الضيوفُ الثُّقَلاءُ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الْمُشْكِلَةُ هِيَ أَنَّنَا- مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- نَتَطَارَحُ الرُّؤَى وَالْآرَاءَ، ونَتَنَاصَحُ، ونَتَشَاطَرُ الْمَآسِيَ والْأحْزَانَ، مِنْ خِلَالِ هَذِهِ التطْبِيقاتِ التِي انضَمَمْنَا إِلَيْها عَارِفِينَ طَبِيعَتَهَا، وطبيعةَ مُنشِئِيهَا، وحَقيقةَ مَوَاقِفِهم، وطِيَّاتِ نِيَّاتِهمْ، وَمَا يُخْفُونَ وَمَا يُعْلِنُون؛ لَا لِأَنَّنَا حَذِرُونَ فَطِنُونَ يَقِظُونَ كَلَّا! بَل لِّأَنَّهمْ جَاهرُوا بِمُرادِهمْ كلامًا مَّنطُوقًا، أو سُلوكًا مَّنظُورًا، وَمَا قَبِلُوا انضِمَامَنَا أَصْلًا إِلَّا بَعْدَ قَبُولِنَا بِكَافَّةِ الشرُوطِ التِي اشتَرَطُوا عَلى كُلِّ مُنتَمٍ، فَكُنَّا مَعَهم عَلَى عَقْدِ إِذْعانٍ مَّنْ يَّحِدْ مِنَّا عَنْهُ قِيدَ أُنْمُلَةٍ عَاقَبُوهُ بَحَجْبِ مَا نَشَرَ، وَمَنَعُوهُ النَّشْرَ فِي صَفْحَتِهِ شَهْرًا أوْ شُهورًا، وقَدْ يُلْغُونَ اعْتِمَادَ انضِمَامِهِ إلَيْهِم!
وقَدْ ألْجَأُونَا إلى تَغْيِيرِ طَبيعةِ الكلماتِ والْمُسمَّيَاتِ التِي يَحْظُرُونَ،
والذِي يَغِيبُ عن بالِ كَثيرٍ مِّنَّا أنَّ مِنَّا قَوْمًا يَعْمَلُونَ لِحِسَابِهمْ؛ يُطْلِعونَهمْ على أَساليبِ "تَحَايُلِنَا" عليهم لِكَيْ نُمَرِّرَ أَفكَارَنا التِي يُعَادُونَها وَيُحارِبونَها،
وَهمْ إِن تَأَخَّرَ رَدُّ فِعْلِهم فذَلِكَ إِمَّا لِلِاطَّلاعِ على حقيقتِنَا مِنْ حَيْثُ نَظُنُّ أَنَّنا فِي مَأْمَنٍ، وإِمَّا لِأَنَّهمْ يُمْهِلُونَنَا إلى حِينٍ حَتَّى يَتَسَلَّوْا فَرِحِينَ بِرُؤْيَةِ كِتَابَاتِنا تَرْتَعِشُ تَحْتَ أنظارِهمْ وبَعْضُ كَلِماتِها أَلْجَأَ خَوْفُ الْحَظْرِ أَصْحَابَها إلى تَقْطِيعِها أو بَتْرِهَا حَتَّى لَا يُسْلَبَ مِنْهُمُ النصُّ!
إِنَّهُ وَأْدُ بَنَاتِ الْخَواطرِ في عَصْرِ الفيسبوك، كمَا وُئِدَتْ بَنَاتُ الْأَصلابِ فِي الْجاهِليّةِ الْأولَى،
يَا قَوْمِ! أَلَا مِنْ حَلٍّ سِوَى الْوَأْدِ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق