رَأْيٌ حوْلَ حوادِثِ السير/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
حوادِثُ السيْرِ الْمُتَكرِّرَةُ مِنَ الْأمورِ الْمُؤْلِمةِ بِسبَبِ ما يَنجُمُ عَنْهَا مِنْ وَّفيَاتٍ وَإِصاباتٍ بَالِغةٍ،
رحِمَ اللهُ مَن تُوُفُّوا بِسَبَبِها، وَشَفَى مُصَابِيهَا، وألْهَمَ الْأْهْلِينَ جميلَ الصبْرِ وبَارِدَ السُّلْوَانِ،
وأشكرُ أُولئِكَ الذِينَ جعَلوا سلامةَ حَرَكَةِ السيْرِ مَوْضوعًا لكتاباتِهم واهْتِماماتِهم، ولم يَكتَفُوا بِالْإسْهامِ بِآرائِهمْ واقْتراحاتِهم وإنَّمَا نَزَلُوا إلى الْمَيْدَانِ وخَاطَبُوا شعْبَهم وحكومتَهم بِوسائِلِهمُ الذاتيَّةِ فَاسْتحقُّوا كامِلَ التقديرِ والِامْتِنانِ، وَاسْتَوْجَبُوا ضرورةَ الْمُؤازَرَةِ والتأْيِيدِ،
ونَظَرًا لعُمومِ الْبَلْوَى فإنَّنِي أُساهمُ بِهذا الرَّأْيِ حَيْثُ أَرَى:
- حَصْرَ مَسَارِحِ الْحَوادِثِ، ومَعْرِفَةَ النِّقَاطِ التِي تَكرَّرَتْ فِيها، ودِراسةَ جُغْرَافِيةِ تِلْكَ النِّقاطِ، والنَّظَرَ في طبيعةِ مَقْطَعِ الطرِيقِ وَمُحِيطِهِ، وطَبيعةِ انْحِدَارِهِ أوِ انْعِرَاجِهِ أو صُعُودِهِ، وحالةِ الرَّصِيفِ مِنَ الْجانِبَيْنِ، وتَمَدُّدِ أَلْسِنَةِ الرَّمْلِ، واخْتِرَاقِ الْمَقْطَعِ لِلتَّجمُّعاتِ السُّكَّانِيّةِ الدائمةِ أوِ الْموسِمِيّةِ مِمَّا يَجْعُلُهُ مَعْبَرًا لِلسُّكَّانِ ومَرَاعِيهمْ، إِضَافَةً إلى التَّحَقُّقِ مِن جودَةِ الْمَقْطعِ وعَدَمِها،
الْمَقَاطِعُ التي تكرّرَتْ فيها الْحوادِثُ يُقامُ على مَشارِفِهَا مِنَ الناحيَتَيْنِ إشاراتٌ بِالْكِتابةِ والصورَةِ والْألْوانِ الْعاكسةِ بِاللَّيْلِ والنَّهار لِلتنبِيهِ والتحْذِيرِ،
ويُنشَرُ تَحْدِيدُ نِطَاقِها في الْهواتِفِ المحمولةِ ووسائِلِ تَعْميمِ النشْرِ في انتِظارِ مُعالجَةِ وضْعِيَّتِها،
وتُقامُ على مشارِفِها مِنَ الْجانِبَيْنِ وَحدَاتُ مراقبةٍ بَشَرِيَّةٍ وآلِيةٍ ثابِتَةٍ إذا أَمْكَنَ ذلِك،
وتُزَوَّدُ بِوَسائِلِ إسْعافٍ أوَّلِيَّةٍ تُسْهِمُ في عمليّةِ النجْدَةِ عندَ اللحظاتِ الأولى للحادثِ،
وَأُضِيفُ هذا الرَّأْيَ إلى ما قِيمَ بِهِ مِنِ احْتِرازٍ يتعلَّقُ بِأهليَّةِ السائِقينَ ووَضْعِيَّةِ الْمَرْكَباتِ،
حَفِظَنا اللهُ جَميعًا آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق