Translate

الخميس، أبريل 25، 2024

المسلمون واستبدال التلقائيةِ بالاستراتيجية /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 المسلمون واستِبدالُ التِّلْقائِيَّةِ بِالِاسْتِرَاتِيجِيَّةِ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


خَرَجَ سيدُنا محمدٌ سيدُ الأولينَ والآخرِينَ صلى الله عليه وسلم بِنَفْسِهِ الشريفةِ في أكثَرَ مِنْ عِشْرينَ غزوةً في أَقَلَّ مِنْ عَشْرِ سِنِينَ ،

وأَنفَذَ سيدُنا أبوبكرٍ رضي اللهُ عنهُ جَيْشَ أُسامةَ وَفِيهِ كُلُّ القادةِ الكِبارِ من الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم إِلَّا قليلًا ،وذهبَ جيشُ الْإسلامِ لمحاربةِ الْمرتدِّينَ فاستُشْهِدَ مُعْظمُ حُفّاظِ الْقرءانِ الكريمِ فِيها ،


وواصلَ المُسلمونَ دَفْعَ الأعداءِ عن الثغورِ الإسلاميةِ فاتسعتِ الدولةُ الإسلاميةُ اتِّساعًا عظيمًا في سنواتٍ يسيرةٍ ،

وبَقٍيَ المسلمون على هذهِ السَُنةِ الْحميدةِ لَا يَتَأَخَّرُ رَدُّهمْ عَلى تَجاوزَاتِ أعدائِهم ،ولا يَضِنُّونَ بِنَفْسٍ ولا نَفِيسٍ ،يَسْتَجِيبونَ لِدَاعِي الْجِهادِ عندَ أَوّلِ نِدَاءٍ ،فَكانُوا مُنتَصِرينَ ومَنصورِينَ ،ذلكَ بِأنّ اللهَ لا يُخِلِفُ الْمِيعادَ ،فقد قالَ جلَّ مِن قائلٍ : " إن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكم " 


وفي زمانِنا الْبائسِ يَظَلُّ الْمُسلمُ في معظمِ الأحوالِ تَحْتَ رحمةِ أعدائهِ قَتْلًا وإذلالًا وتنكيلا،فما يتحرَّكُ للردِّ عن نفسِهِ ،لِأنهُ يَرَى حولَهُ الْمُتربِّصينَ بِهِ مِن المنتسبينَ للإسلام يدورونَ حوله كما تدورُ النسورُ والغربانُ حول الْجيفةِ ،وبقايا فريسةِ السباعِ ،مُنتظرِينَ تَقاسُمَ مَا يَتَبَقَّى مِنْ أًشلائِهِ إذا هَزمَهُ الْعدوُّ ،أو النكايةَ بِهِ إذا خرجَ مِنْ حرْبِ عدوِّهِ مُنْهكًا لَا يَكَادُ يَتَمَاسَكُ !


خَوْفًا مَنْ هذا الْمصيرِ أَصبحَ المسلمونَ يَعْتَنقونَ عقيدةَ الردِّ الْمُناسبِ في الوقْتِ المُناسبِ ،أو الردِّ الاِستراتيجيِّ الْمُتعَقِّلِ !

فسَمَحَ ذلكَ لِلْعدوِّ بِأنْ يَّعِيشَ أطولَ مِنْ عُمُرِهِ ،وأنْ يَّنتَفِخَ هِرًّا حَتى يُظَنَّ أَسَدًا ،وطالَتْ على المسلمين غُمّتُهُ ،واشتدّتْ عليهم كُرْبَتُهُ ،سِنِينَ ثمَّ عقودًا ثُمّ قُرُونَا ،خَوَّفَهُمُ الشيطانُ بِهذهِ الْحيلةِ الْخَبِيثةِ فَخافوا ،والْخوفُ أَفْيونُ الْعقولِ والتدبيرِ ،

فسيَبْقوْنَ ينتظرونَ الْوقتَ الْمُناسبَ والزمانُ يَأْكُلُ شَبابَهمْ وقُواهمُ ومَدارِكَهم أَكْلَ الْأرضةِ لجُذوعِ الأشجارِ الميتةِ ،

فإن فَنِيَ عدوُّهمُ الذي يُصابرونَ خَلَفَهُ عدوٌّ أقوى مِنْهُ وأوسعُ حيلةً ،وهكذا دواليكَ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ وَمَنْ عليها !


هؤلاءِ الإستراتيجيونَ لا يَثقونَ بِوَعْدِ اللهِ لهم بالنصْرِ ،ولا تَتَملّكُهمُ الطباعُ السليمةُ ،

إنَّ اللهَ عز وجلَّ يقولُ :" فمَنِ اعْتدَى عليكم فَاعْتدُوا عليهِ بِمِثْلِ مَا اعْتدَى عليكم " ،

والعرَبُ يقولونَ " لَا عِطْرَ بعدَ عَروسٍ " ،ويقولون : " إذا ضَرًبْتَ فَأَوْجِعْ " ،


والحقيقةُ أن مَن ينامُ على الضَّيْمِ نَاعِمَ الْبالِ فَإِنَّ ظُهَيْرَهُ الْعُرَيِّضَ أوْلَى بِالرُّكوبِ مِنَ الْخَيْلِ وَالْبِغالِ والْحَمِيرِ .

ليست هناك تعليقات:

دعاء لدولة الإمارات العربية المتحدة /تضرع إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 دُعاءٌ لِدولةِ الإماراتِ العربية المتحدة حرسها الله /تَضرُّعُ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  حَمَى اللهُ مِن سُوءٍ إِمارَاتِ زَايِدٍ    ...