Translate

الخميس، ديسمبر 12، 2013

الخاطرة والأزل

       تتنزلُ الخاطرةُ فكرةً مجردةً فتنتقِي مِن جِرابِ التجرِبةِ والْكَمِّ المَعرفِيِّ للإنسانِ مَا هو أقْدَرُ على التعبيرِ عنها، فتتجلَّى له بِلُغَةِ تجارِبِه ومعارِفِهِ لكي يفهمَها ثم يعبرَ عنها بلغة مُجتمعِه، فيكون الإنسانُ أمينًا معها فلا يزيدُ عليها أو ينقص منها إذا كان مستواهُ المعرفيُّ رفيعًا ومكتسباتُه من التجربة ذاتَ أهميةٍ
      وقد يقع في الغلط من يقول الفكرة أو الخاطرة بنتُ بيئتها، فعلاقتُها بالبيئة علاقةُ تعبيرٍ لَحْظِيٍّ استُخدمتْ فيه اللغةُ المُزامِنةُ لنزولها فقط، تماما مثل علاقةِ السببِ بما يتسببُ عنهُ والتي هي علاقةُ مناسَبةٍ لا علاقة تأثِيرٍ إذ إن المؤثّرَ هو اللهُ عز وجل ولا يلحقه سبحانه وتعالى ضغطُ العواملِ ولا تأثيرُ واقعٍ أو بيئةٍ أو زمانٍ، وإنما السببُ وما نظن بأنه تسببَ فيه يلتقيان ويتزامنان لأمرٍ يعلمُه اللهُ عز وجل يُضِلُّ به كثِيرًا ويَهْدِي به كثيرا، وهذا البابُ من العلم يُعتبَرُ من دقائقِ اللدُنِيَّاتِ فلا تَسْتَهِن به فتخْسرَ ما لَيس له عِوضٌ يَعْدِلُه
       فالخاطرةُ إذًا مِن جنسِ الأزلياتِ تتنزلُ بإذن اللهِ ثم نعبرُ عنها بما يُناسبُها مما اكتسبْناهُ من تجاربَ ومعارفَ فيظنُّ الظانُّ أنها ابْنةُ واقعِها وما هي بِابْنةِ واقعِها، ولعل أخطرَ ما في ربْط نُزولِ الخاطرةِ بواقعِها أن يُعْرضَ الإنسانُ عن الله عز وجل قال الله تعالى : "وَكَأَيِّن مِّنْ ءَايَةٍ في السَّمَاواتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عليهَا وهم عنها مُعْرِضونَ ومَا يُؤْمِن أكثرُهم بِاللهِ إلَّا وَهم مُّشْرِكُونَ".

صدق الله العظيم . 

ـــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيديا

ذكرى الغدير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

  ذِكْرَى الْغَدِيرِ   حدِيثُ الْغديرِ جاءَ في مُسْندِ الإمامِ أحمدَ، ورواهُ الإمامُ مسلمٌ، وغيرُهما، وفيهِ وَصيةُ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ ...