Translate

الثلاثاء، فبراير 23، 2010

بعض سلبيات الإعلام

        للإعلام أهمية لا خلاف عليها،ولكن هذه الأهمية مشوبة بسلبيات لا حصر لها،ربما أخفت ـ أحيانا ـ كل الجوانب الإيجابية،وبصفتي متلقيا عاديا لا إعلاميا متخصصا يمكنني تلخيص بعض تلك السلبيات على هذا النحو:
1ـ اعتماد الإعلام مبدأ التهويل:فكثيرا ما يكون موضوع الخبر تافها وبسيطا إلا أن الأسلوب (البلاغي) المستخدم للتعبير عنه يخرجه في صورة أكبر من حجمه ويرمي به إلى خيال المتلقي الذي يستمر ـ تحت تأثير ذلك التعبير ـ في استعظام الحدث البسيط بلا مبرر ،ولك أن تتصور ما يؤدي إليه ذلك الاستعظام من تصرفات خاطئة انبَنَتْ على تصورات خاطئة مثلها
2ـ سياسة سد الفراغ :ويعود ذلك إلى السياسة الإعلامية المعتمدة التي تنطلق من مبدإ ضرورة تقديم نشرة أخبار على مدار الساعة ويوميا بالنسبة للجرائد اليومية ،ومع أن الدنيا حُبْلَى بكل جديد إلا أن الإعلاميين لا يوفقون ـ غالبا ـ في انتقاء الأخبار فهم يُلقون منها على المتلقي ما يُغِمُّه ويُكدِّر صفوه طوال يومه وربما كرروا نفس الأخبار مرات ومرات
3 ـ الإفراط في محاولة إثارة المتلقي :بانتقاء أخبار هي إلى السوقية والعبثية أقرب وتأثيرها بالغ السوء على مزاج المتلقي وعلى هيبة الإعلامي
4 ـ تقديم العالم إلى المتلقي في صورة شياطين متصارعة :ففي كل يوم خبر عن نزاع أو صراع أو خصام وفي كل يوم نذير شؤم يتعلق بتنبؤات كهنة علماء البيئة وتخرصات علماء الفلك وتوهمات المحللين السياسيين وكأن المتلقي لا يزال قادرا على مواجهة هموم من هذا الحجم الهائل والتي لا وجود لها إلا في خيالات مختلقيها
5 ـ تقديم الخبر ـ أحيانا ـ بطريقة تحمل المتلقي على اتهام الإعلام بعدم الحياد :فمعلوم أن مادة الخبر لا يمكن التدخل فيها بحال من الأحوال وإلا تحولت إلى خبر مختلق ،ولكن الإعلامي قد يجد في الأسلوب المُخبَرِ به مَندوحةً لخدمة حاجة في نفس يعقوب
6 ـ خلو الساحة من منافس كفء ومغاير : مما يسمح للإعلام بالاستمرار في احتلال مصدر الأخبار إلى أجل مجهول على الرغم من وجود نوافذ صغيرة من قبيل العوالم الافتراضية في الإنترنت والتي لا تهدد تهديدا مؤثرا ـ على المدى القريب ـ سلطان الإعلام التقليدي وجبروته واستبداده .

ــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

موريتانيا ومالي والسنغال الثلاثة واحد /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 موريتانيا وَمَالِي والسنغال:الثلاثةُ وَاحِدٌ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  الْحكمةُ التي نَتَحَلَّى بِها طَبْعًا لَّا تَطَبُّعًا ،وخُل...