بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رائعة الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدِيِا الرجزيةُ التي حدَّث فيها بنعمة ربه عز وجل على وَالِده وَشَيْخه : الشَّيْخ سِيدِيَّا الْكَبِير رحم الله السلف ووفق لِاتِّبَاعِه الخلف ، آمين
وهي:
يا سَيِّدِي إنِّي فَدَاكَ اللهُ بِي.....جَارُ الْحِمَى مَا عَنْهُ لِي مِنْ مَذْهَبِ
أطْنَابُكُمْ مَوْصُولَةٌ بِطُنٌبِي......لِي حَقُّ ذِي الْقُرْبَى وَحَقُّ الْجُنُبِ
وَإنَّنِي قِنٌّ لَكُمْ لَمْ اُشَبِ.......وَذُو انتِسَابٍ لَسْتُ بالمُؤْتَشَبِ
وَذُو تَعَلُّقٍ وَذُو تَحَبُّبِ......وَذُو تَمَلُّقٍ وَذُو تَربُّبِ
وَمُسْتَضِيفٌ مُرْمِلٌ لَمْ أرْغَبِ......فِي غَيْرِكُمْ لِظَمَإي والسَّغَبِ
وَسَائِلٌ وَذَاكَ غَيْرُ مَشْعَبِي......لَكِنَّنِي فِي نَيْلِكُم ْكَأشْعَبِ
وَكَمْ حُقُوقٍ لِيَ لَمْ اُؤَنَّبِ......إن قُلْتُ: أهْلُهَا بِهِمْ أوْصَى النبي
لَا أنَّ إلِّي مِنكُمُ لَمْ يُرْقَبِ......غَمْصًا لمِاَ مِن فضْلِكُمْ عُلِّقَ بِي
لَكِنْ عَدَا بِي الطَّوْرَ تَوْقُ رَقَبِي....مِن نِسْبَتِي لَكُمْ لأعْلَى مَرْقَبِ
وأحْمَدُ اللهَ فَلَوْ لَمْ اُنسَبِ......إلَى حِمَاكُمْ فِي الْوَرَى لَمْ اُحْسَبِ
وَلَمْ تَجِدْ رَكاَئبي مِن مَضْرِبِ.......فِي مَشْرِقِ الأرْضِ وَلَا فِي المَغْرِبِ
نَعَمْ كَفَانِي لِامْتِلَاءِ جُرُبِي......عِلْمِي بِكُمْ وَرُؤْيتي وقُرُبي
في جَنبِ ذَلِكَ هباَ عِندَ هَبِ.......مِلْءُ الْبَرَى مِن فِضَّةٍ وَذَهَبِ
أُمِّي فِدَاكُمْ بَعْدَ أنْ يُبْدَأ بِي.....وَبِأبِي لَوْ أنَّ غَيْرَكُمْ أبِي
ووَجْنَتِي لنَعْلِكمْ في التَّيْرَبِ......وِقَايَةٌ مِن شَوْكَةٍ وَعَقْرَبِ
مَنِ ادَّعَى عَنكُمْ غِنًى في مَذْهَبِ......إنِّي إلَى مَذْهَبِهِ لَمْ أذْهَبِ
أمَا دَرَى مِن جَهْلِهِ المُرَكَّبِ.......بِأنَّهُ سِوَى الْعَمَى لَمْ يَرْكَبِ
فَإنَّهُ لَوْلَاكُمُ لَمْ يُضْرَبِ......لَهُ بِسَهْمٍ مَا أقَلَّ مَضْرَبِ
ولم يَزَلْ حَيَاتَهُ في تَغَبِ.......ولمْ يَزِنْ بَيْنَ الوَرَى مِن زَغَبِ
وعُذْرُهُ اْلجَهْلُ وَعِلْمُ الْحَدَبِ......مِنكُمْ لَهُ أدَّى لِسُوءِ الْأدَبِ
وَمَا عَلَى عَالِي الذُّرَى مِن نَصَبِ.....في هَبَّةِ الصَّبَا ورَمْيَةِ الصَّبِي
وكيف أغْنى عنكمُ ونَسَبِي.....وَنَشَبِي مِنكُمْ ومِنكُمْ حَسَبِي
ومنكُمُ دَفْعِي ومِنكُمْ جَلَبِي.....ومنكُمُ دِرْعِي ومنكُمْ يَلَبِي
وأسَلِي وقُضُبِي ومَوْكِبِي......وجَحْفَلِي وعَضُدِي ومَنكِبِي
ومَعْقِلِي وملْجَإي ومَهْرَبِي.....ومَلْبَسِي ومَأكَلِي ومَشْرَبِي
ومِنكُمُ رَاحِي ومنكُمْ ضَرَبِي .....وَرَاحَتِي مِنكُمْ ومِنكُمْ طَرَبِي
وجَبْرُ كَسْرِيَ وجَبْرُ حَرَبِي .......وبُرْءُ دائيَ وبُرْءُ جَرَبِي
وأنتُمُ وَسِيلَتِي وسَبَبِي......لمَا إليهِ وِجْهَتِي وخَبَبِي
وأنتُمُ دَرِيئَتِي مِن لَهَبِ......نَارِ لَظَى يَوْمَ اشْتِدَادِ الصَّيْهَبِ
أمْ كَيْفَ يَغْنَى عَنكُمُ ذُو أرَبِ.....لِرَبِّهِ مِنْ عَجَمٍ وعَرَبِ
ومَالِكُ المُلْكِ الذِي لمْ يُغْلَبِ......وَفَضْلُهُ إنْ يُعْطِهِ لَا يُسْلَبِ
وَالْفِعْلُ مِنْهُ عَنْهُ لَمْ يُنَقَّبِ .......وَحُكْمُهُ فِي الْكَوْن ِلَمْ يُعَقَّبِ
وَلاَّكُمُ لِأجْلِ مِيراثِ النبي......أمْرَ الوَرَى مِنْ أقْرَبٍ وأجْنَبِي
رَحْبُ الفَضَا لوْلَاكُمُ لمْ يَرْحُبِ.......ولمْ تُجَدْ جُرْزٌ بغُرِّ السُّحُبِ
وإنْ يَصبْ صَوْبُ الحَيَا وَيُصِبِ......لَمْ يُحْيِ مَيْتاً دُونَكُمْ ويُخْصِبِ
والدَّرُّ لَوْلَا رَغْسُكُمْ لَمْ يُحْلَبِ.......والدُّرُّ لَوْلَا سِعْرُكُمْ لَمْ يُجْلَبِ
إذْ لِرَحَى الْأكْوَانِ حَقُّ القُطُبِ.......أنتُمْ وَهَلْ تَغْنَى الرَّحى عن قُطُبِ ؟
فَلْيُؤْمِنِ الْحَسُودُ أوْ يُكَذِّبِ......مَا طُرُقُ الْحَقِّ كَطُرْقِ الْكَذِبِ
وأنتُمُ غَيْثُ وغَوْثُ المُجْدِبِ.......والنادِبِ الملْهوفِ والمُنتَدِبِ
ألْفيْتُمُ الدِّينَ بقُطْرِ المغرب.......طارتْ به في الجَوِّ عَنقا مغرب
وَرَسْمُهُ عَفتْهُ هُوجُ النُّكُبِ......وَلَمْ تُعَجْ لَهُ صُدُورُ الرُّكُبِ
فَشِدْتُمُ دُعُمَ كُلِّ خَرِبِ.......مِنْهُ فَلَمْ يُهْدَمْ وَلَمْ يَضْطَرِبِ
وَعَنْهُ ذُدتُّم بِشَبَا ذي شُطَبِ.........يُجَرِّعُ البُغَاةَ كَأسَ الْعَطَبِ
مَهْمَا يَسُمْهُ الْخَسْفَ ضَخْمُ الْقَبْقَبِ......قَالَتْ سُيُوفُ الحقِّ فيه قَبْ قَبِ
فبَزَغَتْ شمسُ الهُدَى فِي الْغَيْهَبِ.......فَابْيَضَّ كُلُّ أسْوَدٍ وَأكْهَبِ
مُشْرِقةً في نُورِهَا المُحْتَجِبِ .......تَبَارَكَ اللهُ كَأن لَمْ تَجِبِ
مِن نُّورِهَا اسْتَمَدَّ نُورُ الشُّهُبِ.......فَلَاحَتَ اسْعُدُ السِّنِينَ الشُّهُبِ
فَطَابَتِ الْحَالُ التِي لَمْ تَطِبِ......وَأرْطَبَ الْعَيْشُ الذِي لَمْ يُرْطِبِ
وَآضَ صَابُ الدَّهْرِ بِنتَ الْعِنَبِ......وَعَاضَ نَابَهُ بِبَرْدِ الشَّنَبِ
بُورِكَ فِيكُمُ وَفِي مُطَيَّبِ ......مَا حُزْتُمُوهُ باَدِيهِ والمُغَيَّبِ
وَاللهُ يُبْقِيكمْ لِنَفْيِ الرِّيَبِ......وَنَفْعِنَا مِنْ حَاضِرٍ وَغَيَبِ
وَعَن سَبِيلِ الْأبْطَحِيِّ الْيَثْربِي......جَزَاكُمُ خَيْرَ الْجَزَا خَيْرُ رَبِ
أدْعُوهُ فِي كَمَالِهِ المْسْتَوْجِبِ......أنَّا مَتَى مَا نَدْعُهُ يَسْتَجِبِ
مُوقِناً انَّ غَيْرَهُ لَمْ يَهَبِ......وَلَا يَقِي في رَغَبٍ ورَهَبِ
بِالِاسْم الَاعْظَمِ وَمَا لَهُ اجْتُبِي.....مِن صِفَةٍ وَاسْمٍ وَآيِ الكُتُبِ
وَالَانبِيَاءِ كُلِّهِمْ والنُّخَبِ.....من رُسْلهم والمُصْطفى المُنتَخَبِ
والآلِ والْأصْحَابِ والمُنتَسِبِ.....والَاوْلِيَا والمؤْمنِ المُحْتَسِبِ
وبالمَلَائِكَةِ والمُقَرَّبِ.....وَرُسْلِهِمْ مِنْ أقْرَبٍ فَأقْرَبِ
أنْ يُولِيَ الرِّضَا الذِي لَمْ يُعْقَبِ.....بِسَخطٍ لَكُمْ وَطُولَ الحِقَبِ
وأنْ يَزيدَ مِنْ عَوَالِي الرُّتَبِ.....مَقَامَكُمْ دُون عَنَا وتَعَبِ
وأن يَقِي نِعْمَتَكمْ من سَلَبِ.....وأنْ يَقِيكمْ شرَّ كلِّ مِخْلَبِ
وَحَاسِدٍ وَرَاصِدٍ مُرْتَقِبِ......وَنَافِثٍ وَغَاسِقٍ إنْ يَقِبِ
وَعَائِنٍ وَخَائنٍ مُخْتَلِبِ......وَهَاتِكٍ وَفَاتِكٍ مُسْتَلِبِ
وأنْ يُبَارِكَ لَكُمْ فِي الْعَقِبِ......مِنكُمْ فيَحْظَى بثَباتِ العَقِبِ
وَمِنْهُ جَلَّ وَهْوَ مُولِي الرَّغَبِ.....وَفَاطِرُ السَّبْعَيْنِ دُونَ لَغَبِ
أرْجُو بِكُمْ نَيْلَ جَمِيعِ الْأرَبِ.....وَدَرْكَ هِمْلَاجِي هَوَادِي الرَّبْرَبِ
وَفَوْزَ سُهْمَانِي بِكُلِّ مَطْلَبِ......قَصَّرَ عَنْهُ كُلُّ مَاضٍ قُلَّبِ
وحَمْلِيَ الْعِبْءَ بصُلْبٍ صُلَّبِ......وَكَوْنَ بَرْقي غَيْرَ بَرْقٍ خُلَّبِ
ومَدَّ غَمْرِكُمْ مَعِينِ المَسْكَبِ.......بَرْضِي ونور ِالشمسِ منكُمْ كَوْكَبِي
ومَتْحِيَ الْغرْبَ بِأقْوَى سَبَبِ......وأنْ يُفَرِّجَ تَعَالَى كُرَبِي
وأنْ أفُوتَ دَرْكَ كُلِّ طَلَبِ.......وأدْرِكَ المطلوبَ دُون طَلَبِ
وأحْرُزَ الخَصْلَ بغيرِ تعبِ......وأخْرُزَ الخرْقَ بخيرِ مِشْعَبِ
وأن اُبَلَّغَ المُنى لم تَجُبِ ......فِيحَ المَوَامِي النائياتِ نُجُبِي
ويَسْتَقِيمَ عَرَجي ونَكبَيٍ ......وأرْكَبَ النَّجَاةَ خَيْرَ مَرْكبِ
وتُبْرِدُوا مِنْ غُلَّتي بِنُغَبِ.....مِن ثَلْجِكُمْ تُزْرِي بِبَرُدِ الثَّغَبِ
وَتَسْمَحُوا بنَظْرةٍ مِنْ حَدِبِ.....بِهَا يُقامُ أوَدُ المُحْدَوْدِبِ
وتَنفَحُوا بِنَفْحَةٍ مِن طَيِّبِ ......طِيبِكم المُطَيَّبِ الُمُطَيِّبِ
وتنشلوا بجَذْبةٍ مَنْ يُجْذَبِ .....بِهَا يَصِلْ بِهَا فَلَمْ يُذَبْذَبِ
حتى اُرَى بِالنَّائِلِ المُكْتَسَبِ.....مِنكُمْ إلَيْكُمْ صَادِقَ المُنتَسَبِ
فَيَتَوَلاَّنِي الذِي إنْ أكْسِبِ .....وِلَايَةً مِنْهُ فَذَاكَ مُحْسِبِي
لَازِلْتُمُ فِي الْحَرَمِ المُحَجَّبِ.....والنَّاسُ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عَجَبِ
وَأنتُمُ فِي قُطْرِهِ المُرَجَّبِ......وَعَصْرِهِ في مَكَّةٍ وَرَجَبِ
يَأتِيهِ فَلَّ أرَبٍ وهَرَبِ.......كلُّ أخِي مَخَافَةٍ وَتَرَبِ
فَآمِلٌ سَيْحَ جِمامِ القُلُبِ.......ومُشْتَكٍ هَضْمَ اللُّصُوصِ الْغُلُبِ
وَمُسْتَرَقٌّ رَامَ فَكَّ الرَّقَبِ.....وَسَالِكٌ رَامَ جَوَازَ الْعَقَبِ
وَسَائلٌ عَن مُشْكلٍ مُسْتَصْعَبِ......وَجَاهِلٌ يَمْشِي كَمَشْيِ المُصْعَبِ
فَيُلْتَقَى جَمِيعُهُمْ بِمَرْحَبِ......وتُبْسَطُ البُسْطُ لَهُمْ بالرَّحَبِ
وآدِبٌ بالنَّقَرَى لَمْ يَدْرَبِ......وَالْجَفَلَى مَهْما دَعَاهَا يَطْرَبِ
تَرَاهُمُ لَدَى الْجَنَابِ المُخْصِبِ.....عَلَى الْقِرَى كَالْعَكَرِ المُعْصَوْصِبِ
فَمَنْ يُقِمْ يُزَدْ عَلَى المُطَّلَبِ......وَمَنْ يَؤُبْ فَحَامِدُ المُنقَلَبِ
وَلَا يَزَلْ بَرْقُ نَدَاكمْ يَطَّبِي......أهْلَ الْقَرِيضِ نَحْوَكُمْ وَالْخُطَبِ
رِكَابُهُمْ يَنْهَجْنَ كُلَّ نَيْسَبِ.......مِن سبْسَبٍ خَوَارِجًا لِسَبْسَبِ
لمَّا رَأوْا مُهْدي الثَّنا في نُصُبِ.....إلَّا لَكُمْ لَمْ يَذْبَحُوا للنُّصُبِ
والْكُلُّ عَدَّ نَفْسَهُ كالمُذْنِبِ.......لِعَجْزِهِ أطْنَبَ أوْ لَمْ يُطْنِبِ
وَكُلُّ مَنْ أصَابَ أوْلَمْ يُصِبِ.....تُغْضُونَ عَنْهُ مِنْ عُلُوِّ المنصِبِ
فتُتْحِفُونَهُمْ بِكُلِّ أرَبِ...... تَأسِّيًا بِالْحَنَفِيِّ الْيَثْربي
أتْحَفَهُ اللهُ بِغَيْثٍ صيِّبِ......مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ الطَّيِّبِ
وَالْآلَ وَالصَّحْبَ وَكُلَّ مُجْتَبِ.......دِينَ النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى لَمْ يَرْتَبِ
مَا فَازَ بِالشُّرْبِ قَصِيرُ الْكَرَبِ.......مِنَ ازْرَقِ الْجَمِّ قَرِيبِ المْشَرَبِ
وَلَمْ يَؤُبْ فَوْقَ رِكابٍ خُيَّبِ......مَنِ انتَهَوْا لِوَلَدِ المُسَيِّبِ
جَاءَتْ بِقَصْدِ الزَّوْرِ وَالتَّقَرُّبِ......تَسْحَبُ ذُلاً خَدَّهَا فِي التَّيْرَبِ
هَذَّبَهَا مَن لَيْسَ بِالْمُهَذِّبِ.......لَكِنَّهُ فِي ضِمْنِها لَمْ يَكْذِبِ
تَمْرِي النَّدَى الذِي بِدَرِّهِ حُبِي.....مُهْدِي الثَّنا مَرْيَ الصَّباَ للسُّحُبِ
تَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ دَوَاهِي الْحِقَبِ.....وَالْفَوْزَ بِالنُّجْحِ وحُسْنِ العَقِبِ .
يا سَيِّدِي إنِّي فَدَاكَ اللهُ بِي.....جَارُ الْحِمَى مَا عَنْهُ لِي مِنْ مَذْهَبِ
أطْنَابُكُمْ مَوْصُولَةٌ بِطُنٌبِي......لِي حَقُّ ذِي الْقُرْبَى وَحَقُّ الْجُنُبِ
وَإنَّنِي قِنٌّ لَكُمْ لَمْ اُشَبِ.......وَذُو انتِسَابٍ لَسْتُ بالمُؤْتَشَبِ
وَذُو تَعَلُّقٍ وَذُو تَحَبُّبِ......وَذُو تَمَلُّقٍ وَذُو تَربُّبِ
وَمُسْتَضِيفٌ مُرْمِلٌ لَمْ أرْغَبِ......فِي غَيْرِكُمْ لِظَمَإي والسَّغَبِ
وَسَائِلٌ وَذَاكَ غَيْرُ مَشْعَبِي......لَكِنَّنِي فِي نَيْلِكُم ْكَأشْعَبِ
وَكَمْ حُقُوقٍ لِيَ لَمْ اُؤَنَّبِ......إن قُلْتُ: أهْلُهَا بِهِمْ أوْصَى النبي
لَا أنَّ إلِّي مِنكُمُ لَمْ يُرْقَبِ......غَمْصًا لمِاَ مِن فضْلِكُمْ عُلِّقَ بِي
لَكِنْ عَدَا بِي الطَّوْرَ تَوْقُ رَقَبِي....مِن نِسْبَتِي لَكُمْ لأعْلَى مَرْقَبِ
وأحْمَدُ اللهَ فَلَوْ لَمْ اُنسَبِ......إلَى حِمَاكُمْ فِي الْوَرَى لَمْ اُحْسَبِ
وَلَمْ تَجِدْ رَكاَئبي مِن مَضْرِبِ.......فِي مَشْرِقِ الأرْضِ وَلَا فِي المَغْرِبِ
نَعَمْ كَفَانِي لِامْتِلَاءِ جُرُبِي......عِلْمِي بِكُمْ وَرُؤْيتي وقُرُبي
في جَنبِ ذَلِكَ هباَ عِندَ هَبِ.......مِلْءُ الْبَرَى مِن فِضَّةٍ وَذَهَبِ
أُمِّي فِدَاكُمْ بَعْدَ أنْ يُبْدَأ بِي.....وَبِأبِي لَوْ أنَّ غَيْرَكُمْ أبِي
ووَجْنَتِي لنَعْلِكمْ في التَّيْرَبِ......وِقَايَةٌ مِن شَوْكَةٍ وَعَقْرَبِ
مَنِ ادَّعَى عَنكُمْ غِنًى في مَذْهَبِ......إنِّي إلَى مَذْهَبِهِ لَمْ أذْهَبِ
أمَا دَرَى مِن جَهْلِهِ المُرَكَّبِ.......بِأنَّهُ سِوَى الْعَمَى لَمْ يَرْكَبِ
فَإنَّهُ لَوْلَاكُمُ لَمْ يُضْرَبِ......لَهُ بِسَهْمٍ مَا أقَلَّ مَضْرَبِ
ولم يَزَلْ حَيَاتَهُ في تَغَبِ.......ولمْ يَزِنْ بَيْنَ الوَرَى مِن زَغَبِ
وعُذْرُهُ اْلجَهْلُ وَعِلْمُ الْحَدَبِ......مِنكُمْ لَهُ أدَّى لِسُوءِ الْأدَبِ
وَمَا عَلَى عَالِي الذُّرَى مِن نَصَبِ.....في هَبَّةِ الصَّبَا ورَمْيَةِ الصَّبِي
وكيف أغْنى عنكمُ ونَسَبِي.....وَنَشَبِي مِنكُمْ ومِنكُمْ حَسَبِي
ومنكُمُ دَفْعِي ومِنكُمْ جَلَبِي.....ومنكُمُ دِرْعِي ومنكُمْ يَلَبِي
وأسَلِي وقُضُبِي ومَوْكِبِي......وجَحْفَلِي وعَضُدِي ومَنكِبِي
ومَعْقِلِي وملْجَإي ومَهْرَبِي.....ومَلْبَسِي ومَأكَلِي ومَشْرَبِي
ومِنكُمُ رَاحِي ومنكُمْ ضَرَبِي .....وَرَاحَتِي مِنكُمْ ومِنكُمْ طَرَبِي
وجَبْرُ كَسْرِيَ وجَبْرُ حَرَبِي .......وبُرْءُ دائيَ وبُرْءُ جَرَبِي
وأنتُمُ وَسِيلَتِي وسَبَبِي......لمَا إليهِ وِجْهَتِي وخَبَبِي
وأنتُمُ دَرِيئَتِي مِن لَهَبِ......نَارِ لَظَى يَوْمَ اشْتِدَادِ الصَّيْهَبِ
أمْ كَيْفَ يَغْنَى عَنكُمُ ذُو أرَبِ.....لِرَبِّهِ مِنْ عَجَمٍ وعَرَبِ
ومَالِكُ المُلْكِ الذِي لمْ يُغْلَبِ......وَفَضْلُهُ إنْ يُعْطِهِ لَا يُسْلَبِ
وَالْفِعْلُ مِنْهُ عَنْهُ لَمْ يُنَقَّبِ .......وَحُكْمُهُ فِي الْكَوْن ِلَمْ يُعَقَّبِ
وَلاَّكُمُ لِأجْلِ مِيراثِ النبي......أمْرَ الوَرَى مِنْ أقْرَبٍ وأجْنَبِي
رَحْبُ الفَضَا لوْلَاكُمُ لمْ يَرْحُبِ.......ولمْ تُجَدْ جُرْزٌ بغُرِّ السُّحُبِ
وإنْ يَصبْ صَوْبُ الحَيَا وَيُصِبِ......لَمْ يُحْيِ مَيْتاً دُونَكُمْ ويُخْصِبِ
والدَّرُّ لَوْلَا رَغْسُكُمْ لَمْ يُحْلَبِ.......والدُّرُّ لَوْلَا سِعْرُكُمْ لَمْ يُجْلَبِ
إذْ لِرَحَى الْأكْوَانِ حَقُّ القُطُبِ.......أنتُمْ وَهَلْ تَغْنَى الرَّحى عن قُطُبِ ؟
فَلْيُؤْمِنِ الْحَسُودُ أوْ يُكَذِّبِ......مَا طُرُقُ الْحَقِّ كَطُرْقِ الْكَذِبِ
وأنتُمُ غَيْثُ وغَوْثُ المُجْدِبِ.......والنادِبِ الملْهوفِ والمُنتَدِبِ
ألْفيْتُمُ الدِّينَ بقُطْرِ المغرب.......طارتْ به في الجَوِّ عَنقا مغرب
وَرَسْمُهُ عَفتْهُ هُوجُ النُّكُبِ......وَلَمْ تُعَجْ لَهُ صُدُورُ الرُّكُبِ
فَشِدْتُمُ دُعُمَ كُلِّ خَرِبِ.......مِنْهُ فَلَمْ يُهْدَمْ وَلَمْ يَضْطَرِبِ
وَعَنْهُ ذُدتُّم بِشَبَا ذي شُطَبِ.........يُجَرِّعُ البُغَاةَ كَأسَ الْعَطَبِ
مَهْمَا يَسُمْهُ الْخَسْفَ ضَخْمُ الْقَبْقَبِ......قَالَتْ سُيُوفُ الحقِّ فيه قَبْ قَبِ
فبَزَغَتْ شمسُ الهُدَى فِي الْغَيْهَبِ.......فَابْيَضَّ كُلُّ أسْوَدٍ وَأكْهَبِ
مُشْرِقةً في نُورِهَا المُحْتَجِبِ .......تَبَارَكَ اللهُ كَأن لَمْ تَجِبِ
مِن نُّورِهَا اسْتَمَدَّ نُورُ الشُّهُبِ.......فَلَاحَتَ اسْعُدُ السِّنِينَ الشُّهُبِ
فَطَابَتِ الْحَالُ التِي لَمْ تَطِبِ......وَأرْطَبَ الْعَيْشُ الذِي لَمْ يُرْطِبِ
وَآضَ صَابُ الدَّهْرِ بِنتَ الْعِنَبِ......وَعَاضَ نَابَهُ بِبَرْدِ الشَّنَبِ
بُورِكَ فِيكُمُ وَفِي مُطَيَّبِ ......مَا حُزْتُمُوهُ باَدِيهِ والمُغَيَّبِ
وَاللهُ يُبْقِيكمْ لِنَفْيِ الرِّيَبِ......وَنَفْعِنَا مِنْ حَاضِرٍ وَغَيَبِ
وَعَن سَبِيلِ الْأبْطَحِيِّ الْيَثْربِي......جَزَاكُمُ خَيْرَ الْجَزَا خَيْرُ رَبِ
أدْعُوهُ فِي كَمَالِهِ المْسْتَوْجِبِ......أنَّا مَتَى مَا نَدْعُهُ يَسْتَجِبِ
مُوقِناً انَّ غَيْرَهُ لَمْ يَهَبِ......وَلَا يَقِي في رَغَبٍ ورَهَبِ
بِالِاسْم الَاعْظَمِ وَمَا لَهُ اجْتُبِي.....مِن صِفَةٍ وَاسْمٍ وَآيِ الكُتُبِ
وَالَانبِيَاءِ كُلِّهِمْ والنُّخَبِ.....من رُسْلهم والمُصْطفى المُنتَخَبِ
والآلِ والْأصْحَابِ والمُنتَسِبِ.....والَاوْلِيَا والمؤْمنِ المُحْتَسِبِ
وبالمَلَائِكَةِ والمُقَرَّبِ.....وَرُسْلِهِمْ مِنْ أقْرَبٍ فَأقْرَبِ
أنْ يُولِيَ الرِّضَا الذِي لَمْ يُعْقَبِ.....بِسَخطٍ لَكُمْ وَطُولَ الحِقَبِ
وأنْ يَزيدَ مِنْ عَوَالِي الرُّتَبِ.....مَقَامَكُمْ دُون عَنَا وتَعَبِ
وأن يَقِي نِعْمَتَكمْ من سَلَبِ.....وأنْ يَقِيكمْ شرَّ كلِّ مِخْلَبِ
وَحَاسِدٍ وَرَاصِدٍ مُرْتَقِبِ......وَنَافِثٍ وَغَاسِقٍ إنْ يَقِبِ
وَعَائِنٍ وَخَائنٍ مُخْتَلِبِ......وَهَاتِكٍ وَفَاتِكٍ مُسْتَلِبِ
وأنْ يُبَارِكَ لَكُمْ فِي الْعَقِبِ......مِنكُمْ فيَحْظَى بثَباتِ العَقِبِ
وَمِنْهُ جَلَّ وَهْوَ مُولِي الرَّغَبِ.....وَفَاطِرُ السَّبْعَيْنِ دُونَ لَغَبِ
أرْجُو بِكُمْ نَيْلَ جَمِيعِ الْأرَبِ.....وَدَرْكَ هِمْلَاجِي هَوَادِي الرَّبْرَبِ
وَفَوْزَ سُهْمَانِي بِكُلِّ مَطْلَبِ......قَصَّرَ عَنْهُ كُلُّ مَاضٍ قُلَّبِ
وحَمْلِيَ الْعِبْءَ بصُلْبٍ صُلَّبِ......وَكَوْنَ بَرْقي غَيْرَ بَرْقٍ خُلَّبِ
ومَدَّ غَمْرِكُمْ مَعِينِ المَسْكَبِ.......بَرْضِي ونور ِالشمسِ منكُمْ كَوْكَبِي
ومَتْحِيَ الْغرْبَ بِأقْوَى سَبَبِ......وأنْ يُفَرِّجَ تَعَالَى كُرَبِي
وأنْ أفُوتَ دَرْكَ كُلِّ طَلَبِ.......وأدْرِكَ المطلوبَ دُون طَلَبِ
وأحْرُزَ الخَصْلَ بغيرِ تعبِ......وأخْرُزَ الخرْقَ بخيرِ مِشْعَبِ
وأن اُبَلَّغَ المُنى لم تَجُبِ ......فِيحَ المَوَامِي النائياتِ نُجُبِي
ويَسْتَقِيمَ عَرَجي ونَكبَيٍ ......وأرْكَبَ النَّجَاةَ خَيْرَ مَرْكبِ
وتُبْرِدُوا مِنْ غُلَّتي بِنُغَبِ.....مِن ثَلْجِكُمْ تُزْرِي بِبَرُدِ الثَّغَبِ
وَتَسْمَحُوا بنَظْرةٍ مِنْ حَدِبِ.....بِهَا يُقامُ أوَدُ المُحْدَوْدِبِ
وتَنفَحُوا بِنَفْحَةٍ مِن طَيِّبِ ......طِيبِكم المُطَيَّبِ الُمُطَيِّبِ
وتنشلوا بجَذْبةٍ مَنْ يُجْذَبِ .....بِهَا يَصِلْ بِهَا فَلَمْ يُذَبْذَبِ
حتى اُرَى بِالنَّائِلِ المُكْتَسَبِ.....مِنكُمْ إلَيْكُمْ صَادِقَ المُنتَسَبِ
فَيَتَوَلاَّنِي الذِي إنْ أكْسِبِ .....وِلَايَةً مِنْهُ فَذَاكَ مُحْسِبِي
لَازِلْتُمُ فِي الْحَرَمِ المُحَجَّبِ.....والنَّاسُ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عَجَبِ
وَأنتُمُ فِي قُطْرِهِ المُرَجَّبِ......وَعَصْرِهِ في مَكَّةٍ وَرَجَبِ
يَأتِيهِ فَلَّ أرَبٍ وهَرَبِ.......كلُّ أخِي مَخَافَةٍ وَتَرَبِ
فَآمِلٌ سَيْحَ جِمامِ القُلُبِ.......ومُشْتَكٍ هَضْمَ اللُّصُوصِ الْغُلُبِ
وَمُسْتَرَقٌّ رَامَ فَكَّ الرَّقَبِ.....وَسَالِكٌ رَامَ جَوَازَ الْعَقَبِ
وَسَائلٌ عَن مُشْكلٍ مُسْتَصْعَبِ......وَجَاهِلٌ يَمْشِي كَمَشْيِ المُصْعَبِ
فَيُلْتَقَى جَمِيعُهُمْ بِمَرْحَبِ......وتُبْسَطُ البُسْطُ لَهُمْ بالرَّحَبِ
وآدِبٌ بالنَّقَرَى لَمْ يَدْرَبِ......وَالْجَفَلَى مَهْما دَعَاهَا يَطْرَبِ
تَرَاهُمُ لَدَى الْجَنَابِ المُخْصِبِ.....عَلَى الْقِرَى كَالْعَكَرِ المُعْصَوْصِبِ
فَمَنْ يُقِمْ يُزَدْ عَلَى المُطَّلَبِ......وَمَنْ يَؤُبْ فَحَامِدُ المُنقَلَبِ
وَلَا يَزَلْ بَرْقُ نَدَاكمْ يَطَّبِي......أهْلَ الْقَرِيضِ نَحْوَكُمْ وَالْخُطَبِ
رِكَابُهُمْ يَنْهَجْنَ كُلَّ نَيْسَبِ.......مِن سبْسَبٍ خَوَارِجًا لِسَبْسَبِ
لمَّا رَأوْا مُهْدي الثَّنا في نُصُبِ.....إلَّا لَكُمْ لَمْ يَذْبَحُوا للنُّصُبِ
والْكُلُّ عَدَّ نَفْسَهُ كالمُذْنِبِ.......لِعَجْزِهِ أطْنَبَ أوْ لَمْ يُطْنِبِ
وَكُلُّ مَنْ أصَابَ أوْلَمْ يُصِبِ.....تُغْضُونَ عَنْهُ مِنْ عُلُوِّ المنصِبِ
فتُتْحِفُونَهُمْ بِكُلِّ أرَبِ...... تَأسِّيًا بِالْحَنَفِيِّ الْيَثْربي
أتْحَفَهُ اللهُ بِغَيْثٍ صيِّبِ......مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ الطَّيِّبِ
وَالْآلَ وَالصَّحْبَ وَكُلَّ مُجْتَبِ.......دِينَ النَّبِيِّ الْمُجْتَبَى لَمْ يَرْتَبِ
مَا فَازَ بِالشُّرْبِ قَصِيرُ الْكَرَبِ.......مِنَ ازْرَقِ الْجَمِّ قَرِيبِ المْشَرَبِ
وَلَمْ يَؤُبْ فَوْقَ رِكابٍ خُيَّبِ......مَنِ انتَهَوْا لِوَلَدِ المُسَيِّبِ
جَاءَتْ بِقَصْدِ الزَّوْرِ وَالتَّقَرُّبِ......تَسْحَبُ ذُلاً خَدَّهَا فِي التَّيْرَبِ
هَذَّبَهَا مَن لَيْسَ بِالْمُهَذِّبِ.......لَكِنَّهُ فِي ضِمْنِها لَمْ يَكْذِبِ
تَمْرِي النَّدَى الذِي بِدَرِّهِ حُبِي.....مُهْدِي الثَّنا مَرْيَ الصَّباَ للسُّحُبِ
تَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ دَوَاهِي الْحِقَبِ.....وَالْفَوْزَ بِالنُّجْحِ وحُسْنِ العَقِبِ .