مساوئ التعوّد أوالروتين كثيرة ،وأحيانا مدمرة ! فكأن الإنسان يحصر مجموعة التغيرات التي يعيشها ضمن إطار محدد يدعوه بالأمور المعتادة ،فلا يتكلف عناء عرضها بتفاصيلها وأسبابها ومآلاتها على عـقـله وقـدراته المعرفـية والذوقـية من أجل أن يعرف شيئا كان يجهله ،أو يُهدَى إلى باب من الفهم ينقـذ به العقـل البشريَّ من كوارث الخطإ ومهالك سوء الفهم ومتاهات التقـدير الفاسد
وسائل التحرر من مُكَبلات التعود متاحة ومعروفة من خلال مفهوم المخالفة ،لكن يعرقـل إمكانيةَ الاستفادة منها جملةٌ من العوارض من أهمها:ضيق المساحة الزمنية المفـرغة لتوظيف عناصر التفكير,،وافـتقاد غالبية المهتمين بمسألة الفـكرلأساس مهم جدا من أسس الفـكر الناجح ألا وهـو:الحـس الذوقي الرفـيع ،وأسوأ من ذلك كله أن يفكر بعض هـؤلاء بعقول مفكرين آخرين بطريقة سلبية ! ذلك بأنهم لاينطلقـون من حيث انتهى أولئك المفكرون ،بل يجهدون أنفـسهم ويحرقـون أعـمارهم في سباحة متواصلة في فـلكهم معتبرين شروحهم واختصاراتهم وهـوامشهم وطررهم وتعليقاتهم وانتقاداتهم وتكميلاتهم وتعريفاتهم وتحديداتهم وتفـريعاتهم وتأصيلاتهم أعمالا مقـنعة ،وإنجازات يرونها في مقابل ماضاع من أعمارهم عوضًا وسلْوانًـا ! فكيف يقـبل بالسلوان من يجد نفسه في حالة تغير لم تعرف توقـفا قـط ،تتبدل في ثناياها القـناعات العلمية والعلاقات التفاعـلية بين الفكرة والموضوع ؟ ومن جملة العـوارض كذلك : التسليم بالأبعاد المعروفة[الزمن,والمكان,والجهات...] ،والتفـكيرُ البَعْديّ الذي يُعني بالتحليل والشرح والتوضيح ،وأيضا النظر إلى كبار المفكرين بتخيلهم حالة استثناء يستحيل أن يجود بمثلهم الزمان
والمعلوم ضرورة أن من بذل وجد ومن زرع حصد ،ولو أننا جُدْنا بالوقت والجهد من أجل طلب العلم كما فعل أولئك الأقـوام لفضلناهم بسبب ما عندنا من تكنولوجيا توفـر الوقت والجهد وتنجز في اليسير من الوقت ما أنجز أولئك في آماد متباعدة
يجب أن نعيد النظر بطريقة إيجابية في التعامل السليم مع الفكر من أجل التحول من الحالة الراهنة إلى حالة أكثر نشاطا وأحسن تجاوبا وأقوى فعلا وتأثيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى