مَنْ أوتِيَ عِلْما زائِدًا على عِلْمِ الأُوَلِ ،وناهيكَ بِذلكَ مِنْ عطاءٍ عظيمٍ ،فلْيَكُن شُكْرُهُ لِلهِ على ذلك بِحَصْرِ الِانتِفاعِ بِهِ على خُوَيصَّةِ نَفْسِهِ ،ولْيَحْتَسِبْ عِندَ اللَّهِ أجْرَ عدمِ نَشْرِهِ حِفاظًا على اجتِماعِ كلمةِ الأُمَّةِ ،وحِمايةً لإيمانِ العامَّةِ مِنْ غائلةِ الِارْتِيابِ ،وموجِباتِ الإرْجافِ والِاضطرابِ ،ولْيَسَعْهُ مَا وسِعَ صاحبَ موسى عليه السلامُ الذي علَّمهُ اللهُ مِن لَّدُنْهُ عِلما ،فلم يُعلِّمْهُ إلا بعد مَا ورد إليهِ نبيُّ اللهِ موسى عَلى اشتراطاتٍ جاء في كتابِ الله عز وجل بيانُها ،وعلى هذا رُبِّينَا ،وبِهِ نَصح السلفُ تلامذَتَهم ومرِيدِيهم ،فلا نُعْلنُ مِن فهومِنا وأذواقنا ،ووَجْدِنا وأشواقِنا ،مَا يُضيفُ علما لم يكن معلوما ،ولا نُصَدِّقُ مِنْها ما خالَفَ معلوما مِن الدينِ بالضرورةِ .
————
مِن كتابات إبراهيم بن موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق