موريتانيا وهي تمر بمرحلة خطيرة جدا من تاريخها لن تعدم عقلاء حكماء من بين جميع الفرقاء السياسيين يستطيعون بتوفيق الله ثم بضمائرهم الحية وبما جُبلوا عليه من تعلق بالبلد والشعب أن يرفعوا أصواتهم عاليا لإيقاف حالة (الانفلات السياسي) التي أدت إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الأجنبي المترقب بشوق بالغ لمثل هذه الفرصة السانحة النادرة بالنسبة له لكي يقوم :
1ـ إما بتصفية حسابات قديمة موروثة عن عهود الاستعمار كبعض دول الجوار
2ـ وإما أن يستغل حالة تعطش كل فريق سياسي لحشد التأييد الدولي إلى جانبه من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية
3ـ وإما أن يستغل بعض مرضى النفوس من المواطنين لافتعال أزمات تهدد وحدة الوطن
4ـ وإما أن يقوم ببث ثقافات مدمرة للأخلاق والدين والسكينة العامة ،ولعل القذيفة الأولى في هذا الباب انطلقت عن طريق مطالبة أحد كبار المسؤولين الغربيين أمس بضرورة إعطاء حرية كاملة لبقية قوم لوط من أبناء شنقيط التقوى والصلاح ؟!
5ـ وإما أن يقوم بتثبيت عناصر عميلة للقيام بتوظيف الأموال القذرة داخل البلد كما هو الحال بالنسبة لعصابات الجريمة المنظمة
والشعب الموريتاني لن يسامح أي أحد كائنا من كان يسكت عن كلمة حق في هذه الظروف ويحرص على مصالحه الشخصية أكثر من حرصه على المصلحة العامة ويرى بعينيه ما يهدد أمن الوطن والمواطنين دون أن يحرك ساكنا
فهل ينتظر الرشداء حالة (السيبة) ليتحركوا فيتشبهوا حينها بقوم من أهل الجاهلية قال فيهم شاعرهم:
سَعَى سَاعِيَا غـَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا...تـَبَزَّلَ مَا بَيْنَ الْعَشِيرَةِ بـِالدَّمِ !!!
فإن ينتظروا تلك الحالة فلا بارك الله في خطاهم يومئذ
فهلموا بنا لتدارك الوضع قبل أن يبرد الحديد ويتصلب العود وتـنفد بركة كل مجهود ،والله أسأل أن يعيذكم من أن ينطبق فيكم قول القائل:
أمرتُهمُ أمري بـِمُـنـْعَرَجِ اللِّوَى ... فـَلَمْ يَسْتـَبـِينـُوا النـُّصْحَ إلَّا ضُحَى الْغـَدِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى