Translate

الجمعة، يوليو 16، 2010

خواطر حول الفاعلية والتأثير


        الناس فريقان:فريق أبطال الحدث وضحاياه، وفريق المتفرجين إيجابا أو سلبا على الحدث، ومن يدعي أنه خارج هذين الفريقين فهو إما ثوري أو عدمي!
فلا يهم أن تكون من أبطال الحدث أو أن تكون من ضحاياه إذا كان الحدث ذا بال
سينصفك الناس في الحالتين وسينصفك التاريخ بمنطقه الشمولي بحسب تأثير الحدث على سيرورته..
ولا يهم أن تكون متفرجا سلبا أو إيجابا إذا كان الحدث لا يزن مثقال ذرة بكل الموازين ولا يقيس قِيدَ أنملة بكل المقاييس..
كما لا يهم أن تكون ثوريا أو عدميا إذا كنت في أمةٍ الثابتُ فيها هو ما ينبغي أن يكون متغيرا والمتغير فيها هو ما ينبغي أن يكون ثابتا!هذا إذا أمكنك ذكاؤك من تحديد المتغير والثابت بالنسبة لأمتك..
أنا أعذرك ولا أعذلك حينما يبلغ فيك جيَشانُ الحماسة أوَجَه وأنت تسعى لأن تحقق في حياتك شيئا ما قبل أن أسألك عما تريد تحقيقه أو تعويقه، لأنك في نهاية المطاف ستكون إما نصا تاريخيا أو ظاهرة علمية أو موضوعا أدبيا أو نقاشا فلسفيا وقد تكون غير هذا وذاك
ولكنني في الوقت نفسه أجدني مشفقا عليك عندما تشمر عن ساق أدق من الصراط وأرق من الشعرة في حلبة صراع أفرادُها عمالقةٌ وعباقرة بالنسبة لك وأنت قيمة مهملة بالنسبة إليهم، أما سمعت قول الأول:
أرى العنقاء تكبر أن تصادا...فعانِدْ من تطيق له عنادا
فما أجمل أن تقف عند قدرك الذي تعرفه أنت وقد لا يعرفه غيرك فتريح الناس والتاريخ من حماقات أعلاها أن تُلعَن وأدناها أن تُذَم،إنك إن تقف عند قدرك فستكون مفيدا إن نجحت،وستكون مفيدا عندما تفشل فكونك مفيدا في حالة النجاح أمرٌ لا إشكال فيه وكونك مفيدا في حالة الفشل هو أنك لم تبخل على نفسك بجهد تستطيعه إلا بذلته فأنت غير مُليم عندما يخذلك ساعد الزمن بل تستحق الإنصاف،
وتدارسُ حالتك سيُعِين مَن هم على شاكلتك حتى يحققوا ما عجزت عنه فيكون لك عليهم فضْلُ التمهيد وفضْلُ تذليل الصعاب،لا ينكر حقك في ذلك عاقل ،
وإذا أبيت أن تقف عند حدود قدرتك فإنك تقبل بأن يصدق فيك قول القائل:
وإذا استوتْ للنملِ أجنحةٌ ...حتى يطير فقد دَنَا عطبُهْ
والعمر كما تعلم على ما أعتقد لا يَحتمل أن يكون مجالا لتخبط العميان فثوانيه ودقائقه وساعاته تتابع بلا عودة أو توقف فهي لا تتوقف انتظارا لغافل ولا تعود تعويضا لخاسر جاهل(فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها)،
لذلك أدعوك دعوة الخل الشفيق إلى أن تستثمر قدراتك العقلية فيما أنت متأكد من تمكنك منه وإجادتك له من مجالات الحياة فذلك هو باب النجاح الواسع
وسأنبهك على سر خطير لا يعرفه إلا آحاد العقلاء هو أن كل إنسان يستطيع أن يعثر على مفتاح باب النجاح في ذاته من خلال حسن استغلاله لقدراته ،فعض بنواجذك على هذا السر الذي بحت لك به،وفتش في ثنايا ذاتك وتأطر في إطارك وقف عند قدرك ووظف طاقاتك في حدود قدرتك ثم انظر بعد ذلك إلى ما ستصير إليه من أهمية واعتبار عند الناس وفي صفحات التاريخ سواء كنت بطلا من أبطال الحدث أو ضحية من ضحاياه أو كنت متفرجا أو كنت ثوريا أو عدميا ،كان الحدث ذا بال أو لم يكن.
ـــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سيديَّ

لماذا تخلف وعد الله؟

 لِمَاذا تَخَلَّفَ وَعْدُ اللهِ؟ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ                وَعْدُ اللهِ كَسُنَنِهِ الْكَوْنِيِّةِ، أو كَالْقَاعِدةِ ا...