الْمُسْتَطْرَفُ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
أحْيَانًا تكونُ الطُّرْفَةُ هِيَ الْمَنفَذَ الْأسْرَعَ وُصولًا إِلى قَلْبِ الْمُتَلَقِّي شِعْرًا كانتْ أوْ نَثْرًا أو سَجْعًا،
وكنتُ إِلَى جانِبِ الْمُطالعةِ شِبْهِ الْيوْمِيَّةِ فِي فتْرةٍ منَ الْفتراتِ لِلْمُتونِ الْفقهيةِ والْمَراجعِ اللغويةِ والأدبيةِ أطالِعُ كُتُبًا تَجعلُ مِنَ الْفُكاهةِ والتَّنَدُّرِ موضُوعًا لها،
ومعَ أنني أَتَجنَّبُ وَصْفَهُ بِالْأدبِ الساخِرِ إلا أنهُ كذلكَ يَبْدُو للعامةِ الذينَ لا يُدْرِكونَ أنّهُ يَتَقاسمُ معَ صنوفِ الأدبِ الأُخرى ذَاتَ الرِّسالةِ التعليميةِ والتثقيفيةِ النبيلةِ،
ولَعلَّكَ تَكونُ مِمَّن مرَّتْ بِهم كتاباتٌ لي في هذِهِ الصفحةِ اتخَذَتْ من الأسلوبِ الْفَكِهِ طريقةً للتعبيرِ،
وقد طلبَ منِّي بعضُ الإخوةِ أن أَكْتبَ بعضَ الطُّرَفِ والنِّكَاتِ والمواقفِ الْمُستَمْلَحةِ الطريفةِ التي سمعنِي أَحْكِيهَا مِن مُّشاهَدَاتٍ أَو مَحْكِيَّاتِ حَاكِينَ أَثِقُ بِصِدْقِهمْ،
وإِنْ أَدْرِي لَعلَّهُ مُتْعةٌ ذهنيّةٌ وسُلْوَةٌ قَلْبِيّةٌ لذِي خَاطرٍ مكلومٍ أو حَقٍّ مَّهضومٍ،
وإنْ يَّكُن فِي الْوَقتِ سَعةٌ ولِبَعْضِ الْهُمومِ انزِيَاحٌ وجَلاءٌ فَسَأَشْرَعُ فِي تَلْبِيَةِ طَلَبِهم، مُكَافَأَةً لهمْ على عِنَايَتِهم بِأدَبِهمْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق