Translate

الاثنين، نوفمبر 24، 2008

بين يدي الذكرى الثامنة والأربعين للاستقلال


    بعد أيام قلائل تحل ذكرى الاستقلال الثامنة والأربعون والبلاد تسير خطوة إلى الأمام وخطوتين بل عشر خطوات إلى الوراء ،لا يحميها سوى رمالها المتمردة وصحاريها المضلة والبساطة المفرطة لشعبها المسالم القنوع المتغافل ،والساسة يخوضون غمار السياسة متعلقين بمطامحهم ومطامعهم ،يتلونون بكل لون يرونه لافتا لانتباه من يريدون استمالته والتأثير على توجهاته ،فهم إما أن يتحكموا فيه وإما أن يبقوه محايدا حيادا إيجابيا صامتا صمت الجماد عن موبقاتهم التي تـئـد الهمم وتصرع الأمل ،ويتنازعون بينهم تنازع السوقة ويتفاهمون تفاهم الضرائر ،والمال العام في نظر أغلبهم غنيمة إلا أنه لا يبقى منها لله خمُس ،والشعب في نظر الغالبية منهم مجرد أصوات يتوصل إليها عند الحاجة عن طريق سماسرة محترفين يستطيعون تزوير ما لم يحصلوا عليه منها ،وهؤلاء السماسرة منزرعون في سائر كيانات المجتمع يؤَمِّنون للساسة ولاء العامة وولاء ضعفة النفوس من المثقفين الذين دهست مصاعب الحياة ومتاعبها ضمائرهم فأقبرتها ،والعاقل يفقد عقله أو يكاد ،وذلك بسبب تناقض حوادث الزمن وتلاحقها على نحو لا يتمكن فيه العقل من استيعابها استيعابا كافيا ،فلا تبلغ حادثة من الحوادث مرحلة النضج حتى تطرأ حادثة جديدة مناقضة لها شكلا ومضمونا فيتجرعها ولا يكاد يسيغها ،ففي أربع سنوات فقط تعاقب على الحكم أربعة رؤساء ،والخامس يوشك على تسلم الحكم بحسب أوساط إعلامية في إطار مقترح للتفاهم قيد المناقشة ،وإذا صدقت بعض التوقعات فإن هذا الخامس سيكون رئيس مجلس الشيوخ الذي لا تدوم ولايته كثيرا حسب الدستور وسيرحل تاركا القصرللرئيس السادس ليتم ذلك كله في أقل من أربع سنوات !! ومَجَالِي الخَطْبِ الإدِّ في هذه التحولات المتتابعة أهمُّها بالإضافة إلى ارتباك العقل أن كل رئيس ستجيء معه حاشية جديدة متعطشة إلى الفتك بالمال العام لتشرب شرب الهيم من معينه ،بينما تـنسحب سابقـتها إلى الخلف مصرة على العودة إلى سدة الحكم لتتابع نهبها لما بقي ،وسيبقى المساكين يتغنون بالعافية وقـوت اليوم ما توفرا لديهم ،وسيظلون يصفقون لكل رئيس ويدعون له بطول العمر وعرضه ،وسيخلصون له الولاء ،وسيعارض البعض منهم تثمينا لأنفسهم ليطلب الحاكم ولاءهم من خلال الصفقات القذرة ،وقد استفادوا هذه الحيلة من عملية الاحتكار للبضاعة ،فهي لم تحتكر إلا ليزيد سعرها لا لتبقى محتكرة أبدا ،وسيظل المثقفون يناقشون بدون ملل ولا كلل نفس المشاكل التي ناقشها مثقفو جيل الاستقلال ،وسيقترحون نفس الاقتراحات ،وسنتقدم خطوة إلى الأمام وخطوتين بل عشر خطوات إلى الوراء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كَتابات إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَّا



من حق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة علينا /إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ

 مِنْ حَقِّ دولةِ الإماراتِ العربيةِ الشقيقةِ علينا / إبراهيم بن موسى بن الشيخ سِيدِيَ  دَوْلةُ الْإِماراتِ الْعربيةِ الْمتحِدةِ مِنْ حَقِّه...