التنصُّلُ مِنْ حِلْفٍ مَّا/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
اَلِانتِقالُ مِن حِلْفٍ إلى حِلْفٍ آخرَ لَا يَتِمُّ بِالِارْتِجَالِ، ولا يَنبغِي أنْ يكونَ تَحْتَ تَأْثيرِ الْعاطفةِ، أو بِتَشنُّجٍ وَحَنَقٍ، خَاصَّةً إِذَا كَانَ هذَا الْحِلْفُ أَوْ ذَاكَ ذَا تَجَذُّرٍ وتَأَصُّلٍ، وكانتْ نَشْأَتُهُ تَعودُ لِعقودٍ، إِذْ يَعْنِي ذلكَ أنَّ الدَّوْلَةَ الْمِحْوَرِيَّةَ فِي الْحِلْفِ اسْتَطاعتِ الْحصولَ على كلِّ ما يَتَعلَّقُ بِالدولِ المُتحالِفةِ مِنْ خَبايَا ومَكنوناتٍ وأسرارٍ، وحَقائقَ مُفصّلةٍ، ومَعرفةٍ دقيقةٍ شاملةٍ، فالتَّنَصُّلُ مِنَ الدولةِ الْقُطْبِ أوِ الْمحورِ مِن دونِ دراسةِ كَيفيةِ التعاملِ معَ حالةِ الِانكشافِ الكبيرةِ هذه انتِحارٌ وأيُّ انتِحارٍ،
نَحْنُ لَسْنَا أمامَ قراراتٍ سياديةٍ اخْتِياريةٍ تتخذُها دولةٌ ما، نَحْنُ أمامَ حالةٍ خاطِئةٍ غَيْرِ سَوِيَّةٍ أمْلَتِ الْقبولَ بِها ضروراتُ مرْحلةِ تَصارُعٍ أو احتمالِ تصارعٍ تجعَلُ استمرارَ وجودِ الدولةِ مِن دونِ هذا التحالُفِ مُحالًا،
إِنَّها كَانتْ حالةَ اضْطِرَارٍ اسْتَغَلَّتْها الدولةُ الْمِحْوريةُ الْمُنشِئَةُ لِلْحِلْفِ فَأمْلَتْ مِن شروطِ الِانضمامِ إليهِ مَا شاءتْ بِلا رحمةٍ،
الْبدِيلُ مِنِ اتخاذِ أَيِّ قرارٍ هو الْعودةُ إلى الْقُدْرةِ الذاتيةِ، وزِيادةُ تَطويرِها في مجالاتٍ بِعَيْنِها، وصِناعةُ وَسائلَ يُمكِنُها الوصولُ إلى أَبْعدِ عُمْقٍ في كِيانِ الدولِ الْمحوريةِ لِلِاستطلاعِ، ولِمُحاولةِ التأثيرِ،
مَعَ تَكْرَارِ الْمُحاولةِ الْمَدروسةِ يغْدُو الْمُحالُ جَائِزًا مُّمْكِنًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق