إيضاحات
اسْتَمَعْتُ لِلْمُحلِّلِينَ السياسيينَ والْعسكريينَ فيِ قناةِ الْجزيرةِ وغيرِها، أَمَّا بِخُصوصِ الورقةِ المُقدمةِ مِن طَرَفِ السفيرةِ الأمريكيةِ في بيروتَ لِدَوْلةِ رئيسِ الْبرلمانِ السيد نبيه بَرِّي فإننِي أرَاهَا اسْتِسْلامًا أَمْرِيكيًّا وإسراءِيلِيًّا، والدليلُ على ذلكَ:
أنَّ الأمْرِيكيينَ والإسراءيليينَ همُ الْمُبادرُونَ إِلى طَلَبِ وَقْفِ إطلاقِ النارِ، بِمَعْنَى أنهم أوَّلُ مَن صَرَخَ مِنَ الألَمِ في مَعْمَعانِ الْمَعْرَكةِ، فقَدِ اسْتَباحتْ صواريخُ حِزْبِ اللهِ النوعيةُ وطائراتُهُ الِانقِضاضيةُ كلَّ نُقْطةٍ حساسةٍ على امْتِدادِ الأرْضِ الْمُحتلةِ، وعبَثَتْ بِأمْنِ واستقرارِ الْغاصِبينَ، وقَضَّتْ مَضاجعَهم، وأدْخَلتْهمُ الْقُبورَ الْمُؤَقَّتَةَ (الْمَلاجِئَ)، وتَحَكَّمَتْ فِي بَرْنَامجِهمُ الْيومِيِّ، ولَاعَبتْ طائراتِهمْ في الأجْواءِ، حَتَّى إذَا أرْهَقَتْهَا غَافَلَتْهَا مُنطلِقةً إلى هَدَفِها لِتَطْحَنَهُ وتَدُكَّهُ وتَدُقَّهُ!
وكلَّمَا حَاوَلَ الإسراءِيلِيُّونَ اقْتِحامَ شِبْرٍ مِنْ أرْضِ لُبْنَانَ رَحَّبَ بِهمُ الْمَوْتُ فَانتَقَى مِنْهم، وسَلَّمَ مَنْ أَنظَرَ مِنْهم إلى جِراحاتٍ وأعْطابٍ لا تَنفَكُّ عَنْهُ!
لِأَنَّنَا لَا نَعْرِفُ لِلِاسْتِسلامِ إِلا أوْضَحَ مَعانِيهِ فإنَّ كثيرًا منَّا يَجْهلونَ كيفِيّةَ اسْتِسْلامِ الطُّغاةِ والْجَبابرةِ، فإنهمْ إذا عَجزُوا عن تَرْكِيعِ مَن يعْتَدُونَ عليهمْ ورأَوْا أنهم مُّنكَسِرُونَ مُنْهارونَ لَجَأُوا إِلى مِثلِ هذهِ الْألاعيبِ التي يُرِيدونَ أن تُظْهِرَهم منتصرِينَ ومُسَيطِرِينَ مِنْ خلالِ اشْتراطاتِهمْ وإمْلاءَاتِهمُ التِي يُبَالِغُونَ فِيها عن قَصْدٍ، خاصةً أنَّهم قَذَفُوا بِكُلِّ سُمومِهم، فمَا أدْرَاكَ أنهمُ اسْتخْدمُوا طائراتِ الْبِي فِفْتِي تُو لتَدْمِيرِ أحياءٍ بِكامِلِها؟ فَلَوْ أنَّ لهم سِلَاحًا آخرَ يُمْكِنُهُ أنْ يُّحْدِثَ فَرْقًا لَّمَا ادَّخَرُوهُ،
فهاهمْ يَبْحثونَ لهم عن مَّخْرَجٍ بَيْنَما أُسودُ اللهِ في حِزْبِهِ يَفْعلُونَ بِهِمُ الْأَفاعيلَ.
——————————————-
إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق