يجب الإقرار مبدئيا بتميز الإرادة عن التمني حيث اعتماد الأولى على المنطق والممكن والمتاح وما يجري هذا المجرى، بينما يعتمد الثاني على محاولة تجاوز السنن الكونية بواسطة الخمول والخنوع ،ثم بعد ذلك نوضح أن موريتانيا الحالية لم تختبرها إرادتُنا قط، وإنما ظلت كرة تتقاذفها الجهاتُ ذاتُ القوة والنفوذ..فكيف نستعيدها؟ وكيف نبنيها كما نريد؟
إن الوسائل المتاحة كثيرة وفي كل وسيلة مخاطر، وإن أفضلها أن ينتشر الوعي بين عامة الموريتانيين بأهمية أن تنعكس الثروات الطبيعية الهائلة التي يزخر بها البلد على مختلف مناحي حياتهم، وأن يتفاعلوا مع تفاصيل النشاط السياسي اليومي للحكومة ،وأن يتابعوا بعناية واهتمام كل ما يتعلق بالمال العام والاتفاقيات والصفقات والعقود..
إذا سرنا هذه السيرة بنية صادقة وقلوب سليمة فإننا سنحقق إنجازا مهما في طريق بناء موريتانيا، وسنتحول من قيمة مهملة إلى حقيقة ماحقة وصاعقة لنزوات المفسدين الذين لم يرقبوا فينا إلًّا ولا ذمة من الذين عَمُوا وصَمُّوا عن واقعنا الواقع خلف واقع البادئين في التخلص من صَغار التخلف.
ـــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
ـــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى