ستبدأ بمشيئة الله تعالى بعد ساعات قليلة فعاليات مهرجان الشعر العربي الفصيح بالعاصمة نواكشوط بحضور شعراء من دول عربية وعدد من شعراء البلد المضيف ،فمرحبا بالشعر والشعراء في بلاد يحب أهلها الشعر ويحبهم ،ومن شدة تعلقهم به وحرصهم عليه أنهم صبغوا به جميع علومهم من فقه وثقافة وطب وفلك وأدعية وغيرها ،فصاغوها أنظاما لِيُغرُوا بهذا الأسلوب البديع شاعريتَهم وحِسَّهُم المرهَفَ على مُصَاحَبتهم إذْ يُعالجون تلك العلوم التي لا تتعامل إلا مع العقل مجردا من العواطف ،إلا أنه من غير المقبول أن يدخل الشعر إلا مُدْخَل صِدْقٍ لا إلى عالم التنافس الخاضع لمنطق هذا العصر الذي يعاني من التشوه في كل شيء ،ويَتحكم في اقتصاده وتفكيره ومصيره مَن لا يقيمون للمشاعر الإنسانية وزنا ولا يولونها اعتبارا،حياتُهُم بَيْعٌ لكل شيء بأغلى ثمن وشراءٌ لكل شيء بلا ثمن ،لا يريدون أن ينجوَ من جشعهم دينٌ ولا شعرٌ ولا فكرٌ،فاحذروا أيها الشعراء من مكائد أعداء المشاعر ،وعُودُوا بالشعر إلى مِثالية (عكاظ) لكي تستحق قصائدُكم أن تكتبَ بالذهب وتُعَلقَ على أستار الكعبة ،ويَطْربَ لها السامعُ لا يَطرب لها إلا لأنها شعرٌ.
ــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى