ

وَبَاذِرُ بَذْرٍ أَيِّ بَذْرٍ فَإِنَّهُ...سَيَحْصُدُ حَصْدًا مِثْلَ مَا ذَرَّ مِن بَذْرِ

وَعَابِرُ بَحْرٍ دُونَ جَسْرٍ فَإِنَّهُ...سَيَغْرَقُ إِن لَّمْ يُحْسِنِ الْعَوْمَ فِي البَحْرِ

وَنَافِرُ سَفْرٍ مُسْرِعِينَ فَإِنَّهُ...سَيَبْقَى إِذَا لَمْ يَعْدُ فِي أَثَرِ السَّفْرِ

وَمَنْ يَّكُ فِي شَأْوِ السِّبَاقِ مُبَادِرًا...إلَى الْخَصْلِ لَمْ يَضْنِن بِمُدَّخَر الْحُضْرِ

وَمَنْ يَّكُ ذَا حَاجٍ عَزِيزٍ فَإِنَّهُ...يُصَابِرُ فِي مَقْضَاهُ مُنتضِلَ الدّهْرِ

عَلَى أَنَّ مَن كَانَ الْإِلَهُ مُرَادَهُ...وَعُدَّتَهُ لَمْ يَخْشَ مِن كَيْدِ ذِي مَكْرِ

فَثِقْ بِالذِي تَبْغِي وَلَا تَخْشَ ضِلَّةً...وَلَا يَشْغَلَنكَ الذُّعْرُ عَنْ أُهْبَةِ الذُّعْرِ

فَمَا فِئةُ الشَّيْطَانِ إِلَّا نَوَافِحٌ...يُدَالُ عَلَيْهَا بِالتَّغَافُلِ فِي حَدْرِ

وَلَيْسَ لَهَا فِيمَا أَتَانَا تَسُلُّطٌ...عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَد تَّحَصَّنَ بِالذَّكْرِ

وَمَا أَنتَ إِلَّا فِي خِفَارَةِ جِلَّةٍ...مَشَايِخَ قَدْ حَازُوا التَّصَدُّرَ فِي الصَّدْرِ

يَذُبُّونَ عَن مَّن فِي خفَارَةِ عِزِّهِمْ...بِبِيضِ الْمَوَاضِي وَالْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ

وَلَا يَخْذُلُ الرَّحْمنُ مُعْتَلِقًا بِهِمْ...وَلَا يَرْهَبُ الشَّيْطَانَ مِنْهُمْ ذَوُو خَفْرِ

وَمَن كَانَ فِي رَفْعِ الْمَكَانَةِ هَكذَا...فَلَيْسَ يَرَى مَخْفُورُهُ الدَّهْرَ مِنْ خُسْرِ

وَهَلْ مِن ذِئَابِ الْقَفْرِ فِي غَبَشِ الدُّجَى...يُخَافُ عَلَى أَشْبَالِ لَيْثٍ أَبِي أجْرِ*

وَلَكِنْ عَلَى الْعَهْدِ الْمُؤَكَّدِ فَاحْتَفِظْ...لِتُحْفَظَ عِندَ اللهِ فِي السِّرّ وَالْجَهْرِ

وَكُنْ عَامِلًا للهِ بِالْعِلْمِ لَا الهَوَى...وَزِدْ كُلَّمَا أَعْطَاكَ بِالْحَمْدِ وَالشُّكرِ

وَلَا تَكُ عَبْدَ السُّوءِ يَأْبَقُ إِن طَوَى...وَلَا كَأَجِيرِ السُّوءِ يَعْمَلُ بِالْأَجْرِ

وَلَا تَنْحَرِفْ عَن سُوقِ تَجْرِ ذَوِي التُّقَى...إِذَا مَا أَظَلَّ الرِّبْحُ طَائِفَةَ التَّجْرِ

وَلَا تَلْتَفِتْ عَن ضَوْءِ مُقْتَبَسِ الضِّيَا...إِلَى ظُلُمَاتِ النَّقْضِ وَالرّفْضِ وَالْهَجْرِ

وَعَدِّ رَعَاكَ اللهُ عَن كُلِّ وَصْمَةٍ...وَلَا تَأْتِ مَا تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى عُذْرِ

وَخُذْ مَا بِهِ الْهَادِي إِلَى خَيْرِ مِلَّةٍ...أَتَانَا عَلَى إِمْكَانِهِ تَحْظَ بِالْفَخْرِ

عَلَيْهِ صَلَاةُ اللهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ...وَمَا انبَلَجَ الْإِصْبَاحُ مِن مَطْلَعِ الْفَجْرِ

وَآلٍ وَصَحْبٍ ثُمَّ تَالٍ سَبِيلَهُمْ...إِلَى مَوْقِفِ اللُّقْيَا وَمُزْدَحَمِ الْحَشْرِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*جمع جرو ولد الكلاب والسباع


         يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه مجيبا مريده الشيخ أحمدُّ بن سليمان بن أحمد سالم رحمه الله تعالى وجمع بينه وبين شيخه في الدرجات الأعلى من الجنة آمين :

أَأَحْمَدُ لَا تَجْزَعْ فَرَبُّكَ بِالْأَمْرِ...وَبِالْخَلْقِ مُخْتَصٌّ وَبِالْكَرَمِ الْغَمْرِ

وَبِالْمُلْكِ وَالتَّدْبِيرِ وَالْعِزِّ وَالْغِنَى...وَإِعْزَازِ ذِي ذُلٍّ وإِغْنَاءِ ذِي فَقْرِ

وَإِيثَارِ مَنْ يَأْوِي إِلَى قَرْعِ بَابِهِ...بِمَا شَاءَ مِن فَخْرٍ يَزِينُ وَمِن نَّصْرِ

وَإِذْ كَانَ هَذَا وَصْفَ مَنْ أنتَ عَبْدُهُ...فَكَيْفَ تَخَافُ الْفَوْتَ مِن رِّفْعَةِ الْقَدْرِ

وَكَيْفَ تَخَافُ الْأَوْبَ بِالْخُسْرِ بَعْدَمَا...قَرَعْتَ رِتَاجًا قَرْعُهُ مُحْبِطُ الْخُسْرِ

وَكَيْفَ تُرَى أُضْحُوكَةَ الدَّهْرِ بَعْدَمَا...وَطِئْتَ بِمَا أُوتِيتَهُ هَامَةَ الدَّهْرِ

أتَأْسَى وَقَدْ نِيطَتْ عُرَاكَ بِسَادَةٍ...مُرِيدُوهُمُ فِي النَّاسِ كَالْأَنجُمِ الزُّهْرِ

لَهُمْ هِمَمٌ تَعْلُو السِّمَاكَ ويَنفَئِي...لِمُعْلِمِهَا شَمْلُ الْأَصَمِّ مِنَ الصَّخْرِ

وَيَدْنُو بِهَا نَاءٍ وَيَصْعَدُ هَابِطٌ...وَيُوصَلُ مَقْطُوعٌ وَيُجْبَرُ ذُو كَسْرِ

وَمَنْ يَعْتَصِم بِالْحَبْلِ مِنهَا يفُزْ بِمَا...يَرُومُ وَلَمْ يُخْبِرْكَ مِثْلُ أَخِي خُبْرِ

فَفَتِّحْ رَعَاكَ اللهُ عَيْنَيْكَ وَانتَبِهْ...لِهَذَا وَثِقْ بِاللهِ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ

وَرَ1 النِّعَمَ الْمُهْدَاةَ سِرًّا وَجَهْرَةً...إِلَيْكَ مِن الرَّبِّ الْكَرِيمِ بِلَا حَصْرِ

وَأَدِّ بِصَرْفِ الْكُلِّ مِنكَ إِلَى الذِي...خُلِقْتَ لَهُ شُكْرَانَهَا مُحْضِرَ الْفِكْرِ

فَحَيْثُ بَدَا التَّكْلِيفُ شَمِّرْ مُبَادِرًا...وَحَيْثُ بَدَا التَّسْلِيمُ سَلِّمْ وَلَا تَزْرِ

وَغِبْ عَن شُهُودِ الْخَلْقِ فِي الْحَقِّ غَيْبَةً...تَرَى* مُقْتَضَى التَّوْحِيدِ فِيهَا بِلَا نُكْرِ
وَعَدِّ عَنِ التَّقْصِيرِ فِي مَهْيَعِ الصَّفَا...وَلَا تأْتِ مَا تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى عُذْرِ

إذَا بِامْتِثَالِ الْأَمْرِ أُتْحِفْتَ رَحْمَةً...وَأُتْحِفْتَ بِاسْتِسْلَامِ نَفْسِكَ لِلْقَهْرِ

فَقَدْ أَعْظَمَ الْحَقُّ الْمُهَيْمِنُ مِنَّةً...عَلَيْكَ فَقَيِّدْهَا لِتَزْدَادَ بِالشُّكْرِ

وإِن شِئْتَ أَن تَغْدُو حَظِيًّا وَتَصْطَفِي...مِنَ الدُّرَرِ الْحُسْنَى مُخَدَّرَةَ الْخِدْرِ

فَنَفْسَكَ أَلْجِمْ بِالتُّقَاةِ وَخَالِفَنْ...هَوَاهَا وَجَاهِدْهَا جِهَادَ أَخِي حِجْرِ

وَسِرْ بِمَقَامَات السُّلُوكِ وَقِفْ عَلَى...مَنَازِلِهَا الشَّمَّاءِ مُمْتَطِيَ الصَّبْرِ

فَتُبْ وَاسْتَقِمْ أَتْقِنْ وأَخْلِصْ بِصِدْقٍ اطْــــــمَئِنَّ وَرَاقِبْ شَاهِدِ اعْرِفْ وَلَا تَتْرِ

وَوَاظِبْ عَلَى الذِّكْرِ الْمُخَلِّصِ وَاعْتَمِدْ...عَلَى اللهِ جَلَّ اللهُ فِي كُلِّ مَا أَمْرِ

وَعَمِّرْ بِهِ الْأَنفَاسَ سِرًّا وَجَهْرَةً...عَلَى ضَبْطِكَ الْإِحْسَاسَ بِالضّابِطِ الْمَدْرِي

عَلَى مَن بِهِ لِلْخَلْقِ أُرْسِلَ رَحْمَةً...صَلَاةٌ تُبَارِي الدَّهْرَ مَدًّا بِلَا قَصْرِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فعل أمر من رأى
*من باب إثبات الياء في المضارع المجزوم كقول قيس بن زهير العبسي:
ألم يأتيك والأخبار تنمي...بما لاقت لبون بني زياد 



من نصائح وتوجيهات الشيخ سيديا الكبير


يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى،وكان له عند حسن ظنه به،وزاده من مزيد نواله الذي لا ينقطع ولا ينقضي أبدا،ناصحا وموجها:


قَرْعُ بَابِ الْكَرِيمِ أَنفَعُ مُجْدِ...وانتِظَارُ الْفُتُوحِ أَعْظَمُ رِفْدِ

وَعِيَانُ الْوَلِيِّ أَوْثَقُ بَابٍ ...فِيهِ تَجْرِي أَمْدَادُهُ لِلْمُمَدِّ

وَاجْتِمَاعُ الرَّجَاءِ والْخَوْفِ فِي الْقَلْـــــبِ لَدَى الْقَوْمِ حَالُ عَبْدٍ مُوَدِّ

وَحَمِيدُ الرَّجَاءِ مَا الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيـــــهِ وَغَيْرُهُ غَيْرُ رُشْدِ

وَالْوَصَايَا أجَلُّهَا مَا بِهِ اللــــــهُ قَدَ اوْصَى فِي ذِكْرِهِ كُلَّ عَبْدِ

حَيْثُ وصَّى أن اتَّقُوا اللهَ فَاعْمَلْ...بِوَصَايَا الْإلَهِ فِي حُسْنِ قَصْدِ

وَدَعِ الْهَمَّ وَالتَّوَانِيَ خَلْفًا...وَاسْعَ فِي اللهِ سَعْيَ قَرْمٍ مُجِدِّ

تَنَلِ الْفَتْحَ وَالسُّرُورَ بِوَصْلٍ...حَافِلٍ بِالنَّجَاةِ مِن كُلِّ مُرْدِ

وَتَفُزْ بِالذِي تَرُومُ مَعَ اللـــــهِ تَعَالَى مِن كلِّ فَخْرٍ وَمَجْدِ

لَيْسَ دُونَ الْوُصُولِ بُعْدُ مَكَانٍ...إِنَّمَا دُونَهُ بِعَادُ التَّعَدِّي

طَهِّرِ النَّفْسَ وَاسْتَقِمْ تَجِدِ الْوَصْـــــلَ إِلَى اللهِ جَلَّ مِنْ غَيْرِ بُعْدِ

وَصَلَاةٌ مِن رَّبِّنَا مَعَ تَسْليــــــمٍ عَلَى خَيْرِ مُرْشَدٍ وَمُمَدِّ

وَعَلَى ءَالهِ وَأَصْحَابِهِ والْــــــمُقْتَفِي إِثْرَهُم بِحَقٍّ وَجِدِّ




ألا عم صباحا يا أبا تلميتا

             يقول الشيخ سِيدِيَّا الكبير رحمه الله تعالى ضارعا إلى الله عز وجل مبتهلا إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى متعرضا لنفحاته سائلا إياه جلت قدرته أن ينزل رحمته وبركاته على أبي تلميت خاصة والبلاد عموما :

أَلَا عِمْ صَبَاحًا يَا أَبَا تِلِمِيتَا...... وَحُزْ مِن نَجَاحٍ مَا أَرَدتَّ وَشِيتَا

وَسَاقَ إِلَيْكَ اللهُ كُلَّ فَضِيلَةٍ .... وَجَادَ بِأَرْضِيكَ الْجَدَا فَحَظِيتَا

وَحَفَّتْ بِكَ الْخَيْرَاتُ مِن كُلِّ وِجْهَةٍ...... وَنَادَى مُنَادِي الْفَضْلِ نَحْوَكَ هِيتَا

وَنِلْتَ مِنَ الرَّبِّ الْعَظِيمِ عِنَايَةً...... دَفُوعًا تَدُعُّ الْأزْمَ وَالْمَرْمَرِيتَا

ومن رَهَبُوتَى فِيهِ خَيْرٌ بِمَا بَغَى.....وَأَفْرَطَ فِي الطُّغْيَانِ مِنْ رَحَمُوتَى

وَلَا بَرِحَتْ أرْجَاكَ مَأوَى ذَوِي التٌّقَى.......يُقِيمُونَ فِيهَا قُرْبَةً وَقُنُوتَا

وَمَخْلًى بِهِ حِزْبُ الْإرَادَةِ يَخْتَلِي......نَجِيًّا وَيَدْعُو جَاهِرًا وَخَفُوتَا

مَتَى مَا أثَارَ الذِّكْرُ حَالًا صَحِيحَةً.......بِبَعْضِهِمُ أَبْدَى زَفْرَةً وَنَهِيتَا

وَمَنْحًى لِأَرْبَابِ الْمَآرِبِ تَنتَحِي......إِلَيْهِ عِزُوهُمْ نَاطِقًا وَصمُوتَا

وَلَا زِلْتَ مَحْمِيًّا حِمَاكَ وَمُرْتَضًى......جِوَارُكَ بَيْنَ الْخَلْقِ بِيرًا بَخِيتَا

سَقَى اللهُ قُطْرًا كُنتَ مَحْشَاهُ حَاشِيًا......شَآبِيبَ ترْوِي نُجْدَهُ وَالْخُبُوتَا

وَتُكْسَى الْعَوَارِي مِن زَرَابِيِّ حَوْكِهَا......صُنُوفًا تَضَاهَتْ حِيكَةً لَا نُعُوتَا

مَرَاحِمَ تَنفِي الْبُؤْسَ عَنَّا فَلَا نَرَى......لِسَوْرَةِ بُؤْسٍ بَعْدَهُنَّ ثُبُوتَا

وَيَسْرِي بِهَا نُورُ التُّقَى وَالْيَقِينِ فِي ......نُفُوسٍ هَوَاهَا لَا يَرِيمُ حَمِيتَا

وَيَغْدُو بِهَا مِرْوَاعُنَا بَعْدَ رَوْعِنَا.....وَرَوْعِ مُرِيدِينَا مَرُوعًا هَبِيتَا

وَيُصْبِحُ مَفْقُودُ الْمَعِيشَةِ قَبْلَهَا.......مِنَ الْخَلْقِ مَرْزُوقًا بِهَا وَمَقُوتَا

وَتُصْبِحُ لُسْنُ الْحَالِ وَالْقَالِ كُلُّهَا......شَوَاكِرَ مَن لَمْ يَفْتَ قَطُّ مُقِيتَا

إِلَهًا كَرِيمًا مَاجِدًا مُتَفَضِّلًا......بَرَى بِيَدَيْهِ الْمُلْكَ وَالْمَلَكُوتَا

وَكَانَ عَلَى الْعَرْشِ الْمَجِيدِ اسْتِوَاؤُهُ......وَمَا ذَاكَ إلَّا الْقَهْرَ وَالْجَبَرُوتَا

هُوَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ جَلَّ جَلَالُهُ.......هُوَ الْأحَدُ الْحَيُّ الذِي لَنْ يَمُوتَا

هُوَ الصَّمَدُ الْمَصْمُودُ فِي كُلِّ حَاجَةٍ.......هُوَ الْخَالِقُ الرَّزَّاقُ عِلْمًا وَقُوتَا

تَبَارَكَ رَبًّا دَبَّرَ الْأَمْرَ وَحْدَهُ.......مُعِزًّا مُذِلًّا مُحْيِيًا وَمُمِيتَا

تَحَلَّى تَعَالَى بِالْكَمَالِ جَمِيعِهِ........وَلَمْ يَحْلَ مِن وَصْفٍ لِذَاكَ مُفِيتَا

لَهُ الرَّحْمَةُ الْمِيسَاعُ وَالنِّعْمَةُ التِي.......مُرَاوِدُ إحْصَاهَا يُعَدُّ مَفُوتَا

تَفَضَّلَ بِالْإيجَادِ وَالْمَدَدِ الذِي .....يُنَاطُ بِهِ مبْقى الْحَيَاةِ وُقُوتَا

فَمَنَّ بِلَا مَنٍّ وَجَادَ بِلَا أَذًى.......وَعَمَّ بِجَدْوَاهُ الذُّرَى وَالتّحُوتَا

وَأسْبَغَ بِالْإيمَانِ أعْظَمَ نِعْمَةٍ......عَلَيْنَا فَحُزْنَا مِنْهُ عِزّا وَصِيتَا

وَعُذْنَا بِهِ حِصْنًا حَصِينًا مُمَنَّعًا......وَصُلْنَا بِهِ فِي اللهِ عَضْبًا صَمُوتَا

لَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ الْجَمِيلُ إلَهَنَا.....فَجَدُّكَ يَسْتَدْعِي الثَّنَا وَالْقُنُوتَا

وَنَحْنُ وَإن كُنَّا الْجُفَاةَ فَإنَّنَا .....عَبِيدُكَ لَا نَرْضَى سِوَاكَ مُقِيتَا

وَقَدْ جَاءَ عَنكَ الْأمْرُ وَالْوَعْدُ بِالدُّعَا.....وَجَيْبَتِهِ لَوْ مَن دَعَاكَ خَتِيتَا

فَنَسْأَلُكَ اللهُمَّ عَفْوًا مُؤَمِّنًا.......وَعَافِيَةً تَكْفِي اللَّأَى وَاللّصُوتَا

وَيَمْنَعُ مِن كُلِّ الْمَكَارِهِ سُورُهَا.....وَيَغْدُو بِهَا رُكْنُ الْيَقِينِ ثَبِيتَا

وَغَيْثًا مُغِيثًا مُمْرِعًا طَبقًا رِوًى.....يُغَادِرُ شَمْلَ اللَّأْيِ شَمْلًا شَتِيتَا

وَتَغْدُو بِسُقْيَاهُ الْأجَادِبُ خِصْبَةً......وَذُو الْوَهْنِ جَلْدًا وَالْهَزِيلُ خَمِيتَا

عِيَالُكَ يَا ذَا الطَّوْلِ عِيلَ اصْطِبَارُهُ......وَلَاقَى مِنَ اللَّأوَاءِ وَجْهًا مَقِيتَا

فَآرَاضُهُ سحْتٌ وَأعْلَاقُ مَالِهِ....تَكَادُ مِنَ الْبُوسَى تَكُونُ سَحِيتَا

فَآضُوا مَعًا إمَّا خَرِيعًا مُعَطَّلًا.....وَإمَّا صَرِيخًا مُصْمتًا أوْ مُصِيتَا

وَمِن فَرْطِ مَا نِيبُوا بِهِ رَقَّ حَالُهُمْ.......وَكَادَ يُسَاوِي الْمُقْتَنِي الْمُسْتَبِيتَا

فَمُنَّ عَلَيْهِمْ يَا كَرِيمُ تَفَضُّلًا .....وَلَا تَمْنَعَنْهُمْ بِالْجَرِيرَةِ قِيتَا

فَتُبْ وَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتُرَنَّ وَعَافِيَنْ......وَصِلْ وَاسْقِ وَارْحَمْ وَارْزُقَنَّ وُقُوتَا

وَطَهِّرْ مِنَ الْأقْذَارِ كُلَّ سَرِيرَةٍ.....وَعَمِّرْ بِأَنْوَارِ الْعُلُومِ الْبُيُوتَا

وَسِرْ بِالْمَبَانِي فِيكَ أحْسَنَ سِيرَةٍ......وَآتِ الْمَعَانِي خَيْرَ مَاهِيَ تُوتَى

بِأسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَأوْصَافِكَ الْعُلَى.......وَآيَاتِكَ اللَّائِي قَمَعْنَ الْبُهُوتَا

بِالاِسْمِ الذِي مَا إنْ دَعَاكَ بِحَقِّهِ..... أخُو ضَرَّةٍ إلَّا أجَبْتَ وَجِيتَا

أَغِثْ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَاسْتَجِبْ.....وَلَا تَثْنِ عَنَّا مِنْ حَنَانِكَ لِيتَا

وَجُدْ بِحَيًا يُحْيِي الْأَرَاضِي وَيَقْتَرِي.......أَجَارِيزَهَا مَعْمُورَهَا وَالْمُرُوتَا

بِمُزْنٍ حَبِيٍّ مُرْزِمِ الرَّعْدِ مُغْدِقٍ........هَنِيءٍ مَرِيءٍ لَا يَهَابُ مُلِيتَا

رُكَامٍ تُزَجِّيهِ الْجَنُوبُ وَحَثَّهُ......جَلَاجِلُ رَعْدٍ بَرْقُهُ لَنْ يَخُوتَا .

 
 
2ـ الشيخ سيديا الكبير الاستسقائية اللامية



        يقول الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى وهو يضرع إلى الله الذي لا إله إلا هو يدعوه دعاء المؤمنين به الخاشعين له من أجل أن ينزل رحمته على العباد والبلاد ويكشف بلاءه عن الخلائق أجمعين وذلك من خلال هذه القصيدة البديعة العجيبة الدالة على التمكن والنبوغ إلى حد التفرد رحمه الله تعالى رحمة واسعة :


يَا رَبِّ نُطْفِيَّةُ الْأَصْحَابِ قَدْ نُقِلَا....مَا كَانَ فِي بَطْنِهَا فَاسْتَدْعَتِ السَّبَلَا

فَأَنزِلَنَّ عَلَيْهَا صَيِّبًا غَدَقًا....يَعُمُّهَا وَيَعُمُّ السَّهْلَ وَالْجَبَلَا

فَيَرْتَوِي كُلُّ صَادٍ مِن سِقَايَتِهِ....رَيًّا حَمِيدًا يُزِيلُ الضُّرَّ وَالْغُلَلَا

وَيَغْتَنِي كُلُّ ذِي بِيرٍ بِرَاكِدِهِ....فِي الْغُدْرِ عَن مَائِهِ كَالسَّالِكِ السّبُلَا

غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا مُمْرِعًا طَبَقًا.....يَعُلُّ مِن بَعْدِ مَا قَدْ يُحْكِمُ النَّهَلَا

مُبَارَكًا رَحْمَةً لِلهِ وَاسِعَةً ...لَا نَخْتَشِي مَعَهُ أَزْمًا وَلَا زَلَلَا

وَلَا فَسَادًا بِدِينٍ أَوْ بِخُلَّتِهِ ...وَلَا تَطَاوُلَ مَن قَدْ جَارَ أوْ عَدَلَا

وَلَا مُصَارَمَةً بَيْنَ الْقَبِيلِ وَلَا...خَفِيَّ غِلٍّ يُرَبِّي الْغِشَّ وَالْخَلَلَا

وَلَا شَمَاتَةَ أَعْدَاءٍ وَلَا فَزَعًا....يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَا خِزْيًا وَلَا خَجَلَا

بَل لَا نَزَالُ عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَنَا....إِلَهُنَا مِن تَعَاطِينَا الْعُلَا جُمَلَا

أَعِزَّةً بِالْعَزِيزِ الْفَرْدِ مُنسَدِلًا....حِفْظُ الْحَفِيظِ عَلَيْنَا مِن جَمِيعِ بَلَا

يَا رَبِّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا صَمَدٌ....مَنْ أَمَّهُ آمِلًا يَفُزْ بِمَا أَمَلَا

فَرِّجْ جَمِيعَ كُرُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَجُدْ....عَلَيْهِمُ بِجَدًى يُبْقِي الْبِقَاعَ مِلَا

تُدَافِعُ السَّيْلَ عَنْهَا الْبَعْضُ يَدْفَعُهُ...لِلْبَعْضِ وَالْبَعْضُ لَا يَرْضَى بِمَا فَعَلَا

ثُمَّ تُرَى الْأَرْضُ بَعْدَ الْهَزِّ مُنبِتَةً....مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ يَقْصُرُ الْمُقَلَا

فَتَكْتَسِي مِن سَدَاهُ كُلُّ عَارِيَةٍ....مَلَابِسًا جُدَدًا مَوْشِيَّةً حُلَلَا

وَيُثْمِرُ النَّجْمُ وَالْأَشْجَارُ قَاطِبَةً....وَتُبْرِزُ الْأَرْضُ مِن ذُخْرٍ بِهَا جُعِلَا

وَيَبْسُطُ اللهُ فِي الْأَقْطَارِ نِعْمَتَهُ....حَتَّى يَكُونَ كَأَرْبَابِ السَّخَا الْبُخَلَا

وَيُطْعَمُ الْمَطْعَمَ الْمَرْغُوبَ رَاغِبُهُ....وَيُمْنَحُ السِّمَنَ الْمَحْبُوبَ مَا هَزُلَا

النَّاسَ طُرًّا وَمَا قَدْ كَانَ مِنْ غَنَمٍ....وَالْخَيْلَ وَالْحُمْرَ وَالْبَيْقُورَ وَالْإبِلَا

فَيُصْبِحُ الْخَلْقُ فِي خَفْضٍ وَعَافِيَةٍ...يُكْفَى بِهَا السُّوءَ وَالْأَمْرَاضَ وَالْعِلَلَا

يَا حَقُّ يَا رَبِّ يَا اللهُ يَا أَحَدٌ....لَا جَمْعَ يَغْنَى وَلَا آحَادَ عَنْهُ عَلَا

أغِثْ عِبَادَكَ يَا رَبَّ الْعِبَادِ فَهُمْ....فِي ضِيقِ جَهْدٍ مِنَ الْقَحْطِ الذِي شَمَلَا

فَاغْفرْ ذُنُوبَهمُ وَاسْترْ عُيُوبَهمُ....وَاسْرُرْ قُلُوبَهُمُ بِالْغَيْثِ مُنْهَمِلَا

غَيْثٍ بِهِ تُخْصِبُ الْآرَاضُ مِن جُرُزٍ....وَمِن سِوَاهَا وَمِن مَعْمُورَةٍ وَفَلَا

أنتَ الْكَرِيمُ فَلَا مَجْدٌ وَلَا كَرَمٌ....عَلَى الْحَقِيقَةِ إلَّا فِيكَ قَدْ كَمُلَا

أنتَ الْإلَهُ الذِي لَا شَيْءَ يُشْبِهُهُ....وَلَا شَرِيكَ لَهُ قَطْعًا وَلَا مَثَلَا

فَامْنُنْ عَلَيْنَا وَإن كُنَّا الْجُفَاةَ بِمَا....بِهِ مَنَنتَ عَلَى عِبْدَانِكَ الْفُضَلَا

أجِبْ دُعَانَا وَحَقِّقْ يَا كَرِيمُ لَنَا....فِي كُلِّ مَا نَرْتَجِي مِن فَضْلِكَ الْاَمَلَا

أَمَرْتَنَا بِالدُّعَا وَعَدتَّنَا عِدَةً....بِالِاسْتِجَابَةِ فَلْيَبْشِرْ مَنِ امْتَثَلَا

إِلَيْكَ مِنَّا أكُفُّ الْفَقْرِ قَدْ بُسِطَتْ....وَالْبَسْطُ لِلْبَاسِطِينَ حَسْبُ مَن سَأَلَا

لَأَنتَ أَعْظَمُ مِفْضَالٍ وَأَكْرَمُ مَن....مُدَّتْ إِلَيْهِ أَكُفّ السَّائِلِينَ إِلَى

وَأَنتَ أَرْأَفُ بِالْعِبْدَانِ مَا ائْتَمَرُوا....مِنْ أُمِّ طِفْلٍ بِهِ فَرْدًا لَهَا نُجِلَا

يَا رَبِّ هَذِي الْمَوَاشِي مَسَّهَا ضَرَرٌ....وَمَسَّ أرْبَابَهَا إذْ لَمْ تَجِدْ أُكُلَا

فَأصْبَحَ الْكُلُّ يَدْعُو ضَارِعًا دَهِشًا....بِحَالٍ اوْ بِمَقَالٍ مَا بِهِ نَزَلَا

فَارْحَمْ ضَرَاعَتَهُمْ وَاقْبَلْ شَفَاعَتَهُمْ....وَاكْشِفْ مَجَاعَتَهُم بِالْخِصْبِ مُحْتَفِلَا

وَالْيُمْنِ مُنفَجِرًا وَالْأْمْنِ مُنتَثِرًا...وَالْخَيْرِ مُنتَشِرًا وَالشَّرِّ مُنْخَزِلَا

سُبْحَانَكَ اللهُ تُعْطِي مَا تَشَاءُ لِمَن....تَشَا وَتَمْنَعُ لَا شُحًّا وَلَا بُخُلَا

بَلْ قِسْمَةٌ سَبَقَتْ بِالْعَدْلِ فِي أَزَلٍ...وَالسَّابِقُ الْأَزَلِي لَا يَقْبَلُ الْعِلَلَا

فَالْأمْرُ أمْرُكَ لَا مُسْتَقْدِمًا أجَلًا...عَمَّا تُرِيدُ وَلَا مُسْتَعْجِلًا أَجَلَا

حَقًّا تُجِيبُ الدُّعَا لَكِنَّ جَيْبَتَهُ....فِيمَا تَشَا لَا يَشَا مَن بِالدُّعَا اشْتَغَلَا

فَلْطُفْ بِعِبْدَانِكَ الْمَحْتُومِ فَقْرُهُمُ....إِلَيْكَ وَاهْدِ وَتُبْ وَأصْلِحِ الْعَمَلَا

أوْزِعْهُمُ شُكْرَ مَا أسْدَيْتَ مِن نِعَمٍ...يَضِيقُ عَنْ حَصْرِهَا إحْصَاءُ مَنْ عَقَلَا

وَألْهِمَنَّهُمُ حُبَّ الْعِبَادَةِ كَيْ ...يَصِيرَ كُلٌّ بِذِكْرِ اللهِ مُشْتَغِلَا

وَعُدْ إلَهِي عَلَى حِزْبِ الْإرَادَةِ مِن....ذِي عُلْقَةٍ صَدَقَتْ بِاللهِ قَدْ شُغِلَا

وَذِي احْتِرَامٍ وَمَعْنِيٍّ بِخِدْمَتِهِ...وَذِي انتِسَابٍ عَلَى مَا فِيهِ قَدْ قُبِلَا

بِالْفَتْحِ فِي الْعِلْمِ وَالسَّعْيِ الذِي مُنِحَتْ...بِهِ طَوَائِفُ أرْبَابِ الْوَلَاءِ وَلَا

نَوِّرْ بَصَائِرَهُمْ وَزِنْ سَرَائِرَهمْ....وَامْلَأْ ضَمَائِرَهُم بِالنُّورِ مُشْتَعِلَا

وَاجْعَلْهُمُ فِي الْوَرَى أئِمَّةً وَأَفِضْ...عَلَى جَمِيعِهِمُ آلَاءَكَ الْجُلَلَا

بِجَاهِ خَيْرِ رَسُولٍ جَاءَ مُنبَعِثًا....لِلْخَيْرِ مِنْ أُمَّةٍ أَرْعَيْتَهَا الرُّسُلَا

عَلَيْهِ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمًا وَعَلَى....آلٍ وَصَحْبٍ وَتَالٍ تَمَّ وَاكْتَمَلَا .
 
 
 
3ـ الشيخ سيديا الكبير الاستسقائية النونية



        يقول الشيخ سيدِيَّا الكبيرُ بن المختار بن الهَيْبَ رحمهم الله تعلى متضرعا إلى الله الحي القيوم يسأله نزول رحمته وانكشاف بلائه ونقمته وعذابه رحمةً بالمسلمين جميعا :


يا رَبِّ يا الله يا رحْمانُ ــ يا بَرُّ يا حَنـَّانُ يا مَنـَّانُ

يا أرْحَمَ الرُّحَمَاءِ يا صمدٌ إلَى ـــ رُحْمَاهُ يَصْمدُ في الَّلأى مَن دَانُوا

يا حَيُّ يَا قيـُّومُ يا أحَدٌ عَنَتْ ــ لِجَلَالِهِ الأعْدَادُ وَالوُحْدَانُ

فَرِّجْ كُرُوبَ المُسْلِمِينَ وَعَافِهِمْ ـــ مِن شَرِّ مَا يَرْمِي بِه الحِدْثـانُ

مِن شِدَّةٍ وَوَخَامَةٍ وَسَفـَاهَةٍ ــــ أفـْضَتْ إلَى فِتَنٍ لَهَا ألْوَانُ

وَإلَى مُسَارَعَةٍ لِمَا فِي ضِمْنِهِ ــــ عصْيَانُ رَبِّ الْعَرْشِ وَالطغيَانُ

وَامْنُنْ عَليهمْ يَا كَريمُ بِمَا بهِ ـــ تـُنفـَى الهُمُومُ وَتُنسَخُ الأحْزَانُ

أنتَ الرَّءُوفُ وَأنتَ ذُو النِّعَمِ التِي ــ تـَنزَاحُ عَنْ إحْصَائِهَا الأكْوَانُ

وَأغِثـْهُمُ بِجَدَا يَمِينٍ صَيِّبٍ ــ تُحْدَى بـِهَزْمِ رُعُودِهِ الأمْزَانُ

غـَيْثٍ مُغِيثٍ طَيِّبٍ طَبَقٍ رِوًى ـــ تُحْيَى بِه الأرَضُونَ والبُلدَانُ

يَكْسُو العَوَارِيَ مِن مَلَابِسِ حَوْكِهِ ـــ لُحَفًا مُوَشَّاةً لَهَا أرْدَانُ

وَيَرِي بِنِعْمَتِهِ الهَزِيلُ جَمِيعُهُ ـــ الإنسُ والأنعَامُ والحَيوَانُ

وَبِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ ـــ وَبِهِ يَدُومُ الْحَمْدُ وَالشُّكْرَانُ

يَا مَن لَهُ الكَرَمُ الْعَمِيمُ فشَأنُهُ ــ مَعَ حِزْبِهِ الإلْطَافُ وَالإحْسَانُ

عـَبْدُوكَ قَدْ بَسَطُوا إليْكَ أكُفَّهُمْ ــ وَرَنَتْ لِفَضْلِكَ مِنْهُمُ الأعْيَانُ

وَشَكَوْا إلَيْكَ قحُوطَ أرْضِهِمُ وَمَا ــ عَضَّتْهُمُ سَنَةٌ لَهَا أسْنَانُ

عَجِفَتْ بِهَا العَجْفا وَشُوِّهَ حَالُهَا ــ وَقضَتْ بِذلِكَ نَحْبَهَا الحِيرَانُ

وَتقوَّسَ الْحَيْوَانُ طُرًّا فَانْحَنتْ ــ مِنْهُ الظُّهُورُ وَقلَّتِ الألْبَانُ

فَارْحَمْ ضَرَاعَتـَهُمْ وَأشْكِ شكَاتـَهُم ــ بِالوَبْلِ تحْمَدُ غِبَّهُ الْعِبْدَانُ

تحْبُو بِهِ سُحُبٌ ثِقـَالٌ حُفـَّلٌ ــ أثـْقالُهُنَّ مِيَاهُهُ الفِرْتـَانُ

تبْكِي إذَا رَعَدَ الرُّعُودُ حَوَالَهَا ـــ وَدُمُوعُهَا التـَّوْكَافُ وَالتـَّهْتانُ

يَهْمِي فَتُفْعَم مِنْ خُلَاصَةِ صَفْوِهِ ــ أضَوَاتُهُمْ وَالْخُلْجُ وَالْغُدْرَانُ

وَتـَعُمُّ أقطَارَ الْبَرَى رَحَمَاتُهُ ــ وَدَعَاتُهُ وَأَمَانُهُ الْمُصْطَانُ .
 
 
4ـ الاستسقائية الحائية للشيخ سيديَّ الكبير رحمه الله تعلى





هذه قصيدة العارف بالله الخاشع لله المتمحض لله صاحب الولاية العظمى والدرجات العلى الإمام العلامة حجة الله على الخلق :
الشيخ سيديَّا الكبير تولاه الله بلطفه وبره وعطفه وزاده تشريفا وعافية وتكريما آمين ،وهي استسقائية تعبق بأريج التوحيد وتنضح بالإسلام والإيمان والإحسان أثبتها هنا في هذه المدونة طمعا في بركتها وتفاؤلا بكرامة صاحبهاعلى الله عز وجل وهي :

ياواسع الرحماتِ يا فتَّاحُ........يا مَنْ دُعَاهُ لِبَابِهِ مِفْتَاحُ

يا بَرُّ يا رَزَّاقُ رِزْقُكَ شَامِلٌ......تُغْذَى بِهِ الْأرْوَاحُ وَالْأشْبَاحُ

يا فَارِجَ الْهَمِّ الْمُرِبِّ وَكَاشِفًا.......كُرَبَ الْعَبِيدِ إذَا دَعَوْهُ وَبَاحُوا

فَرِّجْ كُرُوبَ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعِهِمْ.......وَأغِثْ بِمَا لَهُمُ بِهِ إصْلَاحُ

أنتَ الْمُغِيثُ وَأنتَ ذُو الرُّحْمَى التي........بِنُزُولِهَا شِدَدُ الْوَرَى تَنزَاحُ

فَافْتَحْ وَوَسِّعْ مَا بِهِ خُنِقُوا مَعًا........وَتَرَادَفَتْ لَهُمُ بِهِ الْأتْرَاحُ

ألْوَى اللَّأى بِمَعَاشِهِمْ وَبِرِيشِهِمْ........وَبِمَا لَهُم بِوُجُودِهِ اسْتِرْوَاحُ

فَذِهِ الْأرَاضِي وَهْدُهَا وَنِجَادُهَ........جُرُزٌ بِهَا تَتَخَرَّقُ الْأرْوَاحُ

وَذِهِ الْبَهَائِمُ صَائِمَاتٍ كُظَّمًا........شَرَعٌ لَدَيْهَا مَسْرَحٌ ومُرَاحُ

كَادَتْ مِنَ الْعَجَفِ الْمُخِيفِ تَحُولُ عَنْ......حَالِ الْحَيَاةِ فَمَا لَهُنَّ بَرَاحُ

وَذِهِ الْبُغَاةُ طَوَائفًا سُدَّتْ بِهَا.....طُرُقُ الرِّفَاقِ غُدُوُّهُمْ وَرَوَاحُ

مَا رُفْقَةٌ تَلْقَاهُمُ إلَّا غَدَتْ....نَهْبًا وَفِيهَا مَقْتَلٌ وَجِرَاحُ

وَذِهِ السَّفَائِنُ عُوِّقَتْ لَمَّا بَدَا......مِنْ حِزْبِهِنَّ تَصَعُّبٌ وَجِمَاحُ

يا رَبِّ يا اللهُ يا صَمَدٌ لِمَنْ.......صَمَدُوا إلَيْهِ كَرَامَةٌ وَنَجَاحُ

يا سامعَ النَّجْوَى وَمُشْكِيَ مَنْ شَكَا....وَمُجِيبَ مُضْطَرٍّ دُعَاهُ صُرَاحُ

خَلِّصْ مِنَ الْبَرَحِينَ أمَّةَ أحْمَدٍ.....صَلَوَاتُ مُرْسِلِهِ عَلَيْهِ تُفَاحُ

واجْعَلْ لَهَا فَرَجًا وَمَخْرَجَ فُسْحَةٍ....بِهِمَا عَنَ اقْذَارِ الشُّرُورِ تُزَاحُ

وَأغِثْ عِبَادَكَ وَالْبِلَادَ بِرَحْمَةٍ.......تُجْبَى بِهَا الْخَيْرَاتُ وَالْأفْرَاحُ

بِرُكَامِ مُزْنٍ وَدْقُهُ طَبَقٌ رِوًى......مُتَجَلِّبٌ مُتَدَفِّقٌ سَحْسَاحُ

فَلِرَعْدِهِ لَجَبٌ عَلَى حَافَاتِهِ.....وَلِبَرْقِهِ فِي جَوْزِهِ تِلْمَاحُ

تَسْقِى الصَّوَادِيَ مِنْ خُلَاصَةِ صَفْوِهِ......وَالسَّيْلُ مِنْهُ عَلَى الْبَرَى مُنْصَاحُ

يَنْحَطُّ كَلْكَلُهُ عَلَى مَثْوَى أبِي......تِلِمِيتَ ثُمَّ عَلَى الْمَيَامِنِ رَاحُ

يَكْسُو الْعَوَارِيَ مِنْ مَلَابِسِ حَوْكِهِ.....رَوْضًا نَضِيرًا زَهْرُهُ فَوَّاحُ

وَتَعُمُّ أقْطَارَ الْمَلَا بَرَكَاتُهُ......وَدَعَاتُهُ وَنَبَاتُهُ الْمِنفَاحُ

فَتَرَى الرِّيَاضَ لِذُبِّهَا هَزَجٌ بِهَا......وَعَلَى الْغُصُونِ لِطَيْرِهِنَّ صُدَاحُ

وَتَرَى الْمَزَارِعَ غِبْطَةً يُرْجَى لِمَنْ .... قَامُوا بِخِدْمَتِهَا غِنًى وَرَبَاحُ

وَتَجُودُ أشْجَارُ الثِّمَارِ وَنَجْمُهَا.....بِأتَمِّ مَا يُجْنَى بِهَا وَيُتَاحُ

وَيُعَاضُ مِنْ سَغَبِ الْوَرَى شِبَعٌ وَمِنْ ....حَالِ الْكَآبَةِ مَطْرَبٌ وَمِزَاحُ

وَيُعَاضُ مِنْ صِفَةِ الْهَزِيلِ وَحَالِهِ....سِمَنٌ وَمِنْ صِفَةِ الْبَخِيلِ سَمَاحُ

وَمِنَ الْجُحُودِ لِنِعْمَةِ الرَّبِّ الْعَلِي.....شُكْرَانُهَا وَمِنَ الْفُسُوقِ صَلَاحُ

وَمِنَ الْبَلَايَا وَالْمَكَارِهِ كُلِّهَا....نِيمٌ وَعَافِيَةٌ وَفَتْ وَفَلَاحُ

يا أرْحَمَ الرُّحَمَا عِيَالُكَ قَدْ جَحَا.....مَا يَقْتَنِيهِ الْقَاحِطُ الْمُجْتَاحُ

فَصَغَتْ إلَيْكَ قُلُوبُهُمْ وَعُيُونُهُمْ.......وَأكُفُّهُمْ وَالسُّؤْلُ وَالْإلْحَاحُ

فَهُمُ وَإنْ كَانُوا جُفَاةً لَمْ يَرَوْا.....رَبًّا سِوَاكَ لَهُم بِهِ اسْتِنجَاحُ

فَتَدَارَكِ اللهُمَّ رِقَّةَ حَالِهِمْ.....وَأغِثْهُمُ بِجَدًى لَهُ إلْحَاحُ

بِسَحَائِبٍ دُلُحٍ ثِقَالٍ حُفَّلٍ......مُتَرَادِفَاتٍ ثِقْلُهُنَّ قُرَاحُ

تَدَعُ الْمِهَادَ بِرُغْسِهَا وَبِخِصْبِهَا....رَغْدَ النَّعِيمِ وَعَيْشُهُ رَحْرَاحُ

وَبِهَا الْوَخَامَةُ فِي الْمَوَاطِنِ تَنتَفِي.....وَبِهَا يَهُدُّ حِمَى الْحَرَامِ مُبَاحُ

وَبِهَا الدِّيَانَةُ تَنجَلِي أنْوَارُهَا....وَيَصُونُهَا الْإمْسَاءُ وَالْإصْبَاحُ

وَبِهَا يُمَنُّ عَلَى الْعُصَاةِ بِتَوْبَةٍ....يُرْجَى لَهُم بِوُجُودِهَا إفْلَاحُ

وَبِهَا يَلَذُّ الْخَلْقَ طَاعَةُ رَبِّهِ.....وَتُحَطُّ عَنْهُ جَرَائِمٌ وَجُنَاحُ

وَبِهَا يُمَنُّ عَلَى الْمُرِيدِ بِنَفْحَةٍ ....مِن نُورِهَا بِفُؤَادِهِ مِصْبَاحُ

وَبِهَا لِمَنْ حُصَّتْ قَوَادِمُ سَيْرِهِ....عَن وَصْلِ حَاجَتِهِ يَصِحُّ جَنَاحُ

وَبِهَا لِأرْبَابِ التَّعَلُّمِ يَنجَلِي......وَيَهُونُ مَا تَتَضَمَّنُ الْألْوَاحُ

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا أحَدٌ غِنَى .....كُلِّ الْخَلَائِقِ عَنْ عَطَاهُ مُطَاحُ

نَحْنُ الْعِيَالُ وَإنْ جَنَيْنَا غِرَّةً.....بِشُمُولِ نَائِلِكَ الذِي يُمْتَاحُ

فَاجْبُرْ كُسُورَ الْحَالِ مِنَّا وَاسْتَجِبْ......دَعَوَاتِنَا إنَّ الْمُجَابَ مُرَاحُ

وَاغْفِرْ وَتُبْ وَارْحَمْ وَعَافِ وَرَدِّنَا.....بِرِدَاءِ أمْنٍ مِنكَ لَا يَنصَاحُ

وَامْنُنْ عَلَيْنَا يَا كَرِيمُ بِخَيْرِ مَا.....قَدْ نَالَهُ مِن فَضْلِكَ النُّصَّاحُ

وَاحْفَظْ بِحِفْظِكَ يَا حَفِيظُ جَمِيعَنَا....وَلِنَا بِمَا وُلِيَتْ بِهِ الصُّلَّاحُ

هَذَا الدُّعَاءُ فَمِنكَ رَبِّ إجَابُه.....أنتَ الْمُجِيبُ الْوَاجِدُ الْفَتَّاحُ

 ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ.....وَصِحَابِهِ مَا تَمَّ عَنْهُ صَلَاحُ . 


