تلبية لرغبة بعض الأحبة الذين يُشَرِّفُون هذه المدونة المتواضعة بزيارتهم لها ،فإنني أنشر مرثيتي لولي الله وصفيه:الشيخ يعقوب بن الشيخ سيديَّ بابَ بن الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديَّ الكبير رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحم الله سلفنا وسلف جميع المسلمين آمين،وكنت أنشأتها يوم الجمعة 15 نفمبر 2002 بعد يومين من وفاته رحمه الله تعالى ،وهي:
نَزَلَتْ عَليكَ مِنَ الرَّحِيمِ الْبَارِي....رَحَمَاتُهُ يَا قُدْوَةَ الْأَبْرَارِ
وَلَحِقْتَ رَكْبَ الصَّالِحِينَ وَنُخْبَةً....مَغْبُوطَةً مِنْ أُمَّةِ الْمُخْتَارِ
وَلَقِيتَ رَبَّكَ رَاضِيًا سُبْحَانَهُ....عَنْ عُمْرِكَ الْمَعْمُورِ بِالْأَذْكَارِ
وَوَجَدتَّ قَبْرَكَ رَوْضَةً غَنَّاءَ مِن....رَوْضَاتِ عَدْنٍ سَاطِعَ الْأَنْوَارِ
فُرِجَتْ إِلَى الْفِرْدَوْسِ مِنْهُ فُرْجَةٌ....لِتَرَى مَقَامَكَ يَا نَزِيلَ الْبَارِي
يَعْقُوبُ قَدْ خَلَّفْتَ بَعْدَكَ أمَّةً....تَبْكِيكَ صَادِقَةً مَدَى الْأَعْمَارِ
كُنتَ الْمَلَاذَ لَهُمْ وَكُنتَ مَعَاذَهُمْ....وَكَفَيْتَهُمْ شَرَّ الزَّمَانِ السَّارِي
رَحُبَتْ صُدُورُهُمُ وَأَنتَ بِقُرْبِهِمْ....لَا يَخْتَشُونَ حُدُوثَ إِمْرٍ طَارِي
أَلِفُوكَ مَلْجَأَهُمْ وَبَيْتَ رَجَائِهِمْ....وَالْمَرْءُ يَأْلَفُ كُلَّ أَمْرٍ جَارِ
فَلِذَاكَ إِنْ يَبْكُوا فَحَقَّ بُكَاؤُهُمْ....مَا عَابَهُمْ فِي ذَاكَ شَخْصٌ دَارِ
عَلَّمْتَهُمْ مِنْ خُلْقِكَ السَّامِي دُرُو....سَ الزُّهْدِ وَالْإِحْسَانِ وَالْإِيثَارِ
فَرَأَوْا بِأَعْيُنِهِمْ مَعَانِيَ مُثِّلَتْ....مِن قَبْلُ فِي الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ
جَسَّدتَّهَا خُلُقًا وَطَبْعًا صَادِقًا....لَيْسَتْ تُكَدِّرُهُ دُجَى الْأَكْدَارِ
وَفَنَيْتَ فِي اللهِ الْعَظِيمِ مَحَبَّةً....أَفْنَتْ بِقَلْبِكَ عَالَمَ الْأَغَيَارِ
رَاقَبْتَ قَلْبَكَ فِي التَّحَرُّكِ وَالسُّكُو....نِ كَذَاكَ عِندَ تَوَارُدِ الْأَفْكَارِ
مَيَّزْتَ بَيْنَ خَوَاطِرٍ وَوَسَاوِسٍ....وَهَوَى النُّفُوسِ وَنِيَّةِ الْأَخْيَارِ
فَعَمَرْتَ بِالْعَمَلِ الذِي يُرْضِي الْإِلَـــــهَ الْعُمْرَ فِي الْإِعْلَانِ وَالْإِسْرَارِ
لَمْ تَعْتَبِرْ بَيْنَ الْأَنَامِ فَوَارِقًا....عِندَ اللِّقَا خَوْفًا مِنَ الْجَبَّارِ
مُتَوَاضِعًا لِلهِ جَلَّ جَلَالُهُ....كَتَوَاضُعِ الصِّدِّيقِ أوْ عَمَّارِ
وَعَبَدتَّ رَبَّكَ فِي حُدُودِ مَحَجَّةٍ....بَيْضَاءَ قَدْ سَلِمَتْ مِنَ الْإِنكَارِ
وَخَوَارِقُ الْعَادَاتِ لَمْ تَفْتِنكَ فِي....خُلُقٍ وَلَا فِي طَاعَةِ الْغَفَّارِ
وَكَذَلِكَ الدُّنيَا غَدَاةَ أَتَتْكَ رَا....غِمَةً مُسَخَّرَةً مِنَ الْقَهَّارِ
فَاللهُ يُرْضِيهِ وَيَشْكُرُ سَعْيَهُ....وَيَعُدُّهُ مِن نُخْبَةِ الْأَبْرَارِ
وَيُطِيلُ عُمْرَ الصَّالِحَيْنِ كِلَيْهِمَا....مُوسَى وَيُوسُفَ لِلْوَرَى الْمُحْتَارِ
وَيَمُنُّ بِالْفَضْلِ الْعَظِيمِ عَلَيْهِمَا....وَعَلَى اللَّذَيْنِ هُمَا مِنَ الْأخيَارِ
نَجْلَيْهِ بَابَ وَيُوسُفٍ وَجَمِيعِ مَن....نُسِبُوا إلَيْهِ إلَى لِقَاءِ الْبَارِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تقديم وشعر :ابن أخي هذا الفقيد العظيم،إبراهيم بن موسى