تنفس المجاهدون الصعداء واستمتعوا بعبير النصر وأريجه وهم يقرأون في وجوه إخوانهم من المسلمين وغير المسلمين في كل مكان من الدنيا ما سطره صمودهم ورسمته شجاعتهم وشهامتهم على جباههم ،مدركين أنها استراحة مقاتل لا يرتاح له ضمير ولا يهدأ له بال ما بقي الظلمة البغاة محتلين شبرا من أرضه التي استلمها من الآباء حرة طاهرة ،وقد عاهد الله أن يستلمها منه الأبناء حرة طاهرة كذلك ،ولم يفتهم وهم في خضم المعركة وساحات الشرف أن ينظروا حواليهم ليميزوا الخبيث من الطيب ،ويتعرفوا على من يتمنون أن يكونوا إلى جانبهم يدفعون معهم المحتلين عن أرض الإسراء والمعراج ،ومن بقوا متصاممين عن سماع دعوة الحق خاذلين لأهلها
فطوبى لمظلوم لا يرى في الوجود إلا ما يرفع به الظلم ،ولا يرى تهديد الأعداء وتوعدهم ولا آلة حربهم الجبارة التي أعدوها للرافضين لعتوهم واستكبارهم إلا دافعا له إلى الأهبة الدائمة واليقظة آناء الليل وأطراف النهار تأهبا لمعركة المصير،وتشوقا لخوض معمعان التحرير،بحسب المتوفر لديه من الوسائل ،والممكن له من الأسباب .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى