Translate

الخميس، نوفمبر 24، 2011

الثورة من الأعماق


       جريان القدر وتصرفه بتغيير أنظمة وزعزعة أخرى وتَجْرِيء المستضعفين على أخذ زمام المبادرة  وإسقاط المستبدين من الحكام مدعاةٌ للتأمل العميق المتأني الخالي من شوائب النفس والهوى والشيطان..
فهل بمقدورنا أن نثور ثوراتٍ ذاتيةً لتخليص أنفسنا من التبعية والاستسلام لمستوياتنا المتواضعة والمنحطة في الغالب في العلم والأخلاق والفكر : ذوقيه وفلسفية ؟
التبعية والاستسلام هنا خفيان وغير مستهجنين من كثير من الناس الذين يرضون عن أنفسهم المريضة ويستحسنون مستقبحاتها وينامون ملء جفونهم وقد اغتروا وانخدعوا حتى إذا شاخوا وهرموا وأصبحت قواهم أثرا بعد عين عضوا على أنفسهم الأنامل من الغيظ والحسرة والندامة
فالثورة لإنهاء هذه الحالة أكثر إلحاحا لولا استشراء ظلم المستبدين واستفحاله الذي قلَبَ تدرجَ الأولويات وجعل المهم قبل الأهم !
إن عناية أكابر الناس وعظمائهم بالنفس تَجاوزَ عنايتهم بكل شيء فهي مدار صلاح الفرد والبلاد والعباد،لقد أراد كل واحد منهم أن يكون من الشاكرين الذين تعهد إبليس بأنه سيمنع السواد الأعظم من الناس من أن يتصفوا بالصفات المبلغة لمنزلتهم المنيفة الشريفة،فقال الله سبحنه وتعالى حكاية عنه في سورة الأعراف : {وَلا تجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
والشكر أن نصرف نعمة الله في طاعته وتبدأ هذه النعمة من الجوارح والجوانح والخواطر والهواجس لتنتهي عند نعمة  الرزق والعافية ونعمة المعافاة من سائر الابتلاء فصرفها جميعا في مرضاة الله مع غاية الاحتياط من محبطات الأعمال هو تأشيرة العبور إلى هذا المقام الرفيع المنيع البديع.
إن نجاح الثورات على الاستبداد لن يكتمل إلا بحدوث مثل هذه الثورات العصية على الذين على أبصارهم غشاوةُ الغفلة عما خلقهم الله لأجله ولأجله خلق لهم ما في الارض جميعا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم بن موسى

في رثاء فقيد التقى والزهد والفضل السيد عبدالله بن الداه بن عبد الفتاح

 يقول إبراهيم بنُ موسى ِبن الشيخ سِيدِيَ يَرْثِي فقيدَ التُّقى والفضلِ والزهدِ السيد عبد الله بن الداه بن عبد الفتاح رحمهُ اللهُ تعالى: عَلَ...