Translate

الأحد، يناير 26، 2025

واقعُ عالمنا الإسلامي/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 الْعالمُ الإسلاميُّ اليومَ ومُنذُ بداياتِ سقوطِ الخلافةِ العثمانيةِ عِبارةٌ عن مستعمَرةٍ غربيةٍ كبيرةٍ، يُباشرُ فيها الغرْبُ مُزاولةَ سلطاتِهِ بِأقْنِعةٍ مختلِفةٍ وأحيانًا بِدونِ قِناعٍ،

والْمُستعمرُ الغرْبِيُّ طبقاتٌ لكلِّ طبقةٍ مرامِيها؛ فالغرْبُ الأوربيُّ الذي يتميَّزُ بِاطِّلاعِهِ الْواسعِ والعميقِ على حقيقةِ منطقتِنا كما يتميزُ بِقُرْبِهِ الْجغرافِيِّ هدفُهُ الأهَمُّ ضَمانُ بَقائِنا– نحنُ المسلمينَ- تحتَ سيطرته وفي نطاقِ نُفوذِهِ وتحَكُّمِهِ،

أما أمريكا فأهمُّ أهدافِها السيطرةُ على ثروةِ المنطقةِ، وقطْعُ الطريقِ على الصينِ وروسيا وحِرمانُهما مِن موْطِئِ قدَمٍ في المنطقةِ،

فأين نَحْنُ شعوبَ المنطقةِ من هذا التجاذبِ بين الأعداءِ؟

إن الْمَنطِقَ السليمَ يَقْضِي بِأنه لا سيادةَ لِمَنْ هو في سيطرةِ عدوِّهِ، وإن المنطقَ السليمَ يَقْضِي كذلك بِأن السيادةَ لا تُوهَبُ ولا يُتَصَدَّقُ بِها وإنّما تُؤْخَذُ انتِزَاعًا بِالْقوَّةِ والتضْحِيَاتِ،

نعمْ هُنالكَ فرْقٌ بينَ فِقهِ المرْحلةِ الراهنةِ التي هي مرْحلةُ الخنوعِ للمستعمرينَ الْقاضِي بِالْمُداراةِ والْمُداهَنةِ والْمُهادَنةِ اتِّكاءً على قاعدةِ ارتكابِ أَخَفِّ الضرَرَيْنِ اسْتِنقاذًا للأمةِ واستِبْقاءً لبَقايَا كرامتِها،

وبيْنَ الْفقْهِ على أصولِهِ المُعتادةِ وما يترتّبُ عليها مِنْ عزّةِ الْمُؤْمِنِ وذِلّةِ الكافرِ،

علينا إلزامُ أنفسِنا ومَن لنا عليهم واجبُ السمعِ والطاعةِ بالتضرُّعِ الدائمِ إلى اللهِ عزّ وجلَّ ليُنجِيَنا مِن شرورِ الأعداءِ ويؤلِّفَ بين قلوبِنا، ويجعلَنا منصورِينَ قَاهرِينَ غيرَ مقهورينَ لا خَزايَا ولا مَفْتونينَ.


ليست هناك تعليقات:

وقفة مع بعض حقائق الصيام

وَقْفةٌ مع بعضِ حقائقِ الصيامِ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ الحديثُ عن فَضْلِ الصيامِ يَسْتَدْعِي مِنَ الْبِدايةِ التذْكيرَ بِأهمِّ أُس...