Translate

الثلاثاء، مايو 07، 2024

الوعيُ وعدمُه حين يكون العدمُ أفضلَ /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الْوَعْيُ وعَدَمُهُ :حِينَ يكونُ الْعدَمُ أَفْضَلَ ! /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ 


دَخلَ أحدُ الْقادةِ في غيبوبةٍ مُّفاجِئَةٍ فلَمَّا أفاقَ شَكَرَ مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْمُنجِدينَ لَهُ ،خَاصةً الْفِرَقَ الطبيةَ ،وتَحَدَّثَ إلى الْإِعلامِ قائِلا بعفويَّتِهِ الْمَعهودةِ ما معْناهُ :" رُبما يكونُ واقِعُنَا اليومَ (يقصدُ عام 2004 للميلاد تقريبا )لا يَستحقُّ من المرءِ أنْ يَّستَفِيقَ مِنْ أَجْلِهِ " !


المسؤولُ عنْ إِيصالِ صورةِ الواقعِ إليكَ هو الإِعلامُ الرسميُّ المُوجّهُ ،أو شبكاتُ التواصلِ الِاجتماعيِّ المراقبةُ رَسميًّا عن طريقِ كوكبةٍ هائلةٍ من الجواسيسِ والعملاءِ والذبابِ الألكترونيِّ ،


أَنتَ الرَّخِيصُ الْمُستَهدَفُ ،الْعاجزُ الْمُستهلِكُ ،

تَصْحُو على أَمْرٍ بُرِمَ بِلَيْلٍ ،لِيَشْغلَكَ عنْهم ،

فإذا كنتَ في نظرِهم ذَا بَصِيصٍ من النظرِ كَشفُوا لكَ مِنَ الْأمور مَا يَكفِي لِمَلْءِ نَظرِكَ الضعيفِ ،


أَخَذُوا مِن قَوْلةِ فِرْعَوْنَ التي حَكَى اللهُ عزّ وَجلَّ عنْهُ في القرءانِ الكريمِ : 


" مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ " ،


على غيرِ مُرادِ فرعونَ ،فإن فرْعوْنَ على طُغيانِهِ وكفرِهِ الذي بلغَ فيه ما لم يبلغْ إبليسُ ،كانَ رَجُلَ دَوْلةٍ وسِياسيًّا مُّدْرِكًا لأهميّةِ الشورَى والتشاورِ ،ومؤمِنًا بأهميّةِ العلماءِ وأهلِ الِاختصاصِ ،

فقدْ عَنَى بِكلامِهِ :أنهُ لنْ يُّخْفِيَ عنْهمْ أيَّ حقيقةٍ يَراها ،فالذي أَراهم مِّنَ الْحقيقةِ هو ذاتُهُ الذي في قرارةِ نَفْسِهِ ،فعلى جماعةِ المستشارينَ أنْ يُّرُوهُ هُوَ كذلك حقيقةَ ما يَرَوْنَ في قرارةِ أنفسِهم ،

فبِذَالِكَ تَكونُ البداياتُ صحيحةً سليمةً ،وتكونُ مُؤدِّيَةً حَتْمًا إلى نِهاياتٍ صَحِيحةٍ سليمةٍ ،

تلكَ هِيَ سُنّةُ اللهِ التي لا تتبدَّلُ ولا تَتخلَّفُ ،

وهذا هو النصيحةُ التي حضَّ عليها الإسلامُ ،ثمَّ أمَاتَها المسلمونَ بِالتقيةِ وتَبْرِيرِ الْغاياتِ ،والنِّفاقِ الِاجْتِماعيِّ ،مَثَلًا ،


لقد تَّبَنَّى الساسةُ المُنْحَرِفُونَ المعنَى الْجَهَنّمِيَّ لِمقالةِ فرعونَ فهي عِندَهمْ حَجْبُ رُؤْيَتِكَ مِن جَمِيعِ زوايا الرُّؤْيةِ إلا مِنَ الزاويَةِ التِي يُوَجِّهونَكَ إِليْها !


شئتَ أَمْ أبيتَ هذهِ حقيقةُ الْمعارفِ والأخبارِ والسلوكياتِ التي يَقومُ الإعلامُ بِتنزِيلِها في لا شعوركَ ،فعندما تَتحكمُ فيكَ فإنك تَصيرُ أرَاجُوزًا ،وتكونُ جميعُ ردّاتِ فِعْلِكَ مُتَوَقَّعةً مُّتَحَكَّمًا فيها لِأنهم هُم الْمحَرِّكونَ لكَ !


يُحْكَى أن امْرَأةً انزَعَجتْ مِن ببغاءِ زوجها الذي يُرَدِّدُ صَوتَ بعضِ زائرِيها في غيابِ زوجِها ،وإذا سأله الزوجُ عما حصَلَ في غيابِهِ أخْبرَهُ بِتِلْقائِيَّةٍ !

فَعَمَدَتْ إلى كَيْدٍ من كُيُودِ النساءِ العظيمةِ لِكيْ تَتخلّصَ منْه :فأَكَبَّتْ عليْهِ وِعاءً ،فصارتْ كلما رفعتِ الوعاءَ قليلًا أوْقدتْ عودَ ثِقابٍ بِسُرْعةٍ ورشَّتِ الببغاءَ بالماءِ بِعُنفٍ ،وحرَّكتْ مِرْوَحةً بِشِدَّةٍ فَآذَتْهُ بِرِياحِها ،ثم تُواصِلُ ضَرْبَ ظهرِ الوِعاءِ وطرَفِهِ ،إلى أن قَرُبَ مَجِيءُ زوجِها ،فكشفتْ عنْهُ الوِعاءَ !فسأل زوجُها الببغاءَ كَعادتِهِ ،فأجابَهُ :لَمْ أنتبِهْ لِشيءٍ مما تسألُ عنْهُ بِسببِ قوةِ المَطرِ وشِدةِ الرعودِ ولمعان البَرْقِ وَالرِّياحِ الشديدةِ !

فأخذَهُ الزوجُ بَعِيدًا عنِ المنزِلِ قائلا : أراكَ أُصِبْتَ بِالْخَرَفِ !


فِي أَيِّ بَلَدٍ تَكونُ ،وَلِأَيِّ بَلَدٍ تَنتَمِي، أنتَ والببغاءُ ضَحِيةٌ ،أُلْعوبةٌ ،شَيْءٌ مَّا مُزْعجٌ جِدًّا لصُناعِ القرارِ ،


هذا هو الوَعْيُ الذي أرِيدَ لكَ ،

فانظُرْ كَيفَ يُمْكِنُكَ رَفْعُ حِجابِ الرؤيةِ عن زَوَايا حُجِبْتَ عنكَ ،وأنتَ لم تُكلِّفْ نفسَكَ قَطُّ بِتَلَمُّسِ مَوَاقِعِها .

ليست هناك تعليقات:

السياسة على رأيي/إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 السياسةُ على رأيِي /شعر إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  عَلَى رَأْيِي السِّيَاسَةُ لَيْسَتِ الَّا                   مَكاسِبَ خَلْفَهَا يَ...