السياسة فن نبيل لأنها تعني سياسة الناس وتدبير الشأن العام، فخدمة
الناس وتدبير شأنهم من اهتمامات الأماجد الفضلاء وهي بهذا التعريف يجب أن يتوجه
إليها كل عاقل، إلا أن اقتحام مجالها من قبل جماعات وأفراد انتهازيين تَسَلُّقِيِّينَ
جعل الناس ينقسمون حيالها إلى قسمين قسمٍ يهتم بها وقسم ٍ غير مهتم بها يختلفان هدفًا
واهتماماتٍ
هدفُ السياسيِّ أن يجلس على كرسي الحكم ويتمكن من تنفيذ برنامجه، وهدفُ غير
السياسي أن يَضمَن عافيته وأمنه حاضرا ومستقبلا ولا يهمه إن ضمن ذلك أن تُشَرِّقَ
السياسةُ أو تُغرِّبَ أو يتنازع الساسة أو يتفاهموا
المهم عند السياسي أن يكسبَ جولاتِ تَصَارُعِه مع خصومه والمهم عند
غير السياسي أن تبقى المنازلات السياسية في ميدان التنافس الإيجابي بمعنى أن يكون
منشأُ الاختلاف هو اعتقادَ كل طرف أن مقاربته ستكون أفضلَ للوطن والمواطنين ثم
يكون التفاهم بعد ذلك على نقاط هي أفضل ما عند كلٍّ من المتخالفَيْنِ
ويهم غيرَ السياسيِّ أن يوقن الساسة ويعتقدوا بأنه يتابعهم ويراقبهم ،
وسلوكُه هذا لا يتنافى مع كونه غيرَ مهتم بالسياسة
ويهمه أن يعلموا أن غير السياسي قد يتحول إلى سياسي مثالي إذا دعت
الحاجة إلى ذلك
ــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى