خاطرَةٌ/ إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ
أَيْنَ يَذْهَبُ غَضَبُ الْجَمَاهِيرِ كُلَّمَا هَدَأَ؟ هَلْ يَتَرَاكَمُ، أَوْ يَتَلَاشَى؟ وهَل لِّلشَّخْصِيَّةِ الْجَمَاعِيَّةِ ذَاكِرَةٌ اسْتِيعَابِيَّةٌ قَادِرَةٌ على الِاسْتِحْضارِ؟
مُوجِبُ تَسَاؤُلاتِي هذِهِ هُوَ زَهْوُ صُنَّاعِ الْقرَارِ، واعْتِزَازُهم بِعَبقريَّتِهم، عِندَما يَنجحونَ فِي امْتِصاصِ غَضَبِ الْجماهيرِ مِنْ حَدَثٍ ذِي بُعْدٍ قَوْمِيٍّ دِينِيٍّ مَّا، وكذلكَ مَا دَرَجَ عليهِ الْكُتَّابُ مِنْ وَّصْفِ الْجماهِيرِ بِالْعامَّةِ في مُقابلِ احْتِفاظِهم لِأنفسِهمْ ولِمَن شَاءُوا بِصِفةِ الْخاصةِ! كَمَا تُوصَفُ الْجماهِيرُ كذلكَ بِأنَّها تُقَادُ بِآذَانِهَا بَينما يُقادُ " الْخاصةُ" بِعقولِهم! ولا أَقولُ بِبُطونِهم!
هَلْ زَهْوُ السياسيِّ إِذَا احْتَفَلَ بِمَقْدِرَتِهِ على امْتِصاصِ غَضبِ الْجماهِيرِ يُشْبِهُ زَهْوَ الدِّيكِ الذِي قِيلَ- مِن بابِ الطرافةِ- إنَّهُ يَزْهُو مُحْتَفِلًا لَّأنهُ نَجَحَ بِصيَاحِهِ فِي إِرْغامِ الشمْسِ على الطلوعِ؟!!
صَمْتُ الْجماهِيرِ الْعربيةِ والإسلاميةِ شَبيهٌ بِصَمْتِ الْقبورِ، وهوَ جِنسُ صَمْتِ الصُّدورِ، ومَثِيلُ صَمْتِ الدَّآدِئِ أَيْ أُخْرَيَاتِ لَيَالِي الشهْرِالْحالِكاتِ،
علَى الْمُثقَّفِينَ الْمُوَفَّقِينَ إِنَارةُ الدروبِ بِحِكمةٍ لِمواجهةِ ساعةِ هَيَجانِ الْجماهيرِ التِي تَتَقاسمُ الآلامَ، وتتشاطرُ الْمَآسِيَ والأحزانَ، فَهِيَ مِن جاكَرْتَا إلى بلادِ الْمَغرِبِ العربيِّ جَسدٌ واحِدٌ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق