صخب الحياة أو تعب الحياة كما يقول المعري رحمه الله تعالى :
تعب كلها الحياة فما أعـــــجب إلا من راغب في ازدياد
صخب له أثر سيء على نشاط الفكر حيث يصيبه إما بالتشوش وإما بالشلل ،وظهر ذلك جليا عندما سادت النزعة المادية المتطرفة التي أنتجت مبدأ البرغماتية أو النفعية وجعلت الحافز المادي وراء كل شيء
فعندما تتقدم الحاجة على الفكرة تكون النتيجة أن الفكرة ستبقى منحصرة في نطاق تلك الحاجة وفي الغالب لا يمكن تعْديتها إلى حاجات مشابهة من أجل الاستفادة منها ،ويؤدي ذلك إلى ورائية الفكر وانزوائه خلف الأحداث محللا ومفسرا ،وفي أحسن الأحوال ـ عندما يحاول إعادة الاعتبار إلى ذاته ـ يتحول إلى مستنبط !
والسبب في ذلك واضح ويمكن إرجاعه إلى المبالغة في تضخيم القيمة الحقيقية للفلسفة النفعية خاصة عندما يتم تناولها في سياق ما أنجزه معتنقوها من تقدم ورقي لا يمكن إنكارهما على الرغم من ضآلة حجم وتأثير القيم الخلقية فيها حيث لا تتعدى أن تكون مجرد قيمة مهملة في غالب الأحيان
إنها فوضى (خلاقة) في عالم الفكر تماما كما هو الحال في الفوضى الخلاقة على الصعيد السياسي ثمرتها المرة أن عجز الإنسان ـ اليوم ـ عن التعامل السليم مع عوالم ما وراء الحس ،واكتفى باجترار منجزات الأسلاف التي يصعب على زماننا الفكري العقيم تبنيها
هذا الصخب الذي يبدأ ضجيجه وسواسا في القلوب وينتهي إلى صورة واقع متقلب مجهول العواقب لا بد من السيطرة عليه ولو عن طريق التخيل حتى نتصور أننا حققنا هدوءا وقرارا يضمنان للفكر نشاطا حرا شاملا ومسارح بلا حدود .
ـــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى
تعب كلها الحياة فما أعـــــجب إلا من راغب في ازدياد
صخب له أثر سيء على نشاط الفكر حيث يصيبه إما بالتشوش وإما بالشلل ،وظهر ذلك جليا عندما سادت النزعة المادية المتطرفة التي أنتجت مبدأ البرغماتية أو النفعية وجعلت الحافز المادي وراء كل شيء
فعندما تتقدم الحاجة على الفكرة تكون النتيجة أن الفكرة ستبقى منحصرة في نطاق تلك الحاجة وفي الغالب لا يمكن تعْديتها إلى حاجات مشابهة من أجل الاستفادة منها ،ويؤدي ذلك إلى ورائية الفكر وانزوائه خلف الأحداث محللا ومفسرا ،وفي أحسن الأحوال ـ عندما يحاول إعادة الاعتبار إلى ذاته ـ يتحول إلى مستنبط !
والسبب في ذلك واضح ويمكن إرجاعه إلى المبالغة في تضخيم القيمة الحقيقية للفلسفة النفعية خاصة عندما يتم تناولها في سياق ما أنجزه معتنقوها من تقدم ورقي لا يمكن إنكارهما على الرغم من ضآلة حجم وتأثير القيم الخلقية فيها حيث لا تتعدى أن تكون مجرد قيمة مهملة في غالب الأحيان
إنها فوضى (خلاقة) في عالم الفكر تماما كما هو الحال في الفوضى الخلاقة على الصعيد السياسي ثمرتها المرة أن عجز الإنسان ـ اليوم ـ عن التعامل السليم مع عوالم ما وراء الحس ،واكتفى باجترار منجزات الأسلاف التي يصعب على زماننا الفكري العقيم تبنيها
هذا الصخب الذي يبدأ ضجيجه وسواسا في القلوب وينتهي إلى صورة واقع متقلب مجهول العواقب لا بد من السيطرة عليه ولو عن طريق التخيل حتى نتصور أننا حققنا هدوءا وقرارا يضمنان للفكر نشاطا حرا شاملا ومسارح بلا حدود .
ـــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى