لغة الغيب هي الوحي والمرائي والخواطر
والهواجس ،انقضَى الوحيُ وأُغْلِقَ بابُه فلا وحي بعد خاتم الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،وبقيت الثلاثة إلى آخر الدهر ،يتدرج الناس في
فهمها تبعا للطافة حسهم ونقاء طبعهم وصفاء سرائرهم ،ولا يكاد يتصف بحقيقة هذه
الصفات إلا الآحاد المفردون
إن الرقي بالنفس البشرية نحو الاتصاف
بهذه الصفات المُخَوِّلة لفهم لغة الغيب يتطلب كثيرا من التجرد من ضغط الانفعالات
وردات الفعل ،وكثيرا من التحرر من سلطان الغرائز وتأثير المُغْرِيات ،وقد يستلزم
الوصولُ إلى هذه الصفات الكريمة وجودَ شيخ مُرَبٍّ متمكن موفق إلى جانب الساعي
إليها ،يرشده ويعضده ويسنده وينجيه من بُنَيَّات الطريق وغوائلها
ولكم تعلقتْ هممُ الأفاضلِ النجباء
والأماجد الفطناء ببلوغ المرحلة الأسمى من الاتصاف بهذه الصفات طمعا في فهم الغيب
القريب والمتوسط ،وتعَرُّضًا ما أمكن للغيب الأبعد ،لعلمهم بأن الحياة من دون حسن
تلقي الإشارات الربانية والفهم الصحيح لها تبقى حياة مشابهة لحياة الغافلين الذين
يَحْيَوْنَ كالأنعام بل هم أضل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيديا