مُوسكو، وطهران، أيَّتُهُمَا يَخْتِلُ الْغَرْبُ؟/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الْإِعْلانُ الْمُتَزَامِنُ تَقْرِيبًا عَن مَّرَضِ كُلٍّ من ترامبْ ونَاتِنْيَاهُو لَمْ يَكُن لِّيَلْفِتَ انتِبَاهِي بِاعْتِبارِ الْمَرَضِ عَارِضًا بشَرِيًّا مَّأْلُوفًا لَّوْلَا مَا أُلِفَ وعُرِفَ عَنِ السياسةِ الْغَرْبيّةِ مِنْ خِدَاعٍ وحيلةٍ ومَكْرٍ، ولولَا مَا تَنطِقُ بِهِ مِنْ حَوْلِنَا الْوَقائِعُ وتُرَدِّدُ صَدَاهُ جَنَباتُ الْمَنطِقةِ وأَقطارُها!
هذِهِ مُوسكو إلى لَحظةِ كتابةِ هذِه الكلماتِ تَتعَرَّضُ لِثانِي مُحاولةِ اخْتراقٍ من قبلِ الطائراتِ المسيرةِ مِن أوكرانيا أو الناتو خلالَ أقلَّ مِن بِضْعِ دَقائِقَ! فهلْ نَحْنُ بِصَدَدِ بَواكيرِ هَجْمةٍ قد تَّكونُ الضرْبةَ الأولَى الِاستباقيةَ التي يُبرِّرُها تَصرِيحُ لِواءٍ كبيرٍ في الجيشِ الألمانيِّ بضرورةِ توجيهِ ضربةٍ فوْريةٍ ضِدَّ عدةِ مطاراتٍ روسيةٍ وذلك ضِمْنَ تصريحاتٍ مشابهةٍ من قادةٍ كبار في بريطانيا والولاياتِ المتحدةِ!
أمَّا طهرانُ فإن علاقةَ الْغرْبِ بِها علاقةُ ثَأْرٍ وانتِقامٍ ورَدِّ اعْتِبارٍ؛ فقدِ انتصرَتْ إيران في المواجهةِ المباشرةِ في حربِ الِاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا انتِصارًا ساحِقًا على مُستوَى امتِصاصِ صدْمةِ الضربةِ الِاستباقيةِ المباغتةِ الكبيرةِ، وكذلك على مستوى ضَرْبِ العدوِّ الضرباتِ القاضيةَ في مقاتِلِهِ بِدِقَّةٍ تامّةٍ، وخرجتْ من الجولةِ المباشرةِ الأولى بِنتائجَ وخبراتٍ ستُفيدُها في الجولاتِ القريبةِ جِدًّا من أجْلِ الْحَسْمِ النِّهائيِّ للحربِ لصالحِها،
سنرَى خلالَ ساعاتٍ - وربما لضروراتٍ تكتيكيّةٍ خلالَ أيامٍ - الضرْبتيْنِ الِاسْتِباقِيَّتَيْنِ ضدَّ موسكو وطهران، مَعًا، أو بِفارقٍ زمنِيٍّ تُحدِّدُهُ مُجرياتُ الأحداثِ!
والصينُ هي الْهدَفُ الْحَقيقِيُّ؛ وقدْ بَعثَتْ إدارةُ ترامب إلى كلٍّ من اليابان وأستراليا قبل يوميْنِ مُطالِبَةً بتوضيحِ موقفِهما إزاءَ نُشوبِ أيِّ حَرْبٍ متوقعةٍ بين أمريكا والصين إذا أقدمتِ الصينُ على غَزْوِ تايوانْ وهو أمرٌ متوَقَّعُ الْحدوثِ في أَيِّ لَحْظةٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق