اليائية العصماء في محبة الوطن والتعلق الشديد به للشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا رحمه الله تعالى،يقول رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته ورفع درجته وأعلى في أعلى عليين مرتبته ومقامه آمين :
عَلَى دُورَانِ أَوْكَارَ التَّحَايَا ...تَوَاصَلُ بِالْعَشَايَا وَالْغَدَايَا
بِذَاتِ الْيُمْنِ فَالْأَنقَاءِ مِنْهَا ... فَنَجْدِ بَنِي الْمُبَارَكِ فَالْكَنَايَا
إلَى تَلِّ الْحَبَارِ فَنَجْدِ نِصْفٍ ... إِلَى جَرْعَاوَيِ الْأَرطَى فَفَايَا
فَبَيْضَاءِ التَّمَاشُنِ فَالرَّوَابِي ... رَوَابِي التَّوْأَمَاتِ فَذِي السَّرَايَا
إِلَى هَضْبِ السِّيَالِ فَأَيْدُمَاتٍ ... مَعَاهِدُ حُبُّهُنَّ لَنَا سَجَايَا
وَخِرْنَاهَا لَنَا دُونَ الْأَرَاضِي ... وَخَارَتْنَا لَهَا دُونَ الْبَرَايَا
فَلَا أَبْغِي بِها بَلَدًا سِوَاهَا ... وَلَا هِيَ تَبْتَغِي أَحَدًاسِوَايَا
بِأَكْثِبَةٍ دَمَائِثَ هَائِلَاتٍ ... عُيُونُ النَّاظِرِينَ لَهَا سَبَايَا
يُفَضِّضُهَا الْهَجِيرُ وَكُلُّ بَدْرٍ ...وَتُذْهِبُهَا الْغَدَايَا وَالْعَشَايَا
يَوَدُّ ذَوُو الْبُلَهْنِيَةِ اضطِّجَاعًا ...بِهَا بَدَلَ الطَّنَافِسِ وَالْحَشَايَا
تَرَى الْأَسْبَاطَ فِيهَا وَالْأَرَاطِي ... كَزَيْنِ الْبِيضِ أَيَّامَ الضَّحَايَا
وَغِيطَانًا كَأَنَّ بِهَا بِحَارًا ... مِنَ الْأَقِطِ الْمُمَوَّهِ بِالْمَرَايَا
فَإِن تَكُ أَصْبَحَتْ مِنَّا عَوَارٍ ... فَأَهْوَاءُ الْقُلُوبِ لَهَا عَرَايَا
وَإن دَرَسَتْ مَنَازِلُهَا فَلَاحَتْ ... كَرَجْعِ الْوَشْمِ فِي أَيْدِي الْبَغَايَا
فَمَا تَدْرُسْ وَلَا تُقْفِرْ مَغَانٍ ... لَهُنَّ لَهَا أضَالِعُنَا زَوَايَا
وَلَوْ غُنِمَ الْهَوَى مِنَّا لَكَانَتْ ... لَهَا الْمِرْبَاعُ مِنَّا وَالصَّفَايَا
أذَاتَ الْيُمْنِ لَا زَالَتْ نَواحِيـــــــــكِ آمِنَةَ الْجَنَابِ مِنَ الْبَلَايَا
فَدَى كُثْبَانَكِ الْكُثْبَانُ طُرًّا ... وَتَفْدِيكِ الزَّوَاخِرُ وَالرَّكَايَا
وَلَا زَالَتْ دِيَارُكِ آهِلَاتٍ ... وَلَا حَلَّتْ بِسَاحَتِكِ الرَّزَايَا
وَجَادَ لَكِ السَّمَاءُ بِكُلِّ عَيْنٍ ... سَجُومِ الْوَدْقِ دَالِحَةِ الرَّوَايَا
يَبِينُ الْبَرْقُ مِن شِمْرَاخِهَا عَن ... كَاَسْنِمَةِ الْمُهَجَّنَةِ الْقَصَايَا
تُنَمْنِمُ بِالْأَسَافِلِ مِنكِ وَشْيًا ... وَتُلْوِي بِالْأَعَالِي مِنكِ رَايَا
فَتُشْرِقُ مِنْ أَزَاهِرِهَا دَرَارٍ ... بِلَيْلِ الرَّوْضِ فِي بُرْجِ الْغَذَايَا
إِذَا فَاضَتْ غُرُوبُ السُّحْبِ فَيْضًا ... فَأَفْعَمَتِ الْمَحَانِيَ وَالثَّنَايَا
تَبَسَّمَ مِنْ أَكِمَّتِهَا كِظَامٌ ... عَنَ ارْؤُسِ كَالْعَوَارِضِ وَالثَّنَايَا
كَأَنَّ السُّحْبَ يَبْكِينَ الْبَرَارِي ... وَزَهْرَ الرَّوْضِ يَشْمتُ بِالرَّمَايَا
فَتَغْدُو غِبَّهَا عُوذُ الْقَصَايَا ... تُسَاجِلُهَا الْبَكَايَا وَالْقَصَايَا
وَلَا زَالَ الْقِلَاصُ يَخِدْنَ خُوصًا ... يَسِمْنَ الْعفْرَ تَحْلِيلَ الْأَلَايَا
بِعُوجٍ كَالْخَذَارِيفِ اسْتَمَرَّتْ ... يُخَذْرِفْنَ الْحَصَا سُمْرَ الْعَجَايَا
بَرَاهَا النَّصُّ وَالدِّيدَى فَآلَتْ ... وَقَدْ رُحِلَتْ نَوَاعِمَ كَالْبَلَايَا
تَكَادُ لِضُمْرِهَا الْكِيرَانُ عَنْهَا ... تَزِلُّ بِرَكْبِهَا لَوْلَا الْبَلَايَا
بِكُلِّ تَنُوفَةٍ تَحْكِي سَمَاهَا ... كَمَا حَاكَتْ أَهِلَّتَهَا الْمَطَايَا
يُؤَدِّي كُلُّ سَفْرٍ سَارَ فِيهَا ... لَهَا خَرْجًا مِنَ اشْلَاءِ الرَّذَايَا
بِشُعْثٍ شَاحِبِينَ لِرَمْيِ بِيدٍ ... بِهِم بِيدًا عَنَ اشْبَاهِ الْحَنَايَا
إلَى أهْلِيكِ بَيْنَ اُولِي انتِجَاعٍ ... نَدَاهُمْ أَوْ أُولِي رَفْعِ الشَّكَايَا
فَيُشْكُونَ الْأُلَى رَفَعُوا الشَّكَايَا ... وَيُعْطُونَ الْأُلَى طَلَبُوا الْعَطَايَا
وَإِنْ حَطُّوا الرِّحَالَ لَدَيْكِ حُطَّتْ ... رِحَالُ الْفَقْرِ عَنْهُمْ وَالْخَطَايَا
وَآبُوا بِالذِي أَمِلُوا جَمِيعًا ... كَمَا صَدَرَتْ عَنِ الزُّفَرِ الرَّوَايَا
وَتَحْسِبُهُم مَّتَى رَامُوا انصِرَافًا ... حَوَابِسَ حُبِّهِمْ حَبْسَ الْأخَايَا
وَلَا زَالَتْ مدَارِسُ عَامِرَاتٍ ... لَدَيْكِ مِنَ الْأَعَارِبِ والزَّوَايَا
فَمِن قَارِي قُرَانٍ أَوْ كَلَامٍ ... وَمِن قَارِي الطَّهَارَةِ وَالْوَصَايَا
وَتَصْرِيفٍ وَتَمْرِينٍ وَنَحْوٍ ... وَرُوَّامِ الْمَعَانِي وَالْقَضَايَا
وَرُوَّامِ التَّصَوُّفِ وَالْمَعَالِي ... وَرُوَّامِ الدَّرَاهِمِ وَالْوَقَايَا
لَأنتِ أَحَبُّ أَرْضِ اللهِ عِندِي ... وَأَنتِ مِنَ الْأَمَاكِنِ مُصْطَفَايَا
وَمَا زَادَ الْمَكَانُ إِلَيْكِ قُرْبًا ... يَزِدْهُ ذَاكَ قُرْبًا فِي هَوَايَا
لِأَنَّكِ أَنتِ أَنجَعُهَا نَمِيرًا ... وَرَعْيًا فِي الْأُنَاسِ وَفِي الرَّعَايَا
فَلَوْ أَنَّ الْبِلَادَ خُلِقْنَ شَخْصًا ... لَكُنتِ الْأنفَ وَالْغَيْرُ الْأَلَايَا
وإِن تَكُ نِسْوَةً يُصْلَفْنَ كُلًّا ... وَتَبْقَيْ عِندَنَا أَحْظَى الْحظَايَا
وَلَوْ نَظَرَ الْبِلَادُ إِلَيْكِ يَوْمًا ... لَغَضَّتْ عَنكِ أَعْيُنَهَا خَزَايَا
وَوَلّتْ حُسَّدًا لَكِ مُذْعِنَاتٍ ... وَاَنُفُسُهَا بِفَضْلِكِهَا سَخَايَا
وَإِن قَالَ الْمُشّوِّهُ فِيكِ نَاءَتْ ... عَنِ الْأَخْصَاصِ شُوِّهَ وَالْخَلَايَا
وَكَانَ يَظُنُّ أَنَّ الرِّزْقَ جَهْلًا ... ـ ضَمَانَ اللهِ إِذْ خَلَقَ الْحَوَايَا ـ
تَعَلَّقَ بِالسَّوَادِنِ وَالنَّصَارَى ... وَمَالُ اللهِ دُونَهُمُ خَبَايَا
فَأَمُّ الْأَرْضِ مَبْعَثُ خَيْرِ هَادٍ ... وَبَيْتُ اللهِ فِيهَا ذُو الْهَدَايَا
وَلَيْسَ بِهَا السَّوَادِنُ وَالنَّصَارَى ... وَلَيْسَ لَهَا مُضَاهٍ فِي الْمَزَايَا
وَفَضَّلَهَا الْإِلَهُ عَلَى الْأَرَاضِي ... سِوَى جَدَثٍ حَوَى خَيْرَ الْبَرَايَا
صَلَاةُ اللهِ يَحْدُوهَا سَلَامٌ ... تَخَيَّرَهَا السَّلَامُ مِنَ التَّحَايَا