Translate

الثلاثاء، ديسمبر 13، 2011

العقل بين الفكرة والوحي


    تؤثر الفكرة في الوسط الذي تتجلى فيه متأثرةً به ، ثم يستمر تأثيرها لآماد متباعدة بمقدار ما تتمتع به من مرونة وَسَعَةِ نطاق،
ونلاحظ أن الأفكار واردة إلينا بدون استيراد منا لها: فهي تتنزل علينا عند الضرورة مصطبغةً بِسِمات بيئتنا عند لحظة ورودها،كما نلاحظ أن معظم الأفكار بل جميعها كانت موجودة ومطروقة ، وأن العقل لم يُنشئ أو يخترع منها فكرة واحدة،ونسبتها إلى مفكرين وعلماء وفلاسفة لم يكن  إلا من باب التجوُّز والتسامح !! وهم يُقرون بأنهم عثروا عليها بلا قصد منهم ولكنها وردت إليهم حينما كانوا يبحثون عن غيرها ، وهذه حقيقة شائعة في الاختراعات العلمية مُعَبَّرٌ عنها بالصدفة..
     إنَّ عجز العقل عن إنشاء فكرة ذاتية أو موضوعية مرتبطة بظرفيتها قادرة على ممارسة التأثير على الوقائع ومسايرتها في سيرورتها استقراءً واستنباطا وضبطا وتوجيها وحسا ومعنى ،هو ما أدى للاضطرار إلى الوحي الإلهي، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين مكملين مكارمَ الأخلاق وهادين للناس إلى كل خير قصرتْ عنه مداركُ العقول،وختم الله الرسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،وختم الوحي بالقرآن الكريم،وبما بَيَّنَهُ به سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم من قول وعمل وتقرير
إن الوحيين :القرآنَ والسنةَ اللذين هما صبغةُ الله نَزَلا من عند الله عز وجل كامليْن تامين مطابقين لمختلف العصور ، بهما تجد البشرية الحلول الصحيحة المُحْكمَةَ المنزهة من كل نقص أو خلل،إنهما يصاحبان كل عصر جديد نقييْن من شوائب ما قبله من العصور  ، وفي ذلك تجلٍّ من تجلياتهما ومصداقٌ لقول الله عز وجل :  صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَبِدُونَ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

ذكرى الغدير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

  ذِكْرَى الْغَدِيرِ   حدِيثُ الْغديرِ جاءَ في مُسْندِ الإمامِ أحمدَ، ورواهُ الإمامُ مسلمٌ، وغيرُهما، وفيهِ وَصيةُ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ ...