
هذه القصيدة من شعر الشيخ سيد محمد بن الشيخ
سيديا الكبير رحمه الله تعالى كتبها بهذه الصورة ،فنسجها رحمه الله تعالى نسجا
غاية في الدقة والإحكام ،وقد يصعب أو يستحيل أن ينسج على منوالها شاعر إلا أن يكون
شاعرا قد وهبه الله مثل ما وهب صاحبها من غزارة معرفة وإحاطة مهيمنة على علوم لغة
الضاد إضافة إلى نفحة ربانية يختص بها المولى من يجتبي إليه من أوليائه ،والقصيدة هي
هذه بعد أن فككتها وأرجعتها إلى حالتها العادية :
أَكُلَّمَا فَكَّرَ أَوْ أَبْصَرَا ... سَمَا لَهُ الْأَمْرُ الذِي
أَقْصَرَا
وَكُلَّمَا رَامَ ارْعِوَاءً دَعَا ... دَاعِي هَوَاهُ فَانثَنَى
الْقَهْقَرَى
يَرُومُ أَنْ يُعْذَرَ فِي غَيِّهِ ... جَهْلًا وَيَأْبَى الشَّيْبُ أنْ
يُعْذَرَا
إِذَا بَدَا حِزْبُ التُّقَى وَالْهُدَى ... تَرَاهُ عَن مَزَارِهمْ
أَزْوَرَا
وَإِنِ يَلُحْ سِرْبُ الصِّبَا وَالدّدَا ... كَانَ إِلَى صُوَارِهِمْ
أَصْوَرَا
كَاَنَّهُ شَوْقًا إِلَى شَادِنٍ ... أحْوَرَ مَارَى شَادِنًا
أَعْوَرَا
أَمَا رَأى مَن لَّا يَرَى ،إِنْ يَشِبْ ... عَادَ لَهُ الْحِلْمُ
إِلَى أَنْ يَرَى
وَذُو النُّهَى الْجَدِيرُ أنْ يَنتَهِي ... وَأَنْ يُخَلِّي
اللَّهْوَ عَنْهُ وَرَا
كَيْمَا يُعَدِّي الْقَوْلَ عَن لَّغْوِهِ ... فِي المُصْطَفَى
الْخَاتَمِ خَيْرِ الْوَرَى
فَانسجْ لَهُ وَشْيَ الثَّنَا حُلَّةً ... وَانظُمْ لَهُ حَلْيَ
الثَّنَا جَوْهَرَا
خَلِّ الصّبَا وَاذْكُرْ نَبِيَّ الْهُدَى ... فَإِنَّ ذِكْرَ اللهِ
أَنْ يُذْكَرَا
عَسَاكَ يَوْمَ الْعَرْضِ حِينَ الظَّمَا ... تَكُونُ مِمَّنْ أُوتِيَ
الْكَوْثَرَا
مَعَ اعْتِرَافٍ أَنَّ أَوْصَافَهُ ... عَنْهُنَّ كُلُّ وَاصِفٍ
قَصَّرَا
يَا أكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى رَبِّهِ ... وَيَا إمَامَ الرُّسْلِ
لَمَّا سَرَى
عَنْ غَيْرِكَ التَّخْتيمَ أَصطَانُهُ ...وَلَمْ أَجِدْ أَجْدَى وَلَا
أَجْدَرَا
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا ضَوَّعَتْ ... صَبَا الصَّبَاحِ الزَّهَرَ
الْأَزْهَرَا .