موريتانيا وَمَالِي والسنغال:الثلاثةُ وَاحِدٌ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الْحكمةُ التي نَتَحَلَّى بِها طَبْعًا لَّا تَطَبُّعًا ،وخُلُقًا لَّا تَخَلُّقًا ،تَقْتَضِي إِرْخَاءَ شَعْرَةِ معاويةَ مِن طَرَفِنَا إِذَا شَدَّ طَرَفَها الساسةُ الْجُدُدُ فِي الْبلدَانِ الْمُجَاورةِ لَنا حِفاظًا عليهَا مِنَ الِانقِطاعِ الذِي سيُؤَدِّي حَتْمًا إلى الِانزِلاقِ وَالِانْحِدارِ إلى صراعاتٍ هِيَ مَسْعَى وَمَرْمَى بَعْضِ القوَى الدوْليةِ سِيَّانِ ذاتُ النفوذِ العسكريِّ منْها وذاتُ النفوذِ الْمالِيِّ ،فَكِلا الْفَرِيقَيْنِ لَهُ دَوَافِعُهُ وأغْراضُهُ التي يَرْكَبُ مِنْ أَجْلِ تَحقِيقِها كلَّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ ،
الشعوبُ ثَابِتةٌ والْأنظمةُ مُتَغَيِّرَةٌ ،وَنُحَاسٌ يَبْقَى خَيْرٌ مِّن ذَهَبٍ يَفْنَى ،وَمَا يَجْمَعُنَا - نَحْنُ الشُّعُوبَ – أكْثَرُ ،وَمَا نَظُنُّ أَنَّهُ يُفَرِّقُنَا لَيسَ فِي حَقِيقتِهِ إِلَّا حَالةَ وَعْيٍ مُّشَوَّهٍ سَرْعانَ مَا يَعودُ الْمُصابونَ بِهِ إلى التَّعافِي عِندما يَصْدِمُهم التاريخُ الْمُشترَكُ ،وتَشابُكُ المصالحِ ، وتداخُلُ الْجُغرافيا ،وتَمَاهِي الثقافاتِ والفنونِ إلى حدِّ التّطَابُقِ التامِّ ،
تِلْكمْ هِي مُورِيتانيا ومالي والسنغالُ ،الثالُوثُ الذي لَوْ قِيلَ فِيهِ :الثلاثةُ واحِدٌ !لَّكانَ مَنطِقًا صحيحًا بَلْ بَدِيهةً وَيقينًا يَدْفَعَانِ الشَّكَّ شِمَالًا وَيَمِينًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق