Translate

الثلاثاء، مايو 12، 2015

نحن وأعداؤنا


         لقد طالت فترة ضعف المسلمين وطال خلافهم واشتد وتعمق وفي كل زمن نُمَنِّي أنفسنا المرهقة باقتراب ساعة اليقظة والنهوض ثم ما نلبث حتى تُرِيَنا الوقائع زيف أمانيِّنا وبعدها عن واقعنا الصريع !

كم من مرة تناول عقلاء الأمة الناصحون وعلماؤها المفكرون هذا الموضوع الخطير فشفوا فيه الغليل بكتاباتهم البليغة وخطبهم العصماء ومواقفهم النبيلة ولكن بقي الحال على ما كان عليه بل انحدر هاويا حيث لا قاع ينتهي إليه

خرجت بعض شعوبنا من عباءة آخر خلافة إسلامية جامعة منذ الحرب العالمية الثانية وسلبت منا فلسطين واستطاع الأعداء أن يحولوا بيننا وبينها بإثارة نزاعات لا نكاد ننتهي منها حتى تخرج من رحمها نزاعات أخطبوطية جديدة

استطاع الأعداء أن يرسخوا في أذهاننا ما أحدثوه فينا من تجزئة وتقسيم وبثوا بيننا من انعدام الثقة في أنفسنا وقدراتنا العقلية والمادية ما شجعنا على عدم المبالاة بما يجمع شملنا ويوحد كلمتنا ويقوي وجودنا  

استطاعوا أن يجعلونا نتقاتل لكي يرضوا عنا! ونتخلى عن قيمنا ووعينا لكي يوجهونا إلى الحضارة والتقدم! استطاعوا أن يجعلونا يحتقر بعضنا بعضا ويخجل أن ينتسب بعضنا لبعض! استطاعوا أن يجعلونا طوائف تتقاتل بقصد الإبادة والاستئصال

كل سبب يدعو طوائفنا اليوم للتقاتل لا يرقى أبدا في قوته ووضوحه إلى الأسباب الداعية بإلحاح إلى قتال أعدائنا الحقيقيين الذين لا يجمعهم بنا دين ولا جوار حسن والذين سلبوا منا فلسطين وسلبوا منا عقولنا وفطرتنا وشرف نفوسنا، فكيف نتخاذل عنهم ثم يستأسد بعضنا على بعض؟

هذه والله إحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر كل نفس بما كسبت رهينة.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات إبراهيم بن موسى

ليست هناك تعليقات:

السياسة على رأيي/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 السياسةُ على رأيِي /شعر إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  عَلَى رَأْيِي السِّيَاسَةُ لَيْسَتِ الَّا                   مَكاسِبَ خَلْفَهَا يَ...