الربيع العربيُّ صيفٌ قَضَى بِجَفافِهِ على الآمالِ ،ووضع مصيرَ البلادِ والعِبادِ في عَيْنِ أعْتَى عاصفَةٍ ،وشغَلَ العقْلَ العربيَّ بِإشكالاتٍ تجاوزَها بِعشراتِ السنين بَعْد لأْيٍ ،واسْتَقْدَم الموتَ الجَماعِيَّ الزُّؤامَ ،فقُتِلَ المَقتولُ لا يَدْرِي لا هُوَ ولا قاتِلُهُ فِيمَ قُتِلَ ،وذهبتْ ثرواتُ البلادِ والعبادِ هَشيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ،وانتُهِكَتِ الأعراضُ ،ونشأتْ دُوَلٌ بَدَلَ دُوَلٍ ،فضَرَبَتْ حُرُماتِ الإسلامِ وأهْلِهِ في الصميمِ ،وقَتَلَتْ على الطائفةِ والمَذهبِ قوْمًا يشهدون لله ربِّ العالمين بالربوبيةِ ولِلحبيبِ المُصطفَى النبي الخاتمِ عليه الصلاةُ والسلامُ بالرسالةِ بَعدما اتَّهمهم أكابِرُها بالشرْكِ في خلافياتٍ يَعْرفُ مَن بَعُدَ ومَن قَرُبَ بِأنها لا تُبِيحُ التعرُّضَ لِأعْراضِ أصحابِها بَلْهَ دِمَائِهم ،
ولا زِلْنا إلى يومِنا هذا في رَجَّاتِهِ وردَّاتِهِ أَضَلَّ مِن الضَّبِّ إذا خَرَجَ مِن جُحْرِهِ لَا يَهْتَدِي إلى الرجوعِ إليْهِ ،
مناهِجُنَا التعليميةُ تتغيَّرُ ،والدولُ الكبْرى تنشرُ قواعِدَها في أيِّ بلدٍ تَشاءُ كيفَ تَشاءُ ،وأذْرُعُها المُخابَرَاتِيةُ تَقْتَنِصُ أرْواحَ مَن لا يَرُوقُهم منا فكْرًا ،أو لا يَتَمَحَّضُ لهم مُّتَايَعَةً (بِالياءِ وليس بالباءِ ) ،وَوَلَاءً ،
حَدثَ ذلك كلُّه ،ويتلاحقُ فُصُولًا دامِيَةً ،ومَلَاحِمَ مَاحِقَةً ،ونَحْنُ نَرَى نُيوبَ اللَّيْثِ قدْ أَبْرَزَها يَسْتَعِدُّ لِلِافْتِرَاسِ فنَبْتَسِمُ له نَحْسِبُه يبْتَسِمُ ابْتِسامَةَ مَن تُؤْمَنُ بَوَائِقُهُ ،
حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوَكيلُ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق