Translate

الاثنين، أكتوبر 05، 2015

قد كنت قبلك لائما أهل الهوى للشيخ سيد محمد رحمه الله تعالى


             يقول الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الكبير رحمهما الله تعالى ورضي عنهما وأرضاهما:

حَكَمَتْ عَلَيْهِ وَجُرْنَ في الْأَحْكَامِ...حَدَقُ المَهَا وَسَوَالِفُ الْآرَامِ

كَافَأْنَ بِالْقَتْلِ المُحِبَّ وقُلْنَ لِي...قَتْلُ الْمُحِبِّ نَرَاهُ غَيْرَ حَرَامِ

وَحَلَلْنَ عَزْمِي وَانتَهَبْنَ تَجَلُّدِي...وَسَلَبْنَ لُبِّي وَاسْتَبَحْنَ ذِمَامِي

وَفَتَحْنَ جَفْنِي بِانكِسَارِ جُفُونِهَا...فَلِذاكَ لَسْتُ أَنَامُ فِي النُّوَّامِ

وسَدَدْنَ سَمْعِي عَن مَّلَامَةِ لُوَّمِي...فَلِذَاكَ لَا أُصْغِي إِلَى اللُّوَّامِ

وَرَسَفْتُ فِي قَيْدِ الْمَوَاعِدِ بُرْهَةً...فَرمَيْنَنِي مِنْ خَلْفِهَا بِسِهَامِ

وَكَتَمْتُ مَا بِي فَائْتَمَرْنَ بِنَثِّهِ...فَأَجَابَ وَاشِي دَمْعِيَ النَّمَّامِ

وَرَدَدْنَ حِلْمِي لِلسَّفَاهِ وَشَرُّ مَا...يَلْقَى الرِّجَالُ سَفَاهَةُ الْأَحْلَامِ

لِمَنِ الظَّعَائِنُ كَالنَّخِيلِ تَطَلَّعَتْ...بِخُدُورِهَا كَالطَّلْعِ فِي الْأَكْمَامِ

فِيهَا جَآذِرُ رَبْرَبٍ مَكْحُولَةٌ...تَعْدُو لَوَاحِظُهَا عَلَى الضِّرْغَامِ

نَشَأَتْ بِبَدْوٍ مَا بِهِ مِنْ حَاضِرٍ...إِلَّا صُوَارُ مَهًا وَخِيطُ نَعَامِ

لَمْ تَدْرِ تَكْسِيرَ الْكَلَامِ وَلَمْ تَجِئْ...رِيفًا وِلَمْ تَبْرُزْ مِنَ الْحَمَّامِ

لَيْسَتْ تُعَلَّلُ بِالْعَبِيرِ جُلُودُهَا...إذْ تَغْتَنِي بِنَضَارَةِ الْأَجْسَامِ

بِيضُ الْوُجُوهِ تَلُوحُ فِي الْأَسْتَارِ كَالْـــــأَقْمَارِ لَا حَتْ مِنْ خِلَالِ غَمَامِ

لَمَّا يُغَيَّضْ مَاؤُهَا إِذْ لَمْ تَخُضْـــــهُ سَوَابِحُ الْأَلْحَاظِ وَالْأَوْهَامِ

فَإِذَا بَدَتْ قَادَتْ ظَوَاهِرُ حُسْنِهَا...كُلَّ الْعُيُونِ لَهَا بِكُلِّ زِمَامِ

وَمَتَى تَزِدْ نَظَرًا تَزِدْكَ مَحَاسِنًا...تَرْمِيكَ إقْصَادًا وَأَنتَ الرَّامِي

سَكِرَتْ عُيُونُ النَّاظِرِينَ لَهَا كَمَا...سَكِرَتْ مَسَامِعُهُمْ لِطِيبِ كَلَامِ

وَوَهَتْ لِذَا أَرْكَناُهُمْ حَتَّى بَقَوْا...صَرْعَى سُكَارَى غَيْرَ شَرْبِ مُدَامِ

فَكَأَنَّمَا الْأَرْكَانُ مِنْهُمْ عَاطَتِ الْــــــأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ كَأْسَ مُدَامِ

أَسْلَمْتُهُنَّ إِلَى الْفِرَاقِ وَإِنَّمَا...رُوحِي أَرَدتُّ بِذَلِكَ الْإِسْلَامِ

مَا ذَا عَلَى اللُّوَّامِ فِي إِلْمَامِنَا...بِرُبُوعِ مَن بَانُوا عَنِ الْإِلْمَامِ

نَبْكِي بِهَا حِقَبًا سَلَفْنَ لَنَا بِهَا...غُرَرًا تُرَى فِي أَوْجُهِ الْأَعْوَامِ

سَمَحَ الزَّمَانُ بِهِنَّ بَعْدَ تَعَذُّرٍ...وأَتَيْنَ قَبْلَ حَوَادِثِ الْأَيَّامِ

يَا لَائِمِي إِن رُّمْتَ إِيلَامِي فَمَا...فِي اللَّوْمِ عِندَ الصُّمِّ مِنْ إِيلَامِ

قَدْ كُنتُ قَبْلَكَ لَائِمًا أَهْلَ الْهَوَى...فَغَدَوْتُ أَجْدَرَ مِنْهُمُ بِمَلَامِ

لَا تَحْسِبَنِّي فِي الْهَوَى بِدْعًا فَإِنِّـــــــي أَقْتَدِي فِيهِ بِكُلِّ إِمَامِ

مِنْهُمْ أَخُو نَهْدِ ابْنُ عَجْلَانَ الذِي...عَجِلَتْ يَدَا هِندٍ لَهُ بِحِمَامِ

وَالْقُسُّ وَالْقَيْسَانِ وَامْرُؤُ قَيْسِهِمْ...وَمُرَقِّشَانِ وَعُرْوَةُ بْنُ حِزَامِ

فِي عُصْبَةٍ شُهَدَاءِ حُبٍّ كُلِّهِمْ...شَهِدُوا مَشَاهِدَهُ الْعِظَامَ أَمَامِي

وَأَنَا الذِي وَدّعْتُ فِي الصِّغَرِ الصِّبَا...حِلْمًا وَلَسْتُ بِبَالِغِ الأَحْلَامِ

وَعَقَدتُّ فِي الْحَيْزُومِ أَوْثَقَ عَزْمَةٍ...أَلَّا تَحُلَّ الْفَاتِنَاتُ حِزَامِي

وَلَمَا دَعَانِي الْقَلْبُ قَطُّ لِرِيبَةٍ...وَلَمَا مَشَتْ بِي نَحْوَهَا أَقْدَامِي

وَوَرَدتُّ وِرْدَ السَّالِكِينَ إِلَى الْهُدَى...وَأَسَمْتُ فِي سَرْحِ السُّلُوكِ سَوَامِي

وَصَحِبْتُ أَقْوَامًا سَمَتْ هِمَّاتُهُمْ...لِمَرَاتِبٍ فَوْقَ السِّمَاكِ سَوَامِ

لَوْ صَحَّ أَنْ يَنجُو مِنَ الْحُبِّ امْرُؤٌ...سِلْمًا لَكُنتُ الْمُنثَنِي بِسَلَامِ

وَالْيَوْمَ أَغْبِطُ مَن نَّجَا وَأَوَدُّ لَوْ ...أُعْطَى نَجَاةَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ

لَكِنَّنِي لَا أَرْتَضِي حَالَ الْأُلَى...طَلَبُوا النَّجَاةَ بِذِلَّةِ الْإِسْلَامِ

خَلَعُوا رِدَاءَ الْعِزِّ عَنْهُمْ وَارْتَضَوْا...خِلَعَ الْهَوَانِ سَوَابِغَ الْأَكْمَامِ

وَسَعَوْا لِكَيْمَا يُطْفِئُوا نُورًا أَبَى...ذُو الْعَرْشِ جَلَّ لَهُ سِوَى الْإِتْمَامِ

وَتَحَلَّمُوا جَهْلًا بأَنَّ الْحِلْمَ مِنْ...غَيْرِ اقْتِدَارٍ مَلْجَأُ الْأبْرَامِ1.

ــــــــــــــــ

1ـ الأبرام :جمع برم وهو اللئيم.

ليست هناك تعليقات:

ذكرى الغدير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

  ذِكْرَى الْغَدِيرِ   حدِيثُ الْغديرِ جاءَ في مُسْندِ الإمامِ أحمدَ، ورواهُ الإمامُ مسلمٌ، وغيرُهما، وفيهِ وَصيةُ رَسولِ اللهِ صلى اللهُ ...