Translate

الاثنين، يناير 19، 2009

حالة العرب يومئذ

        حالة العرب في هذه الأيام كحالة الغريق المنهك الآيس من النجاة وقد تأكد ذلك من خلال تطورات قضية فلسطين ومحرقة غزة ،فلم تتحرك الجيوش المجاورة لنجدة الغزيين على رغم أنهار الدم التي سالت والخراب الذي لحق بتلك البقعة الطاهرة ،وكانت أنظار العالم مشدودة إلى المنطقة مترقبة رد الفعل العربي الذي ـ لو حدث ـ فسيكون بمثابة إعادة اعتبار لهيبة العرب ،ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ،واستسلم العرب للخذلان والعجز ،ولجأوا إلى حضن الدولة العثمانية التي (تحرروا) منها ذات يوم بدعم من مستعمرين آخرين ووفروا الغطاء السياسي للمحتلين الصهاينة وأعطوهم بالسياسة ما عجزوا عنه بآلة الحرب وتجاهلوا تضحيات المقاومين المجاهدين وازدادوا ضعفا وذلة ،وأشفق عليهم الصديق وشمت بهم العدو ،وطرحوا أنفسهم بين أيدي المتربصين بهم ،ورجعوا إلى مناصبهم ومصالحهم الشخصية ،كأن الذي جرى من القتل والدمار تمثيلية عرضت عليهم فتابعوا فصولها من داخل الغرف الآمنة ،وأما شعوبهم التي التهبت مشاعرها وعلت صيحاتها وتظاهرت وعملت المهراجانات وألغت كل شعار يميز بعضها عن بعض وتلاحمت من أجل غزة ،فإنها قد تواجه في الأيام القادمة من مكر ساستها المتفنين في الانهزامية ما يشغلها ـ لا سمح الله بذلك ـ عن قضاياها الجامعة المانعة ،وسيحاولون إعادتها إلى بيت الطاعة ويشغلونها (بالمِغْزَلِ)  وفتات العيش والأفلام المدبلجة وكرة القدم والسجالات السياسية ومسابقات شركات الاتصال ،ويمنونها بمشاريع تنموية تنضاف إلى جملة الأشياء التي لم تخلق ولم تكن كالغول والعنقاء
    فإلى متى ـ يَابْنَ أبيك أيها العربي ـ تنام ملء جفونك على مثل هذا العار المخزي ،والذام المخجل؟وشعوب الدنيا التي جئتها بدين العزة والكرامة ترقب باستغراب استسلامك المطلق لجلاديك وابتلاعك السريع لجرعات المذلة والصغار ،فإذا كان الوعي الحضاري وثقافة العولمة واقتصادها والأسلوب المتمدن المتزن العاقل والتجاوب التلقائي مع (القرارات الدولية) والتطبيق الحرفي لجميع مقتضياتها روحا ونصا والتخلص من ماضي الأمة والانسلاخ الكامل من الهوية،والاعتدال أوالميوعة وغيرها ،أدى بك إلى هذا الحضيض الذي لم ينزل إلى دركاته شعبٌ من شعوب الدنيا قبلك ،فلماذا لا تقوم بعملية مساءلة ومحاسبة وإعادة نظر ،لعل الله ينزل عليك رحمته ،وينتشلك من أوحال الهوان ؟؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

بَطَلَا جنوبِ إفريقيا سيريل رامافوزا ونيلسون مانديلا

 إِذَا كانَ فَخْرُ تارِيخِ جنوبِ إفريقيا الحديثِ نِيلسونْ مَانْدِيلا اسْتَطاعَ إنْهاءِ الْأَبَارْتَايِدْ وهو نِظامُ فَصْلٍ عُنصُرِيٍّ متَطرِ...