العالَمُ من حولنا حقلُ تجاربَ عملاقٌ
،يُلْقِي فيه القدَرُ دروسَه على اليَقِظِينَ النّبِهِينَ ،ونحن لسنا بِدْعًا من
الشعوب ،ولم يَسْلَمْ وعْيُنا ولا وعْيُنا من ثقافاتها وتأثيراتِها المختلفة ،فيجبُ علينا أن نتعلمَ من صوابها وخطئها ونجاحها وفشلها ،ولعل أهم شيء نتعلمُه مبدأُ الرفقِ والمرونةِ لكي نواجهَ به مطالبَ يتقدمُ بها من حين لآخرَ مُكَوّنٌ من مكونات شعبنا
المسلم ،على الرغم من تطرفها وغلوها في نظر بعض المهتمين ،
يجب أن نفتح قلوبنا ونشرح صدورنا لكل هذه المطالب ونُعطيَها عناية حقيقية وجِدّية حتى يتحققَ منها ما هو قابل للتحقيق ويقتنع المُطالِبون تماما بما تحقق ،إننا إذا فعلنا ذلك فكأنما ردَدْنا سهامَ الأعداءِ إلى نحورهم ،وأبْطلنا كيدَهم ،وسنربح ضمانَ المستقبلِ الآمنِ لأجيالنا القادمة
يجب أن نفتح قلوبنا ونشرح صدورنا لكل هذه المطالب ونُعطيَها عناية حقيقية وجِدّية حتى يتحققَ منها ما هو قابل للتحقيق ويقتنع المُطالِبون تماما بما تحقق ،إننا إذا فعلنا ذلك فكأنما ردَدْنا سهامَ الأعداءِ إلى نحورهم ،وأبْطلنا كيدَهم ،وسنربح ضمانَ المستقبلِ الآمنِ لأجيالنا القادمة
لقد رأينا كيف ءَالَ أمرُ المُعانِدِين
والمُسْتكبِرين في بلدان عديدة ،فقد كانتِ المطالبُ التي وجهها إليهم المُتَظَلّمُون
في بداياتها بسيطةً ومعقولةً لكنهم عاندوا واستكبروا فتدرَّجتِ المطالبُ حتى وصلتْ
حَدّ انقسام الدولة الواحدة إلى دولتين ،وفي بلدان أخرى نشبتِ الحروبُ الاهليةُ
فخسرت الأنظمةُ كل شيء كانت تحرص عليه وانْحَسَرَ همُّها في كيفية بقائها ولو صورةً
بلا مَعْنَى
دولٌ تنقسمُ وأخرى تَفشَلُ وأخرى تتحولُ إلى مُلْتقًى لتُجّار الموتِ والخرابِ من أنحاء العالم هي ضحيةُ استكبارِ قادتِها وسوءِ تقديرهم وتصرفِ بعضِهم كتصرفِ المَعتوهين والمجانين ،بعد أن قدّمَهمُ الإعلامُ الرسميُّ على أنهم حكماءُ الدنيا وعقلاؤُها
دولٌ تنقسمُ وأخرى تَفشَلُ وأخرى تتحولُ إلى مُلْتقًى لتُجّار الموتِ والخرابِ من أنحاء العالم هي ضحيةُ استكبارِ قادتِها وسوءِ تقديرهم وتصرفِ بعضِهم كتصرفِ المَعتوهين والمجانين ،بعد أن قدّمَهمُ الإعلامُ الرسميُّ على أنهم حكماءُ الدنيا وعقلاؤُها
علينا أن نُقْدِمَ على التفاهُمِ مُسْتعِدِّين
للعطاء ما دام مُمْكنا وما دام الذي سَنَرْبَحُه خيرًا لنا ولأجيالنا القادمة مما نُعْطِي
الآنَ ،قال الله تعالى :"لقدْ كانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللهِ إسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَاليَوْمَ الاخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا".
ولنا في قَبُولِه صلّى اللهُ عليه وسلم بشروطِ المُصالَحة أو المُهادَنَة مع قريش
في صُلح الحديبية درسٌ عجيبٌ في المُرونة المُتَعَقّلَةِ والرأفةِ المُتَبَصِّرَةِ
والسياسةِ التي يَكْسِبُ صاحبُها المُسْتَقبَلَ بالتأكيدِ ،ويَخْدِمُهُ الحاضرُ بكل
مستجداتِه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيديا