يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا
الكبير رحمهما الله تعالى وتقبلهما في من أحبهم وأحبوه وخصهما من بينهم بمزيد من
محبته ورضوانه:
بُشْرَى
فَقَدْ غَدَتِ الطَّوَالِعُ أَسْعُدَا...وَوِصَالُ سُعْدَى حَبْلَ وَصْلِكَ
أَسْعَدَا
إِن
كَانَ تَمْوِيهُ الْمُدَلِّسِ غَرَّهَا...فَرَأَتْ سَرَائِرَهُ تُشَاكِلُ مَا
بَدَا
لَا
غَرْوَ إِنْ غَرَّ الْخِضَابُ خَرِيدَةً...فَالشَّيْبُ يُخْضَبُ كَيْ يَغُرّ
الْخُرَّدَا
وَلَرُبَّ
ذِي وَرَمٍ يُخَالُ مُنَعَّمًا...وَلَرُبَّ ذِي عَضْبٍ يُخَالُ مُهَنَّدَا
وَلَرُبَّ
بَادِي النُّسْكِ لَمْ يَكُ هَمُّهُ...فِي بَاطِنٍ إِلَّا الْمَلَاهِيَ وَالدَّدَا
حَتَّى
مَتَى وَإِلَى مَتَى لَا يَرْعَوِي...عَنْ غَيِّهِ مَن لَّيْسَ مَتْرُوكًا سُدَى
ظَعْنٌ
بِلَا زَادٍ أَظَلَّ أَوَانُهُ...أَوَلَمْ يَئِنْ يَا غِرُّ أَن تَتَزَوَّدَا
دَيْنٌ
عَلَيْكَ جَهِلْتَ وَقْتَ حُلُولِهِ...فِي كُلِّ يَوْمٍ أَنتَ تَرْقُبُهُ غَدَا
هَذَا
وَطِبْ نَفْسًا وَثِقْ بِإِلَهِنَا...فَهُوَ الْبَسِيطُ يَدًا لِمَن مّدَّ
الْيَدَا
نَحْنُ
الْعِبِدَّانُ الْأُلَى هُوَ رَبُّهُمْ...وَالرَّبُّ إِنْ يَعْزِزْ يُعِزَّ
الْأَعْبُدَا
وَكَفَى
اصْطِفَاءً كَوْنُنَا مِنْ أُمَّةٍ... وَسَطٍ أَجَابَتْ مُصْطَفَاهَا أَحْمَدَا
وَلَنَا
اسْتِنَادٌ بَعْدُ لِلْعُمَدِ الْأُلَى...رُفِعُوا فَكَانُوا يَرْفَعُونَ
الْمُسْنَدَا
لَهُمُ
التَّصَدُّرُ فِي قَضِيَّاتِ الْعُلَى...كُلٌّ لِإِسْنَادٍ إِلَيْهِ تَجَرَّدَا
لَا
تَخْشَ إِن رَّفَعُوكَ نَسْخًا كَائِنًا...مِن فِعْلِ أَمْسَى فِي الزّمَانِ وَلَا
غَدَا
وَإِذَا
تَصَرَّفَ فِعْلُهُمْ فِي جَامِدٍ...مَا خَافَ بَعْدَ تَصَرُّفٍ أَنْ يَجْمُدَا
مِنْهُمْ
جَمِيعًا نَقْتَدِي بِأَئِمَّةٍ...مُتَحَمِّلِينَ لِأَمْرِ مَن بِهِمُ اقْتَدَى
فَإِذَا
سَهَوْنَا بِالْقِيَامِ بِأَمْرِنَا...حَمَلُوهُ عَنَّا رُكَّعًا أَوْ سُجَّدَا
رَوَوُا
الصِّحَاحَ مِنَ الْحَقَائِقِ أُسْنِدَتْ...عَن سَيِّدٍ فِي الْفَضْلِ يَقْفُو
سَيِّدَا
مُتَوَاتِرًا
إسْنَادُهَا مُتَسَلْسِلًا...حَتَّى انتَهَى لِلْمُنتَهَى مُتَصَعِّدَا
طُبِعُوا
عَلَى كَرَم النُّفُوسِ جِبِلَّةً...مَوْرُوثَةً فِيهِمْ تُرَاثًا مُتْلَدَا
لَوْ
أَنَّهُمْ عَمَدُوا إلَى فِعْلِ الْخَنَى...لَأَبَتْ طِبَاعُ نُفُوسِهِمْ أَن
تَعْمِدَا
قَوْمٌ
هُمُ دُعُمُ الْهُدَى لَا تَعْدُوَنْ...عَيْنَاكَ عَنْهُمْ إِن تُرِدْ دُعُمَ
الْهُدَى
وَهُمُ
الْأُلَى كَسَوُا الْعُلَى أَبْهَى الْحُلَى...فَبِهِمْ تَحَلَّتْ لُؤْلُؤًا
وَزَبَرْجَدَا
سِمْطًا
غَدَوْا فِي جِيدِهَا وَأَسَاوِرًا...فِي الْمِعْصَمَيْنِ وَفِي النَّوَاظِرِ
إِثْمِدَا
الرَّاشِدُونَ
الْمُرْشِدُونَ إِلَى الْهُدَى...وَالوَارِدُونَ الْمُصْدِرُونَ الْوُرَّدَا
وَالْقَائِدُونَ
السَّائِقُونَ إلَى العُلَى...والدَّافِعُونَ الذَّائِدونَ الْمُرَّدَا
وَهُمُ
الْكُهُوفُ الْحَامِيَاتُ مَنِ احْتَمَى...وَهُمُ الْحُتُوفُ الْعَادِيَاتُ عَلَى
الْعِدَا
وَهُمُ
السُّيُولُ الْمُحْيِيَاتُ مَنِ اجْتَدَى...وَهُمُ السُّيُوفُ الْمُرْدِيَاتُ مَنِ
اعْتَدَى
لَحَظَاتُهُمْ
تُحْيِي الرَّمِيمَ وَعِندَهُمْ...هِمَمٌ قَوِيَّاتٌ يُذِبْنَ الْجَلْمَدَا
لَوْ
حَاوَلُوا نَيْلَ السِّمَاكِ بِعَزْمِهِمْ...نَالُوا الثُّرَيَّا بَعْدَهُ
وَالْفَرْقَدَا
وَلَهُم
بَصَائِرُ نَيِّرَاتٌ تَنجَلِي...حُجُبُ الْغُيُوبِ بِهَا إِلَى أَن تُشْهَدَا
وَالْكِيمِيَاءُ
مِنَ السَّعَادَةِ عِندَهُمْ...إكْسِيرُهَا يَدَعُ الْحِجَارَةَ عَسْجَدَا
فَإِذَا
هُمُ نَظَرُوا الْبُغَاثَ اسْتَنسَرَتْ...وَإِذَا هُمُ نَظَرُوا أُوَيسَ
اسْتَأْسَدَا
وَلَدَيْهِمُ
جَعْلُ السُّكَيْتِ مُجَلِّيًا...وَلَدَيْهِمُ جَعْلُ الثَّفَالِ خَفَيْدَدَا
طُرُقُ
الْإِرَادَةِ إِنْ أَرَادُوا طَيَّهَا...جَعَلُوا أقَلَّ مِنَ الذِّرَاعِ الْفَدْفَدَا
وَمَتَى
يَحِرْ فِي تِيهِهَا ذُو حَيْرَةٍ...أَبْدَوْا لَهُ بِالدَّوِّ مِنْهَا أَنجُدَا
وإِذَا
ادْلَهَمَّ ظَلَامُ لَيْلِ جَهَالَةٍ...لَاحُوا فَفَاقُوا النَّيِّرَاتِ
تَوَقُّدَا
وَإِذَا
اشْتَكى لَفْحَ السَّمُومِ أَخُو صَدًى...أجْرَوْا مِنَ السَّلْسَالِ بَحْرًا
مُزْبِدَا
وَتَقَدَّمُوا
يَهْدُونَهُ فِي سَيْرِهِ...لِوُرُودِهِ حَتَّى يُرُوهُ الْمَوْرِدَا
رَاحُ
الْمَعَارِفِ إِن تَعَاطَوْا كَأْسَهَا...لَمْ يَدْفَعُوا عنْهَا نَدِيمًا
عَرْبَدَا
وَكَذَاكَ
إِن دَهِمَ الْعِدَا لَمْ يَخْذُلُوا...مِمَّنْ يُوَالِيهِمْ جَبَانًا عَرَّدَا
مِن
كُلِّ حَامٍ شَولَهُ بِعِقَالِهِ...تَثْنِي خَشَاةُ مَصَالِهِ الْمُتَمَرِّدَا
أَوْ
كُلِّ حَامٍ غِيلَهُ بِمَهَابَةٍ...تَعْدُو عَلَى غُلْبِ اللُّيُوثِ وَمَا عَدَا
مِنْهُ
فَرِيصُ الْأُسْدِ تُرْعَدُ خِيفَةً...لَكِن فَرِيصُ حَمِيِّهِ لَن تُرْعَدَا
أَظْفَارُهُ
حُمْرٌ خُلِقْنَ مِنَ الرَّدَى...وَبَنَانُهُ بِيضٌ طُبِعْنَ عَلَى النَّدَى
فَبِهَذِهِ
كَانَ الْقَضَاءُ مُسَلَّطًا...وَبِهَذِهِ كَانَ الْعَطَاءُ مُعَوَّدَا
أَنَّى
يَضِيقُ خِنَاقُ مُنتَسِبٍ لَهُمْ...أَمْ كَيْفَ يُخْطِئُ رِفْدُهُمْ
مُسْتَرْفِدَا
أَوْ
يَخْتَشِي مَنْ يَحْتَمِي بِحِمَاهُمُ...أوْ يَحْتَذِي جَدْوَاهُمُ أَنْ يُطْرَدَا
أُهْدِي
لَهُمْ أَبْكَارَ فِكْرٍ صُنتُهَا...عَنْ غَيْرِهِمْ تُنسِي الْعَذَارَى
النُّهَّدَا
لَمْ
تُبْقِ فِي خِدْرٍ مَهَاةً مُطْفِلًا...تُصْبِي الْقُلُوبَ وَلَا غَزَالًا
أَغْيَدَا
غُرَرُ
الطُّرُوسِ بِهَا حَلِينَ فَأَصْبَحَتْ...طُرَرُ الْجِبَاهِ بِهَا عَلَيْهَا
حُسَّدَا
إِذْ
لَمْ تَظُنَّ الْكَوْنَ يَحْوِي غَيْرَهَا...بِيضًا مُحَلَّاةً بِحَلْيٍ أَسْوَدَا
مُنسَاغَةً
فِي الذِّهْنِ دُونَ إِسَاغَةٍ...فَتَكَادُ تَسْبِقُ بِالنَّشِيدِ الْمُنشِدَا
فِي
كُلِّ لَفْظٍ رَقَّ مَعْنًى رَائِقٌ...كَأَبَارِقِ الْيَاقُوتِ تَحْوِي
الصَّرْخَدَا
فَهِيَ
الْحُلِيُّ لِنَاظِرٍ مُتَوَسِّمٍ...فَحْوَاءَهَا وَهِيَ الْحَلِيُّ لِمَن شَدَا
أَبْغِي
بِهَا مَرْضَاةَ مَن بِرِضَاهُ عَنْ... حِزْبِ التُّقَى نَالُوا العُلَى
وَالسُّؤْدَدَا
مُتَوَسِّلًا
بِهِمُ إِلَيْهِ مُؤَمِّلًا...مِن فَضْلِهِ تَكْمِيلَهُ لِي الْمَقْصِدَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق