التغيير شعار سياسي يحتاج إلى تحديد مراد أصحابه منه ،هل يعني تتميم النواقص ومعالجة الخلل وتصحيح الخطإ ؟ أم يعني مسح الطاولة وجعل الماشي على رأسه يستوي قائما ويمشي على رجليه ؟ عندما نبتعد قليلا عن الأزمنة التي كانت ظرفا لجميع أنماط التغيير المطروقة ،ونحاول الاقتراب من زمننا وواقعنا ،فبأي المَعنيَيْن للتغيير نأخذ ؟
إن عملية تتميم النواقص ومعالجة الخلل وتصحيح الخطإ مواتية للأمم التي لا تسمح حالتها المأساوية بهدر مزيد من الوقت وإضاعة المال والجهد في محاولة ترويض شعوبها المنهكة على محاكاة شعوب الأمم المتحضرة فبهذا الأسلوب يمكن البدء بالنواقص الكبيرة،وهي بالنسبة لنا أمور شكلية بحتة ،لكنها تتحول بسهولة إلى أمور جوهرية لسبب أهميتها البالغة ،إنها مسألة البنى التحتية المقامة على مقاييس عالمية،فكل ما سيصرف من أجل إقامتها يُعد حقيقة استثمارا مضمون الربح بالغا ما بلغ ،فالبنى التحتية الحقيقية هي أصل الحضارة ،وهي التي تحمل التغيير البناء إلى الشعوب المتخلفة في طبق من ذهب
إن وجود شبكة مواصلات عصرية وخدمات بريد نزيهة وخدمات الاتصالات الحديثة وتوفر السكن اللائق ووجود مناخ صحي سليم ،سيجعل كثيرا من العقليات تتبدل بيسر وسهولة ومن دون حدوث أي هزة اجتماعية ،وسيصرف اهتمامات الناس إلى أمور إيجابية نافعة مما سيؤدي حتما إلى تغيير بناء فعلا يأخذ بسببه الشعب طريقه الصحيح نحو الرقي والتقدم
وأحيانا أثناء عملية تتميم النواقص تقع بعض الاختلالات الناجمة عن تحول اهتمام الدولة من المسائل الروتينية المعهودة وانشغالها التام ببناء البنى التحتية ،فيتطلب ذلك معالجة محكمة بحيث لا تؤدي بحال من الأحوال إلى عرقلة المسار الجديد ،وهذا ما نعنيه بمعالجة الخلل
أما تصحيح الخطإ فهو الاستعداد لقبول الآراء ولو في أثناء عملية البناء ،لأن ذلك يشجع أصحاب الرأي والمشورة على مواكبة المسار الجديد بجدية وتقديم آرائهم في كل ما من شأنه ضمان نجاح الجهود
هذه ببساطة تحديداتنا لمفهوم التغيير المناسب لنا بصفتنا شعبا واعيا غير أنه في مظهر متخلف جدا وبصفتنا شعبا فقيرا غير أنه يعيش في بلد غني
وبالنسبة للمفاهيم الأخرى للتغيير ،فهي لا تليق بنا على الإطلاق ،والأسباب معروفة ،كما لا يليق بنا توجيه اللوم إلى عاداتنا وتقاليدنا ونظامنا الاجتماعي ،لأن أيا من تلك الأمور ليس له دخل في تخلفنا ،وإذا كان فيها تجاوز وحيف فإن عملية التغيير البناء بالطريقة آنفة الذكر كفيلة بإزاحة كل فساد محتمل بقدر ما هي كفيلة بتحقيق التقدم المنشود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
إن عملية تتميم النواقص ومعالجة الخلل وتصحيح الخطإ مواتية للأمم التي لا تسمح حالتها المأساوية بهدر مزيد من الوقت وإضاعة المال والجهد في محاولة ترويض شعوبها المنهكة على محاكاة شعوب الأمم المتحضرة فبهذا الأسلوب يمكن البدء بالنواقص الكبيرة،وهي بالنسبة لنا أمور شكلية بحتة ،لكنها تتحول بسهولة إلى أمور جوهرية لسبب أهميتها البالغة ،إنها مسألة البنى التحتية المقامة على مقاييس عالمية،فكل ما سيصرف من أجل إقامتها يُعد حقيقة استثمارا مضمون الربح بالغا ما بلغ ،فالبنى التحتية الحقيقية هي أصل الحضارة ،وهي التي تحمل التغيير البناء إلى الشعوب المتخلفة في طبق من ذهب
إن وجود شبكة مواصلات عصرية وخدمات بريد نزيهة وخدمات الاتصالات الحديثة وتوفر السكن اللائق ووجود مناخ صحي سليم ،سيجعل كثيرا من العقليات تتبدل بيسر وسهولة ومن دون حدوث أي هزة اجتماعية ،وسيصرف اهتمامات الناس إلى أمور إيجابية نافعة مما سيؤدي حتما إلى تغيير بناء فعلا يأخذ بسببه الشعب طريقه الصحيح نحو الرقي والتقدم
وأحيانا أثناء عملية تتميم النواقص تقع بعض الاختلالات الناجمة عن تحول اهتمام الدولة من المسائل الروتينية المعهودة وانشغالها التام ببناء البنى التحتية ،فيتطلب ذلك معالجة محكمة بحيث لا تؤدي بحال من الأحوال إلى عرقلة المسار الجديد ،وهذا ما نعنيه بمعالجة الخلل
أما تصحيح الخطإ فهو الاستعداد لقبول الآراء ولو في أثناء عملية البناء ،لأن ذلك يشجع أصحاب الرأي والمشورة على مواكبة المسار الجديد بجدية وتقديم آرائهم في كل ما من شأنه ضمان نجاح الجهود
هذه ببساطة تحديداتنا لمفهوم التغيير المناسب لنا بصفتنا شعبا واعيا غير أنه في مظهر متخلف جدا وبصفتنا شعبا فقيرا غير أنه يعيش في بلد غني
وبالنسبة للمفاهيم الأخرى للتغيير ،فهي لا تليق بنا على الإطلاق ،والأسباب معروفة ،كما لا يليق بنا توجيه اللوم إلى عاداتنا وتقاليدنا ونظامنا الاجتماعي ،لأن أيا من تلك الأمور ليس له دخل في تخلفنا ،وإذا كان فيها تجاوز وحيف فإن عملية التغيير البناء بالطريقة آنفة الذكر كفيلة بإزاحة كل فساد محتمل بقدر ما هي كفيلة بتحقيق التقدم المنشود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
