مستقبل الدولة المدنية الحالية يتسم بالضبابية ومن الصعب التسليم باستمرار الأوضاع بنفس الطريقة ،فالحياة في صيرورتها ومداولاتها لا تقبل بالأنماط الهجينة ،بل تتبرأ منها وتخرجها من حركية الواقع إلى مخازن الماضي ،وإنما تقبل فقط بالنماذج المستقيمة العادلة التي يستوعبها المتخلف قبل المثقف والضعيف قبل القوي والفقير قبل الغني والعاجز قبل القادر
لقد كان من أسوإ تطبيقات الدولة المدنية الحالية اتساع المسافة بينها وبين طموح أبنائها،حيث بقيت بطيئة الحركة نحو تحقيق حاجاتهم وكبلتها مجموعة من التعقيدات الناجمة عن روتين إداري ثقيل وسلم إداري أثقل ،وموظفين تتوزع اهتماماتهم بين تلبية حاجاتهم الشخصية الملحة جدا،وبين أداء واجبهم الوظيفي بأمانة ونزاهة ،يضاف إلى ذلك كون جهاز الأمن مسخرا بالأساس لإرغام المواطنين على الإذعان لأداء الضرائب أكثر من استسخاره لتتبع مسارات تلك الضرائب ومصائرها
اهتزاز ثقة المواطن له أكثر من مبرر ،وتَصَدُّعُ تلك العلاقة العضوية بينه وبين هذا الأنموذج السياسي أصبح ظاهرا ،ومع ذلك يستمر البعض في انتهاج سياسة الترقيع والعلاجات المَوْضعية وتقديم الوصفات المهدئة ،إنهم بذلك يحاولون تجويز المحال ،وتحميل الواقع ما لا يطيق ،وحمْل الحياة على القبول بما ترفضه سننُها ونواميسُها
هنا تتأكد ـ بإلحاح ـ أهمية الخطوة الأولى ،وهي الأصعب بلا أدنى شك،لأنها تتطلب من أصحابها وعيا محيطا بكل أبعاد الأزمة ،وإدراكا كاملا لمجمل التفاصيل،مما يعني أنهم سيكونون أقل من القليل،وإن وُجدوا فأين لهم بالالتحام،وتوحيد الجهود،وتبادل الآراء،وإيجاد التكامل فيما بينهم ؟
وإلى أن يتحقق ذلك فلا بد من سعي كل من يظن في نفسه توفر هذه الشروط أو توفر بعضها إلى بذل وسعه حسب ما يتيح له إمكانه،ويسمح له به واقعه،لأن تجميد الجهد الفردي انتظارا للعمل الجماعي يعتبر وبالا حقيقيا وخسارة فادحة للإنسانية جمعاء .
ــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
لقد كان من أسوإ تطبيقات الدولة المدنية الحالية اتساع المسافة بينها وبين طموح أبنائها،حيث بقيت بطيئة الحركة نحو تحقيق حاجاتهم وكبلتها مجموعة من التعقيدات الناجمة عن روتين إداري ثقيل وسلم إداري أثقل ،وموظفين تتوزع اهتماماتهم بين تلبية حاجاتهم الشخصية الملحة جدا،وبين أداء واجبهم الوظيفي بأمانة ونزاهة ،يضاف إلى ذلك كون جهاز الأمن مسخرا بالأساس لإرغام المواطنين على الإذعان لأداء الضرائب أكثر من استسخاره لتتبع مسارات تلك الضرائب ومصائرها
اهتزاز ثقة المواطن له أكثر من مبرر ،وتَصَدُّعُ تلك العلاقة العضوية بينه وبين هذا الأنموذج السياسي أصبح ظاهرا ،ومع ذلك يستمر البعض في انتهاج سياسة الترقيع والعلاجات المَوْضعية وتقديم الوصفات المهدئة ،إنهم بذلك يحاولون تجويز المحال ،وتحميل الواقع ما لا يطيق ،وحمْل الحياة على القبول بما ترفضه سننُها ونواميسُها
هنا تتأكد ـ بإلحاح ـ أهمية الخطوة الأولى ،وهي الأصعب بلا أدنى شك،لأنها تتطلب من أصحابها وعيا محيطا بكل أبعاد الأزمة ،وإدراكا كاملا لمجمل التفاصيل،مما يعني أنهم سيكونون أقل من القليل،وإن وُجدوا فأين لهم بالالتحام،وتوحيد الجهود،وتبادل الآراء،وإيجاد التكامل فيما بينهم ؟
وإلى أن يتحقق ذلك فلا بد من سعي كل من يظن في نفسه توفر هذه الشروط أو توفر بعضها إلى بذل وسعه حسب ما يتيح له إمكانه،ويسمح له به واقعه،لأن تجميد الجهد الفردي انتظارا للعمل الجماعي يعتبر وبالا حقيقيا وخسارة فادحة للإنسانية جمعاء .
ــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى