صحيح البخاري:
بَاب الِاغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَقَالَ عُمَرُ تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا
73 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا.
1ـ فتح الباري لابن حجر :
قوله لا حسد الا في اثنتين رجل بالجر ويجوز الرفع على الاستئناف والنصب بإضمار أعني, قوله على هلكته بفتحات أي على اهلاكه أي انفاقه في الحق قوله وآخر آتاه الله حكمة في رواية بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد الماضية في كتاب العلم :ورجل آتاه الله الحكمة ,وقد مضى شرحه مستوفى هناك ,وان المراد بالحكمة القرآن كما في حديث بن عمر, أو أعم من ذلك, وضابطها(أي الحكمة) ما منع الجهل وزجر عن القبح,قال بن المنير: المراد بالحسد هنا الغبطة,وليس المراد بالنفي حقيقته,والا لزم الخلف لأن الناس حسدوا في غير هاتين الخصلتين,وغبطوا من فيه سواهما,فليس هو خبرا,وانما المراد به :الحكم,ومعناه حصر المرتبة العليا من الغبطة في هاتين الخصلتين,فكأنه قال : هما آكد القربات التي يغبط بها,وليس المراد نفي أصل الغبطة مما سواهما,فيكون من مجاز التخصيص أي لا غبطة كاملة لتأكيد أجر متعلقها إلا الغبطة بهاتين الخصلتين,وقال الكرماني : الخصلتان المذكورتان هنا غبطة لا حسد لكن قد يطلق أحدهما على الاخر,أو المعنى: لا حسد الا فيهما,وما فيهما ليس بحسد,فلا حسد,فهو كما قيل في قوله تعالى: لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الأولى.
2ـ النووي على مسلم :
قوله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين قال العلماء : الحسد قسمان حقيقي,ومجازي, فالحقيقي : تمنى زوال النعمة عن صاحبها,وهذا حرام بإجماع الأمة,مع النصوص الصحيحة,وأما المجازي فهو الغبطة,, وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها,فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة,وان كانت طاعة فهي مستحبة,والمراد بالحديث: لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما.
بَاب الِاغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَقَالَ عُمَرُ تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا
73 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا.
1ـ فتح الباري لابن حجر :
قوله لا حسد الا في اثنتين رجل بالجر ويجوز الرفع على الاستئناف والنصب بإضمار أعني, قوله على هلكته بفتحات أي على اهلاكه أي انفاقه في الحق قوله وآخر آتاه الله حكمة في رواية بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد الماضية في كتاب العلم :ورجل آتاه الله الحكمة ,وقد مضى شرحه مستوفى هناك ,وان المراد بالحكمة القرآن كما في حديث بن عمر, أو أعم من ذلك, وضابطها(أي الحكمة) ما منع الجهل وزجر عن القبح,قال بن المنير: المراد بالحسد هنا الغبطة,وليس المراد بالنفي حقيقته,والا لزم الخلف لأن الناس حسدوا في غير هاتين الخصلتين,وغبطوا من فيه سواهما,فليس هو خبرا,وانما المراد به :الحكم,ومعناه حصر المرتبة العليا من الغبطة في هاتين الخصلتين,فكأنه قال : هما آكد القربات التي يغبط بها,وليس المراد نفي أصل الغبطة مما سواهما,فيكون من مجاز التخصيص أي لا غبطة كاملة لتأكيد أجر متعلقها إلا الغبطة بهاتين الخصلتين,وقال الكرماني : الخصلتان المذكورتان هنا غبطة لا حسد لكن قد يطلق أحدهما على الاخر,أو المعنى: لا حسد الا فيهما,وما فيهما ليس بحسد,فلا حسد,فهو كما قيل في قوله تعالى: لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الأولى.
2ـ النووي على مسلم :
قوله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين قال العلماء : الحسد قسمان حقيقي,ومجازي, فالحقيقي : تمنى زوال النعمة عن صاحبها,وهذا حرام بإجماع الأمة,مع النصوص الصحيحة,وأما المجازي فهو الغبطة,, وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها,فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة,وان كانت طاعة فهي مستحبة,والمراد بالحديث: لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما.