حُكْمُ الأجيالِ اللاحقةِ علينا/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
سيكونُ لِلْأَجْيالِ اللَّاحِقَةِ حُكْمُها عليْنا بِنَاءً على تَعَاطِينَا الِانْهِزامِيِّ الْفاضِحِ مَعَ الْأحداثِ الْمَصيرِيَّةِ التِي وَرِثُوا عَنَّا كَوَارِثَهَا ورَجَّاتِها وَارْتِدَادَاتِها يَوْمَ لَا نَكونُ حَاضِرِينَ فَنَنقُضَ الْحُكْمَ!
لَنْ يَّكونَ تَعَسُّفًا وَلَا شَطَطًا فِي اعْتِبارِ الظروفِ الْمُشَدِّدَةِ إِذَا قَارَنُوا بيْنَنَا وبينَ جِيلِ الْأمَّةِ الذي أَسْلمَ صَفْحةَ عُنِقِهِ لِلتَّتارِ، وقدْ حَكَى بَعْضُ كِبارِ الْمُؤرِّخِينَ عنهم أنَّ غازِيًا منَ التتارِ انفرَدَ بِجماعةٍ من المسلمينَ يُرِيدُ قَطْعَ أَعْنَاقِهم فَاحْتاجَ شَحْذَ سِكِّينِه أو سيْفِهِ فأمرَهم بِالْبقاءِ حيثُ همْ حتى يَشْحَذَ سكِّينَهُ فَبَقَوْا كذلكَ حتى رَجعَ إِليهم فَذَبَحَهم جميعًا وكانُوا مائةً!
مَا الْفَرْقُ بيْنَ انتِظارِنا نَحْنُ وانتِظارِ أولئِكَ، أَعداؤُنا يَذْبحونَ إخوانَنا ويَصبونَ على رُؤوسِهمُ حُمَمَ الْقنابلِ والصواريخِ وقذائفِ الْمِدْفعِيَّةِ والطائراتِ الِانقِضَاضيّةِ، ويأْمُرونَ مَنْ يُّجاوِرُهم منَّا مِن دُولِ الطوْقِ وما يُلاصِقُ دوَلَ الطوْقِ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ يسْعَى لِمُناصرةِ إخوانِهِ والِادِّعاءِ بِأنهُ كانَ مُهَرِّبًا أو تاجرَ مَحْظوراتٍ! بينما الأعداءُ يُمِدُّونَ عَلَنًا كِفَاحًا بَوَاحًا شياطينَ الكيانِ بالسلاحِ والمالِ والرجالِ والْمُستشارينَ والخُبراءِ والْإعلامِ والْحمايةِ مِنَ الْمُلاحقةِ الْقانونيةِ!
يَأْخُذونَنا دوْلةً دوْلةً فَنُساعِدُهُ على الْحِصارِ ونُؤَيِّدُهُ على الْقِتالِ ونَفْرَحُ مَعَهُ إِذا حَقَّقَ مُرَادًا من مراداتِهِ مِنَّا، لَا، بَلْ نُهَنِّئُهُ ونُقْنِعُهُ بِصوابِ فِعْلَتِهِ رَغْمَ أَنَّهُ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ بِنَا ولا بِبشاعةِ بطْشِهِ بِإخوانِنا الذينَ خَذَلْنَاهمْ!
إنّهُ الذُّلُّ والضَّعَةُ والْهَوانُ والضيَاعُ!
فَلْتَقُلِ الأجْيالُ اللاحقةُ كلمتَها فينَا ولْتَحْكمْ علينا بِأشَدِّ حُكْمٍ وأَقْسَاهُ فإنَّنا لِأَشَدَّ مِن ذلكَ مُسْتحِقونَ، وإنهم لِمَا قَالوا وحكَمُوا بِهِ علينا لَمَعْذُورونَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق