Translate

الأربعاء، ديسمبر 16، 2009

انتصارا للمصير

       لماذا تظل الأغلبية تتصرف كأنها نفس واحدة متجانسة في توجهات منتسبيها صوتُها دائما نعم والسلطة التنفيذية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ؟
هذه الصورة يجب أن تتركب من جديد بطريقة أكثر قابلية لمسايرة النظام الحزبي التعددي الذي ندعي تمتعنا به ليشعر المنتخبون بأنهم انتخبوا عددا من النواب لا نوابا من العدد ! سواء كانوا معارضين أو موالين ،فمن حق المنتخبين أن يشاهدوا تعدد آراء الطرفين كليهما وأن تطلع عليهم شمس ذلك اليوم الذي تتحد فيه آراء نواب من الطرفين حول قضية مصيرية ما أو يجمعون عليها قبولا أو رفضا مما يعمق في النفوس الإحساس بالثقة
     إن جميع مشاريع القوانين في مرحلتنا الصعبة تستحق التعامل معها على أساس من الحكمة والتعقل والحذر الشديد من قبل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لأننا لم نعد في زمن انطباق المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية الذي تجاوزت أخطبوطاتُ العولمةِ كل حدوده وهتكت جميع حرماته
والبرهان على ذلك أن القوى الكبرى هي من ابتدع في العلاقات الدولية مفهوم الحرب الاستباقية ومفهوم تجفيف الخطر أو الإرهاب من منابعه ومفهوم المحاسبة على النيات ومفهوم من ليس معنا فهو ضدنا ومفهوم الفوضى الخلاقة ومفهوم العالم المتحضر الذي تعبر به عن نفسها ومفهوم الدول المارقة التي لا تستحق أن توصف  ولو على سبيل المقابلة بلاغيا بالعالم المارق
فموجب الحذر ـ بالتأكيد ـ هو أن تشريع قانون يخول للجهات الأمنية على سبيل المثال القيام بمداهمة أي بيت في أي وقت بحجة اشتباهها في ساكنيه سيعطي المبرر القانوني للقوى القاهرة لاستغلاله بمد يدها الملوثة إلى آخر مقدس بقي لشعب آمن مثلنا
من أجل ذلك توجب على كل عاقل :
ـ الانتباه إلى ما يرمي إليه (العالم المتحضر)
ـ وتوخي الحذر الشديد عند ما يتقدم بإغراءاته المسماة بالمساعدات الإنسانية والأمنية
ـ وعدم الانجرار إلى التوقيع على المعاهدات الثنائية أو غيرها إن أمكن ذلك وإلا يكون التوقيع بتحفظ واضح
وعلينا أن نفهم تلك المرامي المدمرة من خلال التطبيق الميداني لها في العراق وأفغانستان وباكستان واليمن
لا أن نفهمها من خلال الخطاب الدبلوماسي والعمل الإنساني المشبوه
         وقد جاء في بعض كتب الأدب أن صيادا وقع في شباكه عدد من العصافير فقام بتكسير أرجلها إمعانا منه في السيطرة عليها وكان وهو منهمك في عمله ذلك متجها لجهة الرياح فسبب له ذلك تدمع العينين فقالت عصفورة من العصافير لصويحباتها : انظرن إلى هذا الناسك الذي دمعت عيناه من خشية الله فأجابتها عصفورة أخرى قائلة : ويحك يا حمقاء انظري إلى تكسيره الوحشي لأرجلنا ولا تنظري إلى دموعه !!
      دموع الأقوياء هي مساعداتهم الإنسانية والأمنية واستغلالهم للسذج السطحيين من عامة الناس وإيهامهم بأنهم يهدونهم إلى طريق الخلاص وأنهم سيحمونهم عند ما ينقلب عليهم السحر وتتقطع بهم الأسباب ،وعملهم هو ما يقومون به من تدميرٍ لكل ضعيف وسحق لكل شريف.



ــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

أمريكا وضربُ أوكرانيا للعمق الروسي/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 أمريكا تَأْذَنُ لأوكرانيا بِضَرْبِ العُمْقِ الروسيِّ بِصواريخِها عَسَى أن يكونَ ضَرْبُ أوكرانيا - الليلةَ أو غدًا - الْعُمْقَ الروسِيَّ بِا...