الْحَمِيَّةُ الْخَلِيجِيّةُ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
الْحَمِيَّةُ الْخَلِيجِيةُ تُعَزِّزُها الروابِطُ الْقبليّةُ الْمَتينةُ بينَ الشعْبِ الْعربِيِّ الْخَلِيجِيِّ، التِي تتجاوزُ في متانتِها الشِّبَاكَ الْحَدِيدِيَّةَ لِلْحُدودِ بينَ تلكَ الدولِ،
لم تَخْتَلَّ طَبيعةُ هذهِ الْعلاقةِ معَ وجودِ الدولةِ، بلِ ازْدادتْ مَتانةً وترابُطًا،
وتَبَلْورَتِ الشخصيةُ الْخليجيةُ كشخصيةٍ مُّتميِّزةٍ منسَجمةٍ ذاتِ مشتركاتٍ كثيرةٍ في الوجودِ، والطموحِ، والْمَصيرِ،
واجهَ الْخليجيونَ شَتَّى أنواعِ التحدِّيَاتِ، وتجاوزُوها مِن دونِ أن تُشَتِّتَ شَمْلَهم، أو تزْرَعَ أحقادًا يَحصُدُ حَنظلَها جِيلٌ بَعْدَ جِيلٍ،
وبَيْنَمَا يَظُنُّ أو يَعْتَقِدُ مَن لَّا يَعُونَ مَفهومَ الْحَمِيّةِ الْقبليةِ الْعربيةِ الأصيلةِ بِأنَّ بَعْضَ مَطَبَّاتِ النزاعِ بينَ تلكَ الدولِ يَجعلُها يَكِيدُ بَعْضُها بَعْضًا، ويَتمالَأ بَعْضُها معَ الْأجنبيِّ ضِدَّ بعضٍ، وبِأنَّ بَعْضَها سَاعٍ سَعْيًا حثيثًا لِّاجْتِثاثِ بعضٍ؛ فإنَّ الحقيقةَ هي خلافُ ذلكَ قَطْعًا، ويَكْفِي دَليلًا طبيعةُ علاقاتِ هذهِ الدولِ الْيومَ، فقدْ هَبَّتْ عن بَكْرَةِ أَبِيهَا هِبَّةَ رَجُلٍ واحدٍ لمواجهةِ الِاعتدَاءِ الصُّهيونِيِّ على دولةِ قطر،
الَّذُونَ يَحْسُدُونَ هذِهِ الدولَ، ويَتحَيَّنونَ كلَّ فُرصةٍ سانِحةٍ لِكَي يشْمَتُوا بِها سَيَظلونَ حَبِيسِي حِساباتِهمُ الْخاطِئَةِ إلى أن تُحَرِّقَ قلوبَهم وصدورَهم نِيرانُ الْحَسدِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق