الْأَعيادُ والِاحْتِفالُ والِاحْتِفاءُ بالْمولدِ الشريفِ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
أَعْيَادُنَا: يومُ الْجُمُعةِ، يومُ الْأَضْحَى، يومُ الْفِطْرِ:
يومُ الْجُمُعةِ فيهِ خَلَقَ اللهُ سيدَنَا وأَبَانَا آدمَ على نبيِّنَا وَعليهِ السلامُ، وفيهِ تَقومُ الساعةُ، وفيهِ ساعةٌ لإجابةِ الدعاءِ طِبْقًا لمُرادِ الدَّاعِي.
يومُ الْأَضْحَى يومُ فِداءِ اللهِ سيدَنَا إسماعِيلَ على نبيِّنَا وعليْهِ وعلى أَبِيهِ السلامُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وفَوْزِ سَيِّدِنَا إِبراهِيمَ على نَبِيِّنَا وعليهِ السلامُ فِي الْبَلاءِ الْمُبِينِ.
يَوْمُ الْفِطْرِ يوْمُ فَرَحِ الْمُؤْمِنينَ بِإِكْمالِ صِيامِ شَهْرِ رمضانَ شَهْرِ التوْبةِ والْمَغْفِرةِ وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ ويومُ أداءِ زَكاةِ الطُّهْرةِ والتزَكِّي.
فهذهِ أيَّامٌ جَعلَها الْإسلامُ أَعْيَادًا تعودُ كلَّ عامٍ كَيومِ الْفِطرِ ويوْمِ الأضْحَى تَخفيفًا على الأمّةِ مِن نَّاحِيَةِ الْعِبادةِ أن جعلَ مُدةَ صِيامِنَا شهرًا واحِدًا، وأنْ ألْزمَ الْقادِرَ مِنَّا على الأُضحيةِ أُضْحِيةً مرةً واحدةً كلَّ عامٍ،
وجعلَ الجمعةَ كلَّ أسبوعٍ لِلْعِنايةِ بِغُسْلِها الذِي بَدَأَ وَاجِبًا وبَقِيَ سُنَّةً، ولِلعِنايةِ بِالطيبِ وحُسْنِ الْهَيْئةِ وسُنَنِ الْفِطرةِ، والنظافةِ، والتلاقِي، واستماعِ الخطبتينِ، وغيرِ ذلكَ مما لا ينبغِي إلا أنْ يكونَ في ذلكَ الْأَمَدِ،
أمَّا الِاحْتِفالُ وإظهارُ الْفرحِ والْبَهْجةِ والسرورِ فِي كلِّ العامِ، وخاصةً في شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ الْأَنْوَرِ على نَحْوٍ يُعَرِّفُ غيرَ الْمُسْلِمِينَ بِعَظَمةِ مَكانةِ سيدِ الْمُرسلينَ وحبيبِ رَبِّ الْعالَمينَ سيدِنا ومولانَا محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ في وجدانِ وقرارَةِ قلوبِ المسلمينَ، ويُعَمِّقُ صِلةَ عامةِ المُسلمينَ وخاصتِهم، بِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، فإنهُ مِّنْ أُصولِ الدينِ وصمِيمِهِ،
فقدِ احْتَفَلتْ بِهِ كلُّ صَلاةٍ مَّفروضةٍ أَذَانًا وإقامةً وصلاةً عليهِ بعدَ تشهُّدِ السلامِ،
واحْتَفَلَ بِهِ كُلُّ دَاخِلٍ فِي دِينِ اللهِ فِي نُطْقِ الشهادتيْنِ، واحْتَفَلَ بِهِ الْقرْءانُ الْكرِيمُ تَصْرِيحًا وتَلْمِيحًا وتَنْوِيهًا، واحْتَفَلتْ بِه الدنْيا، واحْتَفَلتْ بِهِ الآخِرةُ وبَرْزَخُها، واحْتَفلَ بِهِ الْحَشْرُ ومَرَاحِلُهُ، واحْتَفَلَتْ بِهِ الجنةُ فِي فِرْدَوْسِهَا الْأَعْلَى الذِي لا يكونُ إلا له خاصةً،
اللهمَّ صلِّ عليهِ أحْسَنَ صلاتِكَ وسلِّمْ عليهِ أكْمَلَ تسْلِيمِكَ، وبارِكْ عليهِ وعلى أُمَّتِهِ آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق