Translate

الخميس، ديسمبر 17، 2015

نصيحة


            تقبل الفتن كقطع الليل المظلم وينقسم الناس فريقين فريقا يفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى ويبتهل إليه سائلا إياه جل وعلا السلامة من شرها المستطير ،وفريقا خاف على مكانته وآماله فيُعمل عقله وحِيَله فينتقل من ذهول إلى ارتباك ومن ارتباك إلى حيرة تنتهي به إلى رَيْب يتردد فيه

              إن المسلم يوقن بأن نظام الكون يصدر من الله عز وجل بكل تفاصيله ودقائقه، وأنه جزء من هذا النظام الكوني العجيب يؤدي فيه واجبه الديني المنوط به وهو عبادة الله عز وجل التي خلقه من أجلها، وهو واجب يؤدي اختلال أدائه إلى اختلال في النظام الكوني كله رغم ضآلة حجم الانسان إلى حد العدم أو يكاد ،ومع ذلك كرمه الله عز وجل وخلق له ما في الارض جميعا وجعله سيد الكون ،فحَرِيٌّ به أن يكون أهلا لمنة الله عليه ،يحمده ويشكره ويذكره بقلبه ولسانه وجوارحه وفي متقلبه ومثواه، لا يتعقب الأشعة ليرى مسقط كل شعاع حتى لا يلهيه ذلك عن الشمس التي هي مصدر تلك الأشعة وأصلها ومادتها ،فهو لا تَذهبُ نفسُه حسراتٍ على كل قضاء وقدر تجنبًا لما يبدو له كأنه ـ بالنظر إلى عقله المحدود ونظره القاصر ـ اضطراب واختلال وعجز واعتلال فيسب الدهر وقد نُهِيَ عن ذلك ،وتضيق نفسه وتصير في حرج كأنما يصَّعد في السماء ،فيجد الشيطان طريقا إلى سويداء قلبه فيستقر فيه موسوِسا يوحي إليه بخواطر السوء إلى أن ينقلب القلبُ بوجهه من سماء الإشراق والأنوار والإلهام والتلقي إلى أرض البهيمية والشهوانية والعبثية.. وإنما يصرف فكره وجهده إلى الله البارئ المصور فهو المبدئ المعيد المهيمن وإليه المصير

      فأكْثِرْ أيها الأخ الصادق من ذكر الله عز وجل فإن بذكره تطمئن القلوب ويُشرح الصدر ويتيسر العسير من كل شيء خاصة استخدام الأبدان لتحقيق مراد نفوسها الكبيرة ،فيتيسر ذلك كله بفضل المذكور سبحانه وتعالى.  


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

ليست هناك تعليقات:

ذكرى الغدير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

  ذِكْرَى الْغَدِيرِ   حدِيثُ الْغديرِ جاءَ في مُسْندِ الإمامِ أحمدَ، ورواهُ الإمامُ مسلمٌ، وغيرُهما، وفيهِ وَصيةُ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ ...