Translate

الأحد، أغسطس 30، 2009

المحافظة الإيجابية على التراث

             تريد مني أن أحافظ على تراث الآباء والأجداد ،فما أعزَّ مُرادَك مني ،لقد فكرتُ طويلا ووجدت أن المحافظة على شيء لم أبذل جهدا في إنجازه ليس دليلا على الحكمة والرشاد ،خاصة إذا أدت بي إلى صرف كافة اهتماماتي وتطلعاتي إلى الشيء المحافظ عليه ،إنني سأصير عندما أشتغل بذلك مثل الجِمال عليها يُحمل الودع ،لا الودع ينفعه حمل الجمال له ولا الجمال بحمل الودع تنتفع ،وسأعمل عمل المرشد السياحي والحارس الأمين ،ولا فرق عندي بين هذا العمل وعمل خزانة المكتبة ،أوعمل المعنيين بالمتاحف !
       بعيدا عن هذا الأسلوب السلبي المُكَبِّلِ للقدرات الذاتية فإنني أجد وسيلة أخرى ستكون أكثر ملاءمة لكل ذي تَوَقانٍ إلى تدارك ركب الحضارة المعاصرة تتمثل في تقسيم هذا التراث إلى أقسام:
ـ قسم يؤخذ بحذافيره على أنه أساس من أساسات الذات
ـ وقسم يؤخذ منه ويرد على أنه إفراز تعامل الأجداد مع مستجدات زمنهم
ـ وقسم يؤخذ على أنه وقود للطموح ومحفز للنفس ومنشط لها وهي تزاحم في ميدان الحياة
           هذه هي المحافظة الإيجابية التي ستمكنني من تدارك السابقين في ميدان الحضارة ،لأنني سأكون عندما أطبق هذه الوسيلة عبارةً عن مجموعة متحركة من تراكمات تجارب الأقدمين مصوغة بصياغتي الخاصة مضافة إلى إرادتي وفهمي للوجود ،وسأطلق العنان لعامل الإبداع الذي يتملكني بعد أن أكون أهلته تأهيلا محكما يعصمه من الخلل ويقيه من الزلل
فلا تؤاخذني إذا عدلتُ عن رأيك وأظهرت لك مواضع الخطإ فيه ،فأنت شغوف بالعلم ،ومن محاسن أخلاقك قبولُك بالحق وسرعةُ مصيرك إليه.


ــــــــــــــــــــــ
من كتابابات إبراهيم بن موسى

أمريكا وضربُ أوكرانيا للعمق الروسي/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 أمريكا تَأْذَنُ لأوكرانيا بِضَرْبِ العُمْقِ الروسيِّ بِصواريخِها عَسَى أن يكونَ ضَرْبُ أوكرانيا - الليلةَ أو غدًا - الْعُمْقَ الروسِيَّ بِا...