هنالك بلاد أدركت حجم المخاطر فأخذت بزمام المبادرة وصممت على المواجهة وخططت ونفذت تنفيذا محكما فحققت ما أرادت من تقدم ورقي ،ولولا ما بذلت من تضحيات فردية وجماعية لبقيت في المربع الأول الذي يُبتلَى الجاثمون فيه بالاستسلام والتخاذل ويتحرك فيه وازع الوطنية بسبب نوازع شخصية لا صلة لها بالمصلحة العامة ويجمد فيه المثقفون طاقاتهم الإبداعية وواجباتهم الوطنية بسبب نقمتهم على واقعهم وعدم رضاهم عن ساستهم كأن الوطن لا حق له ولا يستدعي بذاته تضحية ولا بذلا، إن هذه الشعوب التي أصبحت نماذج مثالية عجيبة هي اليوم تعيش ظروفا صحية وتعليمية ومعيشية أرقى وأفضل وبمقدورها في هذا العصر أن تراقب جميع ثرواتها وأن تحسن استغلالها على الوجه الأكمل ولها اعتبار خاص لدن القوى الكبرى التي لا تنظر باحترام إلا لمن هو مثلها أو لمن أصبح قريبا من أن يكون مثلها وقد قلت مستنهضا همم أبناء جنسي:
الروسُ والصينُ واليابانُ والهندُ.......وتُرْكِيَا قَطُّ لم يَخْذُلْهُمُ الجِدُّ
مِن بَعْدِمَا أدْرَكُوا ألَّا خلَاصَ سِوَى......لِمَن يَسيرُ إلى العلْيَاءِ بَلْ يَعْدُو
فَأيْنَ أنتَ مِنَ الْأقْوامِ إذْ نَجَحُوا ......وَخَلَّفُوكَ نَئُومًا خَامِلًا تَشْدُو ؟؟
وهنالك شعوب قررت أن تكل تخطيط مستقبلها وبرامج تنميتها وتحديد أولوياتها إلى المؤسسات الدولية التي أعدتها القوى الكبرى لإدامة سيطرتها على العالم من خلال إبقاء ما هو كائن كما هو شعوب تساير ولا تبادر وتجاري ولا تباري ولم تختبر يوما الاعتماد على الذات ،وقد قلت:
اللهُ أودَعَ في الإنسانِ حِكْمَتَهُ.....وَمَنْ يَجِدُّ سيَجْنِي ثَمْرَةَ الْجِدِّ
فباعِدِ الكَسَلَ الَمَذْمُومَ وانتَبِهَنْ.....فَلَيسَ هذا زمانَ الأمْنِ والودِّ
وَطَالَما امْتلَكَ الْعَادُونَ أسْلِحَةً.....تُبِيدُنَا فَوَدَاعًا مُوجِبَ الْبَعْدِي1
والمفارقة العجيبة أن هذه الشعوب المَهِينَة يتفنن في إهانتها وإذلالها من يتولون أمرها يقومون بشغل الرأي العام بأمور لا تفيد ويُمضون الوقت في تنفيذ برامجَ غايتُها أن تسير الأمور بنفس الروتين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،وقد قلت:
اُبْذُلْ بِنَفسِكَ مِنْ أجْلِ العُلا جُهْدَا.....لَا تنتظِرْ فِي الْعَطَا عَمْرًا وَلَا زَيْدَا
كَلَّا ولَا أمَّةً كَسْلَى يُرَوِّضُهَا......لِلْمُعْتَدِينَ بَنُوهَا أمَّةً تَرْدَى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ موجب البعدي:البعدي,والقبلي,موجبهما السهو عن سنن الصلاة بالزيادة,أو النقصان.
كتابات وشعر إبراهيم بن موسى
كتابات وشعر إبراهيم بن موسى