5ـ استراحةُ مجاهدٍ في سبيل الله مع الشيخ سيدِيَّا الكبير



محاسبة النفس وفق منهاج السلف الصالح ضرورة لا غنى عنها لمن كان يريد الله ورسوله والدار الآخرة ،لأن الإنسان بحكم طبيعته المركبة عرضة للوقوع في متالف الهمة ومفترات العزيمة ،والمجاهد في سبيل الله المدافع عن أرضه وعرضه ودينه يجب عليه أن يحرص أشد الحرص على ذلك حماية لتضحياته من أن تضيع سدى بسبب رياء أو عجب أو غيبة أو رؤية للفضل على الغير أوغير ذلك مما لا يسمح المقام ببسطه ،والنماذج الصادقة الحسنة في هذا السياق كثيرة في تاريخ الإسلام وسأعرض هاهنا منهج ولي الله الشيخ سِيدِيَّ الكبير بن المختار بن الهَيْبَ رحمه الله تعالى من خلال قصيدته التالية التي ابتدأ كل بيت منها بحرف من حروف (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري) رافعا شكواه إلى البارئ عز وجل  مؤملا منه أن ينتشله من هوى النفس الذي هو بلية البليات ناعتا النفس رحمه الله بكل نعوت التقصير والتفريط كالإبطاء عن الطاعات والمسارعة إلى الشهوات ذاكرا أن من جملة خصالها اللهو والنوم والغفلة والحرص والأمل وسوء الطوية لأنها تستهين بالمعصية وتستمري اتباع الهوى وتعاميها عن مشاهدة صفاتها أدى إلى حجبها عن الاستغراق الكامل في ذكر الله سبحانه وتعالى المعبر عنه بمشهد الأحدية ذلك أنها أفنت جدها واجتهادها ومحفزاتها في تحقيق المآرب الدنيوية الفانية ويتابع الشيخ رحمه الله تعالى على هذا النحو من النقد اللاذع القاسي للنفس حرصا على نجاتها من الغوائل والحبائل والمكائد ،وهكذا كان أولئك السلف الصالحون يفتشون دائما عن كل طارئ يطرأعلى النفس ويعرضونه على شريعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى يلقوا ربهم وهو عنهم راض وأنفسهم بلا شك أكمل النفوس وأزكاها إلا أنهم كلما نهلوا من معين معرفة الله عز وجل أدركوا من عظمته وجلاله ما يجعلهم يَعتبرون تضحياتهم الجسيمة تقصيرا وسعيهم الحميد تفريطا وهم والله أهل الله وصفوته والقصيدة هي :



رفعتُ إلى مَولايَ جل شكِيَّتِي ....... وأمَّلْتُ نـشْلِي عِندهُ مِن بَلِيَّتي

بُلِيتُ وهل يُبْلى مريدٌ بمثْلِ ما .......بُليتُ به مِنْ خُبْثِ نَفسٍ غَويَّةِ ؟

إذا رُمْتُ قُرْبَى أبْطأتْ وتلدَّنَتْ ........وما هي فيما تشتهي بالبَطِيَّةِ

شمائلُها لَهوٌ ونومٌ وغفلةٌ ....... وحرصٌ وتأمِيلٌ وسوءُ طَوِيَّةِ

رأتْ مُنقِضاتِ الظهرِ منها خفيفةً ........وعدَّتْ مُوَاطَاةَ الهَوَى كَالْمَزِيَّةِ

حِجَابُ عَمَاها عَن شهودِ صِفاتِها ....... به حُجِبَتْ عن مشهدِ الأحَدِيَّةِ

لذلك أفْنَتْ جِدَّها واجْتِهادَها........وَمَرْغَبَها في الفانيات الرَّدِيَّةِ

يكادُ رِضاها حُكْمَ جَائِرِ نفسِها.......يُمَحِّي رِضَاها حُكْمَ عَدْلِ القَضِيَّةِ

صَحَتْ مِن سماءِ الوارداتِ سماؤُها...... بِعَصْفِ رِيَاحِ الهاجِساتِ الرَّدِيَّةِ

دَعَتْها دَوَاعِيهَا الْكَوَاذِبُ أن قَضَتْ .......بإحْرَازِهَا نَعْتَ النفوسِ الرَّضِيَّةِ

رَزِيَّتـُهَا فيما تراه مُقرِّبًا........وما فيه غَيْرُ الْبُعْدِ أدْهىَ رَزِيَّةِ

يُرِي عَيْنَها الْعَمْيا غِوَايَتَها هُدًى ....... مَنِ انْ يَدْعُهَا لِلْغَيِّ لَبَّتْ وَحَيَّتِ

وعَدتَّ إلهي بالإجَابَةِ مَن دَعَا....... وَنَادَاكَ مُضطَرًّا بإخْلَاصِ نِيَّةِ

يُقِرُّ بِأن لا رَبَّ غَيْرُكَ جَالِبًا ....... لِمَا يُرْتَجَى أو مَانِعًا مِن تَقِيَّةِ

سألْتُكَ يا اَللهُ ذَا الْجُودِ والْغِنَى.......بِوَارِثِ خَيْرِ الْخَلْقِ مُشْكِي الشَّكِيَّةِ

رَبِيعِ أجَادِيبِ الْقُلُوبِ وَغَيْثِهَا ........ وَمُنبِتِ أزْهَارِ الْمَعَانِي الْبَدِيعَةِ

لِتَشْرَحَ لِي صَدْرِي وتَكْشِفَ كُرْبَتِي ......... بِتَيْسِيرِ أمْرِي وانقِيَادِ مَطِيَّتِي

يُبَلِّغُها الْمَجْهُودَ سَوْقُ عِنَايَةٍ........لَهَا سَبَقَتْ مِن رَبِّهَا أزَلِيَّةِ

إلى مَا بِهِ يَغْدُو الْبَعِيدُ مُقَرَّبًا.......وَيُبْدَلُ قُبْحُ الطَّبْعِ حُسْنَ سَجِيَّةِ

مَدَدتُّ إلَيكَ الْكَفَّ يَا خَيْرَ وَاهِبٍ.......فلا تَحْرِمِ الْخَيْرَ الْمُفَاضَ يُدِيَّتِي

رَجَائِيَ فِي جَدْوَاكَ غَيْرُ مُصَغَّرٍ.......وَإن صَغُرَتْ نَفْسِي وَجَلَّتْ خَطِيَّتِي

يَقِينِي وَعِلْمِي أنَّ جُودَكَ وَاسِعٌ.......وَوَعْدَكَ صِدْقٌ مُوثِقَايَ بِظِنَّتِي

أصَرْتُ وُقُوفِي عِندَ بَابِكَ سَيِّدي .......وقَرْعِي لَهُ مِفْتَاحَ بَابِ الْعَطِيَّةِ

أجِرْنِي مِنَ الْإخْفَاقِ واسْمَحْ بِمَطْلَبِي.......وَلَا تُخْزِنِي يَا رَبِّ بَيْنَ الْبرِيَّةِ

مَرَاقِي العُلا ذَلِّلْ لِمَوْطِئ أخْمصِي.......وَزَيِّن بأسْرارِ الْوَلَا والْمَعِيَّةِ

يُعَزُّ ذَلِيلٌ يَسْتَعِزُّ بِعِزِّ مَنْ.......لَهُ الْعِزُّ في دَيْمُومَةِ الصَّمَدِيَّةِ

نَعَمْ وَبِهِ يَقْوَى الضَّعِيفُ وَيَغْتَنِي.......أخُو الْفَقْرِ عَنْ أجْناسِهِ الْبَشَرِيَّةِ

وَأزْكى الْورى طَهَ الشَّفِيعُ وَسِيلَتِي.......إلَيكَ وَرُكْنِي دُونَ كُلِّ بَلِيَّةِ

عَلَيْهِ مَعَ الْآلِ الْكِرَامِ وَصَحْبِهِ......أتَمُّ صَلَاةٍ ثُمَّ أوْفَى تَحِيَّةِ

دَوَامَ مَدَى الدُّنيَا وَمَا اخْتَتَمَتْ بِهِ.......فَرَائِدُ عِقْدِ الصَّفْوَةِ النَّبَوِيَّةِ .

عرض وتقديم: إبراهيم بن موسى



5ـ قصيدة طلعت ببرجك للبرية أسعد

هذه القصيدة العجيبة عبارة عن ثلاث قصائد :
1ـ القصيدة الأولى هي هذه القصيدة في حالتها العادية وهي من البحر الكامل
2ـ القصيدة الثانية وهي البدايات الملونة من بداية كل بيت وتتكون منها قصيدة بديعة من البحر المديد أَثْبَتُّها بعد القصيدة الأم
3ـ القصيدة الثالثة وهي تتكون من البدايات الملونة لبداية كل شطر ثان وهي من البحر البسيط،أثبتها كذلك
إنها تجلٍّ من تجليات عبقرية سلفنا نحن معاشرَ الشناقطة، فلنتشبث بأصالتنا ولنُطورْ من خلالها عصرنا
صاحب هذه القصيدة الغريبة الفريدة هو جدنا الشيخ سيديا الكبير رحمه الله تعالى قالها في الثناء على أحد أبرز شيوخه الذين أحبهم وأخلص لله في حبهم ألا وهو الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيد المختار الكنتي رحمهما الله تعالى ، وفي ثناياها العطرات تنير تعابيرُ ذوْقيةٌ عميقة قد تُشْكل على المُبْتدئين ،ولكن من عرف قدر كلٍّ من المادح والممدوح وعرف قدر المُتلقين في تلك الفترة الذين هم من خيرة العلماء الناصحين المهديين العارفين بالله ،فإنه سيحسن الظن بلا شك،
وقد بلغني أن كل العلماء الذين كانوا حاضرين لإلقاء هذه القصيدة قام كل واحد منهم رحمهم الله تعالى بمدح جدنا الشيخ سيديا الكبير بقصيدة نسَجَها على منوالها اعترافا منهم بفضله ،ولا عجب في ذلك فقد كان جميع من عرفوه هنالك يدعونه بأبي الأنوار لوضوح سطوع النور الإلهي فيه رحمه الله تعالى، قال رحمه الله:
   
طلَعَتْ ببُرْجِكَ لِلْبَرِيَّةِ أَسْعُدُ... أَيَّامَ جَادَ بِكَ الزَّمَانُ الْأَجْوَدُ
مُزْنُ النَّدَى بِسَمَاءِ كَفِّكَ لَمْ يَزَلْ ... يُرْوِي الظِّمَا مِنْهَا الرِّوَاءُ الْمُرْغِدُ
وَطَفَا لِطَائِفَةِ الرُّسُوبِ عَلَى مَطَا... بَحْرٍ بِهِ لَكَ طَوّفُوا مَا يُقْصَدُ
 فَهِمَتْ مُخَاطَبَةُ النُّفُوسِ لِمَن بِهَا... جَثَمُوا لَدَيْكَ خِطَابَ مَنْ يَتَوَدَّدُ
لِلْمُجْتَدِي مِنْ غَمْرِ فَائِضِهِ لُهًى ... تَعْجِيلُ وَاصِلِ جَزْلِهَا لَا يَنفَدُ
طُرَفًا يُزَاحِمُ فِي الْحُصُولِ سَمَاحَةً ...إِبْرَازَهَا مِمَّن جَدَاهَا الْمَوْعِدُ
شَرِبَتْ شَوَارِعُ وِرْدِهَا مِن مَّوْرِدٍ... لَمْ يَحْكِهِ الْبَحْرُ الْخِضَمُّ الْمُزْبِدُ
 مِن لُّجَّةٍ أَمْدَادُهَا وَفُيُوضُهَا...نِعَمٌ عَطَاءُ مُفِيضِهَا مُتَبَدِّدُ
غَمَرَتْ فِجَاجَ الْخَافِقَيْنِ غِمَارُهُ ... يَا لَيْتَهُ مِمَّنْ يَدُومُ وَيَخْلُدُ
وَجَرَتْ لَهُ جُرْدُ الْمَدِيحِ كَمَا جَرَى ... شِعْرِي فَبَرْذَنَهَا عُلَاهُ الْأَمْجَدُ
فِي كَفِّهِ جَمَعَ الْوُجُودَ جَمِيعَهُ ... هَلْ لِلْوُجُودِ يَدٌ بِمَنْ يَدُهُ الْيَدُ
مَن جَاءَهُ مُسْتَرْفِدًا فَلَهُ غِنَى ... لَا يَنقَضِي وَلَهُ مَرَاشِدُ تُسْعِدُ
خَلَفَ الْمَلِيكَ عَلَى الْعِبَادِ فَكُلُّ ذِي ...أَجَلٍ يُمَلِّكُهُ الْقِيَادَ وَيُحْفِدُ
شَبِمًا رَحِيقًا لَا يَنِي مَشْرُوبُهُ ... أَوْ يَنقَضي مَا يَرْتَجِي الْمُتَعَمِّدُ
ذَرَّاتُهُ مِن مَّدِّ نُورٍ أَحْمَدٍ...قَبْلَ الْوُجُودِ سَرَى إِلَى مَنْ يُحْمَدُ
دُرَرُ الْعُلُومِ لِمُعْتَفِيهِ رَمَى بِهَا ...أَن جَاشَ لُؤْلُؤُ فَيْضِهِ وَزَبَرْجَدُ
خُبِئَتْ وَمَا بَرِحَتْ فَرَائدُ حِكْمَةٍ ...يَقْضِي بِهَا لِفَرِيدِهِ الْمُتَفَرِّدُ
فِي خِدْرِ أَصْدَافِ الْغُيُوبِ وَلَمْ يَكُ الْ...حَكَمُ الذِي آتَاهُ حُكْمًا يُعْبَدُ
هَذَا وَأَسْرَارُ الْمَعَارِفِ كُلِّهَا ... لَوْ حُمَّ مَشْهَدُهَا لَهَا هُوَ يَشْهَدُ
صَدَفًا تُصَانُ بِهِ الْجَوَاهِرُ صَانَهُ ... فِي الْحَالِ مَنْ هُوَ سَيِّدٌ وَمُحَمَّدُ
صَدَفَتْ لِوِجْهَتِهِ الْوُجُودُ فَقَاصِدٌ ... مَا لَا يَزَالُ وَقَاصِدٌ مَا يَنفَدُ
عَن صَوْبِهِ لَمْ تَنصَرِفْ رَغَبَاتُنَا ... نَرْجُوهُ لِلْجَلَل الذِي هُوَ مُؤْيِدُ
أُمَمٌ مِنَ الشُّؤْمِ الْمُبِيدِ غَمَصْنَهُ... مِن ثَمَ غَاصَ بِهَا الزَّمَانُ الْأَنكَدُ
جَهِلُوا غَنَاءَ الْغَوْثِ فِي الْجُلَّى وَفِي ... أَرَبٍ عَلَيْهِ انسَدَّ بَابٌ مُوصَدُ
مِقْدَارُ مَن دَارَتْ بِهِ أُرْحِي الْوَرَى ... مَا ضَرَّهُ جَهْلُ الْحَقِيرِ وَمَزْهَدُ
مَنْ عِندَهُ فَتْحُ الرِّتَاجِ وَغَلْقُهُ ... هَالَ الْجَهُولَ بِهِ الْجَفَا وَالْمَطْرَدُ
عَرَفَ الذي مِنْ غَيِّهِمْ جَهِلُوا بِهِ ... أَرْوَاحُ نَاسٍ جُندُهَا يَتَجَنَّدُ
قَرْمٌ عَلَى الْمَجْدِ الْمُؤَثّلِ شَأْوُهُ ... إن كَلَّتِ الْأَجْوَادُ ، شَأْوٌ مُبْعِدُ
قُطْبٌ بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ كَافِلٌ ...شَالَتْ عِنَايَتُهُ عَنَاءً يُجْهِدُ
سَخَتِ الْعُصُورُ بِهِ وَمَن تَكُ عِندَهُ الْ...قَدَمُ الْمَكِينَةُ لَمْ يَسَعْهُ الْمَرْفَدُ
كَرَمًا أَمَدَّ بِهِ الْكَرِيمُ عِبَادَهُ ... بَلْ كَانَ مِنْهُ لِمَا عَفَوْهُ مُجَدِّدُ
يَدُهُ إِلَى حِزْبِ الْهُدَى مُدَّتْ بِمَا .... لَوْ شَاهَدُوهُ مَسَرَّةً لَمْ يَرْقُدُوا
كَالسَّيْلِ جَاءَ حَمِيلُهُ مُتَدَفِّقًا ... رَمَتِ الْغُثَاءَ فُيُوضُهُ تَتَفَيَّدُ
إِن تَرْمِ عَن صِدْقِ الْإِرَادَةِ نَحْوَهُ ... نَظَرًا لِتَلْحَظَكَ الْحُظُوظُ الْحُفَّدُ
زَحَفَتْ إِلَيْكَ مِنَ الْفُتُوحِ خَزَائِنٌ ... فِي قُطْرِ نَائِلِهَا الْهَنَاءُ الْأَرْغَدُ
نُشِرَتْ بِدَعْوَتِهِ الْبِلَادُ وَمَيْتُهَا ... حَدَبًا ووَهْدًا إِذْ جَفَاهَا الْمُثْئِدُ
مِن جُودِهِ جَادَ الضَّنِينُ وَمُرْتَمَى ... أَلْحَاظِهِ يُغْنِيكَ مَنْ يَسْتَرْشِدُ
رِمَمُ اتِّبَاعِ الْمُصْطَفَى بُعِثتْ بِهِ ... مِن بَعْدِ مَا أَفْنَى قُوَاهَا الْمُلْحِدُ
فَنِيَتْ بِهِ سُودُ الْمَسَاوِي مِثْلَمَا ...سَعِدَتْ بِهِ شُمُّ الْعُلَا وَالسُّؤْدَدُ
كَالْجَوْدِ تَخْلِيَةً وَتَحْلِيَةً إِذَا ... مِن لَّحْظِهِ يَهْمِي بِحَالِكَ مُمْئِدُ
إنْ يَحْتَوِشْكَ مِنَ اللَّعِينِ وَجُندِهِ ... أُمَمٌ فَرُمْتَ بِهِ الْإِعَانَةَ يُنجِدُ
وَكَفَاكَ مِن دَفْعٍ بِمَا لَوْ شَنَّهُ ...لَانشَقَّ مِنْهُ عَلَى الْقَسَاءِ الْجُلْمُدُ
وَنَفَى إِذَا اسْتَدْعَيْتَهُ مِن مُعْضِلٍ ...فِي الْحِينِ عَنكَ دُعَاهُ مَا لَا يُطْرَدُ
مِصْبَاحُهُ مِ الْجَهْلِ يُجْلَى حَالِكٌ ... عَن شَاهِدِيهِ بِمَا تَوَهَّجَ أَسْوَدُ
ظُلَمًا يُزِيحُ فَيَكْتَسِي مِن ضِدِّهَا ... مَحْجُوبُ نَافِرِهَا سَنًا لَا يَخْمُدُ
أَلِفَتْ كَوَاكِبُهُ سَمَاءً كَاشِفًا ...حُجُبَ الرُّيُونِ سِرَاجُهَا الْمُتَوَقِّدُ
مَكْنُونُ أَسْرَارِ الْعَليمِ بِصُرَّةٍ ... حِيكَتْ مِنَ الْغَزْلِ الذِي هُوَ يُحْصِدُ
مَن سَرَّهُ هَدْيُ الْمُهَدِّي فَلْيَسِرْ ... وُسْعًا بِمَا يَعْتَادُ هَذَا السَّيِّدُ
أَلِفَ الْوَرَى بِفَوَاتِحٍ لَوْ سَدَّهَا ... لَانسَدَّ مِن سُبُلِ الْهِدَايَةِ مَرْصَدُ
وَشَفَى بِمَرْهَمِ خُلْقِهِ أَدْوَاءَهُمْ ...مِن كُلِّ ضِغْنٍ ضَاقَ عَنْهُ الْمِسْرَدُ
تِرْيَاقُهُ مِن كُلِّ سُمٍّ نَاقِعٍ ... مَفْلُولُ نَاجِذِهِ صَرِيعٌ يُبْرِدُ
عِلَلًا تَقُودُ إِلَى الْبَوَارِ تَصُدُّهَا ... ثُلَمٌ بِهَا هُوَ قَائِدٌ فَمُوَرِّدُ
جَثَمَتْ عَلَى الرُّكَبِ الْبُغَاةُ وَقَوْلُهَا ... إِنَّا لَنَا مِنكَ الْمُقيمُ الْمُقْعِدُ
فِي جَوْفِ مَسْجِدِهِ وَمَحْضِ تُقَاتِهِ ... وَإِنِ اعْتَدَوْا يُتْقِيهِمُ وَيُسَجِّدُ
مِن كُلِّ مَنزِلَةٍ تَزِينُ وَرُتْبَةٍ ... عَظُمَتْ لِأَخْمَصِهِ الْمَقَامُ الْأَصْعَدُ
دَنِفَ التُّقَى لَوْ لَمْ يُدَارِكْ مَا جَنَتْ ... زَلَّاتُ نَاقِضِهِ دَوَاهُ الْأَحْمَدُ
وَبَنَى لَنَا مِن صَخْرِهِ أَحْمَى حِمًى ... فَلَنَا بِهِ عِزٌّ مُنِيفٌ أَيِّدُ
لِلدِّينِ يَدْعُو بِالْمَوَاعظِ زَانَهَا ... بِالْحُبِّ مِنْهُ وَمَا يَوَدُّ الْأَصْيَدُ
إِذْ حَقُّ مَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ تَأَلُّفٌ ... فِي اللهِ ثُمَّ إِذَا أَبَى فَتَهَدّدُ
عَظُمَتْ سِيَاسَتُهُ تَبَارَك رَبُّنَا ... مَن لَّمْ يَسُسْهُ مِنَ الْهِدَايَةِ يَبْعُدُ
فِتَنُ الدَّجَاجِلةِ الْغُوَاةِ فَرَرْنَ مِنْ ... تِلْقَائِهِ مِنْ خَوْفِ رَمْيٍ يُقْصِدُ
تَغْتَالُهُنَّ بِهِ مَغَبَّ تَطَرُّدٍ ... ذِمَمٌ مِنَ الْحَقِّ الْمُهَيْمِنِ طُرَّدُ
غُرَفًا بِهَا تُحْمَى الْمَحَارِمُ شَادَهَا ... نَدْعُو كَرِيمًا ذَبَّ عَنْهُ يُؤَيِّدُ
وَحَشَا الْبَصَائِرَ إِثْمِدًا فَعُيُونُهَا ... يَاْبَى لَهَا فَقْدَ الشُّهُودِ الْإِثْمِدُ
أَبْوَابُهَا مِن بَعْدِ رَتْجٍ حَلَّهَا ... رَبٌّ يَحُلُّ بِهِ الرِّتَاجَ وَيُوصِدُ
حَرَسًا يَبِيتُ مُرَاقِبَ الْمَوْلَى إِذَا ...يَأوِي لِمَرْقَدِهِ الْوَخِيمُ الْأَبْلَدُ
هِمَمًا بِهَا يُفْنِي وَيُوجِدُ خُصَّ بِالــلهِ الذِي هُوَ كُلَّ شَيْءٍ يُوجِدُ
يَحْمِي نِهَايَتَهَا النِّهَايَةُ أَنَّ مَنْ ... يَاْبَى سِوَاهُ مَنَاطُهَا مُتَأَبِّدُ
تُلْفَى عَلَى مَرِّ الْمَدَى أَفْكَارُهُ ... صُمُدًا إِلَى مَنْ غَيْرُهُ لَا يُصْمَدُ
وُقُفًا مَعَ الْآدَابِ فِي حَرَكَاتِهَا ... إِنْ حَثَّهَا مُتَوَعِّدٌ أَوْ مُوعِدُ
فِي كُلِّ ذَا مِنْ غَيْبَةٍ فِي السِّرِّ لَا ... قَالٌ يَرِيبُ وَلَا نُدُودَ يُنَدِّدُ
سَلَفًا تَجِدُّ بِعَزْمِهِ الْهِمَّاتُ فِي ...  كِنٍّ يَتِيهُ بِهِ الْألَفُّ الْمُخْلِدُ
سَلَكُوا سَبِيلًا سَابِلًا مَهْمَا بِهِ ... كَانَ ائْتِمَامَهُمُ الْفَرِيقُ الْوُرَّدُ
مِنْهَاجُهُ مِنْهَاجُ قَوْمٍ جَدَّدُوا ... مَا رَمَّ مِن دِينِ الرَّسُولِ وَشَيَّدُوا
مِن كُلِّ عِرْنِينٍ أَشَمَّ مُهَذَّبٍ... يَقْضِي الْعِيَانُ بِأَنَّهُ مُتَوَحِّدُ
سَلَفٌ تَسَلَّفَ رَبُّهُ مِن سَعْيِهِ ...  وجِهَادِهِ مَا يَشْكُرُ الْمُسْتَرْفِدُ
نُخَبٌ تَنَخَّبَهَا الْجَلِيلُ وَضَمَّهَا ... مَا مِنْهُمُ فَظٌّ وَلَا مُتَشَدِّدُ
مُخْتَارةٌ مِن بَاحةِ الْكُنتِيِّ لَمْ ... يَسِمِ الطُّلَى مِنْهَا عَنِيفٌ يُفْسِدُ
نَجَلُوا جَحَاجِحَ جِلَّةً يُبْقِيهِمُ ... إِن بَادَرُوا الْخُلْدَ الثَّنَاءُ الْمُخْلِدُ
نُخَبًا بِمَا انتُخِبَتْ بِهَا أوْقَاتُهَا ... تُؤْتِي الْمَوَاقِتَ كُلَّهَا مَنْ يُعْبَدُ
مُخْتَارَةُ الْهِمَم الْعَوَالِي عَن جَفَا النُّـــجْحِ الْمُؤَمَّلِ مِنْهُ فَضْلٌ أَوْحَدُ
خُلَفَاءُ قَدْ رُفِعُوا بِمَا أَوْلَاهُمُ ... مِن ضَمِّهِ الْعَلَمُ الْمُنَادَى الْمُفْرَدُ
فَهُمُ إِذَا ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِنَا ... حَاجَاتُنا الشُّمُّ الْكِرَامُ الْمُجَّدُ
لَا أُبْعِدُوا مِن سَادَةٍ أَسْدَوْا لَنَا .... وَطَرًا يُضَنُّ بِعِلْقِهِ لَا أُبْعِدُوا
سُرُجٌ تُضِيءُ لِمَن دَنَا وَلِمَن قَصَى ... أَنفَاسُ سَاطِعِهَا الذِي يَتَصَعَّدُ
كَشَفَتْ شَوَاعِلُ ضَوْئِهِنَّ غَيَاهِبًا ... رَاجِي هَزِيمَةِ جُندِهَا مُتَجَلِّدُ
عَن مُّجْتَلٍ طَلَبَ الْإِغَاثَةَ حَالُهُ ...مِنْ غَوْثِهِمْ لَا تَسْتَنِيمُ الْعُضَّدُ
سُدْ فَاقِدَ الْعَثَرَاتِ إِن تَعْثُرْ بِهِمْ ... فَقَدَ انْهَضَتْكَ الْمُنْهِضَاتُ السُّعَّدُ
بِهِمُ يُزَالُ مِنَ الزَّلَازِلِ مَالَهُ ... غمَمٌ يَضِيقُ بِهَا الْهُمَامُ الصِّندِدُ
يُهْدَى إِلَى دَفْعِ الْعَنَاءِ مَنِ اعْتَنَى ...بِمَنِ اقْتَنَى بِهِمُ السُّعُودَ وَيَسْعَدُ
سُبُلُ الْمَعَارِفِ وَالْعَوارِفِ والْعُلَا ... هُمْ نَاصِبُو أَعْلَامِهِنَّ لِيُرْشِدُوا
ذَلِّلْ بِهِمْ عِزَّ الْأَعِزَّةِ وَاشْأ مَن ... سَبَقُوا وَقُدْ بِقِيَادِهِمْ إِنْ يَهْتَدُوا
مَا شِئْتَ فَافْعَلْ إِنْ يَجُلْ بِكَ مِنْهُمُ... فِي الشَّأْوِ جَوَّابُ الْمَيَادِنِ أَجْرَدُ
إِنَّ الْكِرَامَ الْمُرْفِدِينَ هُمُ إِذَا ... أَذْوَى الْهُمُودُ نَدَى يَدَيْ مَنْ يَرْفِدُ
حَوَتِ الْمَصُوغَ الْفرْدَ مِنْهُمْ صِيغَةٌ... مَلَكُوا بِهَا قَصَبَ السِّبَاقِ وَأَفْرَدُوا
حَنَفًا عَنِ النَّهْجِ الْمُعَبَّدِ مَنْ هَدَى ... بِالْفَرْضِ مِنْهُمْ لَا يَخَافُ وَمَنْ هُدُوا
وَرِثّتْ شَنَاشِنَهُمْ ذَوُو أَحْسَابِهِمْ...مِيرَاثَ مَنْ يَعْلُو عُلَا مَنْ يَمْجُدُ
عَنْ خَاتِمِ الرُّسْلِ الْمُقَفَّى مَن لَّهُمْ... مِيرَاثُهُ فِي الْجِنسِ فَخْرٌ مُتْلَدُ
وَقَفَتْ بَنُو أَصْلَابِهِمْ آبَاءَهَا ... حُكْمَ الْقُسُوسِ عَلَى الْخُطَى يَتَزَيَّدُ
بَلْوَى هَوَاهُمْ فِي الْهَوَى أَلْوَوْا بِهَا ... لَا زَالَ مِنْهُمْ لِلْمَعَادِ مُعَوِّدُ
الْأَوْلِيَاءُ هُمُ مَقَابِسُ نُورِهَا ... مِن نُّورِهِمْ كُلُّ الْقِبَاسِ الْوُقَّدُ
فَكَفَاهُمُ فَضْلًا بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... صَلَوَاتُ مُرْسِلِهِ عَلَيْهِ تَجَدَّدُ
غَنِيَتْ بِهِمْ شِرْعَاتُهُ فِي مَعْقِلٍ ... الْبِرُّ يَاْلَفُهَا وَتُجْفَى الْمُرَّدُ
فِي كِنِّ هِمَّتِهِمْ يُكَنُّ  الْكَوْنُ إِنْ ... يَعْمَدْهُ مِن جُندِ الْمَفَاسِدِ عُنَّدُ
رُحَمٌ سَعَى بَعْدَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ... فِي جَمْعِ شَتَّاهَا الْوَلِيُّ مُحَمَّدُ
عَطَفَتْ عَوَاطِفُ مِنْ عِنَايَتِهِ عَلَى ... أَصْحَابِهِ حَتَّى يَرَوْا مَنْ يَعْبُدُ
مِن رَّبِّنَا الْهَادِي عَلَى الْهَادِي هَمَتْ ... مُنْهَلَّةَ تَهْتَانُهَا مُتَسَرْمِدُ
تُحَفًا لَهُ فِي آلِهِ وَصِحَابِهِ ... دِيَمٌ مِنَ الزُّلْفَى بِهَا خُتِمَ الْغَدُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمات الملونة من بداية كل بيت تقرأ على هذا النحو فتتولد منها قصيدة من البحر المديد، وهي :

طَلَعَتْ مُزْنُ النَّدَى وُطُفَا ...فَهَمَتْ للْمُجْتَدِي طُرَفَا
شَرِبَتْ مِن لُّجَّةٍ غَمَرَتْ ...وَجَرَتْ مِن كَفِّ مَنْ خَلَفَا
شَبِمًا ذَرَّاتُهُ دُرَرٌ...خُبِئَتْ فِي خِدْرِهَا صَدَفَا
صَدَفَتْ عَن صَوْبِهِ أُمَمٌ ...جَهِلُوا مِقْدَارَ مَنْ عَرَفَا
قَرِمٌ قُطْبٌ سَخَتْ كَرَمًا ... يَدُهُ كَالسَّيْلِ إِن زَحَفَا
نُشِرَتْ مِن جُودِهِ أُمَمٌ ... فَنِيَتْ،كَالْجَوْدِ إِن وَكَفَا
وَنَفَى مِصْبَاحُهُ ظُلَمَا ...أَلِفَتْ مَكْنُونَ مَنْ أَلِفَا
وَشَفَى تِرْيَاقُهُ عِلَلًا...جَثَمَتْ فِي جَوْفِ مَن دَنِفَا
وَبَنَى لِلدِّينِ إِذْ عَظُمَتْ ...فِتَنٌ تَغْتَالُهُ غُرَفَا
وَحَشَا أَبْوَابَهَا حَرَسًا ... هِمَمًا يَحْمِينَهَا تَلَفَا
وَقَفَا فِي كُلِّ ذَا سَلَفًا ...سَلَكُوا مِنْهَاجَ مَن سَلَفَا
نُخَبٌ مُخْتَارَةٌ نَجَلُوا ... نُخَبًا مُخْتَارَةً خُلَفَا
فَهُمُ لَا أُبْعِدُوا سُرُجٌ ... كَشَفَتْ عَن مُجْتَلٍ سُدُفَا
بِهِمُ يُهْدَى إِلَى سُبُلٍ ...ذُلُلٍ مَا إِنْ حَوَتْ حَنَفَا
وُرِثَتْ عَنْ خَاتِمٍ وَقَفَتْ ... بِلِوَاهُ الْأَوْلِيَا فَكَفَى
غَنِيَتْ فِي كِنِّهِ رُحَمٌ ... عَطَفَتْ مِن رَّبِّنَا تُحَفَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتتولد من الكلمات الملونة من الشطر الثاني هذه القصيدة من  البحر البسيط على النحو التالي:

أَيَّامَ يُرْوِي الظِّمَا بحْرٌ بِهِ جَثَمُوا... تَعْجِيلُ إبْرَازِهَا لَمْ يَحْكِهِ نِعَمُ
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ هَل لَّا يَنقَضِي أَجَلٌ ... أَوْ يَنقَضِي قَبْلَ أنْ يَقْضِي بِهَا الْحَكَمُ
لَوْ حُمَّ فِي الْحَالِ مَا نَرْجُوهُ مِنْ أَرَبٍ ...مَا هَالَ أَرْوَاحَنَا أَن شَالَتِ الْقَدَمُ
بَل لَّوْ رَمَتْ نظَرًا فِي قُطْرِنَا حَدَبًا ...أَلْحَاظُ مَن سَعِدَتْ مِن لَحْظِهِ أُمَمُ
لَانشَقَّ فِي الْحِينِ مِنْ مَحْجُوبِنَا حُجُبٌ... حِيكَتْ ولَانسَدَّ مِن مَّعْلُولِنَا ثُلَمُ
إنَّا وَإِنْ عَظُمَتْ زَلَّاتُنَا فَلَنَا ... بِالْحُبِّ فِي اللهِ مِن تِلْقَائِهِ ذِمَمُ
نَدْعُوكَ يَا رَبِّ يَا اللهُ يَا صَمَدٌ ... إن قَال كُن كَانَ مَا يَقْضِي وَمَا يَسِمُ
أن تُؤْتِيَ النُّجْحَ مِنْ حَاجَاتِنَا وَطَرًا ... أَنفَاسُ رَاجِيهِ مِن فِقْدَانِهِ غُمَمُ
بِمَنْ هُمُ سَبَقُوا فِي الْمَجْدِ إِذْ مَلَكُوا ... بِالْفَرْضِ مِيرَاثَ مَن مِيرَاثُهُ حِكَمُ
لَا زَالَ مِن صَلَواتِ الْبَرِّ يَعْمَدُهُ ... فِي جَمْعِ أَصْحَابِهِ مُنْهَلَّةً دِيَمُ.


6
ـ 

السبت، يناير 22، 2011



مكارم الأخلاق






يقول الشيخ سيدِيَّا الكبير رحمه الله تعالى ونفعنا ببركته وعلومه آمين،داعيا إلى مجاميع مكارم الأخلاق :









أَيَا مَعْشَرَ الْإِخْوَانِ دَعْوَةُ نَادِبِ ــ إِلى الْحَقِّ وَالْمَعْرُوفِ ليْسَ بِكَاذِبِ



أعِيرُونِيَ الْأَسْمَاعَ أُهْدِ إِلَيْكُمُ ــ وَصِيَّةَ صَافِي النُّصْحِ غَيْرِ مُخَالِبِ



فَهَذَا أَوَانُ النُّصْحِ وَسَّطَ نَجْمُهُ ــ لِتَوْسِيطِ نَجْمِ الْبَيْنِ بَيْنَ الْأَصَاحِبِ



فَلَا تُنتِجُوا الْبَغْضَاءَ بِالْمَزْحِ بَيْنَكُمْ ــ بَلِ اسْتَنتِجُوا بِالدِّينِ وُدَّ الْأقَارِبِ



فَكَسْرُ الْأوَانِي بِالدِّفَاعِ مُرُوءَةً ــ يُبَايِنُ فَضْلًا كَسْرَهَا بِالتَّجَاذُبِ



وَمَن كَانَ ذَا لَوْحٍ وَهَمٍّ وَطَاعَةٍ ــ فَلَا يَدْنُ لِلْمُسْتَصْبِيَاتِ اللَّوَاعِبِ



فَمَا أفْسَدَ الْألْوَاحَ وَالْهَمَّ وَالتُّقَى ــ كَبِيضِ التَّرَاقِي مُشْرِفَاتِ الْحَقَائِب



مِرَاضِ الْعُيُونِ النُّجْلِ حُوٍّ شِفَاهُهَا ــ رِقَاقِ الثَّنَايَا حَالِكَاتِ الذَّوَائِبِ



وَمَن كَانَ مِنكُمْ ذَا وِدَادٍ وَخُلَّةٍ ــ لِمُرْتَفِعِ الْأخْلَاقِ جَمِّ الْمَنَاقِبِ



لِيَسْحَبْ عَلَى عَيْبِ الْخَلِيلِ ذُيُولَهُ ــ وَيَسْتُرْ فَشَأْنُ الْخِلِّ سَتْرُ الْمَعَايِبِ



وَلَا يُنسِهِ قُبْحُ الطَّوَارِي إذَا أسَا ــ مُعَاشِرُهُ حُسْنَ الْخِصَالِ الذَّوَاهِبِ



خَلِيلِيَ لَا أُبْدِي إلَى مَن يَذُمُّهُ ــ طَلَاقَةَ وَجْهِي بَلْ عُبُوسَةَ حَاجِبِي



أُحِبُّ الذِي يَهْوَى وَأُبْغِضُ مَا قَلَى ــ وَلَسْتُ عَلَيْهِ إِنْ يَزِلَّ بِعَاتِبِ



إذَا مَا دَعَا يَوْمًا لِصَدْمَةِ حَادِثٍ ــ أَلَمَّ عَلَيْهِ كُنتُ أوَّلَ وَاثِبِ



وَلَيْسَ بِعَادٍ عَنْهُ تَهْوِيلُ خَطْبِهِ ــ وُثوبِي فَإِنَّ الْخِلَّ خِلُّ النَّوَائِبِ



وَمَنزِلَةُ الْإِخْوَانِ فِيهَا تفَاضُلٌ ــ فَمِنْهُمْ لَذِيذُ الطَّعْمِ عِندَ الْمُصَاحِبِ



وَمِنْهُمْ زُعَاقٌ لَا تُطاقُ طِبَاعُهُ ــ مُعَاشِرُهُ يَرْتَاحُ إذْ لَمْ يُقَارِبِ



وَمِنْهُمْ فَجُورٌ يُظْهِرُ الْوِدَّ كَاذِبًا ــ مَذَاهِبُهُ فِي الْكِذْب فَوْقَ الْمَذَاهِبِ



وَكَائِنْ تَرَى مَن تَزْدَرِي وَتَظُنُّهُ ــ لَئِيمًا إذَا يُمْنَاهُ هَطْلَى سحَائِبِ



ألَا رُبَّمَا كَانَ الْكَرِيمُ بِظَاهِرٍ ــ لَئِيمًا لَهُ فِي الْبُخْلِ غَوْصَةُ رَاسِبِ



وَمَا النَّاسُ إلا مِثْلَ مَا قِيلَ سَابِقًا ــ  صَنَادِيقُ سُدَّتْ فَتْحُهَا بالتَّجَارِبِ.






السبت، أكتوبر 05، 2013


7 ـ     الأرجوزة الإبريزية للشيخ سيدِيَّ الكبير

        يقول الشيخ سِيدِيّ الكبير رحمه الله تعالى ورفع درجته ومقامه مهنئا آل محمد فودي،ومخاطبا منهم ألْفَا عبد الله بهذه الأرجوزة البديعة المطربة الرنانة ،ردا على أرجوزته التي بعث بها إلى الشيخ سيد محمد الكنتي رحمه الله تعالى :



لِيَهْنِ صَبّا مُغْرَمًا يَنُوحُ
لِصَائِدِ الرُّشْدِ لَهُ سُنُوحُ
وَيَهْنِ مَن لَيْسَ لَهُ جُنُوحُ
وَمَن صَفَاءُ وُدّهِ مَمْنُوحُ
أَنّ رِتَاجَ نُجْحِهِ مَفْتُوحُ
وَبَرْقَ نُورِ جَلْبِهِ يَلُوحُ
وَأَنّهُ مِنْ حِبّهِ مَلْمُوحُ
وَأَنّهُ عَلَى النّوَى مَنفُوحُ
مِنْ حَضْرَةٍ فُؤَادُ مَنْ يَرُوحُ
بَلْ كُلُّ صَدْرٍ وَدّهَا مَشْرُوحُ
وَكُلُّ جِيلٍ خَمّهَا نَجُوحُ
فَكَيْفَ لَا وَفَرْعُهَا وَالْبُوحُ
فَمَسْرَحُ الْأَمْرِ بِهَا مَسْرُوحُ
وَشَرْبُ مَنْ يَسْقِي الصّفَا مَصْفُوحُ
وَشَيْخُهَا قُطْبُ الرّحَى الرّجُوحُ
أُتِيحَ فِي ذَرَاهُ مَا يَتُوحُ
يُنطَحُ عَن تَصْرِيفِهِ الْمَنطُوحُ
فَكُلّ طَائِحٍ بِهِ يَطُوحُ
وَكُلّ رَاجِحٍ بِهِ رَجُوحُ
فَهْوَ عَلَى لِمّاتِهِ الصّفُوحُ 
وَالْحَقّ عَن مَسْعَاهُ لَا يَزُوحُ
وَأَنتَ يَا أَخَا الْوَفَا الْمَذْبُوحُ
أَبْشِرْ بِمَدّ مَالَهُ مُصُوحُ 
وَنُصْرَةٍ بَارِحُهَا كَسُوحُ
شُهْبُ الْمَجَالِيحِ بِهَا تَجُوحُ 
ثُمّ عَلَيْكَ أَيّهَا النّصُوحُ 
وَإِن نّأَتْ بِكُمْ نَوًى تَلُوحُ
سَخَتْ بِهَا مَوَدّةٌ نَصُوحُ
وَأَنّكُمْ حِزْبٌ بِهِ مَصُوحُ
رَدَدتّمُ فَرْضًا لَهُ جُمُوحُ
لِلهِ مَا أَبْلَيْتُمُ وَرُوحُ
فَإِذْ سَطَتْ مِنَ الْعِدَا نَبُوحُ
صَابَرْتُمُ وَصَبْرُكُمْ مَمْدُوحُ
حَتّى إِذَا تَكَاثَرَ الْجُرُوحُ
وَحَمِيَ الْوَطِيسُ وَاللّفُوحُ 
شَدَدتّمُ وَهَيْفُكُمْ نَفُوحُ
بِكُلّ قَرْمٍ قِدْرُهُ يَفُوحُ
يَذْمُرُهُ مُهَنّدٌ شَرُوحُ
أَوْ لَدْنَةٌ عَسّالَةٌ رَمُوحُ
أَوْقَتُّ نَبْلٍ قَوْسُهُ ضَرُوحُ
يَرْدَى بِهِ مُعَوّدٌ صَبُوحُ
أَوْ نَهْدَةٌ مَرْكَلُهَا مَجْلُوحُ
فَانْهَزَمُوا وَكُلُّهُمْ مَقْرُوحُ
وَأَدْبَرُوا وَنَهْبُهُمْ فُضُوحُ
وَرُحْتُمُ بِخَيْرِ مَا يَرُوحُ
أَكَارِمًا لَيْسَ بِهِمْ أُنُوحُ
فَهَذِهِ رَشّاشَةٌ مَنُوحُ
يَقْضِي لَهَا التّصْرِيحُ وَالسّنُوحُ
يَهْوِي بِهَا الشُّرُوقُ وَالْجُنُوحُ

وَمَا سِوَى الزُّلْفَى لَهُ مَنُوحُ
وَقَلْبُهُ إِلَى الْعُلَا مَسْنُوحُ
لِغَيْرِ مَا الْهَادِي لَهُ جَنُوحُ
لِمَن بِهِ عِذْقُ الصّفَا مَقْنُوحُ
وَغَرْبَ شُهْدِ وِرْدِهِ مَمْتُوحُ
بِلُوحِ جَوّ صَوْبُهُ صُلُوحُ
بِلَمْحَةٍ بِهَا الرّضَا لَمُوحُ
بِنَفْحَةٍ نَسِيمُهَا يَفُوحُ
بِهَا وَيَغْدُو عَبِقٌ وَالرّوحُ
وَكُلُّ قَلْبٍ رَدّهَا مَقْرُوحُ
وَكُلُّ جَمْعٍ رَامَهَا مَجُوحُ
بِسِرّ سَيْرِ الْمُصْطَفَى يَبُوحُ
وَمَطْرَحُ النّهْيِ بِهَا مَطْرُوحُ
بِهَا عَلَى الْكَأْسِ لَهَا طُفُوحُ
بِكُلّ صَنجَةٍ لَهَا رُجُوحُ
وَفِي حِمَاهُ حُمّتِ الْفُتُوحُ 
وَتَرْهَبُ الْجَمّا بِهِ النّطُوحُ 
وَكُلّ مَبْطُوحٍ بِهِ مَبْطُوحُ
وَكُلّ مَرْجُوحٍ بِهِ مَرْجُوحُ
وَهْوَ عَلَى عِلّاتِهِ النّفُوحُ
وَالْبُطْلُ عَنْهُ دَائِمًا نَزُوحُ
بِحُبّهِ وَحُبّهُ رَبُوحُ
وَثِقْ بِوَعْدٍ صِدْقُهُ مَنصُوحُ
بِهِ صَعِيدُ مَن طَغَى مَكْسُوحُ
أُصُولَ مَنْ عَنِ الْهُدَى يَجُوحُ
وَالْجِهْبِذُ الْمُقَدّمُ الْفَصُوحُ
تَحِيّةٌ حَامِلُهَا دَلُوحُ
رَوْضَتُهَا غَنّاءُ لَا تَصُوحُ
مِنَ الضّلَالِ الْمُحْصَدُ الْمَنصُوحُ
إِذْ عَاقَ عَنْهُ عَجْزٌ اَوْ طُمُوحُ
زَحْفِ الْعِرَاكِ جَبْرَئِيلُ الرّوحُ
وَازْدَحَمَ الضّبُوحُ وَالنّبُوحُ
وَكَالْجِهَادِ يَحْمَدُ الْمَفْدُوحُ 
وَنُكّئَتْ مِنَ الْعِدَا قُرُوحُ
فَالْكُلّ مِن لّهِيبِهَا مَلْفُوحُ 
بِحَطْمِكُمْ تَنْحَطِمُ السّفُوحُ
وَحَظُّ نَفْسِهِ الدّمُ الْمَسْفُوحُ
لَا يَنثَنِي أَوْ يَنثَنِي الْمَشْرُوحُ
يَقْضِي بِهَا لِحِينِهِ الْمَرْمُوحُ 
تَبْرُزُ عِندَمَا تَرِنُّ الرُّوحُ
عَبْلُ الشّوَى مُنجَرِدٌ سَبُوحُ
مَفْغُورَةُ الْفُوهِ لَهَا كُلُوحُ
وَجُلْتُمُ وَكُلّكُمْ مَفْرُوحُ
وَالنّبْلُ فِي أَكْتَافِهِمْ مَنضُوحُ
بِهِ ابْنُ حُرّةٍ لَهُ تُرُوحُ
وَلَا لَهُمْ فِي مُعْضِلٍ أُنُوحُ
حِبّ الْمُرَادِ أَنّهُ قَنُوحُ
بِأَنّ رَامِي عِرْضِكُمْ مَجْنُوحُ
لَكُمْ وَيَنتَحِي الْبَرِيدُ نُوحُ .



















8 ـ













محاولةُ استنطاقِ ذكرى غزوةِ بدر /شعر إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 مُحَاولةُ اسْتِنطَاقِ ذِكْرَى غَزْوَةِ بَدْرٍ /شعر إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  أَبَدْرَ الْفَتْحِ مَا لَكَ مِنْ أُفُولِ              ...